شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
السؤال الأول، الدكتورة ملك درغام من جامعة الملك عبد العزيز، في جدة كلية العلوم فلتتفضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد شرفت بالعمل لمدة عام فقط، منذ أكثر من عشر سنوات في جامعة جيزان، وبرغم هذه الفترة القصيرة التي قضيتها لم أنسَ يوماً ما وجدت عليه طالبات هذه المنطقة، وبنات جيزان، من المواهب الأصيلة والإخلاص وحب العلم للعلم مع التحلي بالأخلاق الكريمة والجميلة. طلبي من سيادتكم ورجائي التكرم بتبليغ بنات جيزان جميعاً، كل التقدير، والاحترام والحب، ودعائي إلى الله، أن يصلن إلى العالمية واللواتي يستاهلن الوصول إليها، لخلقهن الكريم وحسن تربيتهم وحبهم الشديد للعلم ولمواهبهن الأصيلة، وشكري وتقديري لصاحب هذه الأمسية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال الثاني من الأستاذ خالد المحاميد من صحيفة الوطن السعودية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كنا بالفعل نتمنى أن تستجيب للدكتور عبد الله مناع وتحدثنا عن جيزان، لأن جيزان لها حضور في المخيلة العربية من خلال مبدعيها الذين كتبوا عنها بحب، وشعرنا بأن هذا الحب انتقل إلى جميع العرب. سؤال هو أنك لا بد اطلعت على الكتب التي تحدثت عن التاريخ التوراتي لجيزان، وأقصد كتاب كمال صليبي المشهور. ما هي الأخطاء التي وقع فيها كمال صليبي في تحريف الأسماء أو الوديان والجبال التي ذكرها في جيزان وقد ذكر كماً كبيراً من الأسماء والأماكن في جيزان. شكراً.
الأستاذ حجاب الحازمي: بسم الله الرحمن الرحيم، أشكر صاحب الاثنينية مرة أخرى على إتاحة هذه الفرصة، ولقاء هذه الوجوه النيرة، وللاستمتاع بهذه المداخلات الجميلة أيضاً. شكراً للسيدات والأساتذة الكبار والأستاذات الكبيرات اللواتي قدموا ثناءات لا أستحقها، وشكراً للدكتورة التي أثنت على بنات منطقة جيزان، وطلبت إيصال سلام خاص لهن، وأنا أنقل هذه الأمانة إلى ابني الدكتور حسن حجاب الحازمي باعتباره مسؤولاً عن رعاية قسم كبير منهن، إن لم يكن كل طالبات جامعة جيزان، فهو عميد شؤون الطلاب في الجامعة وهو معنا في هذا المساء ويحضر هذه الجلسة المباركة.
كذلك أيضاً أعود إلى سؤال الأستاذ المحرر في صحيفة الوطن الذي ألح على سؤال أو على الاستفسار الأخوي الطيب من أخونا الدكتور الكبير عبد الله مناع، أود أن أجيب عن هذا التساؤل ما دامت الفرصة متاحة وهي أني أبشر أستاذي الكبير الدكتور عبد الله مناع بأن منطقة جيزان قد تغير وجهها المادي القديم وبقيت لها مسحتها الثقافية الأصلية إلى جانب ما حظيت به من تحسن مادي -كما أشرت- في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والعمرانية والمناشط الأخرى، أود أن أبشره أن جيزان أصبحت إن لم تكن من أفضل ومن أحسن المناطق في مشاريعها العمرانية في مشاريعها في الطرق، في مشاريعها الاقتصادية، فهي قد قفزت قفزة هائلة خلال السنوات العشر التي أشار إليها، ربما كانت تحتاج إلى أكثر من خمسين سنة حتى تصل إليها. هذا ليس فقط تفاؤلاً، لكنه الواقع الذي يشير إليه كل من زار المنطقة بعد انقطاع عنها ولو خمس سنوات، وأذكر في هذا المجال ذلك الزميل الأردني الذي زارني في العام قبل الماضي، وكان قد درس في المنطقة قبل فترات طويلة ثم انتقل منها إلى مناطق أخرى في المملكة، ثم إلى التقاعد، وعاد إلى بلده وهو فلسطيني يقيم في الأردن، فزارنا حينما جاء للعمرة اتصل ببعض أصدقائه في المنطقة فزارنا وزارني أنا في منزلي. وفي منزل أخي وزميلي حسن أحمد الحازمي اتصل بزوجته في الأردن وقال لها: يا أم فلان، ليتك تأتين وتشاهدين هذه المنطقة كيف أصبحت، إني هنا أشاهد كأني في عالم آخر لم أكن أعرفه من قبل، لقد تحولت هذه المنطقة من ذلك البؤس، وتلك الحياة الموغلة في القدم إلى حياة عصرية، أرى من خلالها العمارات الشاهقة والشوارع المضاءة، والمنارة، المسفلتة. أرى أو أسمع التلفون في كل مكان. أرى المصحات والمستشفيات المنتشرة. أرى فيها الأحياء الجميلة والحديثة المتناثرة. هذه العبارات كان يقولها لزوجته بالتلفون وهي في الأردن في عمان تقيم وهو يتحدث إليها من أحد المنازل ضمن منطقة جيزان. كما أنني سمعت من آخرين زاروا المنطقة قبل فترة أيضاً، عندما جاؤوها قبل عام أو عامين، فرأوا تلك المتغيرات، ونحن أبناء المنطقة المقيمين فيها، نشهد في كل شهر كما يشهد الله، وليس في كل سنة، في كل شهر نشهد تغيراً في ملامحها الحضارية وفي ملامحها العمرانية، وفي ملامحها التي أدت بها إلى صور حضارية مشرقة ولله الحمد والشكر.
هذا ليس من باب الاطمئنان لسعادة الدكتور عبد الله مناع أو للأخوة الذين يتساءلون عن المنطقة أبشرهم أن المنطقة قد تغير وجهها بعد أن طالتها يد الإصلاح وبخاصة بعد أن زارها الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وشفاه، وأقام في زيارته الثانية لها، لقاء بمجلس الوزراء عقده في مقرها في عاصمتها الإدارية جيزان، وكان لقاؤه بالمواطنين لقاء أبوياً حانياً اعترف فيه كما أشار الدكتور عبد الله بأنها تأخرت عنها المشاريع لأسباب ما، لكنه وعد بالعطاء وأوفى بوعده حفظه الله. فقد جاءت ميزانيات الخير في السنوات التي تلت تلك الزيارة حافلة بعطاءات كثيرة واستطاعت أن تعوضها كثيراً عن السنين التي فاتتها ولله الحمد والشكر والمنة، وإني أدعو سعادة الدكتور عبد الله مناع أن يشرفنا بزيارة وأرجو أن تكون قريبة بإذن الله تعالى وبخاصة في هذه الأيام الجميلة التي تحتفي فيها المنطقة وأميرها المفضال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بالمناسبة السنوية التي يسمونها: (جيزان الفُل مَشْتَى الكُل)، فهي في الشتاء فعلاً، تستقبل جميع زوارها من أقاصي الوطن ويجدون فيها الدفء ويجدون فيها أيضاً المتعة التي يبحثون عنها في هذا الفصل من أيام السنة.
مرة أخرى أعود إلى سؤال زميلنا في الوطن عما أثاره الصليبي في كتابه الذي نشره عن بعض المسميات التوراتية كما يقول في الجنوب، وهو حقيقة ركز على عسير في هذا الجانب وقد كتب عنه الكاتبون في ذلك الوقت وأذكر منهم الأستاذ محمد عبد الله الحميد الذي أصدر كتاباً رد فيه على ترهات وأقاويل الدكتور الصليبي، وما أشار إليه من مسميات حرف كثيراً منها، ولوى أعناق بعض مصطلحاتها ليصل بها إلى بعض المسميات واللهجات المحلية في الجنوب، وهذا الموضوع قد كفانا فيه الكثير من الباحثين ومنهم أستاذنا محمد بن عبد الله الحميد رئيس نادي أبها الأدبي سابقاً وفقه الله، وأرجو أن أكون قد أشرت إلى ما أراده زميلنا في الوطن، والوطن التي تكون في أبها لا بد وأن يمدونه بشيء من هذا، أشكركم وأشكر الأخوة الحضور جميعاً والسائلين والمداخلين كما أشكر الأخ الذي قدمني بصورة جميلة لا أستحقها وأشكر له تلك الكلمات والعبارات الجميلة وأعود مرة أخرى لأشكر الاثنينية وصاحب الاثنينية ورجال الاثنينية الذين يحتفون بضيوفها في مثل هذه المناسبات الجميلة شكراً لكم جميعاً والسلام عليكم.
الدكتور عبد الله مناع: نحتاج إلى جلسة تقصي حقائق لنتأكد مما قاله الأستاذ حجاب، وأفاض عن جيزان والتقدم والتطور الذي حدث خلال السنوات العشر الماضية. نرجو من الشيخ عبد المقصود أن يبدأ في تشكيل هذه البعثة لتقصي الحقائق، وشكراً.
سؤال من القسم النسائي:
بما أنكم عضو استشاري ثقافي في الهيئة العليا للسياحة في المملكة العربية السعودية وخاصة بأن جيزان وكما ذكرت بأنها من المناطق الجميلة والكل يرغب في رؤيتها، ما مدى دوركم في تفعيل المهرجانات السياحية في جيزان طول العام؟ وشكراً لكم.
الأستاذ حجاب الحازمي: شكراً جزيلاً، الحقيقة أن هذا الموضوع هو محط اهتمام صاحب السمو الملكي أمير المنطقة منذ وطئت قدماه جيزان، وبحسه الإداري الكبير استطاع أن يشكل عدداً من المناسبات في المنطقة ربما تكون في أغلب أيام أو شهور السنة، أذكر منها على سبيل المثال، هذه المناسبة التي ذكرتها الآن، وهم الآن في الاحتفاء بها، وقد افتتحت المناسبة قبل أربع أو خمس ليالٍ، وشرفنا بكلمة ضافية في هذا الموضوع ورحب فيها بضيوف المنطقة. وفي كل سنة نستضيف أعداداً كبيرة جداً من أبناء الوطن بمناسبة هذا المسمى الذي أشرتم إليه "جيزان الفل مشتى الكل".
هناك مناسبة أخرى أيضاً يسمونها الاحتفال بالمانغو، أو مناسبة المانغو، يعني منطقة جيزان أيضاً كما هي مشتهرة بالشعر تشتهر بالمانغو أيضاً، والفن والأدب كما أشار أساتذتي الفضلاء، هي أيضاً منطقة زراعية كانت تسمى سلة خبز المملكة. في فترات سابقة وهي ما زالت الآن أيضاً في زراعة المانغو بكثرة وبأشكال جميلة جداً، وربما من أفضل الأنواع وتزرع هناك بكميات طيبة، وبنوعيات أيضاً، كما أشرت، ممتازة وتصدر لعدد كبير من مدن المملكة وليس إلى الخارج، والحمد لله، كما أن فيها أيضاً التين، ولكن المناسبة تسمى "أسبوع المانغو" يفتتحها سمو الأمير أيضاً بكلمات ويُعمل لها أيضاً معرض من المعارض الاقتصادية، وفي كل مرة في مدينة من مدن المنطقة، المدن القريبة من مناطق الزراعة، فقد احتفل بها في مدينة أبو عريش، وحضرتها مع من حضر من المهتمين بهذه الجوانب وكانت مناسبة أخرى في صبيا إلى جانب عدد من المدن والقرى الأخرى التي يوزع سمو الأمير عليها هذه المناسبة في أيام وشهور السنة.
هناك مناسبات ثقافية أيضاً تقام في عدد من المنتديات وفي النادي الأدبي على وجه الخصوص، والآن كان في جامعة جيزان وما يزال جهد ثقافي كبير جداً. بدأت تظهر مناسبته الثقافية وكنت في الأمس أستمع كما تستمعون مثلي وتشاهدون لمعالي مدير جامعة جيزان الأستاذ الدكتور محمد آل هيازع ويتحدث عن بعض المناشط الثقافية وآخرها كان معرض الكتاب الذي أقيم على هامشه عدد كبير من المناسبات والمحاضرات الثقافية. هناك مناسبات ثقافية أخرى وسياحية مستمرة، وقد زارها -الحقيقة- سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا للسياحة، زارها عدداً من المرات، وبخاصة زار فرساناً كثيراً واحتفى بها بأن أصبحت من المناطق التي لها بعض المآثر الحقيقة التراثية إلى جانب بعض الآثار الحضارية الموجودة في العصر الحاضر، شكراً.
السؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي.
أخي الكريم الأستاذ الشريف حجاب الحازمي، سيدي أحييكم أجمل تحية ونرحب بكم في هذه الدارة العريقة العامرة، ووجودك في مدينة جدة المنشرحة بوجودكم فيها، والباسمة رغم النكسات التي تتوالى عليها من سنة وأخرى وللأسف الشديد. سيدي زرت جيزان من حوالي أربعين سنة مع عشرين من الخبراء والمستشارين عندما وضعت هيئة التخطيط خطتها الاقتصادية والاجتماعية الأولى، وقد تحسرت عليها كثيراً لما رأيت حالتها البائسة، وأشكركم وأشكر شعبكم الذي تخطى الأمية وتخطى الخراب وارتقى شعبها من خلال التطوير، كما حدث لجدة وسكانها وأهلها. سيدي وماذا جد فيها من زراعة، وأذكر لما كنت في جيزان كان الأمير عبد الله الفيصل يمتلك أرضاً شاسعة زرعها قصب السكر، واقترحت على الأمير كتابةً أن يؤسس مصنعاً للسكر من هذه وتدر على البلد من خيرات هذه المصانع. ولكن للأسف الشديد لم تتمكنوا من استثماراتكم في الصناعة، وأعرف أن شعب جيزان شعب راقٍ جداً، ولا يتعب ويناضل من أجل رقيه، ورقي بلده، حتى لا يشحذ كما حصل في مناطق أخرى، هل عندكم تحلية مياه كما في جدة؟
إن إخواننا من جيزان مثل الدكتور مدني علاقي والدكتور هاشم عبده هاشم والدكتور يوسف عارف، لا يكلمون أحداً ولا يكتبون عن جيزان إطلاقاً، ولذلك الكثير من إخواننا في جدة لا يعرفون عن جيزان أي شيء وكأنها في عالم آخر، وشكراً لكم، وشكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الليلة السعيدة.
الدكتور حجاب الحازمي: شكراً لك، ولعلي أبادرك الفرحة بما سمعته من بشائر الوجه الحضاري لمنطقة جيزان عامة، وأود في هذه المناسبة، أن أذكر أن خادم الحرمين الشريفين قد وافق على إقامة مدينة اقتصادية فيها، وقد بدأت هذه المدينة في عمل بعض الإجراءات التي ستبدأ بها مسيرتها وأولها مصنع للحديد، والبقية تأتي، وعُمل في ذلك عقد شراكة مع حكومة ماليزيا باعتبارها صاحبة تجربة اقتصادية رائدة وراقية وإن شاء الله ستؤتي أكلها، كما أمر خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ويشفيه، ويعيده إلى الوطن على أتم الصحة والعافية، أمر أيضاً بمصفاة لمنطقة جيزان، وقد بدأت أيضاً بالإجراءات لتأسيسها بإذن الله تعالى، أيضاً أمر بإقامة ضاحية اسمها ضاحية الملك عبد الله، وتتسع لأربعين ألف قطعة ستوزع على المواطنين مجاناً هذه بعض البشائر الاقتصادية التي سألت عنها، أما الزراعة فقد أشرت إلى تحسنها، وإلى تطورها أيضاً، ولله الحمد وشكراً لكم.
سؤال من قسم السيدات من الأستاذة نجاة بنجر المشرفة التربوية السابقة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرحب بالأديب والكاتب الكبير الأستاذ حجاب الحازمي، وأضم صوتي إلى أحد الأساتذة، بأن تتكرم وتطبع شعرك، فنحن متشوقون لنراه في ديوان منشور، إلى جانب شعراء جيزان، فلقد عادت بي الذاكرة اليوم إلى ربع قرن مضى، حين قدمت بحثي للماجستير عن: الصورة الفنية في الشعر السعودي من خلال أعلامه، وكان الشاعر الكبير محمد علي السنوسي، أحد هؤلاء الشعراء، وكنت أستمتع بلوحاته الشعرية عن الطبيعة الجميلة في الجنوب، والذي تميز بها عن باقي الشعراء، ويذكرنا بالشابي وغيره من شعراء لبنان وشعراء المهجر، فأتمنى فعلاً أن نرى ديواناً لك.
السؤال الثاني باعتبارك كنت مسؤولاً سابقاً عن نادي جيزان الأدبي، ودارساً للشعر في جيزان، فإنني أقدم جزءاً من الدراسة الخاصة بالشاعر السنوسي ليكون ضمن منشورات النادي، وأظن أن هناك مسابقة للدراسات والأبحاث الخاصة بهذا الشاعر، لا أدري إن كنت يومذاك رئيساً للنادي، فسمعت بهذه المسابقة وأعددت الجزء الخاص في دراستي عن الشاعر السنوسي، ولكن أخذتني الأيام والعمل، ولا أعرف مدى تقبلكم لهذا الجزء من الدراسة عن الشاعر السنوسي، وشكراً.
الأستاذ حجاب الحازمي: شكراً على ثنائك الذي لا أستحقه وشكراً على هذه الحميمية لمنطقة جيزان وشعرائها وخصوصاً لشاعرها الكبير محمد بن علي السنوسي وشعره الجميل والأصيل، غير أني حتى الآن لم أتخذ القرار النهائي فيما يتعلق بطباعة شعري، وإن كنت أنوي ذلك، وأرجو أن يتم بإذن الله قريباً. فيما يتعلق بما كتبتيه عن الطبيعة أو الصور الفنية عند الشاعر السنوسي، ففي الحقيقة المسابقة كانت كما ذكرت في الفترة التي كنت أشرف فيها على مسيرة النادي، وتمت فعلاً المشاركة على مستوى المملكة، بل على مستوى الوطن العربي في ذلك الوقت وجاءتنا مشاركات من داخل المملكة ومن خارجها، وتمت طباعة تلك المشاركات الفائزة في كتاب نشرناه بعد إعلان تلك المناسبة، إعلان نتائج تلك المسابقة. وفيما يتعلق برسالتك، إذا كانت ما زالت مخطوطة حتى الآن فلعلك تبعثينها للنادي الأدبي، ويديره الآن الأستاذ أحمد الحجي، ومجلس الإدارة يتكون من تسعة أعضاء، أحدهم أشاهده معنا على المنصة الدكتور حمود أبو طالب فلعله يساعدنا في تلبية هذا الطلب، وتسليم هذه الدراسة إلى النادي لعلها تجد -إن شاء الله- فرصة ضمن مطبوعات النادي، شكراً لك، وللإخوة الحضور جميعاً.
سؤال من الأستاذ سعد الخشرمي إعلامي في القناة الثقافية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيث إني كنت الأسبوع الماضي في جيزان والتقيت بالدكتور حسن حجاب الحازمي، وتشرفت بذلك. أشهد على التطور القوي جداً والملحوظ في جيزان. سؤالي للأستاذ حجاب، لدى المرحوم بإذن الله الأديب هاشم النعمي الكثير من المخطوطات التي تخص مدينة الجهوة الأثرية، وما زالت حبيسة الأوراق، ولم تنشر حتى الآن، ونحن بصدد البحث نحن والدكتور علي عواجي لإصدار كتاب عن مدينة الجهوة الأثرية، فيقال إنها ما زالت إلى الآن محبوسة في أدراج النادي الأدبي بجيزان، وشكراً.
الأستاذ حجاب الحازمي: شكراً، نقدم شهادتك الكبيرة بجيزان كبينة للأستاذ الدكتور عبد الله مناع، لكني أود فقط أن أصحح أستاذنا الكريم، أن الأستاذ الكبير الشيخ هاشم النعمي رحمه الله، هو من أعلام منطقة عسير، وكان يقيم في منطقة أبها، وكان قاضياً بها أيضاً، وبعد تقاعده ظل مقيماً بها، بينما إقامته الأصلية في رجال ألمع، وأسرته آل النعمي أسرة كبيرة جداً، عدد منهم في منطقة رجال ألمع في عسير، وعدد كبير جداً في منطقة جيزان، ويوجد منهم أيضاً عدد في اليمن، حتى أني أذكر أيضاً أن أحد وزراء الحكومة اليمنية كان من آل النعمي المقيمين في اليمن. هذه الأسرة عريقة أيضاً في العلم وفي الفكر وفي الثقافة، وما كتبه عن الجهوة إن كان يقصد بالجهوة التي توجد في أو تحت عقبة أبها، فربما لأن هناك مسميات متشابهة في المنطقة وغيرها. وهناك عندنا قرية أثرية فعلاً اسمها الجهوة وفيها حصن أثري لأسرة آل خيرات، أقامه يحيى بن محمد آل خيرات لا زال موجوداً حتى الآن، وقبل أقل من عام توفي آخر أحفاده، الكبار أقصد في السن، وهو الشريف زيد المدير، وكان يقيم بجوار هذا الحصن الأثري، فإن كان الحديث حديث هاشم النعمي فأنا لم أطلع على مخطوطته التي ذكرت، إن كان حديثه عن الجهوة الأثرية، فلدينا في منطقة جيزان، فربما تبحثون عن مخطوطته ونساعد إن شاء الله ما استطعنا في نشرها، وإن كانت عن منطقة الجهوة التي في عسير بذلك المسمى ربما تكون هي أيضاً أثرية، وكما تذكر أنها حبيسة في أدراج نادي أبها الأدبي، فلعل بعض الإخوة الحاضرين ممن ينقلون الصوت إلى أخوتنا في نادي أبها الأدبي، ليفرجوا عن هذه المخطوطة التي تتحدث عن أثر من آثار بلادنا الغالية، شكراً جزيلاً.
نظراً لانتهاء وقت الأمسية المخصص، كنا سنكتفي بهذا القدر لولا أن سعادة الشيخ عبد المقصود سمح بإلقاء سؤال من قسم السيدات وآخر من قسم الرجال.
سؤال من الطالبة منال النعال.
أذكر تجربة لا تنساها في تجربتك العلمية تود أن تنقلها للشباب والفتيات في وقتنا الحاضر، وما هي النصيحة التي تتوجه بها إليهم، وما هو الشيء الذي تحلم بأن تقدمه ولمن؟
الأستاذ حجاب الحازمي: شكراً للطالبة والأستاذة نازك. سأحاول أن أختصر في الإجابة قدر الإمكان. فيما يتعلق بالمواقف هي كثيرة جداً ولا يستطيع المرء منا أن يذكر بعضاً منها دون أن يفصل، لذلك أعتذر عن الاختيار منها وذكرها لأنها في الحقيقة كثيرة جداً، ولا بأس أن يكون في بعضها بعض الفائدة، لكني أعتذر عن ذكرها. وذلك بسبب ضيق الوقت. أما فيما يتعلق بالنصيحة حول التوجيه فحقيقة أتوجه لإخواني وأخواتي، وأبنائي وبناتي، طلاب الجامعات، وطلاب المدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية، أن يغترفوا من هذا المنهل العذب، منهل العلم، في هذه الأيام الرضية أيام الدولة السعودية التي عممت التعليم في كل قرية ومدينة وتنوفة، وصل التعليم إلى كل مكان، وفي عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي استطاع أن ينقل التعليم الجامعي من ثمان جامعات إلى خمس وعشرين جامعة حكومية إلى جانب السماح لعدد كبير من الجامعات الأهلية. في هذا العهد ينبغي أن تكثف الجهود من أبنائنا الطلاب ومن بناتنا الطالبات بالنهل من معين العلم بصدق وإخلاص وأن يذكروا أن لهم وطناً يحتاجهم في هذا المستقبل المشرق لهم، إن شاء الله، شكراً لكم.
سؤال أخير من الأستاذ خالد عبد الله القريري، محاضر في جامعة الملك عبد العزيز.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرحب بسيدي الوالد حجاب الحازمي سيدي سؤالي في ما يتعلق بالتاريخ في منطقة جيزان، التاريخ السياسي قد قتل بحثاً وطرقاً، ألا تعتقد إننا بحاجة ماسة إلى دراسات تتسم بالجدة والأصالة والموضوعية فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي بمنطقة جيزان، حيث أننا لا نرى حقيقة دراسات جدية تتعلق بهذا الإطار؟ وشكراً جزيلاً.
الأستاذ حجاب الحازمي: شكراً للأستاذ خالد الباحث الجاد جداً، وكانت رسالته في الماجستير من أمتع الرسائل التي حضرت مناقشاتها، واستمتعت بما سمعته منه من مداخلات ومن ردود جيدة من باحث متمكن، لكني في هذا المساء أجدني مضطراً أن أوكل هذه المهمة إن كان لم يسجل رسالة الدكتوراه وموضوعها أن أوكل هذه المهمة إليه لتكون بحثه في الدكتوراه، وأرجو ممن يفعل ذلك أن يكون خير من يقوم بهذا الدور الجميل خدمة لوطنه وأبناء وطنه، أبشره أن هناك بعض البحوث المساعدة وأذكر منها كتاب الأستاذ الشاعر الكبير إبراهيم مفتاح "خراسان، البحر، والناس والتاريخ" وهو كتاب جمع فيه الكثير من تراث منطقة جيزان هو يتحدث عن خراسان، لكنه وهو لا يدري يتحدث عن منطقة جيزان كلها، سواء من حيث العادات والتقاليد، أو من حيث الأناشيد الشعبية، أو من حيث ما سجله في ذلك الكتاب من تاريخ أدبي وتراثي واجتماعي حافل. كما أن هناك كتاباً آخر صدر وهو ربما كان أقرب إلى الوضع الاجتماعي في المنطقة، والحديث عنه وإن كان بحثاً غير أكاديمي، وغير موثق، لكنه بحث كتبه أديب متمكن الحقيقة ويملك الكلمة الجميلة هو الشيخ أحمد بن علي حمود حبيبي، حفظه الله، ولكنه كتاب صغير جداً، وهو أيضاً يتحدث فيه عن بعض الذكريات الخاصة، لكنه حينما كتب الكثير عن عادات المنطقة وبعض شؤونها الاجتماعية وشجونها، فربما يكون هذان الكتابان وغيرهما مما ستجده حين تبحث عوناً لك بعد الله، إن لم يكن في رسالة الدكتوراه، فآمل أن يكون بحثاً في الترقية لما بعد، وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :492  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 103 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج