شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(59) ابنتي الحبيبة أم هاني
الشهرة هي الضريبة الفادحة التي نقدمها ثمناً لنجاحنا، وسيكون عليك أن تؤديها مغلظة كلما اتسع نطاق شهرتك.
إن أوعر الطرق وأشق الرحلات هي التي يتحتم على المشاهير قطعها والقيام بها.. والشهرة تضع صاحبها دائماً أمام أقسى الاختبارات التي لا تنتهي..
إننا نتصور أن الإنسان يحتمل المشاق حتى يشتهر.. فإذا اشتهر أمكنه أن يرتاح.. العكس صحيح..
والشهرة كالخطيئة تطارد الإنسان.. وأحياناً تخنقه..
وكما أن القمم الحادة لا تتهيأ فيها أمكنة الراحة والاسترخاء، فلذلك الشهرة لا تعني الاستقرار بحال.
إني بشرتك قبل أن لا تبدئي بالسير في الطريق الطويل، بالسطوع والتوهج، وكنت تسخرين بهذا الاحتمال.. أو كان هذا ما تظاهرت به..
وها أنت تلجين أبواب النجاح في سرعة ويسر..
إن المجتمع يفتح ذراعيه لك ويحتضنك، ويوليك من الاهتمام الصادق، أضعاف ما تعطينه من ثمرة جهدك الصادق.
شيء واحد يبدو أنك لم تفكري فيه.. تراكم الضريبة.. ضريبة النجاح، وضريبة الكسب..
إن الشهرة.. نجاح ونجاح يعتبر هدف الإنسان عامة.
لن تكون الضريبة فادحة فقط.. بل أفدح الضرائب على الإطلاق.. إنها تعني عدم التوقف.. وتعني التدفق الدائم بالعطاء وتوطين النفس لحرب مستمرة لا يحسمها الانتصار في معركة من معاركها المتصلة كحلقات السلسلة..
لن تهوبك المتاعب فهي شارات التقدير التي تضعها الحياة على صدور من تحابيهم بأفضل منحها وهباتها..
أنت الآن تلعبين بمهارة على حبل يبعد عن الأرض بقدر يثير الخوف.
أقل تشتت أو اشتغال يصرفك عن تركيز انتباهك لحظة كاف ليصل بك إلى الأرض بغير انتظام..
ينبغي -وقبل كل شيء- أن تصرفي نظرك وسمعك عن متابعة أي مؤثر من الخارج أو دافع من الداخل.
لا داعي للاكتشاف ومتابعة الخفايا والترصد للظواهر.. فأنت قد بدأت رحلة يجب أن لا يشغلك عنها شيء مهما كانت تفاهته أو أهميته..
اقتلي حساسيتك قبل أن يصرعك بها الآخرون أو الظروف..
لماذا تغرقين والشاطىء أمامك.. والنجاة ممكنة؟
هذه هي الاستجابة الثالثة لصرختك المكتومة فعسى أن لا تحملها الريح إلى صخرة الروشة..
تحياتي وقبلاتي لك.
والدك حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :528  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.