شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك أجمعين، حبيبك وصفيّك سيدنا محمد الأمين، وعلى آل بيته الطيبين، وصحابته الطاهرين.
الحفل الكريم، الأستاذات والأساتذة الأفاضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحلِّق ((الاثنينية)) هذه الأمسية بفضاء اقتصادنا الوطني السعودي، احتفاء بأحد أعلامه، المرجع العالمي لاقتصاديات الطاقة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن عبدالله سرور الصبان كبير المستشارين الاقتصاديين لوزير البترول والثروة المعدنية، الاستشاري في المجلس الاقتصادي الأعلى، عضو اللجنة الدائمة بالأمم المتحدة للطاقات المتجددة، وعضو العديد من اللجان المتخصصة.
لست بالاقتصادي المتخصص، لكنني أود في هذه الكلمة المختصرة تقليب بعض الصفحات الناصعة من رؤاه الاقتصادية، والتي وجدت في طياتها كثيراً من الدروس المهمة التي تلفتنا لقيمة اقتصادنا الوطني وموقعه المرموق في عالم تحكمه المتغيرات الاقتصادية، التي بمقتضاها تتشكل الخارطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للبشرية.
مما لا شك فيه، فرضت تداعيات الأزمات المالية الكونية الطاحنة تراجع القوى الاقتصادية العالمية التقليدية أو ما يعرف بمجموعة الثمانية العظام، وحتمت بالمقابل صعود قوى دولية أخرى أو ما يعرف بمجموعة العشرين، ومن بينها بلادنا، فيتوجب علينا الحفاظ على موقعنا الذي بلغناه خلال الثلاثة عقود الأخيرة ضمن هذه المنظومة، ولضيفنا عدة رؤى اقتصادية تعيننا في السير بمحاذاة هذه القوى الناهضة مثل البرازيل والصين والهند وغيرهم. وفي اعتقادي فإن هذه الموجهات من شأنها أن تضاعف من مكاسبنا الاقتصادية، وتضمن لنا مركزاً متقدماً في هذه المنظومة، وفق رؤية تحتم علينا تثبيت وقفتنا بصف هذه الدول الصاعدة الساعية إلى حصد قدرات تصويتية أعلى؛ لتمرر رسالة فحواها أن آلية العشرين، والتي تسلمت زمام المبادرة الاقتصادية العالمية، في مقدورها أن تشكل جماعة ضغط لتغليب آرائها، فيتوجب علينا بالتالي لعب دور أكثر حيوية من خلال هذه المنظومة، يتناسب مع حجم إسهامنا الاقتصادي.
وفي هذه الرؤية يحذر دكتور الصبان من الاندفاع في تقديم قروض من دون ضمانات حقيقية لعوائدها، قد تضعف من مواقفنا التفاوضية، وتفوّت علينا فرص استثمارات أوسع، يرى أن عوائدها النسبية أفضل من ناتج العمليات التمويلية غير المشروطة، التي تجعلنا عرضة لضغوط محتملة قد تمارس علينا؛ لتوفير تمويل لصناديق أخرى استناداً على هذه السابقة، وبهذه الموجهات فهو يلفتنا إلى عواقب إقحامنا في خطط تمويلية مصممة لإنقاذ بعض الدول من أزمة ديونها؛ لننأى بأنفسنا عن هذه البرامج الموجهة أسوةً بدول مجموعتنا التي لم تتجاوب مع هذه الضغوط؛ لأن معظم تلكم الدول التي تستهدف مواردنا تمتلك من القدرات ما يعينها عملياً في التمويل الذاتي لمعالجة دينها العام، وعلى دول مجموعة العشرين اهتبال هذه السانحة لترفع من قدراتها التصويتية في الصناديق الدولية.
والدكتور الصبان باستيعابه الدقيق لمتطلبات العولمة، ووقوفه على قدرة بلادنا الاقتصادية في عالم متغير المعطيات، طرح مبادرة مهمة تستوجب النظر لما ورائها بكثير من التعمق، تلخصت في دعوته إلى إنشاء محفظة سعودية سيادية للاستثمار تماثل بعض الصناديق الخليجية التي تغلغلت بجرأة في أسواق الاستثمارات العالمية المتعطشة لفرص التمويل المطروحة، والتي تمثل أطواقاً للنجاة في ظل ما آل إليه الوضع الاقتصادي العالمي، فحققت هذه الصناديق عائدات منتظمة عظمت حجم احتياطياتها فأغرتها للخوض في المزيد من النشاط الاستثماري المتاح في بعض البلدان التي تعاني من الفجوات التمويلية، وتمتلك أرضية جاذبة للقروض في عدة مجالات واعدة تدر إيرادات جارية على مدار السنوات. فهذه المبادرة إذا ما قوبلت بالحماس اللازم، وأجريت لها الدراسات التحليلية الشفافة ضماناً لإدارتها بدرجة عالية من الكفاءة، فإن من شأنها إضافة الكثير من المساحات المهمة لخارطتنا الاقتصادية؛ لأنها تتميز بعائدات نوعية سريعة تحقق التنوع الإيرادي الذي نفتقده في دخلنا القومي المعتمد بنسبة جوهرية على عنصر واحد قد يجعله عرضة لفجوات غير مضمونة الآثار، كما أن أهمية هذا الصندوق تكمن في إمكانية اعتبار عائداته ودائع ضمان للأجيال القادمة؛ تحسباً لتعرض ثرواتنا النفطية لدرجة من درجات التراجع، فضلاً عن أن هذه العائدات يمكن أن تمثل دروعاً واقية من مخاطر الأزمات التي تضرب الاقتصاديات العالمية من وقت لآخر فينسحب أثرها على الاقتصاديات المحلية، خصوصاً وأن اقتصادياتنا، على الرغم من قوة احتياطيها، فإنها لا تتحكم في إدارة سوق النفط الدولي الذي نعول عليه في تنميتنا الاقتصادية بكل مكوناتها، وهي عوامل وجيهة يمكن أن تدرك بها بلادنا في هذا التوقيت بالذات القيمة الأسمى لهذا المقترح في ظل فوائض معتبرة بميزاننا التجاري، نتيجة لارتفاع معدلات إنتاجنا النفطي في السنوات الأخيرة لسقف يتيح لقدراتنا المتنامية فرصاً أوسع لتجاوز معظم الاقتصاديات المجاورة، والتي تقاسمنا الملعب.
أكتفي بما تيسّر لي في هذه العجالة، وفي اثنينيتنا القادمة نكرّم الروائي المصري الأستاذ فؤاد قنديل الحائز على جائزة نجيب محفوظ للرواية بالوطن العربي عام 1994م، وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في القصة القصيرة بالسودان عام 2012م، أنجز عدداً مقدراً من المجموعات القصصية، والروائية، وله بعض الإسهامات في أدب الطفل، وعدد من الدراسات النقدية، فإلى ذلكم الموعد.
طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريفة الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس ((الاثنينية)) والذي تفضّل بإلقاء كلمته الترحيبية مرحباً بضيفنا المحتفى به هذه الليلة سعادة الدكتور محمد سالم الصبان. أيها الإخوة والأخوات نذكركم بأنه بعد أن تُعطى الفرصة لضيفنا للحديث إلى أمسيتكم، سيكون هنالك مجال لطرح الأسئلة بحيث يقدم السائل نفسه ويطرح السؤال، وليكن سؤالاً واحداً؛ لتتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الإخوة والأخوات أيضاً في قسم السيدات. الآن وقبل أن نستمع إلى ضيفنا المحتفى به الليلة هناك بعض الكلمات الترحيبية التي تعرّف بضيفنا هذه الليلة وتتحدث عنه، نبدأ هذه الكلمات بكلمة لمعالي الشيخ هشام ناظر الوزير والسفير والشخصية المعروفة.
 
طباعة
 القراءات :389  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 113 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.