شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نبض النبض
ردًّا على قصيدة الأمير المبدع عبد الرحمن بن مساعد (نبض الشوارع)، المنشورة في الملحق الأدبي لجريدة المدينة، 6/2/1418هـ.
ماذا أقولُ، ولِلْحَديثِ فُنونُ
مِنْها مُقَفَّى مُحْكَمٌ، مَوْزونُ
والبَعْضُ نَثْرٌ، فيهِ سِرٌّ يَنْثَني
حَتَّى يُعانِقَ عُمْقَهُ تَضْمينُ
أَلْغازُ تَتْرَى، بَلْ إِشاراتٌ هُنا
فيها كَلامٌ ثائِرٌ، مَخْزونُ
يَخْشَى يُصَرِّحُ بِالضَّميرِ لِخَوْفِهِ
مِنْ راصِدٍ، خَذَّالَةٍ، فَيَخونُ
ماذا أَقولُ، وَبَعْضُ قَوْلِيَ ضائِعٌ
عِنْدَ الأَصَمِّ، وَعَقْلُهُ مَأْفونُ
ماذا أقولُ، وفي الحَنايا جَمْرةٌ
ولَقَدْ كَوتْني آهَةٌ وشُؤُونُ
ماذا أَقولُ، وقَدْ رَثَيْتَ لِحالَتي
في طَيِّ شِعْرِكَ لَوْعَةٌ وَأَنينُ
ماذا أَقولُ، وكُلُّ قَوْلِكَ واقِعٌ
رَسَمَ المَواجِعَ، فاسْتُبيحَ سُكونُ
أَنا إِنْ رَدَدْتُ فَإِنَّ رَدِّيَ صَرْخَةٌ
والقَلْبُ في طَيَّاتِها مَسْجونُ
أَنا إِنْ رَدَدْتُ فَإِنَّ رَدِّيَ ثَوْرَةٌ
تَغْفو وتَصْحو، إِنْ صَحَتْ فَجُنونُ
أَنا آهَةٌ تَحْكي حِكايَةَ لَوْعَةٍ
أَنا آهَةُ المَظْلومِ -إِي- وَقَرينُ
لِكَآبَةٍ، وتَعاسَةٍ، وَمَهانَةٍ
وَتَضُمُّها -في العالَمينَ- جُفونُ
بِشَوارِعٍ وَجَوامِعٍ ومَضاجِعٍ
ولَها أَنينٌ صامِتٌ ورَنَينُ
أَنا آهَةٌ تجتاح كُلَّ مَفاصِلي
وكَأنَّني لِلْمُحْبَطينَ عَرينُ
أَنا آهَةٌ مَخْزونَةٌ، مَكْتومةٌ
بَلْ صَرْخَةٌ يَقْتاتُها مَطْعونُ
أَنا آهَةٌ في بُؤسِها، في بَأْسِها
في العالَمينَ، لَهيبُها مَشْحونُ
بِأَسَى القُلوبِ وَنَبْضِها، مُتَحَفِّزٌ
لِيَجولَ فيها مِثْلَما السِّكِّينُ
أَنا آهةٌ في صَدْرِ كُلِّ مُكَبَّلٍ
أَنا لَوْعَةٌ، وَشَرابُها غِسْلينُ
تُكْوَى بِها الآمالُ عِنْدَ مُنافِقٍ
الذِّئْبُ فيهِ مُرابِطٌ وَرَهينُ
إبْليسُ يَسْكُنُهُ ويَمْلأُ جَوْفَهُ
وَلَهُ بِكُلِّ المُخْزِياتِ قَرينُ
ماذا أَقولُ، وقَدْ أَثَرْتَ مَواجِعي
أُنْظُرْ جَريحَ القَلْبِ كَيْفَ يكونُ!
في كُلِّ عَيْنٍ مِنْ مَآسِيَّ قَذَى
كَمْ ضَمَّهُ في العالَمينَ عُيونُ
أَمَّا اللِّسانُ فَإِنَّ فيهِ مَرارةً
مِنْ جُرْحِ قَلْبِ سِرُّهُ مَكْنونُ
فَفَضَحْتَهُ بِقَصيدَةٍ مُزْدانَةٍ
بِالحُزْنِ، فيها هَيْثَمٌ مَسْجونُ
يَبْغي انْطِلاقاً في مَرابِعِ سِرْبِهِ
واليَأْسُ قَيَّدَهُ، ولَيْسَ غُصونُ
أَمْري وأَمْرُكَ في الحَياةِ كَواحِدٍ
صَقْرٌ جَريحٌ قَيَّدَتْهُ ظُنونُ
رَغِبَ الصَّراحَةَ في المَقالِ، فَهَدَّهُ
هَمٌّ ثَقيلٌ، في الفُؤَادِ، مَكينُ
شابَتْ ذُؤَابَةُ فِكْرِهِ مِنْ طَعْنَةٍ
قَدْ جادَ فيها غادِرٌ وَخَئونُ
إنَّ الكَلامَ بِذا الزَّمانِ جَرِيمَةٌ
إِنْ كانَ صِدْقاً، فَالمَصيرُ حَزينُ
فَالصَّمْتُ أَوْلَى، لَو كَتَبتُ قَصيدَةً
فَهِيَ المُخَدِّرُ، أَوْ هِيَ (المُرْفينُ)
أَنا إِنْ كَتَبْتُ قَصيدَةً فَلأَنَّها
جُرْحٌ يُفَجِّرُ نَزْفَهُ السِّكِّينُ
والقَوْلُ أَمْضَى، قالَها لِيَ شاعِرٌ
مُنْذُ القَديمِ، مُجَرِّبٌ وَأمينُ
وَلِذا، كَتَبْتُ، ولَيْسَ بي مِنْ رَغْبَةٍ
بِالقَوْلِ حَتَّى سَلَّهُ مَطْعونُ
أَنا إِنْ طَلَبْتَ إِجابَتي فَأَمينَةٌ
وكَذاكَ أَنْتَ مُساجِلٌ مَأْمونُ
صِنْوانِ، إِنَّا في الهُمومِ تَوَحَّدا
وكَما تَكونُ تَفاعُلاً سَأَكونُ
يا سَيِّداً لِلْنَّبِضِ والحَرْفِ الَّذي
نَكَأَ الجِراحَ، وَها أَنا المَسْكونُ
لَكَ في ضَميري أَلْفَ أَلْفِ تَحِيَّةٍ
وَلَكَ احْتِرامي، والحَديثُ شُجونُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :500  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 160 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج