شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم. أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك حبيبك وصفيك سيدنا محمد، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات والأساتذة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نسعد الليلة باستضافة كاتب، والاحتفاء بكتاب.. جاعلين من مسيرة ضيفنا الكبير نبراساً نجتلي به طريق البصر والبصيرة، فقد علمنا دوماً أن فضيلة أستاذنا الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، صاحب تجليات، ترفد أنوار علمه أمسيتنا، فتزهو بكلمه الطيب، وتشرق بهاءً بحضوره المنيف.
يمثّل الكتاب الذي نحن في صدده أحد الجوانب المهمة التي تلهمنا بها مكتبتنا الحبيبة، فما أسعدنا بالجثو على الركب أمام عتبات (مكتبة مكة المكرمة قديماً وحديثاً-دراسة موجزة لموقعها وتاريخها وأدواتها ومجموعاتها).
أعلم يقيناً أن ضيفنا الكبير لا يحب الإطراء، وعبارات الشكر، والتقدير والإجلال، وإن كان في ذلك غمط لحقه، ومصادرة لحقوق محبيه في الثناء عليه. ولكن له ما أراد، ويكفينا أن نشير إلى تفانيه في خدمة التراث الإسلامي، وعلى رأسه كل ما يتعلق بمكة المكرمة، ولا أملك إلا أن أدعو له بالمزيد من فتوحات العلم، المكتسب منها واللدني، بما ينفع الناس، ويمكث في الأرض.
الكتاب القيم الذي نسعد اليوم بتلمس شذراته مع مؤلفه الكريم، صدرت طبعته الأولى عام 1416هـ/1995م.. فكان إضافة حقيقية لهذا الباب، جامعاً بين دفتيه أهم ما جاء حول موقع مكتبة مكة المكرمة التي تواترت الأقوال العلمية والمحلية بأنها مكان ولادة رسول الله صلّى الله عليه و سلم، الأمر الذي زادها تشريفاً وتعظيماً.. فاجتمع لها شرفا المكان والعلم.
جدير بالذكر أن السيدة المكية فاطمة يوسف قطان قد موّلت تشييد هذه المكتبة، بينما أشرف شقيقها الشيخ عباس قطان على بنائها في عام 1370هـ. ولذا فليس غريباً أن يهتم بها فضيلة ضيفنا الكريم، ويبذل في سبيلها ثمين وقته وسابغ علمه، وبحثه الدؤوب لكل ما من شأنه أن يساهم في إثراء البحث عن تراث مكة المكرمة، فكان من الطبيعي أن يأتي الكتاب الذي نحتفي به تحت مظلة مؤلفه، متكاملاً من حيث منهجية البحث والتوثيق العلمي، منوهاً إلى أن محتواه يتناول (الموقع والتاريخ، والإدارة القديمة والحالية، ورواد المكتبة، وفهارس الكتب المطبوعة، والبحث فيها، ونماذج لبعض محتويات المكتبة التي تحتوي على أكبر مجموعة من الكتب التراثية في طبعاتها الأولى)، فهذا قول ابن بجدتها، العارف بدهاليزها، المتكئ على رصيد كبير من العمل الدؤوب في ترقيتها، والنهوض بها شكلاً ومحتوى.
وفي تصوري المتواضع أن هذا العمل الجليل سوف يستمر في طريق التطور والتقدم والازدهار بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم حدب رجالات هذا الوطن من أمثال ضيفنا الكبير.. ووفق حتمية التطور، مقرونة مع الآليات المتاحة حالياً، فإن تحويل هذه المكتبة الضخمة إلى (مكتبة إلكترونية) بات أمراً ملحاً، حتى يستطيل فيء معارفها، وينعم به العلماء والطلاب في معظم أرجاء العالم.
ما لا شك فيه أنه أصبح بالإمكان فنياً ومادياً تحويل أي كتاب إلى مادة إلكترونية عن طريق التصوير وتحويل النصوص إلى ملفات PDF، وهي مصطلح يعني "ملف مستند قابل للنقل"، ثم تُطرح عبر موقع المكتبة على شبكة الإنترنت، فيتناولها من يشاء وقتما يشاء بكل يسر وسهولة. وكما تعلمون فهناك بعض المؤسسات التي تتيح نتاجها ومخزونها المعرفي من دون مقابل، وبعضها يمكن الوصول إليه عن طريق قيمة رمزية تساهم في تكاليف عملية النشر، بما لا يرهق الباحث والدارس.
إن عطاء ضيفنا الكبير مشكور مبرور، آملاً أن يستمر حقل التطوير، وصولاً إلى مستوى أرقى المكتبات العالمية. فمكتبة مكة المكرمة هي مشكاة المعرفة، وينبغي أن تحتذي بها مكتبات العالم الإسلامي قاطبة، لما لها من مكانة سامية، وحضور فاعل في المشهد العلمي والثقافي.
سعداء أن نلتقي الأسبوع القادم بالأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل، الأكاديمي، والمؤرخ، والصحافي الأديب الذي أتحف المكتبة العربية بثمانية عشر مؤلفاً في الشعر والأدب والثقافة، بالإضافة إلى ثمانية مؤلفات أخرى تاريخية توثيقية مهمة.. فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
طبتم وطابت لكم الحياة
والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه في كلمته الترحيبية.. ونذكركم أيها الإخوة والأخوات في قسم السيدات بأنه كعادة ((الاثنينية)) بعد أن نستمع إلى ضيفنا الكريم في حديثه لأمسية هذه الليلة، ستُتاح الفرصة لطرح الأسئلة على الضيف من قبل السيدات والسادة، على أن يكون سؤال لكل سائل، يُعرّف بنفسه ويطرح السؤال بنفسه. إن لضيفنا له محبين كُثر، وبودهم أن يتحدثوا عنه، ولكن لضيق الوقت سيكون ثمة كلمتان فقط للحديث عن ضيفنا، نرجو أن تكونا مختصرتين، لأننا نحرص على الاستماع إلى أطول وقت ممكن لضيفنا وحديثه لأمسيتنا هذه الليلة. فالكلمة الأولى لسعادة الأستاذ عبد الله فراج الشريف الصحافي والكاتب المعروف.
 
طباعة
 القراءات :377  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج