شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
منذ سنين طويلة وأنا أسأل سؤال كيف يمر في السودان ولا نسمع عنها قصيدة تذكرها الأجيال، فالقصيدة التي تذكرها الأجيال هي لشوقي:
من أي عهد في القرى تتدفق
وبأي كف في المدائن تغدق
ومن السماء نزلت أم فجرت من
عليا الجنان جداول تترقرق
إلى آخر هذه القصيدة التي تعتبر واحدة من روائع القصائد التي كتبها الشاعر العظيم أمير الشعراء أحمد شوقي.
كنت أسأل منذ أيام وسنين طويلة: وأين شعراء السودان، والنيل، والنيلان الأبيض والأزرق يمران ويخترقان الوطن السوداني من جنوبه إلى شماله؟ أين الصوت الشعري؟! مرت أيام دون أن أجد إجابة، ثم فاجأتنا أم كلثوم في أوائل السبعينات الميلادية بقصيدة لشاعر لم نكن نعرف عنه شيئاً من قبل هو الشاعر الهادي آدم، وقد كان اختيارها يكون على أعلى درجات التوفيق، لشاعر كان يستحق أن يقدم من سنين.. لعلكم تذكرون القصيدة "أغداً ألقاك" التي يقول فيها:
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمرُ
هذه الدنيا سماء أنت فيها الفكر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا ليال أنت فيها القمر
فارحم القلب الذي يهفو إليك
فغدا تملكه بين يديك
قصيدة الهادي آدم لم تكن تتحدث عن النيل ولكن تتحدث عن عاطفة الشاب أو الرجل الذي ينتظر اللقاء أو يسعى للقاء، وقد أحس بأن هناك لقاء سوف يكون وسوف يكون غداً. أنا كنت أتساءل وما زلت أتساءل في هذه الليلة ونحن نستقبل الشاعرة السودانية روضة الحاج لعلنا نسمع منها، ولم نكن نعرفها من قبل، لكننا حتماً سوف نتعرف إليها الليلة. أعتقد أنه رغم كل قنوات التواصل في العالم العربي ورغم كل قنوات الاتصال الإذاعية والتلفزيونية، إلاَّ أننا ما زلنا نشعر بالعزلة بين بعضنا البعض، فالسودان يبعد عن الشاطئ الغربي للمملكة سويعات قليلة والناس يقطعون البحر الأحمر بقوارب في ساعات، لكن رغم هذا القرب إلاَّ أنه ما زال هناك فاصل بين ثقافتين. إن البحر الأحمر يفصل بين البلدين بينما يفترض أن يكون البحر وسيلة تواصل.
أقول ونحن نرحب بالأستاذة روضة: نرجو أن نستمع منها الليلة ما يجيب عن السؤال إذا كنت أسأل عن شاعر أو شاعرة تتحدث عن النيل أن تحدثنا شاعرتنا هذه الليلة عن النيل. سعداء أن نلتقي بشاعرة من السودان وإن كان في هذه الليلة، ولو كانت في ليلة غير هذه الليلة لربما كانت سعادتنا أكبر، فنحن في هذا اليوم نعيش اليوم الثاني من استفتاء جنوب السودان، إن كان يبقى مع السودان الواحد أو يبقى منفصلاً، والحقيقة أقولها، وأستأذن الشيخ عبد المقصود خوجه: إنه ما كان يصح لكائن قط أن يضع هذا الموضوع في يد حزب حاكم ليجعل من الجنوب هو المصوّت الحصري في بقائه مع الشمال أو انفصاله.. هذا أمر يخص السودانيين جميعاً، ولا يخص حزباً حاكماً ولا شخصاً بعينه، ولا يصح أن يكون للجنوب وحدهم، فهم قد يصوتون للانفصال ولكنه أمر يخص كل أهل السودان شماله وجنوبه وشرقه وغربه. كنا سنكون سعداء أكثر لو أننا التقينا بشاعرتنا الأستاذة روضة في ليلة غير هذه الليلة، شكراً لقدومك وأهلاً بك وسهلاً معذرة لهذا الجزء من الأحزان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج