شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
معركة المصحف في العالم الإسلامي
الشيخ محمَّد الغزالي
(1)
إنه كتاب جديد للمؤلف الكبير "محمد الغزالي".. وليس الغزالي في حاجة إلى تعريف.
في هذا الكتاب يعرض المؤلف الفاضل لهذه المشكلة من جوانبها الكثيرة المتعددة بأسلوبه المعهود، وبيانه الصافي، واسترساله اللطيف، ولا نغالي إن قلنا إن الأستاذ الغزالي في هذا الكتاب قد رسم لنا أدق صورة وأصدقها لمشكلة العالم الإسلامي اليوم: مشكلة تخلفه البعيد المدى، وما كان من انحراف المسلمين في معظم أقطارهم من الأثر الأكبر في هذا التخلف ثم ما أسهم به في ذلك الاستعمار الصليبي وأعوانه من يهود وملاحدة وغيرهم.. ثم ما كان للغزو الفكري أو الاستعمار الثقافي من مشاركة فعّالة في هذا السبيل.. إلى آخر ما سيراه القارئ الكريم في هذا العرض الموجز السريع:
يبدأ المؤلف الفاضل حديثه.. فيقول:
نحن المسلمين نعتقد أن ما بين دفتي المصحف الشريف هو مراد الله من عباده..
وإن هذا الوحي المصون، يمثل قواعد الدين الواحد الذي تتابع المرسلون في العصور الماضية على الهداية به، ومناشدة أبناء آدم أن يقتنعوا به وينتفعوا بما فيه..
وهو كذلك الوحي الذي سيصحب الإنسانية حتى النهاية.
لن يطرأ عليه تغيير بالزيادة أو النقص أو التبديل!
في هذا المصحف صورة تامة، رائعة، للحق في العقيدة والخلق، والعبادة والمعاملة، تكفل للأمم معاشها هنا.. ومعادها هناك..
وليس لهذا المصحف طابع إقليمي.. ولا نزعة خاصة.. إن العالمية شائعة في آياته كلها شيوع الصفاء في وجه المرآة.. أو شيوع الزرقة في قبة السماء.
رب العالمين الذي خلق الأجناس والألوان، يضع لأولئك جميعاً نظاماً نفسياً واجتماعياً لا يتفاوتون بإزائه، ولا يمتاز بعضهم على بعض.
إن المكان والزمان والفروق الموهومة، تمحى كل المحو في جو القرآن الكريم.
قُلْ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (الأعراف: 158).
والعالم الإسلامي المترامي الأطراف يود أن يسير على منهاج كتابه لكنه محروم مما يود.
وتوجد قوى شاذة تعاكس رغبته، وتحاول بوسائل الإكراه المادي والأدبي أن تلوي زمامه عن الوجهة التي يريد..
إنها تضغط عليه كي يرتد عن ديانته كلاً أو جزءاً، على قدر ما تبلغ أدوات هذا الضغط الباطنة والظاهرة..
ولعلّها تكتفي منه مؤقتاً أن يترك بعض ما أوحى إليه، على أمل أن يترك الوحي كله مستقبلاً!
ولكن هذا العالم الإسلامي المتعب، مصرٌّ على الاستمساك بالدين كله، وراغب أن ينال حرية العمل به، والاحتكام إليه..
وهو مبلبل الفكر، لطول ما يكابد من مساومات ومؤامرات.. ولطول ما ترادف عليه من أزمات..
وقد ألفت هذا الكتاب ليكون جهداً مع الجهود المبذولة للدفاع عن المصحف المهاجم، وأمته المعناة في أنحاء الأرض..
إنه كتاب لا يخص قطراً إسلامياً بعينه..
إنه يتناول حاضر ومستقبل أمة تزيد على 500 مليون إنسان عاث الاستعمار السياسي والثقافي في أرجائها فساداً.
المصحف للنفس والمجتمع والدولة
يستطيع أي قارئ للمصحف الشريف من أي قارة على ظهر الأرض أن يستيقن من أن الإسلام ينتظم الحياة العامة والخاصة، وأنه يتناول النفس الإنسانية في أعمق أغوارها والمجتمع البشري في أوسع دوائره..
ومن الجهل الشائن بعد مطالعة المصحف آية آية، وبعد متابعة النبوة سنة سنة أن يزعم زاعم أن القرآن كتاب مواعظ نفسية محدودة.. أو أن محمداً كان يستهدف وصل الناس بالله عن طريق الدعاء والرجاء.. وحسب..
إن أوامر الله ونواهيه تتجه إلى البيئة التي يعيش فيها الإنسان، كما تتجه إلى الإنسان نفسه..
أجل تتجه إلى البيئة، كي تشكلها على صورة معينة، وتفرغها في قالب محدد، كما تتجه إلى الإنسان نفسه بالمحو والإثبات فيما يفعل ويترك..
لا انفصال في الإسلام بين الحياة الفردية، والكيان الاجتماعي العام..
شرائع الإسلام للوصاية على الضمير، مثل شرائعه في تنظيم البيت، مثل شرائعه في إقامة العدل السياسي والاجتماعي عند بناء الدولة.
العبادات وسلطان الدولة
إن العبادات من صلاة وصيام، وزكاة وحج وغير ذلك يظنها الظانون أعمالاً فردية موكولة لأصحابها.. وأن الدولة -في الإسلام- لا تسأل عنها.. ولا تهتم بها.
ونحن نسارع إلى تفنيد هذا الظن، وبيان وجه الحق فيه، فإن الدولة لا تكون مسلمة يوم تكون إقامة الصلاة وإماتتها في نظرها سواء.
.. إن الدولة في الإسلام مكلفة برعاية الله، وإشاعة تقواه، وتوطيد وقاره، وتقديس اسمه..
وإن من وظيفتها تهيئة الجو المعين على انتظام الصلوات الخمس من الفجر إلى العشاء، وإشعار المؤمنين كافة أن ذلك من صميم رسالتها ورسالتهم، وكما تشغل الدولة بدفع العدو المغير، وتجند ما لديها من وسائل مادية وأدبية لذلك.
وكما يجب على الجمهور فرداً فرداً أن يقوم في صمت بواجبه النفسي والعسكري لرد العدوان.
كذلك يجب على المؤمنين حكومة وشعباً أن ينهضوا إلى الصلاة عند ميقاتها..
ذلك هو الإسلام كما نستبين صورته في آيات المصحف وكما نتعرف حدوده من حياة النبي نفسه -صلوات الله عليه..
وما يقال في الصلاة نموذج لما يقال في الصيام.. فإن الحكومة -لكي تكون إسلامية- يجب أن تأمر به عند إهلال شهره..
أما الدولة التي تقدم بنفسها الطعام للناس كي يفطروا.. أو التي ترى الصيام مضيعة للوقت والإنتاج.. فهي دولة مرتدة بيقين عن الإسلام!!..
ونحن نعرف كيف نهضت دولة الخلافة -أيام رئيسها الأول أبي بكر- إلى مقاتلة مانعي الزكاة، وكيف سيرت الجيوش لمقاتلتهم جنباً لجنب مع المرتدين عن الإسلام..
اللون الإسلامي للدولة
إن الحكومة في الإسلام تقوم على عقيدة ومبدأ..
وليست غايتها توفير الطعام والأمان لجماعة من الناس وكفى!
إن توفير الضرورات المادية والأدبية وسيلة لا هدف..
ورسالة الحكومة بعد ذلك أن تهيئ للأمة الحياة على النمط الذي ترضاه، والنظام الذي تهواه من غير ما تعصب، أو أفتيات على أحد من الناس..
وليس الحكم توفير الأقوات لمجرد الشبع، ولكن لينصرف الناس إلى رسالة الحياة الكبرى وهي الحرص على رضاء رب العالمين، والتهيؤ للقائه بصحائف بيضتها الحسنات، وزانها الإيمان..
لكي تكون الدولة مسلمة حقاً!
في العالم الآن أنواع من الحكم:
هناك الشيوعية التي ترفع راية الإلحاد، وتنشئ الأولاد على أنه لا إله، ولا آخرة، ولا نبوآت، ولا أحكام للسماء.
وهناك "الصليبية" التي اتخذت الديموقراطية شعاراً لها داخل بلادها..
والديموقراطية تعطي حرية للإيمان والإلحاد معاً.. وللعفة والعهر جميعاً..!
أما خارج بلادها -الديموقراطية- فهي تعلن على الإسلام حرباً شعواء.
وقد نجحت هذه الحرب في طي شريعته، وهي ماضية لتطوي عقيدته بعد ذلك..
وإلى جوارنا حكومة صهيونية قامت على أنقاض العروبة والإسلام.
وقد شطرت العالم الإسلامي شطرين، وتعاونت مع الاستعمار الصليبي على توجيه الأمور في الشرق الأوسط وفق ما يريد..
في هذا الجو المربد لا يمكن قبول حكم باهت مذبذب يكره المصحف، ويرتعش وهو ينظر إلى مواريث الإسلام ومقدساته.
ويستبد به الشك والعجز عندما يفكر: ماذا يأخذ وماذا يترك من تعاليم الدين؟
أو ماذا يفعل ليرضي عواطف الجماهير المسلمة؟
وماذا يترك ليحوز رضاء الصليبيين والشيوعيين؟
وأداة الحكم في يده مسخرة لهذا الخلط من اليقين والريبة.. والجد والهزل.. والحق والباطل.. والشرق والغرب..!!
ولكي تكون الدولة مسلمة حقاً، وصدى لجماهير المسلمين التي تحكم باسمها، لا محيص من أن تلتزم معالم الحلال والحرام، وحدود الأمر والنهي وأن تتحرى ما يريد الله في كتابه لتسارع إليه، وما صنع رسوله لتتأسى به..
نريد في صراحة أن يرتبط المجتمع بالإسلام
ويقول المؤلف:
لقد سلخ المسلمون من تاريخهم ثلاثة عشر قرناً وهم مرتبطون قلبياً وفكرياً بدينهم يصدرون عنه، وينطلقون منه.
ونحن نعترف بأن هذا الرباط تعرض لأنواع من العلم والجهل.. والذكاء والغباء.. والاتباع والابتداع.. والابتداع والتقليد والتجديد.
وتعرض كذلك لألوان من الإخلاص والرياء.. والشجاعة والنكوص.. والإيثار والأثرة، والشورى والاستبداد، والعدالة والجور.
ومع ذلك كله فرباط الأمة بالإسلام قائم، وانتسابها إليه ظاهر..
أما في هذا القرن الأخير وبعد ما عاث الاستعمار الصليبي في كل شبر من أرضنا، وران على كل شأن من شؤوننا، فقد تمكّن من زحزحة المجتمع عن المحور الذي دار عليه ثلاثة عشر قرناً..
وتمكّن من إلقاء بذور ارتداد مخيف في جوانب الحياة التشريعية والتعليمية، والسياسية، فأمست تعاليم الإسلام عند الكثيرين متعذرة القبول.. أو متعسرة التنفيذ..
والغريب أن هذا التخلخل في الكيان الديني حدث وعنوان الإسلام باق.. باق على ركام من الجد والهزل يدع الحليم حيران.
إننا نريد في صراحة، وبصوتٍ عال، أن يرتبط المجتمع بالإسلام من قمته إلى سفحه، وأن يتحاكم إليه فيما دق وجل من أمره.
ونحن نرفض رفضاً قاطعاً هذا الانتماء إلى الإسلام بالأسماء.. والمواطن.. والخروج عليه بالأفعال والوجهة.
وفي محنة انقسام الدين إلى أفعال يسهل أداؤها، وأفعال يجر ذيل السيئات عليها..
أو في محنة انقسام المصحف إلى أشياء لا بأس من فعلها وأشياء لا يسوغ إنفاذها.. في هذه المحنة تكوّنت صور شائهة عوراء لهذا الدين المحرف.
صور متعددة بعدد المجتمعات الزائفة..
ففي روسيا إسلام.. وفي إسرائيل إسلام.. وفي ظل حكومة إباحية محنة إسلام.
ومفروض على الإسلام القائم في هذه المجتمعات أن يستكين إلى ما فيها من فلسفات وأوضاع.. وألا يثير شغباً على ما تنهج من خطط في الدراسة والقانون، فإن وافق عليها فبها.. ويستحسن أن يوافق.. وإلاّ فعليه أن يلوذ بالصمت، وهو في صمته متهم.
ما هو الإسلام الذي نؤمن به وندعو إليه؟
لقد انتشر الدين الإسلامي، في عدة قارات، ودخلت فيه أجيال من البشر، ومرت عليه حقب من الزمن..
وانضافت إليه بدع وخرافات ليست منه.
وأهملت شرائع وشعائر تعد من صلب تعاليمه.
وبعد البون بعداً سحيقاً بين الأصول النظرية لهذا الدين والواقع العملي للأمة المنتمية إليه..
فما هو الإسلام الذي نؤمن به وندعو إليه بين ألوان الإسلام التي شانها الجهل، أو شابها المسخ؟
إن الإسلام الذي نعنيه والذي لا يمكن لأحد أن يعترف بغيره هو الإسلام المستمد من هذا القرآن حرفاً حرفاً، والذي وعت الحياة إخراجاً عملياً له في السنة المطهرة.
وبقدر الاقتراب من هذا المصحف.. والرسول الذي بلغه.. يكون الدين، وبقدر الابتعاد يكون الشرود والزيغ.
مع الاستعمار الصليبي
عندما سقطت "الدولة الإسلامية" في القرن الماضي بعدما فتكت بها الأدواء الخلقية والاجتماعية، وتفشت فيها العلل النفسية والسياسية اهتبل الغرب الفرصة السانحة، واستطاع خلال مدة وجيزة أن يضع يده على أغلب الأقطار الإسلامية، وأن يوقع الشعوب المذعورة في الحبائل التي نصبها، فأضحت له فريسة سهلة.
ولجأ الاستعمار الصليبي إلى ثلاث طرق لمحاصرة الإسلام، ومحاولة الإجهاز عليه..
1- منع الحكومات المحلية من الاعتماد على التشريع الإسلامي في سن القوانين، وإصدار الأحكام، وإثارة عاصفة من التجريح ضد الأخذ بالشريعة وتعاليمها، وتضييق الخناق على شعائر الإسلام إجمالاً حتى تتكمش الناحية الدينية في زاوية مهملة.. وللاستعمار حيل دقيقة، وسلطات مرهوبة تجعل إيماءاته في هذا الشأن أوامر منفذة، بل أوامر يصدع بها العبيد.. وكأنها تفكيرهم الخاص، ووجهة نظرهم التي اقتنعوا بها.
2- التبشير بالنصرانية نفسها عن طريق المستشفى والمدرسة والملجأ وأساليب النشر المختلفة.
والغريب أن بعثات التبشير تشكل تعاوناً أوروبياً أمريكياً واسع النطاق.. وأن أعضاءها خليط من الدول الاستعمارية التي سيرت جيوشها لغزو الشرق؟ والدول التي لم تشارك في هذا الغزو العسكري.
فللسويد -مثلاً- نشاط تبشيري في أفريقيا الشرقية.
وقد أسس المبشرون السويديون 40 مركزاً لنشر المسيحية في أرتيريا.
وللنرويج أكثر من 500 مركز للتبشير تمتد حتى مدغشقر.
أما غرب إفريقيا فإن ألمانيا تولت نشر النصرانية فيه، ولها كفاح كبير في أرجاء غينيا والكاميرون.
وفي سيراليون والكاب وجنوب إفريقيا قامت جمعية نوتردام الهولندية بإنشاء 20 أسقفية مدت نشاطها الصليبي حتى وصل إلى تنجانيقا في وسط القارة.
فإذا جاء دور أمريكا في هذا الجهاد العظيم.. فاعلم أن لها أكثر من (4500) بعثة تعمل في طول أفريقيا وعرضها.
ونترك هذه الدول التي لم تسهم في إذلال القارة القديمة عسكرياً واكتفت بجهد المقل. ونتناول بالإيماء العاجل أفاعيل إنكلترا وفرنسا -وإيطاليا أيضاً- والدولتان الأوليان لم تدخرا جهداً عسكرياً ولا ثقافياً في محاربة الإسلام؟ وإنشاء أجيال جديدة تجهل تعاليمه، أو تتنكر لها وتخاصمها.
والكلمة التي تصور الحقد الصليبي على الإسلام أصدق تصوير ما قاله المستشرق "لورانس براون".
لقد كنا نتوجس الخوف من شعوب مختلفة لكننا بعد طول الاختبار لم نجد ما يبرر قلقنا.
خوفونا بالخطر اليهودي، وبالخطر الشيوعي، وبالخطر الأصفر، إلاّ أن هذه المخاوف لم تستند إلى أساس.
لقد وجدنا اليهود أصدقاءنا ورأينا البلاشفة حلفاءنا -يعني في الحرب العالمية الثانية- أما الخطر الأصفر فهناك دول كبرى تتكفل بالقضاء عليه.
إن الخطر الحقيقي يكمن في نظام الإسلام، وفي قدرة هذا الدين على التوسع والإخضاع.. وفي حيويته..
إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي.
هذه الكلمة الناضحة بالغل والسموم هي التصوير الحقيقي لموقف الصليبية من الإسلام.
والمسلمون الآن يلمون شعثهم في جهد مستميت كي يستعيدوا مكانتهم، ويستأنفوا رسالتهم.
خصوصاً بعدما تبين للأمم المنكوبة في آسيا وأفريقيا أن الاستعمار يستخدم الدين غطاء لشهواته الحرام.
وطبيعة الإسلام
إن الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لخلقه شيء آخر غير هذا الموت الأدبي والمادي الذي يرين على الرقعة الإسلامية التعيسة. إنه شيء آخر غير هذا الركام العجيب من الحق والخرافة، والجمود والفكر، والعصمة والشهوة.. وأوحال الأرض وأشواق السماء.
إنه -الإسلام- جملة الحقائق التي تنزل بها الوحي الأعلى على الإنسان الوضيء الذكي الطهور القوي، محمد بن عبد الله، لتكون بصيرة هادية للناس، ورحمة شاملة للعالم: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل: 89).
.. إن الآيات كلها متشابكة متماسكة..
ويوم يقضى بتعطيل إحدى الآيات، فإن العدوى لن تقف..
أمس.. قدر الاستعمار على خلق قوانين تحكم بغير ما أنزل الله.
واليوم تتفانى شرائع العبادات والأخلاق.. بعدما فنيت قبلها شرائع المعاملات والجنايات.
وغداً.. تنهار دعائم العقيدة، وتنقضي آيات التوحيد ويجحد اليوم الآخر، ويكون أمام جماهير المسلمين أحد طريقين: إما الإلحاد الشيوعي.. أو الثالوث الصليبي.
ومن الآن نحن نعترض هذا المسير، ونحذر من هذا المصير.. ونستصرخ أصحاب اليقين، وأولي الألباب، أن يوقفوا هذه الردة المجنونة.
والعاصم منها شيء واحد:
العودة المطلقة إلى هذا المصحف المهجور..؟
ثم يتابع المؤلف الفاضل حديثه إلى آخر فصول الكتاب.. فيتحدث إلينا فيما يتحدث عن الانحراف في شكل الحكم، ولماذا اطرد هذا الانحراف.. وعن طبيعة الحضارة الحديثة.. والتجدد الإسلامي في ميدان السياسة.. والاستعمار الثقافي.. والمرتدين.. والصهيونية في أحضان الصليبية.. والاستعمار القانوني.. وعن مركز المرأة في المجتمع.. وغير ذلك من موضوعات ومشكلات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :987  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 2 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج