شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلي وأسلم على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفاضلات.
الأساتذة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدنا أن نرحب الليلة بضيف سعت "اثنينيتكم" لتكريمه منذ أن خطب المنصب وده، قبل عشر سنوات، كانت الارتباطات المسبقة حيلته، والشواغل المتصلة مطيته، والاعتذارات الدبلوماسية مهنته. كيميائي يجيد مزج العناصر المتناقضة، شاعري يحترف تلوين المشاعر، جمع بين الكيمياء والوفاء، والسياسة والكياسة، أكاديمي امتهن المودة، يفيض تواضعه علماً، وتوازنه حلماً، عرفته الأوساط الثقافية هادئ الطبع، وسطي المنهج في سعة أفق وسند فكر، وتنوع معرفة، معالي الأخ الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام. فمرحباً به بين محبيه وعارفي قيمته وقامته.
معالي ضيفنا الكريم، استثنائياً في خطوة هي الأولى من نوعها لوزير سعودي، اقتحم الفضاء الإسفيري الأثير إلى نفسه، انتزع مساحةً جريئة مكّنته من التمدد بحرية في مواقع التواصل الاجتماعي، (الفيس بوك والتويتر)، واحته المفضلة، وموئله العذب، يلتقي محبوه ومعجبوه به، تفاعلاً وتواصلاً في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الفكرية، والثقافية، والتحاورية، مشرعاً بوابته الالكترونية للتّحاور، يناور، يستمع، بأريحية غير مستغربة، مبدياً تقديراً كبيراً لكل راغب في التواصل معه باختلاف مشاربهم، وألوان طيفهم، وأعمارهم، وفئاتهم، وبذات الشفافية والوضوح والجرأة يتخذ لصفحته التواصلية مع قرّائه ومتابعيه عنواناً قوياً "ليس للحريةِ سقفٌ نصطدمُ به.. إنما فضاءٌ نتقدمُ فيه وأمانة نتحمّلها"، وصفهم بأنهم "خير مستشار له وخيرُ رقيبٍ على أداء الوزارة وأدائه"، أفاد من هذه التجربة كثيراً، إذ مكّنته من معرفة آراء الكثيرين فيما يقدم من خلال وسائل الإعلام السعودية المرئية والمسموعة والمقروءة، تجربة ساعدته على اتخاذ قرارات تعزز مشاركتهم في العمل الإعلامي كما قال. ومن جهة أخرى اتخذ مدونته الشخصية على الشبكة العنكبوتية منصة حرة ينشر فيها بحرية قصائده الجديدة، بعيداً عن مقص الرقيب الإعلامي، الذي يقع تحت دائرة مسؤولية معالي ضيفنا الكريم!! أرشف فيها مقالاته، ومقابلاته الصحفية، وكتاباته الأدبية، فأصبحت ملكاً مشاعاً لمن أراد الاطلاع عليها بأطراف الأصابع.
أيها الإخوة، شاعرنا "ابن الحياة" يكتب قصيدة الراهن المعاصرة، بنفسٍ ونسمةٍ تضيء عتمة الحياة بنورها وإشراقها البهي، ينتقي كلماته من كِنانةٍ خاصة فيها الجمالُ، والحكمة المتوهجة، بتعبيرات مبتكرة ومفردات معبرة، قصائده محكمة السبك، تتكئ على لغةٍ ضاربة الجذور في إرثها الحضاريِّ المتفرِّد، لتصور لنا تجربةً جماليةً وروحيةً باذخة، تتوهجُ بالعاطفة والحب والتعبيرُ عن حالاتٍ شعوريةٍ صادقة، تتبدى أكثر في "ثيمات" السفر، والحنين، والتأمل في كون الله الجميل، وحينما يتأهب لقص شريط الدخول إلى أبواب القصيدة، يدلفُ إليها مستكملاً لياقته الشعرية مبنىً ومعنىً، مؤتلقاً بجمال الحياة وحكمة الكون بعفويةٍ صادقة، وألفاظ منتقاة، في غير غرابة، أو غموض، أو إغراق، إنما دفقُ مشاعرٍ حقيقية، وفلذات كبد حرّى، ترتحل في عالمٍ شائكٍ، يموج بتجارب الحياة الثرّة. ملامح شعره وجيناته تقترب أكثر إلى الرومانسية الغنائية العذبة، دانية الثمار، قريبة من القلب والوجدان، يظهر ذلك جلياً في سفره الذي أهداني إيّاه: "الأعمال الشعرية" الصادر هذا العام، كتب فيه عن الحب والمرأة، العشق والجمال، الغربة والقربى، الشكوى والأنين، الألم و الأمل، الشيب والشباب، النضال والمحال، العشق والقلق، الأخلاق الرفيعة والقيم الروحية.
معالي ضيفنا الكريم، يعلق أهمية كبيرة على الصحف الإلكترونية باعتبارها أداة فاعلة في صناعة الإعلام المسؤول، خصوصاً تلك التي تتحقق من صحة الأخبار، بهدف تعزيز مصداقيتها ومهنيتها الإعلامية، بعيداً عن الشللية، والقبلية، والحزبية، والشخصنة، وبث الإشاعات وتصفية الحسابات وغيرها من السلبيات، فإن نأيها عن ذلك يجعل منها جزءاً مهمّاً في الخارطة الإعلامية التي يُعول عليها كثيراً في قابل الأيام، تستوعب روافد حديثة تُضخ دماء جديدة في شرايين العمل الإعلامي، تعمل على تأصيل الفكر، والثقافة، والأدب، ووصلها بالعالم الخارجي في صورة رائقة لائقة، ما يؤهلها لتؤدّي دوراً مهماً مع رصيفاتها الورقية، التي هي الأخرى قطعت أشواطاً مقدرة في صناعة الإعلام الالكتروني، الذي يتطلب عصرنة تواكب التحديات، ما حدا بمعالي ضيفنا الكريم إلى الشروع في تحويل الأذرع الإعلامية من تلفزيون، وإذاعة، ووكالة أنباء إلى مؤسسات إعلامية، تحترف المنافسة بهدف صياغة إعلام جديد ناجح يمتاز بالحيادية والنزاهة، هذا فضلاً عن اقتسامها كعكة التسويق الإعلاني التي تتيح لكثير من هذه المؤسسات الانتقال من البيروقراطية المقعدة إلى صناعة الإعلام باحترافية ومهنية عالية.
أيها الإخوة، يرى معالي ضيفنا الكريم أن سقف الحرية الإعلامية سجّل ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة ما أسهم في تطور مسيرة العمل الإعلامي فالحرية المسؤولة تعتمد على الشفافية والمصداقية، فضلاً عن المهنية في توازن وسطي، بعيداً عن الجهوية، والقبلية، والفئوية، التي تزكي الفرقة والتشتت، ومن الطبيعي أن يتوقف هذا السقف عندما تتعرض حقوق الآخرين وسمعتهم إلى الانتهاك بأي صورة كانت، فالثوابت الدينية والاجتماعية يفهمها ويلتزم بها من تلقاء أنفسهم الإعلاميون، بعيداً عن الإثارة ونشر الأفكار التي تشيع التطرف، والفرقة، والمذهبية. وفي هذا الإطار يطمح كثير من المراقبين معالي الوزير، أن تكون هنالك آلية مرنة، ومتوازنة، تعمل على فسح المؤلفات إعلامياً، تواكب ثورة المعلومات والاتصالات، التي ملأت الفضاء الخارجي من دون استئذان، بعد أن كان مقص الرقيب هاجساً كبيراً للكُتّاب، الذين يرون في مناخ الحرية المسؤولة دفعة قوية لمزيد من الإبداع والحيوية، فتسييج الكاتب بقيود وهمية، وشروط نصية، وأطر تحكمية، تقعد بالثقافة عن بلوغ أدوراها المرتجاة، ولعلنا لمسنا ذلك في الخطوة الجريئة التي اتخذها معالي ضيفنا الكريم بإصدار تأشيرة دخول سارية المفعول لجميع مؤلفات معالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، الذي وُري الثرى قبل أن يشهد هذا الحدث المهم الذي انتظره طويلاً، ولعل من المدهش أن معالي ضيفنا الكريم وكثيراً من المؤلفين الأفذاذ احتفل العالم من حولنا بإبداعاتهم في حين أن آباءها الشرعيين بنو جلدتنا لم يقوموا بذلك، ما حدا بكثير من مثقفينا إلى الهرولة صوب معارض الكتاب التي تقام خارج الحدود لاقتناء مؤلفات وكتب وإصدارات كتّابنا السعوديين.
يحمد لمعالي ضيفنا الكريم أنه قد صرّح في غير مرة بأنه ينتظر الوقت، الذي يتم فيه فصل التوأم السيامي الثقافة والإعلام عن بعضهما، بتخصيص وزارة لكل منهما، وأن تلاحمهما في جسد واحد ظلم للثقافة والمثقفين كما أشار. والحديث عن السيامي (الثقافة والإعلام) يطول فحسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق، أترككم في معية معالي ضيفنا الكريم يأسركم شعراً، ونثراً، وشأناً، وقولاً فصلاً، على أمل الالتقاء بكم الأسبوع القادم لتكريم الدكتورة هويدا القثامي أول طبيبة سعودية لجراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم، رئيسة قسم جراحة القلب بمستشفى القوات المسلحة بالرياض.
أيها الأخوة، وصلتني رغبات كثيرة من المحبين للحديث في هذه الأمسية الاستثنائية، أعتذر منهم وعلى غير العادة يُسمح بإتاحة الفرصة للسؤال مع المداخلة في حدود دقيقتين، حفاظاً على زمن المحتفى به، فأرجو المعذرة.
طبتم وطابت لكم الأيام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس ((الاثنينية)) على هذه الكلمة الترحيبية الضافية، أود أن أشير أيها السادة والسيدات إلى أننا سنتحاور مع ضيفنا معالي الدكتور الوزير عبد العزيز خوجه من خلال الأسئلة بعد أن نستمع إلى حديثه هذه الليلة، ستتاح الفرصة لكم ولَكُنَّ بطرح الأسئلة على ضيفنا الكريم، وتُدفع بطلبات الأسئلة إلى المنصة حيث ندرجها تباعاً لمناداة كل سائل وسائلة ليلقي السؤال بنفسه بعد أن يُعرّف بنفسه وبمهنته.
طبعاً قبل أن نستمع إلى ضيفنا الكريم هناك بعض الكلمات التي تتحدث عن معاليه، نبدأها بكلمة لسعادة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين الرئيس الأسبق لنادي جدة الأدبي الثقافي، فليتفضل.
 
 
طباعة
 القراءات :357  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.