شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور عبد الله مناع))
أسعد الله مساءكم بكل خير.. الحقيقة أنني لا بد من أن أعبر عن حقيقة ما أنا فيه الآن؛ أنا في حالة رعب من المقدمة التي استهل بها أبو محمد سعيد كلمته... كانت هناك محطات في حياة الدكتور سعيد وكان لي الحظ في أن أكون حاضراً في بعض تلك المحطات.. المحطة الأولى عندما رأيته وسمعته لأول مرة في سقف عمارة "لا إله إلا الله" عندما كان نادي جدة الأدبي يقيم بعض أمسياته فيها، ولأول مرة استمعت إليه شاعراً وقد قال قصيدة أعجبتني في الحقيقة كما أعجبت الحاضرين جميعاً، قد لا أذكرها أو أذكر تفاصيلها لكنها كانت قصيدة جميلة ومثيرة أدهشتني وهي قد قيلت منذ حوالى خمسة وثلاثين عاماً تقريباً أو ما حولها، فأعجبني وأمتعني أن لدينا أجيالاً واعدة في مجال الشعر، وقد نُشِرَتِ القصيدة آنذاك في مجلة إقرأ، لكن يبدو أن الدكتور الناقد والأديب والصحفي والكاتب قد فضل أن يترك الشعر وهذا ما اعتقده لأنني لم أعد أرى له قصائد تنشر، ربما لأنه أراد أن يفعل كما فعل الدكتور طه حسين الذي بدأ حياته شاعراً لكنه انقطع عن الشعر أو كفَّ عن قوله لأنه كما قال الخليل: يأباني جيّده وآبى رديئهُ.. فلا أدري ما إذا كان الدكتور سعيد السريحي أيضاً من هذه الفئة التي يأباها الشعر الجيد وهو يأبى رديئه أم لا، لكن محطات الدكتور سعيد كانت محطات جميلة ومثيرة؛ فالمحطة الصحفية بدأت من "عكاظ" وانتهت في "عكاظ" وهي محطة طويلة تحوّل فيها إلى كاتب يومي وليس كاتباً أسبوعياً فقط، وبالإضافة إلى المحطة الأكاديمية، فإن المحطة الأدبية -وهي الأهم- بدأت مع النادي الأدبي أيام رئاسة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين الذي يعود الفضل إليه في فتح الباب لشابين جميلين هما الدكتور عبد الله الغذامي، والدكتور سعيد السريحي لأن يكونا عضوين في النادي وأن يقودا مسيرة النادي، وأن يقدما هذا النادي بصورته التي التصقت بأذهان الناس جميعاً كنادٍ يدعو إلى حداثة التفكير وحداثة التغيير، والحداثة ليست فكراً أدبياً ونقدياً فقط ولكنها أيضاً فكر سياسي وفكر فقهي، ومن هنا تأتي مشاكل الدكتور الغذامي والدكتور سعيد السريحي اللذين كانا هما ماكينة النادي الأدبي طوال سنوات الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، وكانا هما المنتجيْن والقادريْن والفاعليْن في هذا النادي وفي أمسياته وفي كل أنشطته، إذ أن محطة النادي الأدبي يبدو أنها انعكست سلباً على الدكتور السريحي عندما واصل محطته الأكاديمية وتقدم لنيل الماجستير والدكتوراه، ولقد دُهشت أنهما من جامعة أم القرى فهي أبعد ما تكون عن رجل كهذا وفكر كهذا وقلم كهذا؛ ففي جامعة أم القرى نوقشت الرسالة واستقر الممتحنون على منحه الدكتوراه لكنه لم يمنح الدكتوراه وكان ذلك أمرٌ عجيبٌ، إذ تدخلت بعض الجهات في عدم منحه هذه الشهادة التي حصل عليها وقد ظل هذا المنع سارياً إلى ما يقارب العام أو العامين ربما.. إن الامتناع عن منحه الدكتوراه يشكل قضية فكرية تستحق منه الليلة أن يلقي عليها بعض الضوء، لأننا إذا وصلنا إلى مرحلة أن طالباً في الجامعة سواء كان سعيد سريحي أم عبد الله الغذامي أم محمد سعيد طيب أم سواهم من الطلبة قد حصل على الدكتوراه ومن ثم لا تعطى له، لاسيما أنه درس وقدم رسالة ونوقشت الرسالة وحصل على الدرجة بشهادة الممتحنين له، فكيف تحجب عنه لاحقاً؟ إنها لقضية كبيرة جداً وأنا حقيقة كنت أحد المنزعجين لما حدث لكننا نريد من الدكتور سعيد الليلة أن يفتح لنا هذه البوابة ويعطينا إضاءة حول ما حدث.. أعتقد أن الدكتور سعيد بقدر ما هو كاتب ممتع هو متحدث ممتع أيضاً، وأعتقد أن تجربة النادي كانت ربما إحدى المحطات التي ساعدت على إنضاج مَلَكَةَ التحدث لديه، كما ساعدت على إنضاج هذا الكاتب الذي نقرؤه باستمتاع وندعو له بالمزيد ونتمنى له أياماً سعيدة وإنتاجاً وفيراً والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الدكتور عبد الله مناع والكلمة الآن لسعادة الأستاذ السيد عبد الله فراج الشريف.
 
طباعة
 القراءات :378  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.