شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
الأستاذة نازك الإمام: شكراً جزيلاً للأستاذة القاصّة الأديبة شريفة الشملان على هذه الوقفات وهذه اللمسات الجميلة، فأنت جديرة بكل تكريم واحتفاء.
الآن نبدأ بتقديم الأسئلة والفرصة ستبدأ من هنا من قسم السيدات. السؤال متاح للأستاذة منى مراد من جريدة "البلاد" ومجلة "اقرأ"، فلتتفضل بإلقاء السؤال.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تبدع الكاتبة السعودية في البوح بحياتها الاجتماعية، ثم يتهمها البعض بأن كتاباتها تنبع من الترف والوجاهة فما رأيك بذلك؟ وهل القصة السعودية تولد من رحم المجتمع؟ أم أن المجتمع هو الذي يجبرها على الولادة تحت أي ظرف؟ شكراً جزيلاً.
الأستاذة شريفة الشملان: شكراً على هذا السؤال الجميل، المرأة لا تكتب لأجل أن تقول كما يقول المثل أحياناً: "شوفوني أنا موجودة بالساحة".. لا. هي تكتب نبضها الحقيقي، أنا وُصفت بأنني أكثر التصاقاً بالأرض مع الفقراء.. مع المساكين.. مع الطيبين.. مع كل من يحتاج إلى مساعدة، وعندما نكتب نحن نغرف من هذا المجتمع الكبير والجميل والمحتاج للرفعة والرقي، شكراً مرة أخرى.
عريف الحفل: مرة أخرى نرحب بك أستاذة شريفة الشملان، وقد استمتعنا بحديثك وبما ذكرته سواء من خلال تجربتك الدراسية أو العملية، نتمنى لك طول العمر والنجاحات المتواصلة إن شاء الله. مداخلة طلبها الأستاذ المستشار الاجتماعي الأستاذ إحسان صالح طيب.
الأستاذ إحسان صالح طيب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمد الشاكرين وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين حبيبنا وشفيعنا سيدنا محمد. أتوجه بالشكر والتقدير لصاحب هذه الاثنينية وأرحب بأختنا الكريمة الأستاذة شريفة إبراهيم الشملان، فهي من خلال هذا العرض مشرقة كالشمس، بهية كالقمر، سخية العطاء كشلال من نهرٍ يتدفق عطاءً بالخير والعطاء والإحسان، خصوصاً أنها جمعت بين الحسنيين العمل الأدبي والعمل الاجتماعي من خلال خدمة قضايا الناس.
أسأل أختنا شريفة الشملان: إن التغيرات الاجتماعية الحادثة الآن والتي حدثت في خلال هذا العقد الأخير من الزمن سريعة ومتواترة، أين يمكن أن نرى آثارها في أعمال شريفة الشملان؟
الأستاذة شريفة الشملان: أولاً أحيي زميلي الأستاذ إحسان الطيب وشاكرة له حضوره.. جزاك الله خيراً لقد كان من أكثر الزملاء تعاوناً، شكراً لك يا أستاذ إحسان.
بالنسبة للتغيرات الاجتماعية، فإن التغيرات الاجتماعية والتغيرات في التقنية كانت تقتصر إلى حدٍ ما في البداية على التقنيات في المباني والتقنيات في الطرق والسفر ولم يكن يواكبها على مستوى الفرد، بذات الفرد، بالمجتمع، فكنا نحن الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيات نشعر برعب وخوف من أن يصير هناك كسر في المجتمع لدينا، لكننا تجاوزناه الآن إلى حدٍ ما.. الآن لدينا التغيرات التي تحدث عبر المواقع الإلكترونية وخوفنا الدائم، أنا أعتقد لدينا عقدة اسمها الخوف. نحن اللهم لك الحمد تجاوزنا أشياء كثيرة وقدرنا أن نصمد، نصمد ونحن نتطور، نصمد ونتطور بالوقت عينه، لكني أشعر أن الجيل القادم جيل جميل.. جيل أفقه واسع أوسع من أفقنا.. جيل مطّلع.. جيل يعرف كيف يمسك الحُسنيين، يعرف كيف يستفيد من التقنيات الحديثة وفي الوقت نفسه يطوّر ما لديه ليواكب هذه التقنيات. أنا لا أرى أن هناك مجالاً للخوف الشديد من التغيرات الموجودة الآن. شكراً.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال لدينا هنا في قسم السيدات، الدكتورة نجاة محمد سعيد الكاتبة الصحفية وأستاذ الإدارة التعليمية المشارك بجامعة الملك عبد العزيز فلتتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أولاً هو ليس سؤالاً ولكن هي مداخلة يحق لنا في ليلة تكريم الأستاذة شريفة أن نبث ما في قلوبنا لها؛ فهذه ليلتها ومن حقها أن تسمع ما نريد أن نقوله لها. أولاً كل التقدير لصاحب هذا الحراك الراقي، الذي قفز بأفكاره متجاوزاً تحديات الأعراف التقليدية ليكون ضمن مجلسه النصف الآخر الذي يصنع الأمم، ثم نرحب بالعزيزة شريفة في جدة بين أخواتها وصديقاتها.
إن شبهت الأستاذة شريفة بشيء فهي كالنحلة التي أخذت من رحيق كل زهرة شذى، ثم أعطت من حراكها ما غذت به روحها وإنتاجها الأدبي وخدمت به وطنها، هي شخصية شاملة جامعة جمعت بين الأدب وبين العمل، وتميزت بالعمل الخيري الاجتماعي، ثم العمل الحقوقي في مجال حقوق الإنسان. يكاد يجمع أغلب من يعرف الأستاذة شريفة على سمات خاصة التصقت بها، هي حب الناس لها.. تواضعها الشديد.. قدرتها على التعامل مع مختلف المستويات، وقد اختطت الأستاذة بنفسها مساراً خاصاً ميزها بين زملائها القاصين فتميز أدبها بأدب الأدب ورقي الحس.
الأستاذة شريفة شخصية لن تُطوى صفحات تاريخ الأدب السعودي إلا وقد حجزت لها صفحة فيها، ولن يعبر تاريخ الإنجازات في المملكة إلا وسيسجل دورها في العمل الاجتماعي، أسعدني تكريمها هذه الليلة وأتمنى لها مزيداً من التوفيق والسداد.
الأستاذة شريفة الشملان: شكراً جزيلاً الأستاذة الدكتورة نجاة، الأستاذة الدكتورة شهادتها بي مجروحة لأنها صديقتي هي والأستاذة نورة، صديقات قديمات لي فشهادتهما مجروحة شكراً لكم.
عريف الحفل: سؤال مع الأستاذ بدر عبد الله جلعود معلم في شؤون المعلمين إدارة تعليم حائل.
بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية اسمحوا لي أن أشكر منارة من منارات جدة، أشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على إقامة مثل هذه الأعراس الأدبية إن صحَّ لي التعبير.. أنا لدي عتب على من قال إنه من معجبينك في جدة، وأنا أقول إنني من الشمال آتي وأنا من الرواد لهذه الاثنينية، أمد الله بعمر الشيخ ومتعه بالصحة والعافية على مثل هذه الأعمال، والسؤال بما أن الإخوة قد حددوا حرصهم على تنظيم الوقت والاختصار فأنا ألتزم به -أريد أن أسأل أختنا الأستاذة شريفة الشملان وأقول لها: نريد أن نعرف عن رأيها بالنقاد وهل أنصفوها في تجربتها الأدبية؟ أريد أن أسمع رأي الأستاذة. مرة أخرى شكراً للشيخ عبد المقصود خوجه، شكراً لكم أنتم الحضور والأخوات الحضور والإخوان، شكراً للجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة شريفة الشملان: شكراً للأستاذ جلعود جزاك الله خيراً. أنا أشعر أني محظوظة بالنقاد، فهم أحبوني كثيراً ووجهوني كثيراً، وقد استفدت من توجيهاتهم كثيراً جداً، أشعر أنهم فعلاً يساعدونني بمساري الأدبي، جزاهم الله خيراً.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال الآن من الأستاذة سلوى بدوي الأخصائية الاجتماعية لإدارة الشؤون الاجتماعية سابقاً.
هل لعمل سعادتك في مجال الشؤون الاجتماعية ومرور الكثير من الحالات الاجتماعية والإنسانية عليك الأثر في كتاباتك الأدبية والقصصية؟
الأستاذة شريفة الشملان: بكل تأكيد تأثرت كثيراً وما زلت أتأثر، ولن أكون إنسانة إن لم أتأثر. مجموعتي الأولى "منتهى الهدوء" لو قُرئت جيداً لعُرفت أنها من واحدة معجونة بالخدمة الاجتماعية. شكراً أستاذة سلوى.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي.
إخوتي وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الأخت الفاضلة شريفة إبراهيم الشملان المحترمة أهلاً وسهلاً بك في هذه الدار العامرة بالخير والفلاح وبمنتدى الاثنينية الذي يشع نوراً وفكراً، سؤالي لك أختي العزيزة: إلى أين يتجه الفكر العربي؟ هل الفكر العربي مأزوم ومهزوم أم ملزوم باتباع سلوك ومفهوم محددين تحت اسم المحافظة على السمات الأساسية للأمة العربية والفكر العربي.. يعني تغيير جذري وإطلاع هذه الأمة التي قيل فيها بأنها خير أمة والفكر العربي لا عِلّي ولا عِلاّني ولا محافظ ولا اشتراكي ولا كردي.. ولك الشكر.
الأستاذة شريفة الشملان: شكراً أستاذ عبد الحميد، أنا أظن أن هذا السؤال كبير ومتشعب ويحتاج إلى راصد ذكي يرصد الحركات الثقافية في العالم العربي.. المأزوم إلى حد ما؟ نعم، غير مأزوم؟ ممكن! عندما نطلع على قراءات الشباب وكتاباتهم نشعر أن هؤلاء انفتحوا وقرأوا كثيراً، وفهموا كثيراً.. صعب علينا أن نمسك بزمامهم، لكني أعتقد أن هذا السؤال أكبر من أن أجيب عليه، شكراً لكم.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال لدينا هنا واسمحي لي أستاذة شريفة أن أسألك أنا نازك الإمام من إذاعة جدة:
من تقصدين بمقولتك التي ذكرتِها في إحدى أمسيات النادي الأدبي الثقافي بجدة عندما قلت: أنا لا أكتب ليفهم هؤلاء. هل القارئ في نظرك أصبح بطيء الفهم؟ أم أن الكاتب بات كثير الغموض في كتاباته؟ شكراً لك.
الأستاذة شريفة الشملان: أتمنى أن أسمع التسجيل، لأني أنا محبة للناس، ولا أظنني قلت أنا لا أكتب ليفهم هؤلاء. فلماذا أكتب إذا لم أُفَهِّمهم؟! لا أدري ما إذا كانت إذاعة جدة تتكرم وتسمعني حديثي جزاها الله خيراً..
الأستاذة نازك الإمام: ليست إذاعة جدة ولكن أنا سألتك السؤال وهو في الحقيقة مكتوب.. ذكرناه في الإنترنت ووصلت لهذا السؤال.
الأستاذة شريفة الشملان: أنا لا أتذكر، الأستاذ محمد قدس كان معنا في الأمسية الوحيدة واليتيمة التي عملتها في جدة، لا أظن أنني قلت هذا الكلام.. ما أتذكره أنني سُئلت ما رأيك باستيراد الخدم وأزمة الخدم وشيء من هذا القبيل؟ ولماذا لا تكتبين عن كذا وكذا؟ قلت إني لستُ خياطة وأفصل بحسب ما يطلبه الزبون، أنا كاتبة وهناك فرق بين الكاتب والخياط؛ الخياط ينجز ليرضي زبونه، وأنا أنجز صح ليقرأ الناس ليفهمني الناس ولكن لا أشعر أنني لا أكتب ليفهم الناس، وإلاّ فلماذا أكتب؟! شكراً لكم.
عريف الحفل: السؤال مع الأستاذ أنور فرحات -مترجم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي للأستاذة: إلى متى يظل الروائيون العرب لا يدخلون إلى عالم الرواية إلا من باب التجربة الشعورية الخاصة، الأمر الذي يجعل الجمهور أو قارئ الرواية جمهوراً محدوداً يقترن فقط بأحداث هذه الرواية الخاصة أو بواقعها الاجتماعي، فمتى نرى رواية يمكن أن نصفها بـ "يونيفيرسال".. يعني يمكن لأي إنسان في العالم أن يقرأها ويرى فيها نفسه؟ شكراً.
الأستاذة شريفة الشملان: شكراً للأستاذ أنور على سؤاله. أنا أرى حقيقةً أن هنالك موجة تقوم على دغدغة العواطف والأحاسيس الخاصة، لكن هذه موجة وستزول. لا أدري لماذا صار إقحام بعض هذه الأحاسيس بمناسبة وبغير مناسبة في النص الروائي، ولكن لا أظن أنها هي الطاغية، هنالك روايات جميلة ويمكن أن تُقرأ عالمياً. هناك موجة فعلاً في العالم العربي لكنها ليست زلزالاً. شكراً لكم.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال لدينا هنا في قسم السيدات، الأستاذة نورة بنت عبد العزيز آل الشيخ لديها سؤال، فلتتفضل.
أستاذتي الفاضلة هل ترين في الانفتاح الثقافي والمعرفي الحاصل الآن أي تأثير سلبي على الموروثات الثقافية العربية والإسلامية خصوصاً لدى الطفل؟ شكراً.
الأستاذة شريفة الشملان: أنا أشكر الأستاذة الزميلة والصديقة نورة على سؤالها هذا الجميل. أنا لا أشعر بالخوف على الطفل العربي، لأنه تربى في بيئة عربية مسلمة بين والدين مسلمين يقيمان الصلاة ويصومان.. أنا أعتقد أن الإسلام في جيناتنا مهما تطورنا.. مهما ذهبنا بعيداً فلن نزيح عن هذه القيمة الأساسية. الانفتاح نحتاجه فعلاً إذ ليس معقولاً أن يكتب الناس كلهم ويقرؤون في النت ويتواصلون فيما نحن نتقوقع. يجب أن نفهم.. نفهم كيف يعملون.. كيف ينتجون.. كيف يتطورون. نعم هذه نحتاجها، لكن من دون أن ننسلخ عن جذورنا، ولا أظن أننا سننسلخ، لذلك أنا لا أخشى على أحفادي أبداً من هذه الموجات. شكراً.
عريف الحفل: سؤال للدكتور يوسف حسن العارف.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحباً أستاذة شريفة. ذكرنا الأخ محمد علي قدس بالأيام الجميلة في نادي جدة الأدبي عندما أحييتِ الأمسية الوحيدة التي ذكرتِ إنها وحيدة أو يتيمة في جدة وكانت أمسية رائعة، وشاركك فيها رجاء عالم ورقية الشبيب. أنا أسأل الآن الأستاذة شريفة الشملان بعد هذه الفترة الطويلة أين وصلت في مجال القصة؟ ما أعرفه أن رجاء عالم وصلت إلى "البوكر"، بينما شريفة الشملان لا تزال في القصة القصيرة. أين الرواية التي يفترض أن تكون وصلت إليها شريفة الشملان؟ أنا أعتقد أن الأستاذة شريفة أخلصت للصحافة وأخلصت للعمل الاجتماعي والحقوقي أكثر من إخلاصها لفن القصة، وهذا ما جعلني أتساءل: شريفة الشملان في نادي جدة الأدبي وشريفة الشملان في اثنينية عبد المقصود خوجه ما الفرق بينهما؟ شكراً لك.
الأستاذة شريفة الشملان: شكراً جزيلاً لك، سؤالك جميل وأنا أحب أن أكتب رواية وفعلاً عندي بدايات روايات بعضها وصل إلى أكثر من ستين صفحة (ترى كتابة إيدي) يعني كثير، لكنني لا أشعر أنني لا أُجيَّر كأديبة ما لم أكتب رواية، آنَ لي أن أكتبها.. ربما أكتبها.. ربما لا أنتجها، ولكن ليس هناك طريق إجباري عليّ المرور منه حتى أكون أديبة معترفاً بي.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال لدينا هنا من قسم السيدات، وهو من الابنة ابنة الأستاذة شريفة الشملان، منيرة الشملان، فلتتفضل.
السلام عليكم. فخورون نحن بك دوماً، لكن هنالك سؤال يراودني كثيراً، ولم أجد الوقت الملائم لطرحه: ما تأثير الأمومة على كتاباتك؟
الأستاذة شريفة الشملان: شكراً لك منيرة. في الحقيقة أنا معجونة فيها.. بالبيت معكم.. بالشغل.. في شغلي.. أنا أظن لو تقرئين جيداً يا ابنتي كتابات أمك لعرفتِ الأمومة، يكفي أن تقرئي "هي وحكاية التمر" يا منيرة. شكراً جزاكم الله خيراً.
عريف الحفل: سؤال للدكتور أبو بكر الحامد، أستاذ الأدب والترجمة بجامعة الملك "سعود".
الحمد لله هذا منتدىً فكريٌ أدبي علمي على مستوى عال، فشكراً لقيادة هذا المنتدى الفكري العلمي العام. سؤالي موجه إلى الأستاذة المحتفى بها شريفة إبراهيم الشملان:
كيف أصبحت الكاتبة القاصّة شريفة الشملان كاتبة قصة؟ وسؤالي ربما يرتبط إلى حد ما وبشكل غير مباشر بسؤال الأستاذ يوسف العارف عندما سأل أين وصلتِ في كتابة الرواية؟ فأنا شخصياً كشخص يمتهن مهنة الأدب أرى بأن حياة الأديب أو حياة الأديبة تمر تماماً كالنبتة أو الشجرة بعدة مراحل حتى تصل إلى هذا المستوى الرفيع أو حتى تنضج -كما لاحظنا من حديث وخبرة الأستاذة شريفة. شكراً.
الأستاذة شريفة الشملان: شكراً لك دكتور وجزاك الله خيراً. لقد تحدث الشيخ الأستاذ عبد المقصود خوجه عن بداياتي أكثر مما تكلمت أنا، كما أعادت السيرة زميلتي الحبيبة نورة آل الشيخ. أنا أخذت القصة منذ كنت طفلة في الرابعة من عمري، كانت جدتي تقص علينا القصص وتنام وتتركنا مع شخوصها، كنت أنا أجمع هؤلاء الشخوص وأجلس معهم ونشتغل سوياً ونكمل الحكاية.. قد تكون متوافقة مع ما أعدته جدتي أو مع ما روته أو مع ما رواه الناس، وقد تكون قصة جديدة.. كنت أقص بعض هذه القصص على زميلاتي فيقولون لي: "كذّابة ما صار".. فعلاً أنا لا أكذب ولكن عقلي يعمل هكذا. كبرت وقرأت كثيراً وقرأت لمحمد عبد الحليم عبد الله.. قرأت للسباعي.. قرأت الكثير الكثير جداً، وبدأت أكتب القصة القصيرة واستمررت أكتبها وأكتب وأكتب ولا أزال تلميذة في مجال القصة القصيرة. شكراً.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال من الأستاذة سارة بارك، فلتتفضل.
في أي اتجاه تسير القصة النسائية بالمملكة وإلى أي المراحل في تصورك وصلت القصة لديهن؟
الأستاذة شريفة الشملان: أظن أن القصة القصيرة وليدة المجتمع، وليدة الظروف، وليدة الأفكار.. وليدة كل هذه الأشياء مجتمعة.. الذكريات.. التجارب.. التراكمات الأدبية والفكرية كلها تتجمع لدى الفرد، مع المشاهدات اليومية فيقوم ويكتب القصة. هل تطورت؟ أنا أشعر أن القصة تطورت كثيراً من الحكاية البسيطة إلى التقنيات الجميلة لصور جميلة يرصدها القاص. أنا أقرأ قصصاً وأحس دوماً أنها إبداع جديد، وأحس أن القصة تتطور باستمرار كتطور الفرد. شكراً.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال لديكم أخ محسن؟
عريف الحفل: الحقيقة السؤال الأخير هو مني شخصياً لأن أسئلة الحضور انتهت، وبالمناسبة أشكر الأستاذة نورة آل الشيخ التي أوحت إلي بسر وهو أنني ألتقي بالأستاذة شريفة الشملان بنسب من ناحية أخوالها من بيت التويجري، حيث إن أخوال أبنائي أنا أيضاً من بيت التويجري، وهذه فرصة سعيدة.
سؤالي أستاذة شريفة ذكرت ضمن من مروا بحياتك التعليمية الشاعرة الموسومة بالحزن نازك الملائكة. نازك الملائكة حينما نقرأ شعرها تكاد قلوبنا تذرف دمعاً قبل أعيننا من روعة شعرها، هل لك أن تحدثينا عن شيء من ذكرياتك مع هذه الرائعة نازك الملائكة؟
الأستاذة شريفة الشملان: عفواً.. لم أتتلمذ على يدها، لأنني كنت أدرس الصحافة، وهي تدرِّس في قسم اللغة العربية، أنا كنت أراها وعندما أراها أنبهر وأبحث باستمرار عن أمسياتها أين تقيمها.. عن شعرها الجميل كرائدة في مجال الشعر الحديث، تتلمذت؟ لا، ولكني عرفتها.. رأيتها جيداً.. سمعتها جيداً.. تأثرت بها وأحببتها وبكيت كثيراً عندما توفيت -رحمها الله- لكن كتلميذة آخذ منها العلم لا لم يحصل. كل هؤلاء أنا شاهدتهم وعرفتهم وسمعت لأغلبهم من غير أن أتتلمذ على يدهم؛ فالدكتور أحمد مظلوم صار رئيس قسم عندنا في قسم الصحافة وكنا نتفاهم معه كثيراً ونتكلم معه، يدرِّسنا؟ لا لم يكن يدرّسنا. شكراً.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال من الدكتورة هنية السباعي أستاذ مساعد متقاعد بجامعة الملك "عبد العزيز" بجدة، فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولاً: شكري الجزيل للأستاذ عبد المقصود على هذه الأمسيات الجميلة، ثانياً: السؤال موجّه للأستاذة شريفة وهو:
كيف استطاعت التوفيق بين العمل الاجتماعي وهو عمل ليس بالبسيط والسهل، وبين قراءاتها وكتاباتها الأدبية؟
الأستاذة شريفة الشملان: لقد قرأت مرة مقالاً لسيدة تقول: كلما كثرت أعمال المرأة كلما أنتجت أفضل. كنت في بعض الأيام أنا التي أطبخ في البيت وأرتب -وكان أبنائي صغاراً- وكنت أكتب القصة وأذهب إلى عملي وأشارك في أمسيات وأشارك في أشياء كثيرة، لكني أيضاً أُرجِع الفضل لصاحب الفضل؛ لدي رجل طيب شجاع كان يساندني كثيراً جداً، وأذكر أني في إحدى المرات كتبت مقالاً شديداً هيّجت العالم كما يُقال عليّ، لكنه وقف وقال لي: اسمعي يا شريفة، إن لم تكتبي الأسبوع القادم فلن تكتبي أبداً. وفعلاً كتبت وصدر مقالي كما كان مقرراً، وإلا لبقيت في البيت خائفة من قول فلان وفلانة. شكراً.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال الأخير من هنا من قسم السيدات، نيابة عن الجميع:
أستاذة شريفة يؤكد عدد كبير من النقاد العرب والخليجيين والسعوديين حدوث انطلاقة قوية للكاتبة السعودية كتفاعل في الحضور والنشر الأدبي لكتابتهن فهل هذا صحيح؟ شكراً لك.
الأستاذة شريفة الشملان: أعتقد أن التطور الاجتماعي والثقافي للمرأة مرتبط جداً بكتاباتها وبروزها على الساحة. نحن نعرف أن هناك سيدات كنّ يكتبن بأسماء مستعارة، وكان هناك رجال يكتبون بأسماء نسائية كي يشجعوا النساء على البروز والخروج للكتابة، ولكن كلما تطورت المرأة وطورت ذاتها وقدراتها استطاعت أن تظهر وتتكلم وتحيي أمسيات، أما اختصاصها فليس من الضروري أن يكون أدباً؛ من الممكن أن تكون أخصائية اجتماعية، ممكن أن تكون طبيبة، ممكن أن تكون في مجالات أخرى، ولكن ليست الكتابة فقط هي التي تُعبِّر عن انطلاقة قوية، المرأة السعودية عندنا انطلقت، والمشكلة أن هناك من يريد أن يعيدها إلى القمقم، هذه هي المشكلة وإلا فالحمد لله لدينا شاعرات لدينا كاتبات.. لدينا الأهم.. لدينا طبيبات.. باحثات.. لدينا امرأة وصلت إلى مقاعد الأمم المتحدة، لدينا نساء كُرِّمن من دول أخرى ومن منظمات دولية كبيرة، إذاً الانطلاقة ضرورية وإذا لم تحصل فسيكون هناك عيب، شكراً.
الأستاذة نازك الإمام: نطرح سؤالاً أخيراً للأستاذة شريفة أيضاً من الحاضرات:
ما رأيك بهؤلاء الكاتبات اللاتي امتهنَّ الكتابة لفروع الرواية والشعر والقصة، أمثال خيرية السقاف وبدرية البشر وفوزية الجار الله وثريا العريِّض ومنى الغامدي.
الأستاذة شريفة الشملان: أعتقد عفواً أن السؤال به بعض الخطأ، فخيرية السقاف لم تكتب رواية حتى الآن، بدرية البشر كتبت رواية، فوزية الجار الله لم أقرأ لها إلى الآن رواية، ثريا العريِّض لم أقرأ لها رواية. امتهنَّ الكتابة بفروع الرواية؟ ليس امتهاناً، والامتهان ليس عيباً أن تكون مهنتي كاتبة، هذا شرف أن تكون مهنتي كاتبة لكن مشكلة الكتابة أنها لا تطعمنا عيشاً. شكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :747  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 185 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج