شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(45) ابنتي الحبيبة شيرين
من أمثال العرب (كل فتاة بأبيها معجبة) وينبغي أن لا يفهم هذا الكلام على إطلاقه في زمن المثل.. وهو اليوم أضيق مجالاً من أن يتسع لعشرة من المائة وربما من الألف.. فقد تحول قانون المزايا واختلفت الموازين والمقاييس والاعتبارات على مستوى اختلاف القيم.
وعلى أنك بنت عصرك وبنت معاييره وقيمه.. ما الذي يمكن أن يجعلك معجبة بي؟! وأنا الأب الذي لم يحقق ذاته في كل مجال طرقه في طريق حياته!
قد رأيتني أرفض كل ثناء عليّ لأني أعرف الناس بتجرّدي من مسوغات استحقاقه..
إنه اعتراف لا أجد مرارة ولا أحس صغاراً عندما أدلي به فلو اعتبر مزية لما فيه من الصدق فليس لي بعده ولا قبله من مزية..
على هذا الأساس العقلي يجب أن تحاولي فهمي أو تفسيري.. فهذا -لا غيره- هو الذي يقنعك بأن تخففي من غلوائك في إعلان الإعجاب بي..
دعي هذا الإعجاب في نفسك ولها وحوليه في هدوء إلى محبة مشوبة بالرثاء.. كوني الابنة التي أعتز بها دائماً وامنحيني المزيد من حبك هذا هو كل ما يرضيني منك.. أما أكثر منه فلا..
ماذا كان يمكن أن أكونه.. وماذا كان ينبغي أن أكونه شيء.. وماذا كنت في آخر جولة، شيء آخر هو الذي يبدأ منه القول وينتهي إليه.. النهاية هي التي تعطي البداية أو تسلبها معناها..
لا تسيئي فهمك للصغير فهذا يعقد المسألة.. لا أنت ولا أكبر الأطباء تعلمون عن حقيقة تكوينه العصبي والخلقي شيئاً قاطعاً.. عليك بالصبر في تعويده على التزام أسباب سلامته ما أمكن -وعليك أنت أن تكيفي نفسك وأعصابك- أنت تجربة له وليس هو تجربة لك.. إذا نجحت في أن تكوني هادئة وباردة أخذ عنك وقلدك.
قبلاتي وتحياتي وإلى اللقاء.
والدك
حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :462  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج