فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الكبير الأستاذ حمزة شحاته > الأعمال الكاملة للأديب الكبير الأستاذ حمزة شحاته - الجزء الثالث - النثر > إلى ابنتي شيرين > (43) ابنتي الحبيبة أم هاني
(43) ابنتي الحبيبة أم هاني ليتك لم تحرقي الرسائل التي آثرت أن تحرميني منها.. إن شيئاً عفوياً كذا له دلالاته الصادقة على ما تتعرضين له.. اقرئي صورتي الرسالتين اللتين لم تصلا إليك في بيروت واسألي نفسك أين ذهبتا؟! لقد استلمت رسالتك وتخلى عني إدراكي كله وشعرت بأني أحمل على عنقي كرة من الطوب. هنالك ما لا حد له من الاحتمالات.. والحياة لا تمتلىء بغير الممكنات.. وهكذا تضيق الدائرة فليس هناك مستحيل ولا مستبعد.. وبما أنك زوجة وأم فنحن (أقصد أنا) أمام احتمالات وممكنات موضوع يمكن تحديده. أنت على الأقل أمام أخطر اكتشاف في حياة أغرب امرأة، ألوف القصص والحوادث عرضت أبسط وأخطر الاكتشافات في العلاقة بين الناس.. كل شيء من هذا وجد مع تاريخ وجود الإنسان وعهد الكهوف.. والأشجار.. إن ظل الأجسام يمتد ويتقلص حسب موقعها من الضوء ميلاً واعتدالاً.. وكذلك الأوهام في ظل الحساسية بها ونحوها.. ومقتلك الخطر أنت هو فرط الحساسية.. إنك لا تطلبين النجدة وترفضينها مقدماً.. الأمر واضح فأنت تدفعين تهمة الإفضاء إليّ بما يؤلمك (وهذا يؤلمني أكثر) كأنك عاهدت الله على ألا أحل لك إشكالاً.. السلاح الخفيف الذي وضعته بين يديك لدفع بعض المفاجآت سلاح فطنة الإحساس.. وضعته بين يديك لا لتنتحري به أو لتصوبيه إليّ لأكون هدفه وفي كل مأزق تتعرضين له.. أتفهمين كلامي؟! ربما كنت مسؤولاً عن هذه العقدة.. لا أسألك ماذا حدث فأنا أدرك من البداية أنه وهم تحول إلى حقيقة أو حقيقة تحولت إلى وهم.. إن الناس يكتشفون يومياً أنهم يسيرون بخطى حثيثة نحو الموت ويظلون مع ذلك يسيرون.. اطردي المخاوف التي حدثتيني عنها في رسالتك الأخيرة.. هذا مجرد إفراط في الحساسية.. ألا أصلح أن أكون مستشاراً لك أيتها الحبيبة كصديق لا كأب؟! إنك تقولين إنك لا تريدين أن تقحميني على متاعبك أو تقحميها عليّ.. مرحى أيتها البنت الباسلة هكذا يقف أبطال القصص والأساطير في مواجهة الأعاصير وحدهم.. ويقف العظماء ليؤدوا دورهم التقليدي على مسرح الخلود.. أنا معك دائماً.. وفي انتظار أن تقولي كل ما في داخلك.. ولن أكون معك إلا وأنت تؤمنين في داخلك بأني معك.. لا تتحركي وأنت غاضبة.. أليس هذا ممكناً يا أم هاني؟ قبلاتي ودعواتي المخلصة لك. والدك
طباعة تعليق  القراءات :436  التعليقات :0
صفحة 45 من 99

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج