شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من دروس تبوك (من الطويل)
وبعد صَلاةِ الفَجْرِ يَرْنُو مُحَمّدُ
لأصْحابِهِ أَحْوالَهُمْ يَتَفَقْدُ
وفي واحِدِ الأيّامِ أَبْصَر وافِداً
عليه علاماتُ المشقَّةِ تُرْشِد
فقال له مَنْ أَنْتَ: قال ابنُ أسْقعِ
ومِنَ أَجْلِ ماذا جِئْتَ؟: قال مُوَحِّد (1)
تَهَلَّل وَجْهُ المصطفى فَرَحاً به
وبانَ مِنَ الصَّحْبِ الكِرامِ التَّودُّد
وبايَعَ خَيْرَ الخَلْقِ واثِلَةُ الّذي
بِبَيْعَتِه المختارَ ها هُوَ يُولَد
لقد بايَعَ المختارَ بالحبِّ والرِّضا
على ما تُطيقُ النَّفْسُ أو تَتَكَبَّد
فَكُلٌّ يَسيرٌ في سَبِيلِ مَلِيكِهِ
له السَّبْعَةُ الأعضاءُ تَعْنُو وتَسْجُد (2)
وكُلُّ الّذي في الكَوْنِ يَشْدُو بحَمْدِه
ولكنّ فِقْهَ الشَّدْوِ لا شَكَّ مُبْعَد
وكان رسولُ اللَّه يَحْزِمُ أَمْرَهُ
لِدكِّ حُصونِ الرّومِ وَهْي تُعَرْبِد (3)
لِتأدِيبها لمّا أرادَ سَفيهُها
يُوجِّهُ جيشاً حَيْثُ يَحْكُمُ أحمد
أَظَنّ هِرَقْلٌ أنْ جَيْشَ محمّد
كَجَيْشِ أنوشِرْوان للنّارِ يَعْبُد
لَقَدْ غَرّهُ أن سار للْقُدْس ماشِيًّا
لإِحياءِ ذِكْرِ النَّصْرِ إذْ طال مَوْلِد (4)
وأَقْرَبُ مِنْه دَرْسُ مؤتَةَ إنّهُ
كتابٌ عظيمٌ نُورُهُ يَتَجدَّدُ (5)
ثَلاثةُ آلافٍ سَعَى كُلُّ واحِدٍ
إلى نَيْلِ إحدى الحُسْنَيَيْنِ فَيَسْعَد
وقَدْ قَدّمَ القُوّادُ أَعْظَمَ صُورةٍ
بما قَدَّمَتْهُ مِنْهم الرُّوحُ واليَد
وها هو ذا المُخْتارُ في وَقْتِ عُسْرَةٍ
يُسَمِّى صَريحاً قَصْدَهُ ويُحَدِّد
لَقَدْ أَمنَ الأعداءُ جَيْشَ محمّدٍ
يُهاجِمُهُمْ في عُقْرِهم ويُهَدِّد (6)
وها هي ذي راياتُ جيش محمّدٍ
تُرَفْرِفُ فوق الجيشِ تَسْعَى وتَجْهَد
تَبُوكُ مُناها حَيْثُ آخِرُ غزوةٍ
غَزاها رسولُ اللَّهِ والرّوْضُ فَدْفَد (7)
بنو الأَصْفرِ الحَمْقَى قَدِ اصْفَرَّ لونُهُمْ
بكلّ إزارٍ للْبَطارِقِ مُجْسَد (8)
وأمّا جُذامٌ فالجُذامُ أصابها
فلا الخَيْرَ تُدْنِيهِ ولا الشَّرَّ تُبْعدِ (9)
ولَخْمٌ لِلُخْم البَحْرِ عَادَت خَليفةً
بِكُلّ سَفينٍ جَمْعَهُ تَتَصيَّد (10)
وعامِلةٌ في النّار ناصِبَةٌ بها
عليها عذابُ اللَّهِ جَمْرٌ ومَوْقِد
لقد مَلأَ المختارُ كُلّ أُنوفِهِمْ
رَغاماً وأطرافُ الأسنّةِ رُصَّد (11)
وعن مُعْجزاتِ المصطفى حَدِّث الورَى
فكِسْرَى ولا كِسْرى وقَيْصَرُ أَبَعَد (12)
أكيدِرُ ذاتِ الجَنْدلِ الصَّلْدِ حَظُهُ
كحظّ اسمِهِ غَمُّ صَغارٌ تَبَلُد (13)
وما نَطَقَ المختارُ يوماً عن الهوى
ولكنّهُ وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ يُرْفَد
تَنَبَّأَ خَيْرُ الخَلْقِ أنّ أُكَيْدِراً
سَيَلْقاهُ سَيْفُ اللَّهِ لِلصَّيْدِ يَرْصُد (14)
وفي جَيْشِ سَيْفِ اللَّهِ واثِلَةُ الّذي
مَضَى ودموعُ العَيْنِ عِقْدٌ منضَّد (15)
فإنّ حَبيبَ اللَّهِ لا ظَهْرَ عِنْدَهُ
وإنّ قَضاءَ النَّحْبِ في الحقّ سُؤْدَد (16)
وهذا الهُمامُ الشَّهْمُ كَعْبُ بنُ عُجْرَةٍ
يُوَفِّقَهُ الرّحمنُ للظّهْرِ يُوجِد (17)
وهذا الأبيُّ الشَّهْمُ واثلةُ الفَتَى
يبادِلُ بالإحسان كعباً ويُوعِد
فَكُلُّ الّذي يَحْظَى بِهِ مِنْ غَنِيمَة
لِكَعْبٍ ولو كانَتْ هِيَ البَحْرُ يُزْبِد
ويُغْنيهِ عن نَيْلِ الغَنيمةِ عاجِلاً
جِنانٌ مِنَ الفِرْدَوْسِ فيها يُخَلَّد
لقد أَكْرَمَ اللَّه الهُمامَ ابنَ أَسْقَعٍ
بِغُنْمٍ، وما في الغَيْبِ أبْقَى وأجود
فَجاءَ بِرِزْقِ اللَّهِ كَعْبَ بنَ عُجْرَةٍ
يُسَلّمُهُ الغُنْمَ الكبيرَ وَيُفْرِد
تَبَسَّمَ كعبٌ ثمّ ضَمَّ رَفِيقَهُ
وَقبَّلَ مِنْهُ الرّأسَ وهْوَ يردِّد
ألا بَارَكَ الرّحمنُ في الخَيْرِ نِلْتَهُ
وفي المالِ تُحْصِيه غَداً وتُعَدِّد
رجائي إلى الرّحمنِ فَيْضُ ثوابِهِ
وفَيْضُ عطاياهُ الّتي ليس تَنْفَد
كلانا فقيرٌ يَرْتجِي فَضْلَ ربِّهِ
وفي مِثْلِ فِعْلَيْنا التّنافُسُ يُحْمَد
ثم كانت القصيدة الثانية من دروس عام الفيل وهو العام الذي ولد فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذه القصيدة من بحر الوافر بواحد وخمسين بيتاً أقرأ أيضاً عدة أبيات في أولها، وعدة أبيات من آخرها:
لقد زعَمُوا الْمُثَلّثَ مُسْتَقِيماً
كذا أَخْفُوْا مع الولد الحَفِيدا
هُمُ يَسْتَهْزِئونَ بِكُلّ رَأْيٍ
يُخالِفُهُمْ وإن كان السَّدِيدا
تعالَى اللَّه ليس له شَرِيكٌ
وكان الواحِد الصَّمدَ المُعيدا
على تَسْبِيحِهِ فَطَرَ الوُجودا
على تَوْحِيدِه فَطَرَ العَبيدا
إذا انْحَطَّ الأُباةُ لِداءِ شِرْكٍ
يكون دواؤهم شِرْكاً جديدا!
ألا إنّ الدّواءَ رسولُ ربٍّ
يكون الخاتمَ العقْدَ الفَريدا
يقود المؤمنين إلى جِنانٍ
يكون مَقامُهُمْ فيها خُلودا
تَغَنَّ بِمُعجِزاتٍ باهراتٍ
لِطه إنّها طابَتْ نَشِيدا
فما كُتِبَتْ بِدَمْعِ العَيْنِ لكن
بما حَمَلَ الّذي أَخْفَى الوَرِيدا (18)
بَشائِرُ بَعْثِهِ في عامِ فيلٍ
بِحَقِّ كان ذا زمناً مَجيداً
بِهذا العامِ أَشْرَقَ نُورُ طه
وأَخْزَى اللَّهُ أَبْرَهَة الْحَقُودا
وَمَزَّقَ جَيْشَهُ في كُلّ صَوْبٍ
وأَرْسَلَ فَوْقَهُ الدّاءَ الْمُبِيدا
صِغارُ حِجارةٍ مِنْ حُرٍّ طِينٍ
ونارٍ أَهْلكَتْ جَيْشاً عَتِيدا
ومَنْ حَمَلَ الحِجارةَ غَيْرُ طَيرٍ
جَماعاتٍ أَحَلْنَ الخَصْمَ دُودا؟
إله البَيْتِ أَكْرَمَ قَوْمَ طهَ
وأَبْعَدَ عَنْهمُ الْخَطَرَ الأَكيدا
وَأَبْدَلَهُمْ مكان الخَوْفِ أَمْناً
فما عَرَفُوا من الأَيّامِ سُودا
وَأَطْعَمَهُمْ فَهُمْ يَجِدُون رِزْقاً
تمنَّوْهُ ثَرِيداً أو قَدِيدا (19)
وآمَنَ دَرْبَهُمْ في رِحْلَتَيْهمْ
أرادُوا الشَّامَ أو يَمَناً سَعيدا
وكان عليهمُ تَوْحيدُ رَبٍّ
إذا شاءُوا رُكوعاً أو سُجودا
وهل دَرْبٌ لَهُمْ مِنْ دُون طهَ
إذا شاءوا لِجَنَّاتٍ وُرودا؟
وهل نُورْ لَهُمْ مِنْ دُون ذِكْرِ
وسُنَّةِ مَنْ أبى لَيْلاً هُجود (20)
ألاَ هذا الطّرِيقُ إلى رَشادٍ
لمنْ شاءُوا يكونون الرَّشِيدا (21)
ألا هذا الطّرِيقُ إلى صَلاحٍ
لِمَنْ شاءُوا يكونون الأُسودا (22)
وهذه القصيدة في واحد وسبعين بيتاً وعنوانها في غار حراء، وأستأذنكم لأقرأها كاملة لأنها سوف تغطي كل الأشياء في الفترة المكية التي قلتها في القصائد الأخرى:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :475  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 125 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج