شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
(( كلمة الإفتتاح ))
افتتح الشيخ عبد المقصود خوجة الأمسية بالكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علّم بالقلم.. علّم الإنسان ما لم يعلم.. وأصلّي وأسلّم على خير من تعلّم، وأصدق من أعلم بالله عز وجل.. سيد ولد آدم.. نبيّنا وحبيبنا محمد ابن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أيها الأحبة الأكارم: هذه أبها البهية، بجمالها وشموخها وعطر أجوائها تدفع إلينا نفراً من أعز أبنائها ضيوفاً مكرمين في دارهم وبين رهطهم وأحبتهم وعارفي فضلهم، يقدمهم فضيلة ضيفنا الكبير الشيخ هاشم بن سعيد النعمي، وينعم بصحبته الإخوة الأفاضل الأستاذ محمد عبد الله الحميد رئيس نادي أبها الأدبي وعضو مجلس الشورى، والدكتور صالح بن عون بن هاشم النعمي، رئيس قسم التاريخ بكلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الجنوب، والأستاذ سعيد بن هاشم النعمي، فمرحباً بهم في حلهم و ترحالهم.
إن منطقة عسير كما تعلمون أيها الأحبة لم تحتضن فقط مدن الجنوب قلائداً في جيد مملكتنا الحبيبة فحسب، بل امتد مناخها المعتدل الجميل وخصوبة أرضها ليفرزا أجمل الأصوات المتفردة، والحناجر المتميزة في مجال الشعر والأدب والفكر والثقافة والفن التشكيلي والعلوم الانسانية المختلفة، لقد سعى أبناء أبها ومنطقة عسير بصفة عامة في شمال المملكة وشرقها وغربها، وعرفناهم بجدهم وإخلاصهم في مواقع العمل كافة، وليس مستغرباً أن يخرج من بينهم مثل شيخنا الذي نحتفي به الليلة، وغيره من علمائنا الأفذاذ الذين أثروا ساحة العطاء بوافر إبداعاتهم وكريم فضلهم.
وفضيلة شيخنا، ضيف هذه الأمسية، من بيت علم وأدب، نشأ بين الكتب ومجالس العلم في دار والده القاضي سعيد بن علي النعمي، ثم ضرب في الأرض طلباً للعلم على نهج السلف الصالح رحمهم الله، فأنتقل من شيخ إلى آخر، ومن حلقة إلى أخرى، يتزود من العلوم الشرعية النافعة بكل طرف، شأنه في ذلك شأن رجالاتنا الأوائل الذين لم يدركوا التعليم الجامعي بكلياته وتخصصاته الدقيقة، لكنهم رغم ذلك غاصوا في كنوز الكتب الثمينة واستخلصوا منها ما ينفع الناس في حياتهم ومآلهم، ولا أدل على ذلك من عمله بالتدريس والقضاء.. فكلاهما ملتصق أشد الالتصاق بحياة الناس سواء داخل أسرهم أو فيما يتعلق بمصالحهم وأعمالهم، وصبر على ذلك الدرب الشاق قرابة نصف قرن من الزمان.
ولا شك أن العمل بسلك القضاء من الأعمال التي يكتنفها الكثير من الخطر، حتى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتحرزون من تولي منصب القضاء لما فيه من مسؤولية مباشرة تجاه حقوق العباد، ومهنة القضاء إضافة إلى ما يكتنفها من صرامة وتجرد. لا تخلو من طرائف عديدة قد تشكل في حد ذاتها مجال دراسة شيقة لمن شمر عن ساعده ليعطي البحث حقه من العناء والاجتهاد.
وبما أن القضاء يعتبر محطة ضيفنا الأساسية في حياته المديدة بإذن الله، فأحسب أنه قد تشرب بمحامد الأخلاق التي حض الإسلام القضاة على التحلي بها، ولا أزكيه على الله، ولعله من المفيد أن أشير هنا إلى بعض الخلال التي وردت في نهاية رسالة عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن قيس [رضي الله عنهما]، و التي يراها البعض من أسس القضاء حتى العصر الحالي حيث يقول: (ثم أنعم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب الله، ولا سنة نبيه، ثم أعرف الأشباه والأمثال، فقس الأمور عند ذلك بنظائرها، واعمد إلى أحبها إلى الله، وأشبهها بالحق، وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالخصوم، والتنكر عند الخصومات، فإن القضاء في مواطن الحق يعظم الله به الأجر، ويحسن به الذخر، فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تخلق للناس بما ليس في نفسه شانه الله، فإن الله تعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصاً، فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته).
وهناك فقرة أخرى مما كتبه علي بن أبي طالب [كرم الله وجهه] إلى أحد عماله بشأن اختيار القضاة، لا بد من أن أوردها في هذا السياق ليتبين لنا من هو القاضي في الشريعة الإسلامية السمحاء، فأسمعه حين يقول: (ثم أختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا يتمادى في الزلة، ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا يشرف نفسه على طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم إلى أقصاه، أوثَقَهُم في الشبهات، وآخَذَهُم بالحُجَج، وأقلهم تبرماً بمراجعة الخصم، وأصبرهم على تكشف الأمور، وأصرمهم عند اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه إطراء، ولا يستميله إغراء، وأولئك قليل..).
وقد ورد بشأن القضاء كثير من الأحاديث الشريفة التي لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقام.. و لعل في الحوار الذي سيعقب كلمة ضيفنا الكبير إضافات في هـذا المجال، و غيره من نشاطات ضيفنا الكبير بما يعوض بعض الشيء عن كتبه التي نفدت من المكتبات.
كان في القديم يضرب الباحث والعالم كما نقرأ في الكتب القديمة أكباد الإبل مئات وآلاف الأميال للاستقصاء عن حديث أو رواية ويبدو أنه قدرنا ولا أزيد، لأنني في موقف المتسائل كلما قرب البعيد وقلت الشقة تباعدنا وتقطعت بيننا جسور المحبة، وبالتالي جسور المعرفة، الجنوب كان من البعيد البعيد، اللهم أعذني من كلمة أنا، أول زيارة قمت بها إلى الجنوب كانت في سنة 73 هـ كانت تعتبر من المناطق البعيدة الوعرة الصعب الوصول إليها، أصبحت الآن في متناول كل منا، ساعة طيران وإذا أنت في جو عليل بين إخوان كرام، قرب ما هو البعيد، وصفت النفوس، وزكت الأرواح وترى رجال العلم والفضل كنا نسمع ونقرأ عنهم لا أكثر، والآن لا نسمع إلا القليل، لا أدري من من الفريقين المقصر! ولكن أن لكل منا عذره، ولكن ليس بالعذر الذي يرضي، كم أتمنى أن نلتقي، فهم إخوان لهم في نفوسنا الكثير من الحب والتقدير، فقلوبنا مفتوحة قبل أيدينا الممدودة، فأهلاً وسهلاً بهم وبصحبهم الكرام وعلى أمل أن يعمل كل منا لنلتقي بالجنوب وبالشمال وأن يلتقي شرقنا بغربنا أعتقد أن هذه من المهام المسؤول عنها كل فرد منا، ضيف الأمسية القادمة يحلو لي أن أقول لكم مفاجأة، لن أسميه خلافاً على ما تعودنا، فليعلم حاضركم غائبكم، أرحّب بكم وآمل أن تقضوا أمسية ممتعة مع ضيفنا الكريم وآمل أن تشرفونا بالحضور مبكراً وأكرر أنه لا دعوة في الاثنينية فهي لكل من يتعامل مع الكلمة مرحبة بكم أجمل ترحيب وأهلاً وسهلاً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :701  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج