شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور جميل مرداد ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، وصلوات ربه وسلامه على سيدي المصطفى، وآله وصحبه وسلم أجمعين.
يا سادتي وسيداتي.. الحديث عن علاقة فهد السماري الباحث والمؤرخ بالدارة حديث ذو شجون، وما أعددت عنهما قد لا يطول ولكنه لا ينتقص بأي حال من الأحوال من قدرهما، ولكنها محاولة للنظر في هذه العلاقة من زاوية اهتمامات الأكاديمية كدارس للعلوم السياسية، إذ يركز المهتمون بالدراسات المقارنة للأنظمة السياسية على ما يعرف "بالأنساق العقدية" لهذه الأنظمة السياسية، لما لهذه الأنساق من أهمية كبرى في التأثير على النظام السياسي. والأنساق العقدية بشكل عام هي مجموعة الخبرات الجماعية والتقاليد والمعتقدات ذات الطبيعة العقائدية، والتاريخية والاجتماعية والسياسية والحضارية والثقافية كذلك التي تراكمت عبر الزمن.
ولهذا كانت دراسة النسق العقدي لأي نظام سياسي هي المفتاح نحو فهم طبيعة وتوجهات وسياسات النظام السياسي في التعامل مع معطيات وتحديات التفاعل الدولي. وتستقطب دراسة النسق العقدي السعودي بمكوناته:
العقائدية: التي ترتكز على الإسلام.
والتاريخية: التي تتمثل في تاريخ الجزيرة.
والسياسية: التي تتمثل في تجربة آل سعود في الحكم.. التي بدأت بذلك العقد التاريخي بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب إلى عهد خادم الحرمين الشريفين مروراً بالإمام الراشد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. يستقطب هذا النسق العقدي السعودي اهتماما كثيرا من الباحثين عن حقيقة وطبيعة التجربة السعودية في الجزيرة العربية.. بكل أبعادها وتأثيراتها الإقليمية والدولية.
ومن هنا تبرز أهمية الدارة: مؤسسة علمية بحثية متخصصة في رصد وتوثيق مجموعة الخبرات الجماعية والتقاليد والمعتقدات التي تراكمت عبر الزمن، لشعب المملكة في أرض الجزيرة العربية, وما كان للدارة أن تتبوأ هذه المكانة وتضطلع بهذا الدور لولا أن هيأ الله لها ذلك الأكاديمي والباحث والمؤرخ، الذي آمن بأن دراسة هذا النسق السعودي بطريقة علمية ومنهجية هي السبيل لفهم حقيقة وطبيعة التجربة السعودية في الجزيرة العربية.
فكانت هذه الرؤية هي الفكر الذي أطّر برنامج العمل الذي وضعه فهد السماري لتحويل الدارة من إدارة بيروقراطية إلى مركز فكر وبحث لطلبة العلم والباحثين عن المعرفة.
وبدأ رحلة الألف ميل، ومشروع ترجمة حلمه على أرض الواقع باستقطاب كوكبة من المتحمسين لرؤيته والمؤمنين بدور الدارة في الأوساط العلمية والفكرية، وأضحت الدارة اليوم صرحاً شامخاً يشار إليه بالبنان في ساحة العلم والمعرفة، فمكتبة الدارة في حقيقتها –على سبيل المثال لا الحصر- مركز متخصص في المعلومات والتراث التاريخي الوطني، ومركز الملك عبد العزيز للمعلومات والوثائق الوعاء لمجموعة قيمة من الوثائق التي لها علاقة مباشرة بتاريخ المملكة.
 
وتتولى إدارة البحوث والنشر في الدارة الإشراف على جوانب البحث والنشر العلمي، ويقوم مركز التاريخ الشفوي بإجراء مقابلات مسجلة بالصوت والصورة مع المعاصرين وشهود العيان، داخل المملكة وخارجها الذين كان لهم إسهام مباشر أو غير مباشر في مجريات تاريخ المملكة، وجعلها في متناول الباحثين.
 
وتعد مكتبة الملك عبد العزيز الخاصة التي تحتفظ بها الدارة مصدراً مهماً من مصادر تاريخ المملكة الحديث، وتم إنشاء مركز الملك عبد العزيز التاريخي ليكون معلماً وطنياً ومركزاً ثقافياً وواجهة حضارية تعكس تاريخ المملكة وجزيرة العرب، وتحتوي مكتبة الدارة المئوية على مجموعة قيمة من البحوث والدراسات التي أعدتها الدارة بمناسبة مرور مائة عام على دخول الملك عبد العزيز الرياض، وتعنى مجلة "الدارة" بنشر البحوث العلمية ذات العلاقة بالمملكة والجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي، ولم يكتف السماري بذلك، بل نقل الدارة بعدتها وعتادها للباحثين عن المعرفة في الدول العربية، وتشهد بذلك أرض الكنانة، وتونس الخضراء، ولبنان العراقة!!
 
لقد ارتبط يا سادتي اسم السماري بهذه الواحة الفكرية، وارتبط اسم الدارة بالسماري كذلك، فصارا وجهين لعملة واحدة في الأوساط العلمية في الجزيرة العربية.. فهي تعكس رؤيته: باحثاً وأكاديمياً ومؤرخاً، وهو في المقابل يعكس شموخها العلمي وديناميكيتها البحثية وعمقها الفكري. فهنيئاً للدارة بفهد السماري وهنيئاً لفهد السماري بالدارة، وهنيئاً لنا بالاثنين في اثنينيتنا بالاثنين معاً.. فنِعْمَ المُكرَّم والمُكرِّم.. ونِعْمَ التكريم..
 
شكراً سادتي..
 
عريف الحفل: ويسرني الآن أن أنقل الميكروفون إلى سعادة الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي الأمين العام المساعد لدارة الملك عبد العزيز.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :652  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.