شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(41) يا أم قويق
لا بد أن تكون هذه كنيتك الدائمة..
خففي قليلاً من حدة حساسيتك.. لقد تحدثنا في ذلك طويلاً ألا تذكرين؟ إن الحساسية تعني الاحتراق..
إنك بالتزامك لمثل هذه المشاعر المرهفة تسيرين على رأسك بدل قدميك.. عادة لا تفسر هذه الأشياء إلا بأنها أسلوب يختاره الإنسان اختياراً ويروض نفسه عليه حتى يصبح مفروضاً عليه كما فرض ويفرض كل زائد وناقص.. وليتك تدركين.. كم يتعذب الإنسان بمثل هذا الإحساس..
المشكلة المعقدة أني لا زلت لا أكتب ولا أقرأ، وإذاً فلا مهرب من أن يكون بيني وبينك وسيطاً وبيني وبين هذا الوسيط دائماً ما بين الأرض وزحل من البعد..
أنا أعيش في داخل هذه المشكلة منذ أعوام طويلة.. وطبعاً لمن يقرأون ويكتبون عني ولي علماً مشكلة أسوأ ملايين المرات من مشكلتي..
إذا كان من الصعب أن نصطاد ونقود أسداً من ذيله أو من فروته أو من إحدى شفتيه فإن هذه الصعوبة بسيطة جداً بالنسبة إلى صعوبة اصطيادي من يقرأ ويكتب لي..
عندما بعثت إليك بخمس رسائل متلاحقة ومحشورة في غلاف واحد لم يكن هذا شيئاً يذكر..
وأما أن تمضي الشهور كخيول السباق وأنت صامتة فهذا شيء مختلف.. أرأيت يا أم هاني من فينا المقصر؟
أرجو ألا تعاودك هذه التخيلات.. لأنني أخشى ألا تجدي من يفهمك إذا تطورت. ابتعدي قدر الإمكان عن نيتشه وشوبنهاور وزرادشت.. واكتفي بالقراءات الخفيفة والتفتي إلى دراستك.. لأنني في انتظار أخبار تفوقك وأنتظر نجاحك بنفس الشوق الذي كنت أنتظر به نجاحي حينما كنت في مثل سن حضرتك!
كوني كما أردتك دائماً الابنة التي أفخر وأعتز بها.. ودعيني الآن أقبلك.. وأدعو لك بالصحة والنجاح والتوفيق..
لا تنسي قويقاً وأباه وعشيرته وإلى اللقاء..
والدك
حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :423  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.