شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > كلمات معالي الدكتور محمد عبده يماني في الاثنينية > في حفل تكريم الأستاذ عبد الله عبد المجيد بغدادي
 
في حفل تكريم الأستاذ عبد الله عبد المجيد بغدادي (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته الكرام البررة.
يعلم الله أني أخذت أسوق نفسي سوقاً لحضور هذه الاثنينية وأنا أعاني من نزلة برد شديدة، لكني آثرتُ ألا أنقطع عن هذه الاثنينية التي شاركنا فيها لسنوات، هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى لأن فارس الاثنينية الليلة رجل من الرجال الذين لهم حق علينا وقاد وساهم في قيادة المسيرة التعليمية، غير أني عندما حضرت كنت أتهيب من أن الاثنينية ستكون كالعادة في الحديقة الخارجية وفرحت بأن الأخ عبد المقصود خوجه ذكر بأنها ستكون في صالة الاثنينية الداخلية، وفرحتُ بهذا لأنني أعاني من نزلة برد، ولكننا عندما دخلنا هنا اكتشفت أنه جزاه الله خيراً أمطرنا بوابلٍ من التكييف تمنينا أن لو نعود إلى الحديقة.
سبحان الله كيف أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا البلد الطيب مكة المكرمة مصدراً أساسياً للتعليم منذ أن نزلت أول آية على سيدنا محمد، سبحان الله أنها لم تكن اسجد.. ولم تكن سبح.. ولم تكن اركع، ولكنها كانت "اقرأ" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقْ (العلق، الآية:1)، وسبحان الله كيف سارت الأمور على هذا النحو حتى علَّم الدنيا بكاملها وانطلقت بعده وبعد وفاته الرسالة على يد أولئك الرجال الذين حملوا مشاعل النور بنفس القوة وبنفس الأداء الذي علمهم إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبحان الله أن الرسالة عندما نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يقف معه مجموعة من صناديد قريش ولا من الرجالات الذين كان من الممكن أن يكون لهم أدوار كبيرة ولكن وقفت معه امرأة.. امرأة اختارها الله لتكون بجواره وهي السيدة خديجة بنت خويلد، وأراد الله أن يكون لها ذلك الحق في أعناقنا، وقفت معه دثرته وزَمَّلَته وصدقته وأعطته وشجعته حتى قالت له والله لن يخزيك الله أبداً، وهي متأكدة مما تقول، وتوالت الأمور، واليوم ونحن نكرِّم هذا الإنسان الذي ساهم في قيادة هذا العمل التعليمي في مكة المكرمة، وأفرح أنه على يساري وأتذكر تلك الأيام، وعلى يميني أستاذ من أساتذتي وهو قد درَّس هذا الأستاذ جيلاً بعد جيل.
الأستاذ عبد الله بغدادي من الرجال الذين عهدنا فيهم التربية أكثر من العملية التعليمية العابرة، أو أكثر من التحفيظ العابر، كانت العملية التعليمية في مكة المكرمة تربية ومدارس تربوية، أنشأت الجيل على أسس من الأخلاق لأنها هي القصة الأساسية، وكم كنا نلتقي به ونتعلم منه ومن الأساتذة الكرام تلك المكارم من الأخلاق التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يصف بها سيدنا محمد فقال في حقه: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم: 4)، وكذلك كانت المسيرة التعليمية في مكة المكرمة، وأنا كنت كطالب أرتاد المجالس التي فيها الأستاذ الكريم الأستاذ عبد الله عبد المجيد بغدادي وصفوة من رجال التربية والتعليم كانوا يتعاملون معنا في حنو وتواضع وكريم أخلاق، ويأخذون بأيدينا حتى استطعنا أن نشق الطريق وبين كل فترة وأخرى نشعر بأنهم معنا ولا يتخلون عنا بأي حال من الأحوال، ولهذا بقيت تلك الروابط الصادقة بيننا وبينهم، ولذلك عدنا إلى تلك الأيام الخوالي عندما كان الطالب في مكة المكرمة إذا مشى في الشارع أو في الزقاق ورأى أستاذه قادماً يقف حتى يمر الأستاذ.. احتراماً لمكانة هذا الأستاذ، تلك كانت الأيام العطرة والذكريات الجميلة أعادنا إليها وجود هذا الإنسان الذي نحرص على تكريمه وتقديره وخصوصاً أنه ساهم في مراحل.. المرحلة الابتدائية والثانوية ثم في جامعة الملك عبد العزيز، وكان لي شرف العمل معه وأنا في ذلك الوقت مدير لجامعة الملك عبد العزيز.
إنني أشدُّ على يده مهنئاً وأسأل الله أن يطيل في عمره وأن يوفقنا إلى مزيد من التقدير له ولأمثاله من الرجال ومعذرة، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
طباعة
 القراءات :196  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.