شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ علي المنقري: ما سبب احتجاب "المسائية" عن الصدور بالرغم من نجاحها وهل هناك نية لإعادة إصدارها؟
الأستاذ خالد المالك: "المسائية" أنا كتبت كلمة في آخر عدد صدر منها قبل احتجابها أوضحت فيه من خلال الكلمة التي نُشرت في صفحة كاملة بأن موضوع التوزيع كان سبباً من أسباب عدم نجاح "المسائية"؛ لأن شركة التوزيع والطيران يقومون بالعمل بنقل الصحف في الصباح للصحف مجتمعة بالنسبة للطيران، وبالنسبة لشركة التوزيع توزعها في دورة واحدة، وصحيفة "المسائية" تصدر بعد الظهر وهذا يجعلها غير ممكن توزيعها في غير مدينة الرياض بنفس اليوم، وحتى في مدينة الرياض كانت المبيعات متواضعة لأن القارئ يكون في هذا الوقت قد اطلع على صحف الصباح ولم يعُد بحاجة إلى قراءة صحيفة مسائية، وحاولنا التبكير بإصدار "المسائية" بحيث يتم طباعتها في الصباح وتوزيعها قبل الظهر، ولكن حتى هذه المحاولة لم تكن في التفكير الذي كنا نفكر فيه وهو أن يتم بيعها بكميات تساعد على حصول المؤسسة على حصة معينة من الإعلانات تغطي نفقات "المسائية"، ولذلك رأى مجلس الإدارة بعد عشرين عاماً من صدور هذه الصحيفة، وانتظار طويل ودراسة مكثفة لمستقبلها أن يتم إيقافها، وأن يصدر بديلاً لها صحيفة يومية أخرى، تكون حسب تقدير المؤسسة لها فرص أفضل للنجاح وهي صحيفة سوف تُعنى بالأسرة، وصدرت موافقة المقام السامي على إصدارها، والآن هناك مفاهمة على تحديد الوقت المناسب للصدور.
هذه الصحيفة التي ربما تحقق النجاح من خلال أنها تخاطب الأسرة، تخاطب البيت.. تخاطب الطفل.. المرأة.. الرجل.. وتهتم بقضايا أخرى غير القضايا التي تنال الكثير من الاهتمام في الصحف المحلية، هذا جانب، الجانب الثاني: أن "المسائية" لمن تابعها ولمن سأل كانت هناك كثير من المواضيع مشابهة للمواضيع التي تُنشر في الصحف وكأنها نسخة من "الجزيرة" مصغرة من "الجزيرة" وهذه فقط الأسباب.
عريف الحفل: السؤال الثاني من الأستاذ أشرف السيد سالم:
أنا أحد الذين أعرضوا عن شراء الصحف منذ أن اشتركت في شبكة الإنترنت، حيث أن الوقت لا يسمح بالجمع بين الأمرين، كما أن الشبكة تتيح لي مطالعة أكثر من عشرة صحف يومية بين سعودية وخليجية ومصرية ودولية، وهو ما لم يكن متاحاً لي اقتناؤه وسؤالي عن تأثير هذه الشبكة على الصحافة والعلاقة بينها ومستقبل هذه العلاقة؟ ولكم جزيل الشكر.
 
الأستاذ خالد المالك: "الجزيرة" كما تعرفون هي أول صحيفة سعودية أدخلت أو استخدمت الإنترنت في تقديم صحيفتها للقراء، وكان هذا في وقت مبكر بأكثر من ثلاثة سنوات عن أقرب صحيفة بدأت بالإنترنت، ولكن نحن طبعاً.. الجريدة لا يستطيع القارئ في المملكة أن يطلع عليها قبل الساعة السابعة صباحاً،يستطيع القارىء على مستوى المملكة الدخول إلى موقع "الجزيرة" عند الساعة السابعة صباحاً، وهذا التوقيت بنظرنا هو وقت غير ممكن أن يتأخر الطالب عن مدرسته لمشاهدة أو لقراءة الجريدة، كذلك الموظف، بالنسبة لخارج المملكة فنحن نمكِّن القارئ ولمن يرغب "الجزيرة" عند الساعة الثانية عشر ليلاً أن يقرأ جريدة هذا اليوم، التي يمكن للقارئ السعودي أن يقرأها غداً وليس في هذا المساء.
الواقع يُفترض أن يكون لها تأثير، يعني كون الصحيفة موجودة على الإنترنت ولا يُكلف الإطلاع عليها مالاً ولا جهداً، وهي جزءاً من اهتمام ولعبة المتابعين لمواقع الإنترنت، أنا أعتقد قد يكون لها بعض التأثير وهذا هو السر في عدم نمو بنظري التوزيع في جميع صحفنا المحلية.. أنا ذكرت في كلمتي أن الصحف كلها لم تصل إلى رقم "الجزيرة" الذي كانت تحققه قبل عشرين عاماً، الواقع لما ينظر الإنسان منذ عشرين عاماً إلى اليوم كم من المواليد، كم من الصغار ما كانوا يقرأون الصحف، كم تخرج من الجامعات، كم الذين أكملوا المرحلة الثانوية، سيجد أنه رقم كبير، سكان جدة قبل عشرين سنة أو الرياض غير اليوم، ومع ذلك أرقام التوزيع هي أرقام متواضعة، طبعاً الأسباب كثيرة لكن قد يكون من بينها الآن هو لجوء كثير من القراء إلى الإنترنت عوضاً عن شراء الجريدة بريالين، خصوصاً إذا وضعنا بالاعتبار مداخيل القراء في الوقت الحاضر.
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ محمد الحسون عضو مؤسسة عكاظ:
بحكم تجربتكم كمدير عام سابق للشركة الوطنية لتوزيع الصحف بالإضافة إلى خبرتكم كرئيس تحرير محترف ما هو تفسيركم لعدم الإقبال على قراءة الصحف السعودية في دول الخليج رغم تواجدها في تلك الأسواق بينما الصحف والمجلات الخليجية بالمقارنة تجد رواجاً لدينا في أسواق المملكة؟
 
الأستاذ خالد المالك: أولاًً أنا أتكلم عن ست سنوات كمدير عام للشركة، كانت مرحلة تأسيسية بالنسبة للشركة، وكانت عدد المطبوعات الموجودة من الصحف السعودية محدودة، كان هناك بعض الصحف لا توزع عن طريق الشركة الوطنية، رغم مساهمتهم في الشركة لأنها كانت مرحلة تأسيسية، وبالتالي فإن الصحف الخليجية في ذلك الوقت كانت توزع أرقام خيالية داخل المملكة، بعض صحف الكويت كانت توزع أكثر من صحف المملكة، أذكر أن صحيفة "القبس" كانت تبيع يومياً في حدود أربعين ألف نسخة في المملكة، اليوم تغيرت الصورة، صحف الكويت وغير صحف الكويت لا تباع بالمملكة، وليس لها سوق كما يتوقع الأستاذ محمد الحسون، أنا أعتقد نعم هي سوقها في المملكة أفضل من سوق الصحافة السعودية في دول الخليج، ولكن ليست هي الصحف التي تُشترى من منافذ التوزيع في المملكة.
المشكلة بالنسبة لصحافة المملكة أن عملية التواجد، عملية النقل، والوصول إلى دول الخليج هي عملية شائكة ومضنية ولم يصلوا إلى الآن إلى نتائج فيها، بالنسبة إلى صحافة الخليج فهي تصل بسهولة إلى المملكة، الوضع الطبيعي الآن هو أنه.. والنظرة الصحيحة، هو أن سوق المملكة سوق كبير، يعني كم سكان أي دولة خليجية مقارنة بأي مدينة في المملكة جدة أو الرياض، فلذلك طبيعي أن تبُاع صحف الخليج في المملكة بكمية ولو ما هي كبيرة في حين أنك أنت لا تستطيع أن تبيع الصحافة السعودية في دول الخليج، المشكلة هي أن شركة التوزيع أمامها مسؤولية حقيقة نجحت محلياً، تحقق أرباح هائلة سنوياً، رأس مال العامل عندها كبير جداً، توسعت في عملها وبدأت في شراء الورق نيابة عن المؤسسات الصحفية، وهذا طبعاً ضاعف أيضاً من دخولها، ولكن لم يقابل هذا عمل كبير مميز مدروس بحيث أنه نقل عملية التوزيع إلى أسلوب علمي أصح مما كان قائماً، أنا أعتقد أن الصحف السعودية أيضاً عليها أن تطور مستواها حتى تكون مقبولة في الخليج، لأن لدى الخليج صحافتهم، وسيكون الإقبال عليها، ولا يمكن أن يلجأ القارئ الخليجي إلى الصحافة السعودية إلا حين يجد أن فيها ما يميزها عن صحافة البلد نفسه..
الواقع أيضاً أن صحافة مصر مثلاً، الذين يقرؤون الصحف مصريون، يعني عندنا مثلاً عدد منهم ولو لاحظت الآن أن صحف المصريين ربما أقل الآن، فالصحف أيضاً تراجع توزيعها عما كانت عليه، لذلك أهم نقطة أننا لا نتحجج ولا نبحث عن مبرر أنه والله طيران ولا والله أنه.. بل يجب أن تتطور الصحف السعودية، والفرصة متاحة للتطوير لأن أدوات التطوير التي يستطيع أي رئيس تحرير أن يستخدمها اليوم غيرها قبل عشر سنوات.. غيرها قبل عشرين سنة لأن فرص التفوق الفنية بالذات والطباعية ومصادر المعلومات هي اليوم شيء كبير جداً مقارنة لما كانت عليه وأنا أقول هذا عن مقارنة بين المرحلة الأولى بالنسبة لي والمرحلة الحالية بين ما أجده الآن متاح لي وبين ما كنت أبحث عنه في الماضي، شكراً.
عريف الحفل: الدكتور يوسف العارف يسأل:
ما هو أثر القصيدة الشهيرة التي نشرتها "الجزيرة" لغازي القصيبي رسالة المتنبي الأخيرة سيف الدولة على المستوى الشخصي لخالد المالك وعلى المستوى الصحفي للجزيرة؟
 
الأستاذ خالد المالك: والله أنا أعتقد أنه ليس هناك أي تأثير، خالد المالك رئيس تحرير سنوات طويلة وعاد مرة أخرى إلى "الجزيرة" كما كان، وخلال الفترة بين الرئاسة الأولى والثانية فأنا كنت موجوداً دون أي تأثيرات في نفسي، لم أشعر في لحظة من اللحظات أنني أُعامل بغير ما أكون رئيس تحرير، ولذلك أنا لا أعتقد أنه لها أي تأثير على شخصي ولا على "الجزيرة"، كل ما هنالك أن هناك فترة إجازة طويلة قضيتها خارج "الجزيرة" وعدت إليها أرجو أن أكون بعودتي أن أعمل شيئاً أكثر مما عملته في المرحلة الأولى.
عريف الحفل: الأستاذ سليمان سالم، في عصر الفضائيات والإنترنت:
كيف تنظرون إلى مستقبل الصحافة في المملكة والعالم العربي، خاصةً وأن هامش الحرية كما أتصور أكثر رحابة في هاتين الوسيلتين منه في الصحافة لأسبابٍ نعرفها جميعاً؟
 
الأستاذ خالد المالك: أنا أتصور أن المقارنة طبعاً بين وسيلة وأخرى أساساً غير موجودة وأنا أعتقد أن الوسائل الإعلامية كلَّها تُكمل بعضها، بنظري أن القنوات الفضائية تقدم الخبر العاجل والمتلاحق والتغطية الشاملة وأصبح لها تواجد ولا غنى عنها، ولكن نحن في الصحف مع تواضع وأؤكد على هذا (التواضع)، التوزيع دون استثناء لجميع الصحف فلم نلحظ تراجع كبير بفعل الفضائيات، هي الصحف محافظة تقريباً على أرقام توزيعها وبنفس المعدلات وبمستويات الرجيع، وقد تزيد صحيفة على حساب أخرى في مرحلة ثم تتراجع وتتفوق على الصحف الأخرى، وأنا أعرف أنه حتى مع صدور صحيفة "الوطن" يفترض أن.. –هي صحيفة جديدة- يفترض أن يرتفع رقم توزيع الصحف السعودية بمقدار ما حصلت عليه "الوطن" من كميات مباعة يومياً ولكن الحقيقة لأن "الوطن" هي انضمت ضمن الصحف وكان إجمالي رقم توزيع لجمع الصحف في حدود المعدل قبل صدور صحيفة "الوطن".
ولذلك أنا أعتقد أنه ليس هناك في الوقت الحاضر تأثير من الفضائيات لا أعرف في المستقبل ما الذي سيحدث، ولكن أعتقد أن التحدي كبير وعلينا كعاملين في هذا القطاع في المؤسسات الصحفية أن نعمل على أن أي وسيلة جديدة تدخل تقنية جديدة تُضاف إلى الإعلام فهي تشكل ما في شك منافسة وتشكل تحدي أيضاً فالفضائيات والإنترنت هي جزءاً من ذلك.
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي الشريقي يقول:
صفحة (عزيزتي الجزيرة) رئة القراء ولكن نجد أن الردود الرسمية وخطابات بعض الإدارات الحكومية تحتل الصفحة وتستحوذ على أكثرها فهل من سبيل لزيادة صفحات (عزيزتي الجزيرة)؟
 
الأستاذ خالد المالك: صحيفة "الجزيرة" عمرها الحقيقي أخذت ربما الاسم عمرها أكثر من ثلاثين عاماً وهي تصدر هذه الصفحة، وطبعاً هي تمر بفترات مد وجذر ويرتفع أحياناً مستواها ويهبط أحياناً أخرى، وفقاً لوجود المحرر والمتابع الذي يتلقى سيلاً من التعقيبات على ما يُنشر في "الجزيرة" ومع عودتي كانت صفحة واحدة ويعني وضعناها صفحتين على مدى أكثر من سنتين، ومع التطوير الأخير الذي بدأ قبل أربعة شهور أعدناها إلى صفحة واحدة فقط، والواقع أن صاحب السؤال محق في جانب وهو أنه كانت ردود الوزارات والجهات الحكومية كانت تُنشر في صفحة أخرى غير صفحة (عزيزتي الجزيرة) وصفحة (عزيزتي الجزيرة) كانت مخصصة فقط لردود القراء على ما يُنشر وتعقيبات على "الجزيرة"، لكن أسرة التحرير رأت طالما أن الردود من الجهة الحكومية أو من قراء أنها تعقيبات على ما يُنشر في الجزيرة فقد رؤي أنها تضم كلها في صفحة واحدة لتسهيل الأمر على القارئ، طبعاً اقتراح بالعودة إلى صفحتين هو ممكن ويعني وفقاً لقراءة نتائج تغيير من صفحتين إلى صفحة إن شاء الله نحقق دائماً ما يتمناه القارئ.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يتساءل:
ما سبب عزوف القارئ السعودي عن قراءة الصحف المحلية؟ هل السبب الفضائيات أم تفاهة المواضيع والمقالات التي تنشرها؟
 
الأستاذ خالد المالك: أنا أعتقد أني أجبت على هذا السؤال في سؤال سابق، وتحدثت عن الصحف وقلت أنها تحتاج إلى تطوير من أجل تنمية المبيعات وتحدثت أيضاً عن دور الفضائيات والإنترنت في الحد من انتشار الصحف السعودية، وأضيف وأقول أن الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع عليها مسؤولية كبيرة في تحسين أدائها وتطوير آلية العمل عندها وإضافة مستجدات أخرى تساعد على تطوير وتحسين المستوى التوزيعي والتسويقي للصحف المحلية. بالنسبة للمواضيع التافهة طبعاً هي مسألة نسبية، فما أراه أنا تافهاً قد يراه الآخر جيداً، لكن سواء صحافة المملكة أو أي صحافة لا يمكن أن تخلو من وجود بعض ما يُنشر فيها مما كان ينبغي عدم نشره ومما لا يرتقي إلى مستوى الصحيفة التي تحترم نفسها، وصحافتنا هي جزءً من هذا العالم.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الرحمن المعمر، يقول:
يقول صديقكم غازي القصيبي (لا تلم إلا نفسك إذا تعرفت على شاعر خارج دواوينه). ألا ترى معي يا أخي أن هذا ينطبق اليوم على بعض الصحفيين لا كلهم، فبعضهم يكتب ما يختلف مع تصرفاته كيف السبيل إلى تقويم هذا الاعوجاج أو التقليل منه؟
 
الأستاذ خالد المالك: المسألة ليست في الصحف، حتى على مستوى اللقاءات الشخصية والمناسبات، الإنسان أحياناً يظهر بشخصية مختلفة عن واقعه ويتحدث بصورة مغايرة لما يفكر فيه وهذه طبيعة البشر ، المعالجة لذلك أن الصحف المفروض أن تحرص وأن تتأكد أن العاملين فيها يجب أن يكونوا على مستوى جيد وعلى مستوى ممارسة هذه المهنة لأنها كما ذكر الأخ الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي (الصحافة رسالة ورسالة خطيرة ومهمة جداً ويجب ألا يعمل فيها إلا من يجد في نفسه الكفاءة وأنه في مستوى هذا العمل الكبير).
عريف الحفل: الأستاذ عبد الله فرّاج الشريف، يقول:
"الجزيرة" في مرحلتي رئاستكم لتحريرها ذات لون مختلف، حدثنا عنهما من ناحية الجرأة في الطرح مع إتاحة الفرصة للرأي الآخر والحرص على تنوع الرأي وتعدده.
 
الأستاذ خالد المالك: أنا سني الآن وسني في المرحلة الأولى أيضاً مختلف تماماً، فأنا استلمت "الجزيرة" طبعاً وعمري لم يصل ثلاثين عاماً رئيساً لتحريرها، وأعود إليها الآن وأنا أُطل على الستين، يمكن هي تناسب مرحلة العمر كنا نحاول طبعاً أن نتقمص شخصية الشباب ونقدم "الجزيرة" بنفس الروح التي كانت عليه، لكن أنا أحب أن أشير إلى شيء مهم جداً في الموضوع وهو الآن نحن نقارن "الجزيرة" في ذلك الوقت بما كانت عليه الصحف المحلية الأخرى المنافسة "للجزيرة" آنذاك وطبعاً في ذلك الوقت يمكن أن نعطي "للجزيرة" الأسبقية في التفوق والأكثر تأهيلاً لكسب القارئ، وهي كذلك في ذلك الوقت.
اليوم أعتقد أن صحفنا جميعاً التي لم تكن تملك مقرات في ذلك الوقت ولم تملك مطابع، وكانت "الجزيرة" تتميز بكثير من الإمكانات التي لا تتوفر لدى الصحف الأخرى، اليوم الصحف جميعها باستثناء عدد محدود جداً جميعها الآن تملك إمكانيات كبيرة جداً تؤهلها لأن تظهر بصورة جيدة، ولدينا الآن أكثر من عدة صحف كلها في مستوى جيد وهنا تصبح المقارنة، مقارنة "الجزيرة" بصحف أيضاً عندها المستوى وعندها الإمكانيات وعندها أيضاً القدرة على المنافسة، لعل الأخوان والكثير منهم يأملون من خالد المالك طبعاً أن يعمل شيء أكثر مما تحقق وهذا من حقهم وأنا طبعاً أعمل على هذا الشيء، وعسى أن أوفق.
المشكلة هي كما ذكرت لكم هي مشكلة وقت، يعني المدة التي عدت فيها هي فترة محدودة جداً لا تزال، الشيء الثاني هي بناء ليست أستار جديدة فقط هي بناء مؤسسة من جديد، يعني خلال السنتين وبضعة شهور منذ عودتي نحن خلال هذه الفترة استطعنا أن نبني مؤسسة من جديد جريدة "الجزيرة" ما كان لها أن تستطيع أن تنافس لو لم توفر خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة الكثير من الإمكانيات، هذه الإمكانيات وبعض الحضور أعضاء في المؤسسات الصحفية وبعضهم متابعين لها، هذه الإمكانيات لا يمكن أن يقبل أعضاء المؤسسة أن يمدوا مؤسساتهم بمزيد من المال حتى تُوفر هذه الإمكانيات، في صحيفة "الجزيرة" لم نطلب من أعضاء المؤسسات الصحفية ريالاً واحداً، وكانت صحيفة "الجزيرة" عند عودتي ليس فيها ما يُغري لبناء إمكانات جديدة لخلق صحيفة جديدة، مع ذلك تحملنا هذه المسؤولية واستطعنا في غضون السنتين وبضعة شهور أن نضيف أكثر من خمسين مليون ريال مطابع جديدة ونظام نشر جديد وإمكانات جديدة من دخل المؤسسة الذاتي نتيجة نمو الإعلان، نتيجة زيادة التوزيع ليس هذا فقط وأن نوزع في غضون العامين عشرين بالمائة عن كل سنة أرباحاً لأعضاء المؤسسة.
فهذه أُسس ضرورية لبناء صحيفة المستقبل، فمؤسسة "الجزيرة" الآن هي في مرحلة أيضاً إضافات جديدة إلى إمكاناتها حتى نقدم الصحيفة التي نتمناها، وأنا لا أريد أن أتحدث وأُقيِّم "الجزيرة" ولكن أعتقد الآن أن "الجزيرة" تستطيع أن تضعها مع أي صحيفة سعودية موجودة الآن، وتستطيع أن تحكم ليس من العدل أن أُقارن "الجزيرة" بـ "الجزيرة"، العدل أن أُقارن "الجزيرة" بالصحف القائمة الحالية، هذا هو التقييم الصحيح، أما حين أقيِّم "الجزيرة" في مرحلة مع "الجزيرة" في مرحلة في ظروف مختلفة.. في أجواء مختلفة.. في أسرة تحرير مختلفة.. فهذا ليس تقييماً صحيحاً، التقييم الصحيح هو أن أُقيم "الجزيرة" مع الصحف القائمة الآن، قد تتفوق في جانب، قد يتفوق الزملاء في جانب آخر ،المهم أن يكون هناك التقييم مبنياً على دراسة صحيحة علمية موثقة وقابلة للدفاع عن أي تقييم، شكراً.
عريف الحفل: الأستاذ جبريل أبو ديه:
من يعرفون خالد المالك من قبل يشعرون أن خالد المالك اليوم ليس هو ذلك السابق خاصة في حسه الصحفي وجرأته ومشاكساته وتميز طرحه الصحفي.. ما هو السر؟
 
الأستاذ خالد المالك: ما أعتقد أني كنت بهذه الصفات.. الجرأة والجهد الذي أشار إليه في جوانبه التي قارنها بما هو قائم الآن، أنا أعتقد أنني لم أتغير بينما كنت عليه في مرحلة رئاسة أنّ عقلية القارئ أيضاً اختلفت، ونظرة القارئ اختلفت، الوسائل التي أصبح القارئ يطلع عليها ما كانت موجودة في ذلك الوقت، وكان القارئ محصوراً في صحافته المحلية، اليوم الآن كل الفضاء –طال عمرك- أمام القارئ يشاهد أشياء كثيرة ويستمع إلى أشياء مهمة ويستخدم كل الإمكانات المتاحة له للتعرف على ما يجري في هذا الكون، وبالتالي فالظروف مختلفة تماماً، وما يمكن نحن أن نتصور أنه إذا كان هناك مثلاً نواقص إذا كان هناك قصور في ذلك الوقت وكان يتطلب منا الجرأة في الطرح للفت النظر للكتابة عنها فقد تكون كثير من هذه الأمور لم يعد هناك حاجة إلى الكتابة عنها، وقد تكون هناك أمور أخرى استجدت، الآن المملكة لم يكن الشأن الداخلي الآن هو الذي يُشغل، أصبح الشأن الخارجي يشغلنا ويأخذ من وقتنا الكثير نتيجة الظروف التي استجدت، فلذلك الآن الصحافة وليست "الجزيرة" طروحاتها مختلفة عما كانت عليه منذ عشرين عاماً، وقد يتغير الأمر بعد عشرة سنوات، الله أعلم كيف سيصير الوضع، ولذلك نحن يجب أن ننظر إلى الصحف السعودية على أنها في هذه المرحلة لها رسالة أضيفت إلى ما كانت عليه رسالته في الماضي، وبالتالي قد يكون هناك بعض التغير في أسلوب الطرح وفي نوعية المواضيع التي تقدمها "الجزيرة" مقارنة بما كانت عليه في الماضي.
عريف الحفل: أيها الكريم خالد المالك، بين "إفطارك الأخير" في "الجزيرة" قبل سنوات عديدة وإفطارك الأول في الجزيرة أيضاً بعد عودتك مجدداً مسافة، أسأل:
كيف رأيتها وهل غيرت عندك بعض المفاهيم التي آمنت بها ذات يوم، ولو افترضنا أن رسالة أخيرة لسيف من سيوف الدولة وردت إلى جريدة "الجزيرة" هل ستنشرها اليوم أم أن رؤيتك قد اختلفت؟ سمير خوجه بكة.
 
الأستاذ خالد المالك: الواقع أن "الجزيرة" عند تسلمي لها أنا تسلمتها صحيفة أسبوعية، وبطبيعة الحال حين صدرت كصحيفة يومية كان الوضع مختلف، ومن حيث التوجه العام للصحيفة اليومية مقارنة بما كانت عليه كصحيفة أسبوعية، وهذا أشار إليه بوضوح الأستاذ عبد الرحمن المعمر رئيس التحرير في ذلك الوقت، وكنت من أسرة التحرير، وحين عودتي اليوم إلى "الجزيرة" عُدتُ إليها وأنا أعتقد من أن "الجزيرة" –وهذا متفق عليه ومعروف- أنها كانت تحتاج إلى جهد كبير جداً للنهوض بمستواها ولتقديمها بصورة أفضل، ولم يكن همي فقط أن أنشر قصيدة، أو لا أنشرها ولم يكن هذا هو السؤال أمام المطروح أمامي، ولم آتي من جديد إلى "الجزيرة" لكي أُراهن على أنني سوف أنشر هذا النوع من القصائد، لقد نشرت القصيدة في ذلك الوقت وهاأنا الآن أنشر عدة قصائد، وأعتقد أن "الجزيرة" هي الوحيدة وهذا هو الخط الذي كان سائداً في ذلك الوقت، "الجزيرة" هي الوحيدة التي تنشر قصائد في صفحة كاملة وبيننا الدكتور الشاعر عبد الرحمن العشماوي، يكاد لا يمر شهر إلا وله قصيدة، فلدينا شعراء ينشرون القصائد في مختلف أغراض الشعر، وكثير منها بل أغلبها عن وضع المملكة سياسياً، علاقتها بالدول، قضية فلسطين، قضية أفغانستان، أحداث 11 من سبتمبر، أشياء من هذا النوع، فنحن لا نتحدث عن قصيدة معينة، ولا يشغلنا قصيدة معينة، وليست همنا الكثير، ولم تكن القصيدة هي فقط التي كانت الشغل الشاغل والهم الكبير بالنسبة لي، لا في المرحلة الأولى ولا حين عودتي، أنا أفكر كيف أقدم "الجزيرة" الشعر ما هو إلا جزء من نجاح الجريدة، أنا نعم أهتم بهذا الجانب وأعتقد أن له متذوقين، حتى وإن لم يكونوا كُثر، ولكنه جزء مُكمل لشخصية جريدة "الجزيرة"، وهذا كان موجود كما ذكرت لكم في الماضي وسيستمر الآن، وأي قصيدة تأتي إلينا سوف تُقرأ وإذا ما وجدنا فيها أنها تخدم الصالح العام سوف تُنشر.
عريف الحفل: السؤال الأخير، من الأستاذ مهدي الزهراني:
ذكر رئيس تحرير جريدة "الرياض" في لقاء له في اثنينية محمد بن حسين في الرياض أن جريدة "الرياض" هي أكبر الصحف توزيعاً، بينما ذكرتَ في هذا المساء أن "الجزيرة" هي من أكبر الصحف توزيعاً، وربما غداً سيأتي من يقول غير ذلك، نريد أن نعرف حجم التوزيع لصحفنا اليومية أو جريدة "الجزيرة".
 
الأستاذ خالد المالك: أولاً: أريد أن أصحح معلومة، أنا لم أقل أن "الجزيرة" هي أكثر الصحف توزيعاً، أنا تحدثت عن أن "الجزيرة" قبل عشرين عاماً كانت توزع أكثر مما توزعه أي صحيفة سعودية اليوم، لم أقل أن "الجزيرة" اليوم أنها الأوسع انتشاراً بين الصحف هذه ناحية، الناحية الثانية: لا توجد أرقام توزيعية لأي صحيفة حقيقية معلنة وموثقة، وكل صحيفة عندما تقابل رئيس تحريرها سيقول أنه يوزع أكثر من الصحف الأخرى، وهذه عملية طبيعية طالما أنه لا يوجد جهة تستطيع أو يُناط بها مسؤولية الإفصاح عن توزيع جميع الصحف السعودية.
حالياً إذا جاء لكم خالد المالك وقال أن الجزيرة أكثر الصحف المحلية توزيعاً فلا تصدقوه، لأنه يبحث عن إعلان وبالتالي فهو يتحدث عن أرقام توزيعية، تأتي إلى عكاظ أو إلى المدينة، أو إلى الوطن ستجد أن كلاً يدعي بأنه الأكثر توزيعاً بين الصحف المحلية، وأنا في ظل غياب الجهة التي تتولى هذه المسؤولية لا ألوم رؤساء التحرير ولا مديري عموم المؤسسات الصحفية، حين يتحدثون عن أرقام فلكية لتوزيعهم، الخطورة الأكثر ليس أن تأتي "الجزيرة" أو أي صحيفة أخرى وتتحدث عن أنها الأكثر توزيعاً بين الصحف، الخطورة أننا نتحدث عن أرقام غير حقيقية لا توجد هذه الأرقام، وهذه الأرقام تفوق بكثير الأرقام المسجلة لدى الشركة الوطنية للتوزيع.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :675  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.