شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إنهم يخربون بيوتهم بأيديهم!
* لا يملك المرء وهو يتابع ما قامت به القوى الأمنية في بلادنا من كشف لخلايا إرهابية وإفساد لمخططاتها والتي تكشف عن صلة هذه الخلايا بما يسمى أحيانًا القاعدة وأحيانًا أخرى السلفية الجهادية والتي تمارس عبثها وتخريبها لشؤون الدنيا والآخرة – معًا- في أقطار عربية ومسلمة أخرى، لا يملك أي مواطن إلا الإشادة بالجهات المسؤولة عن الأمن في بلادنا ومدى يقظتها لتحركات هذه الفئات المشبوهة الضالة.
* إلا أن واجب المؤسسات الدينية والتعليمية يبقى هو المطلوب تحقيقه، وأقول أمر يجب تلقينه لطلابنا وناشئتنا هو أن مجتمعاتنا مسلمة ومؤمنة وليست مجتمعات جاهلية كما حاولت كتابات تنظيرية انتشرت في فترة ماضية أن تبثّه بين أصحاب العقول الطرية فاعتنقته، ولنعترف أنّ عددًا كبيرًا من شباب الأمّة هجروا بيوتهم، وشكّكوا في عقائد وسلوكيات أهليهم لمجرد وجود اختلاف حول قضايا معينة مثل الغناء أو التصوير أو التدخين؛ فهذه قضايا لا تدخل في باب ما عرف من الدين بالضرورة، وللعلماء المحققين آراؤهم المختلفة إزاءها، ولكن لنعترف أن بعض شبابنا يثق في مرجعيات دينية كثير منها من خارج البلاد، وهذه المرجعيات تتعجّل الفتوى بغير علم وفقه. وكان الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم مع ما آتاهم الله من سعة العلم يجمعون علماء الصحابة وفضلاءهم عندما تعرض لهم مشكلات المسائل، وكان بعضهم –أي الصحابة- يتوقف عن الفتوى فلا يجيب ويحيل إلى غيره، أو يقول لا أدري. قال عتبة بن مسلم، صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهرًا، فكان كثيرًا ما يقول لا أدري. وكنت ذكرت في تعليقات سابقة أن هذه المرجعيات تزرع في قلوب صغار السن الغلظة والجفوة نائية بنفسها عن كل ما يدخل في باب الرقّة والدّعة والجمال؛ مع أن الإمام مسلم يروي في صحيحه حديث (إن الله جميل يحب الجمال)، والنّأي بنفوس الشباب عن مواطن الدّعة والحب من خلال تلك الفتاوى هو الذي جعل البعض يحمل السلاح، ويرى أنّه الأقدر بهذه الوسيلة على تحقيق ما يريد، وهنا بالذات يحصل استباحة الدماء. ولحجة الإسلام الإمام الغزالي نصّ فريد ومفيد فهو يرى (أن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة والمصرحين بقول لا إله إلا الله محمّد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم).
 
طباعة
 القراءات :186  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.