شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذة حليمة مظفر))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
مساؤكم جنة جميعاً.
ذات مرة قالت: "في حارتنا القديمة أتذكر الفجر المرعب الذي كنت أصحو فيه وأذهب أحياناً لشراء الخبز، لا أدري لماذا كانت مهمتي شراء الخبز، ولا أدري لماذا لم ترسل أمي أخي الأكبر؟! هل هو دلال وحظوة بمناسبة أنه الولد الذكر؟! أم أنني كنت الحائط القصير الذي تستطيع أمي قهره ليطبع أوامرها!!"
هكذا يأتي بوح الزميلة والصديقة العزيزة الدكتورة بدرية البشر، وكما تقول المؤلفة الإنكليزية الراحلة فرجينيا وولف "إذا لم تقل صدقاً عن نفسك فلن تتمكن من قوله عن الآخرين"، وصدق بدرية هو ما جعلنا في كل مقالة لها وحكاية تبوح بها نحرث معها الأرض وهي تنبش بأظافرها بين أكوام أجساد الكلم تمرداً، تنزع عنها ثياب معانيها التقليدية كي تصدمنا بما نغض الطرف عنه أحياناً كثيرة، ربما خجلاً، ربما نفاقاً، وقد يكون استسلاماً. لكنها عندما تبوح لا تستطيع مع البوح إلا أن تكون مخلصة لذلك الإنسان الذي عانى وتعيشه في داخلها، أتذكر مرة سألها الزميل العزيز الأستاذ عبد الله المغلوث في حوار صحفي قديم مَنْ منحك أول قلم؟ أجابت بعد أن التقطت أنفاسها: "في بيتنا لا يمنحون أقلاماً فوالديَّ لا يجيدان الكتابة وأنا كنت الابنة الكبرى جاءني أول قلم مع مشتريات طلبات المدرسة، لكني منذ أن عثرت عليه لم أُفَك عنه أبداً".
هو صدقها مع أنين الذاكرة الذي جعل منها أنثى وسعودية تربت في إحدى حارات مدينة الرياض القديمة البسيطة، ثم جاء دور الأسئلة المُلحَّة كي تفهم، لماذا؟ متى؟ وكيف؟ من دون أن تسلم عقلها للإجابات المعلبة الجاهزة كأنثى في هذا المجتمع اعتادت أن تفعل ذلك، دراساتها العليا، تجربتها في الحياة كابنة وصحفية وزوجة وأكاديمية وأم ومواطنة كل ذلك كان سبباً كفيلاً لأن تخوض معركتها مع المقالة، ومع الحكاية قَصُرت أو طالت.
تشغل بقلمها وفكرها مساحة من الوعي، تكون فيه ضوء وسط الظلام، فهنيئاً لنا ببدرية وقلمها وكم نحن سعداء بهذا التكريم لها فهي تستحقه عن جدارة لأنها امرأة مكافحة، لم تكتف بأن تكون مجرد نقطة هاربة من السطر.
أخيراً، أتوجه بالشكر الخالص لصاحب "الاثنينية" المثقف اللمَّاح الذي سعى ويسعى منذ ما يزيد عن ربع قرن جاهداً إلى تكريم الرموز في هذا الوطن الكبير، ويحتفي بهم بما يليق في ليالٍ مفعمة بالتقدير والمودة، وليس هذا غريب عليه وهو الكريم النبيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريفة الحفل: شكراً لسعادة الإعلامية الشاعرة الأستاذة حليمة مظفر، الآن يسعدنا أن نستمع لسعادة ضيفتنا الكريمة لتحدثنا عن أهم المراحل المفصلية في حياتها فلتتفضل سعادة الدكتورة بدرية البشر.
 
 
طباعة
 القراءات :304  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 114 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.