شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ عمر باجخيف))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
هذه كلمة تعريفية في هذا المجلس المبارك على العالِم الموسوعي والمؤرخ والباحث الأستاذ عبد الله محمد الحبشي.
هو من أبناء منطقة الغُرفة بحضرموت، لا يعرفه الكثير من أهل المنطقة؛ نظراً إلى تواضعه وبعده عن الأضواء، على الرغم من اتساع علمه، وكثرة أبحاثه وكتبه؛ التي فاقت المائة كتاب أو تزيد.
ويعد العلامة الحبشي حالياَ من دعائم المجمّع الثقافي في مدينة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
مولده في جمادى الآخرة من العام 1368هـ الموافق لإبريل من العام 1949م في قرية (الغُرفة) الواقعة جوار مدينة (سيئون) عاصمة الدولة الكثيرية الحضرمية سابقاً.
تلقى دروسه الأولى في مدارس حضرموت، ثم ارتحل إلى عدن، ثم إلى صنعاء، ليستقر به الحال هناك لسنين عديدة قبل أن ينتقل إلى أبو ظبي. وهو من أسرة من أشراف حضرموت (آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم)، التي أنجبت الكثير من العلماء والمحدثين، وفي مقدمتهم جده الثالث: الإمام الكبير عيدروس بن عمر بن عيدروس صاحب كتاب "عقد اليواقيت الجوهرية"، و"عقود اللآلىء في أسانيد الرجال"، و"منحة الفتاح الفاطر بذكر أسانيد السادة الأكابر"، المتوفى سنة 1314هـ.
- تلقى العلامة السيد عبد الله الحبشي دروسه الأولى على أعيان أسرته في حضرموت، وكانت لهم مدرسة في قرية الغرفة بحضرموت تضم مكتبة عامرة تحوي نوادر المخطوطات، وهذه المكتبة موجودة حتى الآن، قام العلامة السيد عبد الله الحبشي بنشر محتوياتها في كتابه "فهرست المخطوطات اليمنية في حضرموت".
- تخرج لاحقاً من جامعة اللغة العربية والعلوم الشرعية في صنعاء، عام 1974م.
- له مؤلفات وتحقيقات كثيرة ناهزت الخمسين كتاباً، ما بين مطبوع وقيد الطبع. ومن أهم كتبه المطبوعة: "معجم الموضوعات المطروقة" في مجلدين، وهو أجلُّ كتبه وأكثرها فائدة. وموضوعه: تسمية ما أُلِّف من الكتب في كل موضوع، وفيه ما لا يخطر على بال؛ من ذكر نفائس المؤلفات ودقائق الموضوعات. ويليه كتابه: "جامع الشروح والحواشي"، وهو عبارة عن معجم شامل لأسماء الكتب المشروحة في التراث الإسلامي وبيان شروحها، وفيه تمييز الأشباه والنظائر في أسماء الحواشي والشروح التي وقع فيها الخلط والوهم في كتب فهارس المخطوطات والمطبوعات، ويقع هذا المعجم في أربعة أجزاء وفي مجلدين ضخمين، وله أيضاً كتاب "تصحيح أخطاء بروكلمان"، وكتاب "تصحيح أخطاء معجم المؤلِّفين" لكحالة، وكتاب "مصادر الفكر الإسلامي".
- وخص العلامة السيد عبد الله الحبشي اليمن بالكثير من أعماله، فشفى الغلة، وأزاح العلة، فمن ذلك: "حوليات يمانية"، و"معجم البلدان اليمنية"، و"فهرس المخطوطات اليمنية"، و"مراجع تاريخ اليمن"، و"الرحالة اليمانيون ورحلاتهم شرقاً وغرباً"، و"الصوفية والفقهاء في اليمن"، و"معجم النساء اليمانيات"، و"مجموع المقامات اليمنية"، و"حياة الأدب في اليمن في عصر بني رسول"، و"دراسات في التراث اليمني"، و"تصحيح الأعلام اليمنية في كتابَيْ "هدية العارفين ومعجم المؤلفين"، و"طراز أعلام الزمن في طبقات أعيان اليمن"، و"السلوك في طبقات العلماء والملوك"... إلى غير ذلك.
وهو في علاقته مع الناس على قدم السلف الصالح: من التواضع ونكران الذات، وإغاثة الملهوف، والتفاني في خدمة المسلمين. وأذكر أنني قد زرته في منزله بصنعاء أثناء زيارتي لها عام 1416هـ الموافق 1996م، ووجدته في غرفته بين أكوام الكتب التي تحيط به من كل جانب. وتداعت الأفكار وتذكرت عدداً من علماء القوم وعلى رأسهم حبر هذه الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إذ قال وقد سُئل عن العلم: (إذا نشطت.. فهو لذتي، وإذا اغتممت.. فهو سلوتي). ووثب ذهني إلى أولئك الأفذاذ الذين تترجم حالهم جملة الحبر سيدنا ابن عباس وأيقنت أنني أمام عبقري من الرعيل الأول، وشامخ من الطبقة العليا، وما أحراه بقول محمد بن سلامة المقري حين يقول:
ومجموعة فيها علوم كثيرة
تقر بما فيها عيون الأفاضل
ألذ من النعمى وأحلى من المنى
وأحسن من وجه الحبيب المواصل
أطالعها في كل وقت فأجتلي
عقائل يغلي مهرها كل عاقل
وأمنعها الجهّال فهي حبيبة
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي
 
وما يمتاز به المحتفى في هذه الليلة قوة الحافظة التي تمكنه من استحضار أيّة معلومة أو كتاب، وتسعفه بكل معلومة ذات بال حتى قيل عنه: إنه مكتبة متنقلة.
وفي الختام أتوجه بالشكر إلى صاحب هذه الندوة المباركة والمجلس العامر الشيخ عبد المقصود خوجه على هذا الصرح الممرد والفخر المؤبد، هذا المجلس المبارك الذي صار علماً من أعلام هذه المدينة، مدينة "جدة"، فنسأل الله أن يجزيه خيراً وأن يطيل في عمره سنين عديدة وأعوام مديدة في صحة وعافية والعفو منكم وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الأستاذ عمر باجخيف، الكلمة الثانية للدكتور محمد أبو بكر باديب، الباحث في مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي.
 
طباعة
 القراءات :342  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .