شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفاضلات.
الإخوة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني أن أرحب باسمكم جميعاً بضيفنا الكريم الموسوعي، والمؤرخ، والباحث، الأستاذ عبد الله بن محمد بن علي الحبشي الحضرمي، المعروف بتواضعه وبعده عن الأضواء مع سعة علمه، وثراء مؤلفاته التي تربو عن 55 كتاباً محققاً، بالإضافة إلى 51 مؤلفاً، تراوحت مجالاتها بين البحث، والتاريخ، والتصحيح، والفهرسة، قادم إلينا خصيصاً من دولة الإمارات العربية المتحدة، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به كفاء ما قدم من علوم نافعات لأمته، ووطنه، وطالبي علمه.
نحن إذ نحتفي بضيفنا الليلة نكرم في شخصه الأدباء، والمفكرين، والباحثين، الذين نهلوا من منابع العلوم، والثقافة، دراسةً، وتعلماً، وتحصيلاً، ومتابعةً، لم تلهه الشواغل الوظيفية، وتعقيدات الحياة اليومية، عن الجثو على الركب طلباً للعلم والتعلم، يحرضه على ذلك حس مسؤول، وحرص مأمول، لإدارة دفة الأوقات وفق طموحاته الواسعة، ونظراته الثاقبة، وتدبره الحريص الدقيق لكل ما تقع عليه عينه من المراجع والمصادر، التي يعول عليها كثيراً في علومه ومعلوماته، التي أحسب أنه يسد بها ثغرات يراها ضرورية للمكتبة العربية، ما لم يدركه بعض المختصين بالمشهد البحثي، فجاء مؤلفه "مصادر الفكر الإسلامي في اليمن" الذي طبع ثلاث مرات لأهميته، مميزاً بتتبعه للمؤلفين والمفكرين اليمنيين في علوم التصوف، واللغة، والأدب، والتاريخ، والفلك، والكلام، والفقه، وغيرها من العلوم التي دوّنها بمهنية علمية عالية، لافتاً الأنظار إلى قيمة التراث والتاريخ في بناء الحضارة الإسلامية.
كما طرق ضيفنا الكريم مجال المعاجم، التي تطلبت منه التحلي بالموضوعية، والإنصاف، والتجرد من الأغراض، والحصافة في التمييز بين الغث والسمين، والدقة في نقل النصوص، متابعةً، وثقةً، ورصداً، وحذقاً، فعرف عن ضيفنا الكريم أنه لا يتقبل المعلومة على علاتها إلا بعد تيقن ويقين، رائده الأسلوب العلمي الموضوعي المتعارف به، كما في مؤلفه "معجم البلدان اليمنية" الذي سكب فيه ثقافة واسعة، نجمت عن قراءات متصلة بموضوعه، ومتابعة الأحداث التاريخية، وعمل على حصر التطورات الاجتماعية المهمة، وأبرز الخصائص الجغرافية، ومن ذلك أيضاً "معجم النساء اليمنيات"، و"معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي" وغيرها الكثير، وهو مجال أحسب أن كثيرين يحجمون عنه لما يتطلبه من دقة، واهتمام، ودراية، ومسؤولية.
شغف ضيفنا الكريم بفهرسة الكتب المهمة مثل "فهرس المخطوطات اليمنية" الصادر عام 1395هـ - 1974م، ما يدل على حبه لهذا المجال، وبما حبي به من استعداد نفسي، وفني، وتحصيل علمي مرتبط بموضوعات الفهرسة، بجانب تنوع ثقافته بين الجغرافيا، والتاريخ، والفلك، والعلوم المختلفة، واجتهد كثيراً في معرفة الحقائق وعمل على الوصول إليها بصبر، وتؤدة، وإصرار، وسعة اطلاع، وقوة تحمل، مستقياً معلوماته من مصادر كثيرة، راكضاً في هذه الميادين التي وجد فيها متعته وغايته، أفنى فيها زهرة شبابه ومازال، متّعه الله بالصحة والعافية.
يدرك المتتبع لمجمل أعمال ضيفنا الكريم مدى الجهد الذي بذله لبناء مخزونه العلمي والمنهجي، والتضحيات التي قدمها بطيب خاطر ليخطو بثبات على طريق العلم، وهو طريق شائك لا يعرف مصاعبه إلا من يكابدها، يحدوه في ذلك حب المعرفة، وتوقير العلماء، زاده شحيح، ودربه طويل، له صبر عجيب في التواصل مع العلماء والأدباء في أكثر الدول العربية والإسلامية، مثل العلامة عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله - الذي كرمته "الاثنينية" بتاريخ 15/11/1414هـ الموافق 25/4/1994م .
أنس ضيفنا الكريم في نفسه المقدرة على دخول عالم التأليف والنشر، ولم يتهيب التجربة أو يخش عنت النقد ومشقة النقاد، فكان أكثر كتبه جرأة "تصحيح أخطاء بروكلمان" المستشرق الألماني الذي اهتم بدراسة التاريخ الإسلامي، ومن أشهر مؤلفاته كتاب "تاريخ الأدب العربي" الذي ترجم في ستة مجلدات، وفيه رصد لما كتب في اللغة العربية في العلوم المختلفة من مخطوطات ووصفها، ومكان وجودها، الذي عرف بأهميته الكبيرة لدى الباحثين العرب، إلا أن ضيفنا الكريم يرى أن ضخامة هذا المؤلف وتشعبه جعلت بروكلمان يقع في أخطاء عديدة تتعلق بقراءة المخطوط العربي بخطوطه المختلفة، وانتقلت أخطاؤه إلى عدد من الباحثين العرب، الذين اعتمدوا كتابه مصدراً، فتابع ضيفنا الكريم هذه الأخطاء مشيراًَ إلى أماكنها، وأرقام صفحاتها وتصحيحها استناداً إلى مصادر لغوية، وتراثية عربية دقيقة، ما يجعله مصدراً مهماً لكل مهتم بتاريخ الأدب العربي وبشكل خاص ما كتب منه بأقلام أجنبية.
كما ألّف في التاريخ، مستعيناً بما حباه الله من حيدة وحنكة في تقصي الأحداث، ونظرة حيادية، بعيدة عن المؤثرات الخارجية، منصفاً، عادلاً، أميناً فيما يكتب يبتغي وجه الحقيقة من دون مغالاة، أو تفريط، أو مجاملة، أو حشو. وبمنأى عن الهوى، والغرض، والجهوية، والعصبية.
هذه اضاءات سريعة عن مؤلفات ضيفنا الكريم، آملين أن يثري هذه الأمسية بالمزيد من الوقفات، والمحطات، واللمحات التي يسعدنا أن نتعرف بها عن كثب، على أمل الالتقاء بكم الأسبوع القادم بالصحافية، والروائية، والكاتبة، والقاصة، والأكاديمية، التي أثرت المكتبة العربية بأكثر من 12 رواية وقصة، والعديد من المقالات، الكاتبة السعودية المعروفة السيدة الدكتورة بدرية البشر، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بها وبكم.
طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، مؤسس "الاثنينية" على هذه الكلمة الترحيبية الضافية.
أيها الإخوة والأخوات، ضيف أمسيتكم الأستاذ عبد الله الحبشي له الكثير من المحبين والمتتبعين لإصداراته وإنتاجه الفكري والأدبي، ويودون التحدث عنه بمزيد من المعلومات حول شخصيته الكريمة وإنتاجه الثري، نبدأ هذه الكلمات بكلمة لسعادة الأستاذ عمر باجخيف، رئيس مجلس أمناء سقيفة الصفا العلمية، نائب جمعية الناشرين السعوديين، فليتفضل.
 
طباعة
 القراءات :309  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج