الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة سعادة الأستاذ مصطفى عطار.

(( كلمة سعادة الأستاذ مصطفى عطار ))

نحمدك اللهم ونصلي ونسلم على خير خلقه سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين..

أيها الأخوة الأحبة.. يحق للأخ النبيل الأستاذ عبد المقصود خوجه أن نشكره أولاً وندعو له ثم نهنئه على اختياره المسدد للاثنينية المباركة بالنخب المثقفة التي تتمتع بمكانة مرموقة وسمعة متميزة في الأوساط العلمية، والمنتديات الفكرية والثقافية لإسهاماتهم ومشاركاتهم الدائمة، علاوة على إنجازاتهم في العمل الوطني، سواء أكانوا في الوظيفة الرسمية أو في المحيط العام.

وضيف الاثنينية الليلة واحد من مفاخر بلادنا ومن العاملين النابهين الذين ما أسند إليهم عمل إلا وأدوه على خير ما يجب، وقاموا بكل التزاماته بل وأبدعوا فيه.. فهو منذ نقل كأمين عام للدارة توجه بكل طاقته ليوظف أجهزة الدارة من زملائه ليحقق برنامجه في القيام برسالة الدارة التي نص عليها المرسوم الملكي بإنشائها في الخامس عشر من شهر محرم لعام 1392هـ كهيئة مستقلة ذات أبعاد شخصية اعتبارية يديرها مجلس إدارة بكافة الصلاحيات اللازمة. والغرض من إنشائها خدمة تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية بخاصة، والجزيرة العربية وبلاد العرب والإسلام بعامة.. ويتابع نص المرسوم ليوضح أن تلك المهام الكبيرة تتم عن طريق إنجاز البحوث ونشرها وجلب الوثائق والمخطوطات وتحقيقها.. وماذا أيضاً؟ إصدار مجلة تحمل اسمها، كما أنها المركز الوطني للوثائق والمخطوطات بمقتضى الموافقة السامية في العشرين من الشهر الخامس للعام 1396هـ، أرأيتم هذه المهام والأعباء العلمية الثقيلة المتنوعة نهض بمسؤولياتها أولاً: بترتيب داخل الدارة من إيجاد قواعد المعلومات في الحاسب الآلي، وأرشيف كامل يستجيب للمتطلبات مع مكتبة بحث متطورة وحديثة في خدماتها للباحثين.. وتكوين صلات وثيقة مع المراكز البحثية المتناظرة في دول الخليج وغيرها من الدول الأجنبية.

وإن من حسن حظ الدارة وأمينها أن تولى سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، رئاسته لمجلس إدارة الدارة، فتعززت ميزانيتها، وتعاظم دورها، وتكاثرت مطبوعاتها وإصداراتها.. وعُني بعملية الإهداء للأدباء والمفكرين، بحيث تصلهم إلى حيث يكونون.. وأيضاً اتسعت دائرة التبادل بين المؤسسات العلمية والمكتبات المتخصصة.

وخشية الإطالة نصرف النظر عن سرد بعض أسماء الإصدارات.. غير أني أجد من المناسب هنا أن أذكّر أخي الدكتور فهد بأن بلادنا ستحتفل بمكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية، بموجب ما أُقِرَّ في مؤتمر وزراء الإعلام والثقافة بالعاصمة القطرية، ويكون ذلك عام 1426هـ، فلا شك أن دارة الملك عبد العزيز لها إسهام كبير وهي حَرِيَّة بذلك بإقامة معرض في مكة, وعقد ندوات من إصدارات الدارة خاصة ما يتصل بمكة المكرمة.. من أمثال: كتاب سنوك المستشرق الهولندي، وقد طبعت الدارة الجزأين، ومعجم الأماكن الوارد ذكرها في صحيح الإمام البخاري للشيخ بن جنيدل، وأطلس المملكة التاريخي، وموسوعة أحداث المملكة في مائة عام، وموسوعة أعلام المملكة وأطلس مكة المكرمة، وهذا الأطلس كعادة الأخوان الذين تحدثوا.. كعادة الدكتور فهد أطلس مكة حينما عرض عرضه الدكتور فهد على سمو ولي العهد ومعه المؤلفان، فهذا شيء جميل جداً ويشكر عليه الدكتور فهد أن يحفظ لأصحاب الحقوق حقهم. و "رحلة الربيع" لمؤلفها الأستاذ فؤاد شاكر، هذه رحلة قام بها أبناء مكة المكرمة حينما دعاهم الملك عبد العزيز فسجلت هذه الرحلة باسم "رحلة الربيع".

عفواً أيها الأخ الكريم.. وأيها الأخوة الأفاضل.. أن هناك مؤلفات كثيرة وقيِّمة آمل أن نراها ونعرضها في هذه المناسبة التاريخية، وأستاذنا عبد المقصود خوجه له مفاجأة كبرى ستعرض بمناسبة مكة عاصمة الثقافة الإسلامية، تبلغ أكثر من أربعين مجلداً، ولما رأت الدولة الاحتفال بمئوية التأسيس أنشأت لها أمانة عامة، واختير الدكتور السماري أميناً مساعداً وعضواً في اللجنة التحضيرية، مما جعله يشارك مشاركات إيجابية يعادل إمكانيتها ورسالتها فتعاونت مع الأمانة العامة بإقامة ندوات ومعارض للكتب وللصور التذكارية، وإصدار مصنفات تاريخية قيمة، ومن إسهامات ضيفنا الكريم كأكاديمي وأستاذ مشارك في جامعة الإمام فلم يتخلى عن الإشراف على بعض رسائل الدكتوراه والماجستير، ومن حسن حظ الدكتور وحظنا أن الرسالتين لما أشرف عليهما رسالة الماجستير أولاهما: رسالة الماجستير بعنوان الحج في عهد الملك عبد العزيز، ونوقشت الرسالة، وأرجو أن يعمل الدكتور على طبعها إن لم تطبع، وثانيهما: رسالة دكتوراه عن مديرية المعارف، من عام 1344هـ إلى 1373هـ، هذه الرسالة في غاية الأهمية يبدو أن الدكتور يعمل على إخراجها للنور لأنها تسجيل وبحث علمي من تاريخ سعي المملكة في سبيل نشر التعليم في أنحاء المملكة التي تشبه قارة مترامية الأطراف، وقبل أن أنهي كلمتي لا نزال أيضاً في سبيل تعداد مآثر سعادة الدكتور فهد أنه خطى في مجلة "الدارة" خطوات عظيمة وصارت تصدر لها إصدارات فيها رصد لرجال العلم والمعرفة من الرواد الأوائل وغيرها، وهي مجلة محكمة تُنشَر فيها الأبحاث العلمية، وتساعد أساتذة الجامعات بأن ينشروا فيها أبحاث الترقية فهذا أمر خطير.

ثم يا أخواني أرجو أن تسمحوا لي ما دامت هذه الاثنينية اثنينية الوفاء والدكتور فهد جزاه الله خيرا كما ذكرنا وكما ذكر الأخوان من صفاته وأخلاقه العظيمة أن معالي الشيخ حسن آل الشيخ وزير المعارف الأسبق ووزير التعليم العالي بعد إذ كان له دور كبير في دارة الملك عبد العزيز حين وجه من جلالة الملك فيصل بإنشاء هذه الدارة، فقام بها وأيضاً أشرف على المجلة واختار خيرة الرجال ليقودوا هذه المؤسسة العظيمة، وجاء الدكتور فهد ولله الحمد وكما ترون وكما نرى جميعاً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عريف الحفل:

أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة..

الأخوة الحضور.. الأخوات الفاضلات..

كلنا شوق للاستماع إلى فارس اثنينية هذا الأسبوع، الدكتور فهد بن عبد الله بن عبد العزيز السماري.