شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لسعادة الشيخ عبد القادر بن حامد البار ))
بسم الله الرحمن الرحيم، صلاة وسلاماً على سيد المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
فإن لمجالس العلم خيراً كل الخير والسعادة كل السعادة والفوز كل الفوز، ولقد حدثني بعض الأصدقاء عدة مرات عن هذه الجلسة المباركة التي يقيمها الشيخ الجليل عبد المقصود خوجه في منزله العامر كل يوم اثنين أسبوعياً والتي يحضرها مجموعـة من الأفاضل الذين يحبون العلم والأدب، وكنت أتمنى أن أحضر وأصغي وأستمع وأنظر إلى هذه الوجوه الناضرة الطيبة، وأتيح لي اليوم الحضور للمشاركة في هذه الأمسية المباركة والتي خصصها الشيخ عبد المقصود لتكريم الدكتور محمد علي البار تكريماً للعلم، والعلم يحتاج إليه الناس في شتى مناحيهم في حياتهم وعباداتهم وفي معاملاتهم وفي حاضرهم ومستقبلهم، في دنياهم وآخرتهم. يقول الشيخ حجة الإسلام الغزالي حتى في الجنة يحتاج الناس إلى العلم إذ يقال لأهل الجنة أدعو فلا يدرون بم يدعون وقد منحهم الله من نعيمه المقيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فيذهبون إلى أهل العلم فيتعلمون منهم، وقالوا إن أهل الجنة يحتاجون للعلماء وهم في الجنة، وللعلم عدة غايات، كثيرة الفروع وأفضله التفقه في الدين إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح المشهور (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ولا أدعي علماً بهذا فأنتم جميعاً تعرفونه أكثر مني، قال الشاعر:
طالب العلم بعيد غورها إنما العلم بحور زاخرة
فعليك الفقه دوما تحتويه تحز الدنيا وعز الآخرة
 
والذي أريد التحدث عنه في هذه الجلسة المباركة هو الشخص الذي جمعنا الشيخ عبد المقصود خوجه لتكريمه ولاعتقادي بأنكم جميعاً تعرفونه وتعرفون مؤلفاته ومحاضراته وجهده المتواصل لترسيخ الدعوة وتسمعون عن رحلاته إلى شتى بقاع الأرض حتى ليكاد يقضي زمناً قصيراً بين أهله وذويه دون أن تدعوه جهة إلى الارتحال لإلقاء محاضرة أو لحضور ندوة أو للمشاركة في حديث فهو كما يقول الشاعر:
ما آب من سفر إلا وأزعجه
رأي إلى سفر فالعزم يوجعه
كأنما هو في حل وفي
سفر موكل بفضاء الأرض يذرعه
 
أقول إن الشخص الذي نتحدث عنه وهو الدكتور محمد علي البار الذي حضرنا إلى هذا المنزل الكريم لحضور الحفل التكريمي الذي دعانا إليه الشيخ عبد المقصود، الدكتور محمد هو من مواليد عام 1939 م في شهر ديسمبر، في مدينة عدن، وعشت وإياه منذ نعومة أظفاره فأنا وهو من بيئة واحدة، ومن بيت واحد رعيته طفلاً رضيعاً فشاباً يافعاً وكهلاً ناضجاً لهذا فأنا من أحق الحاضرين بالتحدث عنه، التحق الدكتور بمدرسة عدن الإبتدائية عام 1947 م وكان مثال الطالب المجد المجتهد كغيره من زملائه في تلك الفترة التي كانت في بداية الحركة العلمية والفكرية رغم الظروف الإستعمارية والمناهج آنذاك.. وانخرط في الدراسة الإبتدائية، ونهل من معينها، وبدا عليه الطموح وسعة الأفق، فهو لم يركز على الدراسة النظامية فحسب، بل كان يلتهم كل ما يكتب وكل ما يؤلف ويقرأ، كل ما تقع عليه عينه بشغف ورغبة، ولم يشغله ذلك عن التفوق في دراسته النظامية، فكان من أوائل رفقائه، وكانت نتائجه تظهر مشرفة ممتازة، وكان ينصرف كثيراً إلى تساؤلات واستفسارات يعجز عنها أحياناً المسؤولون، وانتقل بعدها إلى المرحلة المتوسطة ودأب على نشاطه واجتهاده، ودأب على القراءة الخارجية، فما كان يسمع عن كاتب أو كتاب إلا ويسعى إليه بماله أو استعارته، وفي تلك المرحلة استوعب كل ما كتبه كبار الكتاب أمثال طه حسين والعقاد وأحمد أمين وبعض ما ظهر من مؤلفات الداعية الكبير الشيخ عبد القادر عودة والداعية الشهيد سيد قطب، وغيرهم من أساطين التأليف والعلماء والأدباء والشعراء، وكذلك الاختلاف إلى بعض علماء حضرموت الذين يزورون عدن بين حين وآخر كالسيد حامد المحضار وغيره.
في المرحلة الثانوية بدأت مداركه تتوسع، ولم تكل همته عن القراءة في شتى العلوم مثل الآداب، وشتى الحركات الفكرية، وحين انتهت المرحلة الثانوية بعثه والده رحمه الله لمواصلة الدراسة، والتحق بكلية الطب في جامعة القاهرة عام 1959م وواصل اجتهاده في دراسته النظامية وغير ذلك من القراءات الخارجية والالتقاء بكبار الأدباء، وكان يحضر الندوات والمحاضرات ويقرأ ويقرأ ويقرأ - حضر ندوة العقاد والشيخ محمد الغزالي والأستاذ سيد قطب وبعد الانتهاء من الدراسة الجامعية عاد إلى مسقط رأسه عدن واحتضنته عدن وأصدقاؤه وبعض أساتذته وانضم إلى سلك الأطباء الناجحين وتبوأ كرسي الدعوة وأقام الندوات والبحوث في مجتمعات عدن وفي إعلامها المكتوب والمسموع والمرئي، وبارك الله في جهوده وطموحاته وانضم إليه كثيرون وكون مع زملائه المركز الاجتماعي الثقافي الإسلامي.
في مجاله العملي الطبي تبوأ المقاعد المرموقة حتى تبوأ أعلى المناصب وأعطي إدارة المستشفى بعدن بالإنابة، ثم عُوديَ من بعض الجهات والأجهزة الاستعمارية وأتيح له في تلك الآونة السفر إلى الحجاز بالمملكة العربية السعودية لأداء نسك الحج والعمرة، وأخذ أول إجازة له في حج عام 1969 م، وغادر عدن لمدة خمسة عشر يوماً لأداء الحج وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إكمالاً لأركان الإسلام الحنيف عاد بعدها لإستئناف نشاطه في مدينة عدن وفي أداء رسالته في الدعوة والإرشاد وأفاد وأفاد وأفاد ثم سافر إلى مصر وإلى بريطانيا لإكمال دراساته العليا، ومكث هناك برهة من الزمن ونهل من المعين الذي نذر نفسه له وقدم للمرة الثانية للمملكة العربية السعودية متعاقداً مع المستشفى الوطني في جدة وها هو بين ظهرانيكم وقد علمتم عنه ما علمتم من كتاباته في الصحف وقرأتم مؤلفاته التي نشرت حتى الآن 53 مؤلفاً... وأكتفي بهذا القدر معتذراً إليكم بالتطويل ومعتذراً إليه بالتقصير عما يستحق، بارك الله لنا فيه وفي أعماله، والشكر مرة أخرى للشيخ الكريم عبد المقصود خوجه لما هو أهله من الثواب والأجر لتكريم العلم والعلماء والأدباء... ومعذرة وشكراً... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :726  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 141 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج