لم يحمل حسام إليك رسالة مني.. لم يكن هنا مجال.. لقد كان كل شيء يتحرك بسرعة مذهلة، وحسام كان يتحرك كالدوامة، اختفى بعد قدومه، ثم ظهر فجأة ليحدد يوم سفره، واختفى قبل هذا الموعد، يوماً.. أكد فيه الفندق أنه حمل أمتعته إلى المطار.. وطار.. وحين ظهر فجأة في اليوم التالي كان التكسي ينتظره.. ويادوبك، أخذ الشنطة وعينه على الباب واقفاً لم يجلس.
النقطة الأكثر بروزاً في طريقته الصرامة في التزام المسؤولية، لست أدري، ماذا كان يحدث لو أنه لم يجد الشنطة توضع في كفه بعد فتح الباب مباشرة.. من أول لحظة لقائنا الأول حدد بصرامة أن الشنطة لا بد أن تعاد.. وأكد المعنى تسع مرات قبل انصرافه.. ثم في كل اتصال تليفوني بعد ذلك..
ليس غريباً أن أهديك العربة وأسترد الحصان.. ولكن أن يأخذ الأمر صورة الاتهام والريبة والمهاجمة لذمة المهدى إليه وفيها.. ولكن لا؟
إن لطف المطالبة أو تأخرها يعطي للنية السيئة.. الاسترخاء.. ضرب وبكل شدة وبسرعة.. لكي لا يأخذ الخصم فرصة..
لقد كان رائعاً بهذا اللون العسكري.. ورائعاً بوضوحه..
أعدت بعض التوابل والمواد.. والليات، أعني أكياسها.. الماسية خولنجان.. نارجيل.. إلخ ليس هنا من يحسن أو حتى يسيء تقبلها أو احتمالها.. وإلى متى تظل بلا تفسير؟ وأيضاً قطعت آخر علاقاتي بالجراك.. وملحقاته منذ نصف عام.. شبعت بهدلة.. وتهيجاً من مساوىء الفحم ومشكلاته هنا..
ستحمل إليك الصدفة كميات أخرى مطحونة.. كأعصابي.. من هذه الحماقات.
ما أمتع أن يتحرر الإنسان من فضول الحياة والعيش.. وأخيراً، أن يتحرر من هذه القيود والعادات التي تجعل الحياة رحلة غير محتملة..
في مئات الصحف السعودية التي نقرؤها لا نجد شيئاً لك أو عنك، أهذا بشير بتحررك من هذه العادة السيئة المتناقضة مع حياتك كزوجة وكأم وكقائمة برحلة طويلة وشاقة عبر التاريخ؟ إنها الرحلة التي تفسرين بها دراستك والمجهود الطويل فيها.. حاولي أن تحلمي بها وتحبيها..