شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لفضيلة د. عمر فلاته ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: أيها الإخوة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في بداية حديثي أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب هذا المقام الذي جمعنا في هذا الحفل الطيب، والذي اجتمعنا من أجل أن نكرم عالماً من علماء الأمة الإسلامية وفي الحقيقة أن هذه العادة أتخذها صاحب هذا المكان عادة تحمد له وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء.
كذلك أتقدّم بالشكر الجزيل لكل من حضر وشارك في هذا الحفل الطيب الذي يحتفى فيه بعالم من علماء المسلمين، وهذا الشهود وهذا الحضور إن دل على شيء فإنما يدل على عمق ومحبة للدين ولحملة كتاب الله وسنة رسول صلى صلى الله عليه وسلم.
أيها الإخوة: من فضل الله عليَّ أن أشارك في هذه الليلة لأتناول بعض نقاط أتحدث بها عن فضيلة شيخنا وأخينا فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ خليل ملا خاطر، عرفت الشيخ يوم أن وصل إلى المدينة المنورة سنة 1386هـ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت خير معرفة، رأيته شاباً لم تنبت في لحيته شعرة بيضاء، وإنما كان يظهر عليها الوقار، وقد تحلى وتزيا بعمامته المميزة التي يعرفها كل من رأى الشيخ، وكان الشيخ عندما قدم المدينة قدم ليقضي فيها إجازة العام الدراسي بعد أن منَّ الله عليه بأن افتتح معقلاً من معاقل العلم وهو المعهد العلمي في الجوف، وهذه حسنة تكتب للشيخ ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يضاعف له ثوابها لأنها معقل علم، ولأنها معقل فضل، ولا يزال هذا الصرح العلمي يؤدي دوره في صقع من أصقاع هذه البلاد العزيزة، وتوالت اتصالاتنا بالشيخ إلى أن منَّ الله عليه وأكرمه فعاد إلى المدينة التي أحبها والمدينة التي أكثر الترداد إليها مكلفاً بأن يفتتح صرحاً جديداً من صروح العلم ألا وهو المعهد العالي للدعوة في المدينة المنورة والذي يعرف اليوم باسم كلية الدعوة التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فله فضل الأولية في هذين المضمارين.
الشيخ خليل ملا خاطر أكرمني الله سبحانه وتعالى بمرافقته ومزاملته في كلية التربية، بجامعة الملك عبد العزيز يوم أن أكرمه الله تعالى بسكنى المدينة للمرة الأخيرة بعد أن أنتقل عمله إلى الرياض وعاد إلى المدينة مرة أخرى، وقد سبقني كثير من الإخوان في الكلام عن الشيخ من حيث علمه ومن حيث أخلاقه ومن حيث حلمه، وكل ما ذكر لا شك أنه حقيقة نلمسها في الشيخ جزاه الله خيراً، لكني أود أن أشير إلى خصلة أراني ألاحظها في الشيخ جزاه الله خيراً ولعلها كانت هي الأساس الأول الذي أوصل الشيخ إلى ما أوصله تلك هي إخلاصه في عمله لربه سبحانه وتعالى، وهذه الخصلة وإن كانت من أعمال القلوب إلا أن ما وقر في القلب يصدقه العمل، فإخلاصه في عمله ودأبه في عمله ظاهر في كل ما نشاهده من علم ومن سجايا أخرى، الشيخ جزاه الله خيراً أحد أركان المسجد النبوي، فإن أردت أن تبحث عنه ليلاً أو نهاراً فجراً أو عشاءً فإنك ستجده في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وستجده في الروضة الشريفة، هذه الروضة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها روضة من رياض الجنة، فهنيئاً له على ما أكرمه الله به، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يضاعف له الأجر وألا يضيع ثواب عمله.
من منطلق صحبتي لفضيلة الشيخ أؤكد على ما أشار إليه الإخوان من حيث أنه ذو فضائل ومن أبرزها أنه عف اللسان، لا تسمع منه كلمة لا ترضاها فهو عف اللسان فيما يقوله، وعف اللسان إن قال قولاً جاداً أو قال قولاً هازلاً وهذه بعض صفات أهل العلم، بالإضافة إلى ما منحه الله من وقار وتواضع وحرص على مشاركة إخوانه في ما يحصل من أفراح أو أتراح، إنه جزاه الله خيراً علمنا الكثير حيث أننا نقتدي به في هذا الباب وفي هذا المسلك، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب له الثواب في ذلك، ومما تميز به الشيخ جزاه الله خيراً محبته لله ولرسوله وقد أكرمه الله سبحانه وتعالى وعجل له بشيء من ثواب هذه الخصلة الطيبة فأكرمه بسكنى المدينـة، وأكرمه بالحياة في هذه البقعة المباركة، وأكرمه بأن وفقه لشكر هذه النعمة أن سطر بيده وكتب بقلمه كما سمعنا ستين مؤلفاً عشرون منها كما أخبرني جزاه الله خيراً عن محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقد كتب في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب في السيرة وكتب في شمائل رسول الله، صلى الله عليه وسلم وكتب في مناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد برزت لنا هذه المحبة التي أكرمه الله سبحانه وتعالى بها في كتبه ولكن ثلاثة كتب منها تتجلى فيها هذه المحبة كتابه الأول عظيم قدره صلى الله عليه وسلم، ورفعة مكانته عند ربه، ذكر فيه مائة خصلة تميز بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن سائر الأنبياء وتميزت أمته تبعاً له عن سائر الأمم، ولا شك أن هذا التنقيب، وهذا التفتيش، وهذا التتبع هو من توفيق الله سبحانه وتعالى، ومن زيادة الفضل مقابل الشكر كما قال سبحانه وتعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم).
أما الكتاب الثاني فكان حول سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمنافحة عما وجه إليه وتمثل في كتابه مكانة الصحيحين حيث بين دور صحيحي البخاري ومسلم وهما مرتكز سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أما الكتاب الثالث فهو فضائل المدينة، كتاب جاوزت صفحاته ألف ومائتي صفحة، تحدث فيها عن قضايا تتعلق بالمدينة، تتعلق بسكنى المدينة، تتعلق بما يجب على أهل المدينة وتتعلق بما يحق لأهل المدينة، ثم تحدث عما بالمدينة من الآثار، آثار النبي صلى الله عليه وسلم وآثار أصحابه، وهذا الكتاب قدم له بقوله إنه عربون محبته ووفائه لصاحب هذه المدينة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد بلغه الله سبحانه وتعالى وأكرمه بأن حقق له أمنيته التي طالما تمناها، ونسأل الله سبحانه وتعالى ألا يحرمه سكنى هذه المدينة وأن يمد في عمره وأن يجعله ممن تبلغه شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ويوم يخرج الناس من بقيع المدينة وقد شملتهم شفاعته صلى الله عليه وسلم، هذه بعض نقاط أحببت أن أشارك بها في هذا المحفل الطيب وأكرر الشكر أيضاً لصاحب هذا المحفل وأسأل الله سبحانه وتعالى له التوفيق والمثوبة، وأعذروني إن كنت قد أطلت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :514  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.