شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، سيدنا محمد وعلى آل بيته الكرام الطاهرين، وصحابته الغر الميامين.
أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة..
الحضور الأفاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسعدني أن أرحب باسمكم جميعاً بكثير من الإعزاز والاعتزاز بسماحة العلامة الدكتور الشيخ محمد رشيد راغب قباني مفتي الجمهورية اللبنانية، وصاحبيه الكريمين، الذين تجشموا مشاق السفر من لبنان ليمتعونا بهذا اللقاء الذي طالما تقنا إليه.. فهو يمثل جسراً من الحب والود والإخاء بين البلدين الشقيقين.. وقد تأجل هذا التكريم عدة مرات نظراً للارتباطات الكثيرة التي ينوء بها كاهل سماحة ضيفنا الكبير، وقيض الله لنا أخيراً أن نَشرُفَ به بين أهله ومحبيه وعارفي فضله.
إن سماحة علامتنا الجليل قد أتاه الله بسطة في العلم، فله نصيب وافر في مختلف ضروب المعرفة الإنسانية، والثقافة بمعناها الواسع، بالإضافة إلى سعة أفقه وعلو كعبه في التعامل مع مختلف الثقافات والأفكار.
كما أن سماحة ضيفنا الكبير صاحب مواقف قوية وجلية في الساحة اللبنانية والعربية بصفة عامة، ذلك أن لبنان الذي كان ولم يزل نبراس حضارة وثقافة وحرية، له أثر كبير على كل الدول العربية.. فمعظم ما يدور في الساحة اللبنانية له انعكاسات إيجابية أو سلبية على الرأي العام العربي، بل ويمتد تأثيره إلى كثير من القرارات التي تمس المواطن العربي أينما كان.
لقد نهج سماحة ضيفنا الكريم نهجاً مميزاً شاملاً في تناوله مختلف قضايا الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي لا تخلو منها حياة كل فرد، ولم يقتصر على مسائل الأحوال الشخصية والعبادات، فنراه يدلي بدلوه ويغدق من علمه وفضله، ويسهم إسهاماً ملموساً في مواضيع الساعة، ولا يلغي اهتمامه بقضايا المسلمين في لبنان دوره الريادي فيما يتعلق بإخوانهم على امتداد ساحة الوطن العربي والأمة الإسلامية.
ولسماحة ضيفنا الكريم دور بارز ضمن مشاركاته من خلال رابطة العالم الإسلامي، والمتتبع لمسيرة وعطاء سماحته يجد أنه يتصف بالوسطية التي حض عليها الدين الحنيف، فهو يعمل دائباً على رأب الصدع وتخفيف حدة التوتر والعمل على تقريب وجهات النظر دون إفراط أو تفريط، مستلهماً ما خلفه السلف الصالح من علم نافع وسيرة عطرة، فهو من سلسلة علمائنا الأفاضل، ورثة الأنبياء، ومصابيح الدجى الذين تستنير بهم الأمة كلما طال ليلها، وتعسر مخاضها، وعانت من المكاييل المختلفة التي تغمط حقوقها وتستنزف طاقاتها.
وقد ظل سماحته دائماً منافحاً عن الفضيلة، داعياً إلى مراعاة تكاتف الأسرة الإسلامية بصفتها اللبنة الأولى في بناء مجتمع صالح ينشأ من خلاله الفرد متسلحاً بالقيم الفاضلة والأخلاق النبيلة التي تشكل سياجاً متيناً يحميه من السقوط في مهاوي الرذيلة والتفسخ الاجتماعي الذي تعاني منه بعض الأمم، وفي هذا الإطار نجده يخدم بطريقة مباشرة مسألة السلم الاجتماعي والأمن والأمان الذي تسعى إليه كل الشعوب، فهو مناط نجاحها وسبيل نهضتها ووقايتها من الإرهاب، تلك الآفة التي بدأت تعصف بأسس كثير من المجتمعات الإسلامية، وتحتاج إلى وقفات حسم من كل علمائنا الأفاضل حتى ينحسر مدها وتنكسر شوكتها بإذن الله، فالإرهاب لم يعد مقتصراً على سفك الدماء وهدر الأموال والممتلكات وترويع الآمنين، بل تجاوز ذلك إلى الإخلال بالثوابت والقيم الأصيلة والسماحة التي ميزت الإسلام في كثير من عصوره الزاهية.
إن سماحة شيخنا المفضال قد خاض غمار حياة ثرية بالأفكار والحوار مع مختلف ألوان الطيف المذهبي في لبنان الشقيق، واستطاع أن يكون دائماً صوت الحق المتفائل بما سيكون عليه حال المسلمين، وتمكن كَرُبَّان ماهر من إدارة دفة الحوار الفكري والثقافي مع مختلف الفعاليات وصولاً إلى مجتمع متماسك النسيج، موفور الكرامة، واعياً بمجريات الأحداث التي قد تعصف بكيانه إذا لم يتوخَّ الجميع الحذر لتفويت الفرصة تلو الأخرى على أعداء الأمة.
ولسماحة ضيفنا الكريم العديد من البحوث والدراسات التي كتبها بحكم تخصصه في الفقه المقارن، وأسهم بخطبه المنبرية المتزنة في معالجة كثير من القضايا التي تهم مجتمعه خاصة والمسلمين عامة، فله آراء فيما يتعلق بالتأمين، ومسألة توحيد الأهلة، فرأيه ينسجم مع علماء مجمع الفقه الإسلامي بعدم ضرورة توحيد الأهلة، فهم يرون أن وهماً سرى بين الناس أن توحيد الأهلة يدل على توحيد الأمة، بينما توحيدها الحقيقي في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله والعمل بهما.. وبطبيعة الحال لم ينته الخلاف في هذا الموضوع وكلٌ له حججه وبراهينه، وباب الاجتهاد واسع لمن أسبغ الله عليه بالعلم الشرعي ليقول كلمته في كل شأن من شؤون البلاد والعباد، وبما يعود بالخير والنفع إن شاء الله.
إننا بكل سعادة نحتفي هذه الأمسية بعالِم جليل، جمع بين مهام الفتوى وما أخطرها في زمن تعرفون ما اعتوره من جرأة غير مسبوقة في التكالب على الفتوى من أنصاف متعلمين ليس لهم من أدوات هذه المهمة الصعبة إلا بعض القشور، وللأسف فقد ضلوا وأضلوا كثيرين، وكانت عاقبة أمرهم وبالاً على المسلمين، وكم مهدوا السبيل لأعداء الدين بموجب فتاواهم القاصرة ونظرتهم المبتسرة السطحية.
والأمل معقود على كبار العلماء الأجلاء ليملئوا الساحة بما حباهم الله من علم وفضل ويسدوا الطريق أمام الهجمة التي أتت من بعض أبناء جلدتنا، فقد ظل الإسلام الصافي النقي كما تعرفونه ملاذاً لكثير من الشعوب التي استظلت به، ونهلت من معين عدالته ومساواته، وعدم كبته للفطرة الإنسانية.. فأَقِمْ وجهَكَ للدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ التي فَطَرَ الناسَ عَلَيها لا تَبديلَ لِخَلْقٍ اللهٍ ذلكً الدِّينُ القَيِّمُ ولكنَّ أكثَرَ الناسِ لا يَعلَمُونَ (الروم, الآية: 30).
ولا يفوتني في هذه العجالة أن أشير بكثير من التقدير للأعمال الجليلة التي قدمها سماحته لخدمة الإسلام والمسلمين من خلال عمارة المساجد، وإدارة الأوقاف الإسلامية، والعمل على إعادة التعليم الديني في المدارس الرسمية، والوقوف بقوة ضد مشروع قانون الزواج المدني، حتى تم إلغاؤه، فحفظ بذلك للأسرة المسلمة تماسكها، وعفتها وحقوقها وواجباتها.. كما تحقق على يدي سماحته الكثير من الإنجازات التي يضيق المجال عن سردها كلها.
مرة أخرى أحيي سماحة ضيفنا الكريم وصاحبيه الفاضلين، متمنياً لكم أمسية ماتعة مع سماحته، مذكراً جمعكم الكريم أن الاثنينية ستحتفي في الأمسية القادمة بسعادة الدكتور فهد بن عبد الله السماري، أمين عام دارة الملك عبد العزيز، ورئيس تحرير مجلة "الدارة"، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم للاحتفاء به والاستزادة من فضله وعلمه، وتجربته الثرية في مجال تخصصه.
مذكراً أن الاثنينية ليس لها رقاع دعوة وإنها مشرعة للترحيب بكل من يتعامل مع الكلمة، وقبل أن أختتم كلمتي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن بفضله ورحمته سماحة الشيخ أحمد ياسين الذي استشهد بيد الغدر فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه برحمته وغفرانه جزاء ما قدم للأمة الإسلامية، وأرجو أن يتفضل جمعكم الكريم بقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.
أرحب بسعادة السفراء القناصل، السفير الإيراني ممثل إيران الدائم لدى منظمة المؤتمر الإسلامي السيد محمد كاظم خونساري الذي يتفضل علينا بين آونة وأخرى كلما كانت محطته جدة بتشريف هذه الاثنينية بشرف حضوره، السفير القنصل العام لجمهورية مصر العربية الأستاذ أحمد فؤاد البدوي، القنصل العام اللبناني الأستاذ غسان معلم، القنصل العام الروسي السيد أمين باشا زينلوف، وبجمعكم الكريم، كما لأول مرة نسعد بزيارة السيد فينيامين بوبوف السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية، في زيارة للمملكة فأهلاً وسهلاً بجمعهم الكريم وبكم جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: أيها السادة الكرام بعد أن ننتهي إن شاء الله من كلمات أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة المتحدثين في حضرة ضيفنا، وقبل أن تعطى الكلمة لسماحته سيفتح باب الحوار كما يعرف الكثير من حضراتكم، فمن لديه سؤال أو استفسار فالرجاء بعثه إلينا ونتمنى أن يكون سؤالاً واحداً حتى نتمكن من الإجابة على كل الأسئلة.
يشرفني الآن أن أحيل لاقط الصوت إلى معالي الشيخ الدكتور محمد عبده يماني المفكر والكاتب الإسلامي المعروف، ووزير الإعلام الأسبق.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :856  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج