شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ أمين عبد الله القرقوري ))
المدير العام لمؤسسة البلاد للطباعة والنشر
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحمد الله تبارك وتعالى حمد الشاكرين، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد صلاة المؤمنين المتبعين.. وبعد أجد مجال الحديث في هذا المساء رغم اتساعه ضيقاً حرجاً، إنني أبصر أمامي الجوانب المشرقة الرائعة في حياة الأخوين الكريمين السيدين هشام ومحمد علي حافظ وهي جوانب تذكرني وتذكركم جميعاً بالرائدين الكبيرين الجليلين السيدين علي وعثمان حافظ، وإننا جميعاً حينما نكرم الليلة هشام ومحمد علي إنما نكرم في شخصيهما شخصيتي الرائدين الكريمين علي وعثمان حافظ فقد دخلا تاريخ الصحافة في هذا البلد من أوسع أبوابه، ودخلا تاريخ التعليم من أرحب أبوابه، وتركا في مجال الصحافة أثراًً لن ينساه المتابعون للصحافة والمتتبعون لآثار الكبار في دنيا الصحافة وما زلت أذكر، وأحسب أن أبناء جيلي ومن بعده يذكرون البداية الجميلة القوية الرائعة لصحيفة المدينة التي أنشأها الرائدان علي وعثمان حافظ، كانت البداية بسيطة، ولكنها كانت قوية ما زلت أتذكر أمامي الدكان الصغير الذي افتتحاه في شارع العينية وما زلت أذكر المطبعة الصغيرة وما زلت أذكر السيدين الجليلين وأخاهما السيد خالد وما زلت أذكر أيضاً السيد هشام، إنها ذكريات لا تمحى وأنه تاريخ مشرق نابض بالإبداع والوفاء لهذا البلد ولأهدافه وتاريخه ومستقبله، حين أذكر صحيفة المدينة أذكر البيت الرائع الجميل الذي وصف به أمير الشعراء شوقي الصحافة حين قال:
لكـل زمـان مضى آيـة
وآية هذا الزمان الصحـف
لقد أثبت شوقي بهذا البيت أنه يعرف قيمة الصحافة، ويعرف تأثيرها في حياة الأمم وفي تاريخها وفي الوقت الذي كنا نسمع فيه البعض يتحدث عن الصحافة بامتهان فيقول: كلام جرايد.. في هذا الوقت كان هناك من يضحي بالكثير والكثير ليس من وقته فحسب وليس من جهده فحسب ولكن بالكثير مما يملك في وقت كان الذين يملكون فيه لا يملكون إلا القليل، وفي كل وقت أتحدث فيه عن الأستاذ الجليل السيد علي حافظ وعن أخيه الجليل السيد عثمان، كنت أقول للذين لا يعرفون مسيرة الرجلين الكبيرين العظيمين كنت أقول لهم: تصوروا أن علي وعثمان حافظ أسسا صحيفة المدينة وشيدا مدرسة الصحراء قبل أن يشيدا بيتاً لأسرتيهما، تلك حقيقة تاريخية، يجب أن نذكرها وأن نكبر في ضوئها جهاد الرجلين الكبيرين والعظيمين، والحديث يتسع ويتسع، حين نذكر هذين الرجلين الكبيرين الرائدين ففي شخصيتيهما مجال رحب للحديث عن الخلق وعن الوفاء وعن صفحات لا تنسى في حياتهم، لقد كانا في زمن صعب أعرف أنا ويعرف أبناء جيلي ومن كان من قبل ومن بعد أن الناس كانوا يعيشون في ضنك، وأن الناس كانوا لا يفكرون إلا في أنفسهم وفي مستقبل أسرهم، الذين عرفوا تلك الفترة الصعبة لا يستطيعون أن يتصوروا مقدار التضحية والإيثار في حياة هذين الرجلين الكبيرين، ومن حسن الحظ ومن دواعي الاعتزاز والفخر، أن الأسرة الكريمة الكبيرة والعريقة تحمل الراية، راية البناء وراية التضحية وراية الإيثار جيلاً إثر جيل، حين مضى الرائدان الكبيران علي وعثمان حافظ، بعد أن أديا واجباً كبيراً، سنظل نذكره ويذكره التاريخ، لم تنته القصة، فوجدنا السيدين الكريمين هشام ومحمد علي حافظ يقومان بجهد عظيم وجليل وكبير نحن جميعاً نعتز به، ليس من اليسير أن نتصور كيف استطاع هذان الرجلان الكبيران أن يشيدا هذه الدار الصحفية أو هذا الصرح الصحفي الكبير والعظيم الذي يعتز به العرب جميعاً - فيما أتصور - حين نتذكر البداية البسيطة التي انطلقا منها واحسب إن في هذه البداية هي الرد البليغ والمفحم على أولئك الذين يتصورون أن الصحافة لا تزدهر ولا تثبت وجودها ولا تتطور إلا بالإمكانات المادية، إن الصحافة تتطور وتتقدم ليس بالإمكانات المادية لكنها بالقدرة على الإبداع. ولقد استطاع هشام ومحمد علي حافظ بإمكانات قليلة محدودة أن يشيدا صرحاً صحفياً نفخر به، ولعلي أذكر هنا أن آثار المدينة المنورة وعبق تاريخها ورسالتها الخالدة تتضح في شخصيتي هذين الشقيقين ليس في إنشاء الصحيفة وحدها ولكن في الإصرار على أن تكون الرسالة الإسلامية هدفاً كبيراً وواضحاً من أهدافهم، وحين أنشآ صحيفة (المسلمون) أو مجلة (المسلمون) تعرضت لخسارة واضحة، واضطرا لإيقافها فترة، ولكنهما لأنهما يؤمنان برسالة الإسلام وبحاجة المسلمين لإحياء هذه الرسالة، بل ولحاجة الإنسانية كلها لإحياء هذه الرسالة الخالدة استأنفا إصدار مجلة "المسلمون" وهي تؤدي الآن واجبها في الدفاع عن المسلمين وفي الحديث عن مآسيهم حتى أني أنصرف أحياناً فترة عن قراءة هذه المجلة لأنها في بعض الأحيان تملأ نفسي أسى وألماً لما أرى فيها من أخبار ومآسي الأقليات الإسلامية وغيرها، إن الحديث يا سادتي يتسع ويتسع إذا أردنا أن نتحدث عن (الشرق الأوسط) وعن الإنجازات الكثيرة التي حققتها في مجال الإعلام العربي والإسلامي ولكننا سنظل نتحدث عن الصحيفة التي لا تتثاءب، وعن الدار الصحفية الكبرى التي تزدهر، وعن القوة البشرية التي تقف خلفها وعن العقلين المبدعين اللذين صنعا هذا الصرح الكبير الذي نعتز به، وما زالا يعملان على الإبداع يوماً إثر يوم، وفقهما الله وسدد على طريق الخير خطاهما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :580  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج