شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
على المكشوف (1)
نشط الأدباء وساروا بأقلامهم الجبارة للتحرير في العدد الممتاز وكلهم وطنية وحماس. وانتظر قرّاء صوت الحجاز وكلهم شغف للاطلاع على المفاجأة الصحفية التاريخية وانتظرت أنا مع الجميع.
أصبح الصباح وتصفحت صوتنا الحجازي بسرعة (اكسبرسيه) فراعني ما كتب فيه من مواضيع تكاد تكون مختلفة وأدركت مدى ما وصلت إليه أقلامنا القوية في صباح ذاك اليوم المشهود.
وأنا
بحثت عن مقال باسمي فلم أجد فسألت نفسي لماذا لم تكتب وأنت (اللي فيهم) وكيف أكتب وحضرات الأدباء مدعوون بدعوة خاصة للكتابة ولم تصلني دعوة كهذه. هنا أدركت السر بأني لست من الأدباء المعدودين ولا الممتازين فلهذا لم تدعني إدارة "صوت الحجاز" المحترمة. ولم لا يكون هذا العدد ملحقاً للممتاز أو ممتازاً لمقالي فيه. وهل لدكتاتورية إدارة صوت الحجاز أن تحكم بما تشاء في حل هذه المعضلة بشكل يرضي أم لا؟
وللمداعبة البريئة في شبه حقيقة أو دان اشرح لسيدي القارئ بعض المشاهدات والتصورات لذاك اليوم السعيد.
تكروني
رأيت السمباتيك الصغار من الصنف اللاممتاز حافياً عاري الرأس بشعره المخرفش وهو يوزع الصوت ذات اليمين وذات الشمال بحركات تشبه المليشيا في طريقها إلى ماكال.
العم حسنين
نادى العم حسنين (هات يا ولدي جريدة) فأعطاه دون أن يقبض الثمن وهرول. (خذ القرش يا واد: طيب يا عمي ارجعلك) فوقف العم صامتاً بعد أن شعر بازدياد صفحات الجريدة. (مسكين الولد أعطاني جريدتين).
موظف صغير
رجا الموظف الصغير زميله أن يطلعه على جريدة اليوم فناوله إياها بصمت وكذا قام بقراءتها بصمت وبعد أن انتهى مما قرأه التفت إلى زميله قائلاً. هل ترى أن في التحرير مظهراً من مظاهر التفاخر للشباب ولربما يصادف الحظ وينتخب الكاتب رئيساً لأحد الدواوين أو في وظيفة كبيرة. فأجابه صديقه دعك يا عزيزي من هذا فإن الحظ سيد المقدرة ولا حاجة لأن أشرح لك والكل منا يعرف ما نحن عليه.
باحضرم
مد أحدهم يده وأخذ الجريدة ببطء وعلى الحافة الصغيرة من دكان باحضرم بدأ يتصفحها وحاجباه العريضان تارة يرتفعان وأخرى ينخفضان كالعملة في الآونة الأخيرة وحذاقة الصيارف. وبعد أن قرأ ما راق له عنوانه طوى الجريدة وأدخلها بين طيات قفطانه الواسع وأخرج منديله (الشيك) وإذا به ممتاز في نوعه ولونه واتساعه ونظر إلى صاحب الدكان مبتسماً (الجريدة ما فيها أخبار) فسأله باحضرم (ما كتبوا شيء علشان البلدية والدكاكين والمباسط) فأجابه لا فقال (يتركوا الشيء المهم كيف هذا) فأجابه (لازم نسيو).
مع زنوبه
خرج الحاج عوضين وترافقه البنت زنوبه لشراء سبح مكية فيها صور الأماكن المقدسة هدايا (لعيال حتتهم).
زنوبه -إيه ده يا عوضين جرنال.
عوضين -ايوه يا بت.
زنوبه -والأهرام بيجي الحجاز.
عوضين -لا ده جرنالهم.
زنوبه -مكتوب فيه إيه.
عوضين -لازم فيه مسائل الحج والفلوس اللي بتروح علينا زي الولعه.
في حضرة الموظف الكبير
وصل العدد الممتاز برفق الموزع وقدم لصاحب المنصب الكبير وهو يقلب معاملات إدارته موقعاً البعض ومخاطباً صديقه بالتلفون الفاخر عن موعد اجتماعهما لحضور الجلسة المقررة تلك الليلة. قلب الصفحات بإصبعيه العاملين وقرأ ما رغب في قراءته وترك الجريدة مفتوحة على مصراعيها فوق مكتبه الأنيق وخرج. دخل الخادم وطوى الجريدة وأضافها إلى الأعداد السابقة في دولاب المحفوظات الخاصة.
المزين تختا
تناول التلميذ الصحيفة وفي صالة المزين تختا البخاري مر بنظره كصناديق العيد على أعمدة المقالات وموقّعيها ولم تمض ساعة إلاّ والعدد صار عديداً في جيبه: سأله المزين (إيش في) فرفع التلميذ النجيب بصره وأجاب (الخلاصة أنه الإنسان لازم يخدم وطنه بإخلاص ولا يعتمد إلاّ على الله ونفسه).
المزين: تمام
شخصية نزيهة
في خلوة عن الناس قرأت الجريدة شخصية نزيهة حرة وبعد تصفحها طواها بتؤدة وتنهد عميقاً وبصوت خافت قال (يعيش الشباب).
أديب على الرف
قرأ الممتاز بأنفة وغضب أديب لم ينشر له شيء وبجانبه صديق مادح له وكلاهما مشترك في المطالعة، إلى أن التفت حضرة الأديب لصديقه قائلاً: المواضيع وإن كانت إنشائية ونحويتها لا بأس بها فهي جيدة إلاّ أنها ليست بمفيدة والكتابة يا عزيزي شيء والعمل شيء آخر وما هو مسطور أمر يعرفه الجميع. فأجابه صديقه. هذه هي عين الحقيقة يا أستاذ!!
مسكين
قابلني من أعرفه تمام المعرفة وهو يحاول أن يكون أديباً فلم يفلح وقد ترك الأدب دون أن يكتب فيه واهتم بالنقد كما يزعم ولكنه نقد شفاهي مع الأسف. وقال اليوم ما شاء الله الجريدة طيبة والشباب بدأ يعرف مواطن الضعف في أمتنا وما ينقصهم من أمور الحياة.
ويسوءني أنهم ليسوا متفقين كما ينبغي والبعض منهم طائش مغرور فكيف يمكنهم أن يصلحوا ما لم يكونوا متفقين متئدين. فقلت له الصراحة تشكر عليها فأجابني كمن (مسك السبع من ذيله) سأعلنها قريباً!!
كاتب
قرأ العدد أحد الأدباء ممن كتبوا في الممتاز وسرعان ما قلبه وقرأه وبحث عن موضع مقاله من الجريدة وبعد أن هدأ بدأ يطالع الهوينا للمقارنة بين ما كُتب ومقاله وأبى بصره أن يتحول عن مقاله وتمرد عقله عن حكمه الصارم بأن أحسن ما كُتب هو ما كتبته وبعد ثورة داخلية دامت عشرات الدقائق قرر القرار وصودق ودخل في دوره التنفيذي.
فإذا بك ترى صاحبنا يمشي وهو يتخيل بأن الكل ناظر إليه وأن البنايات مشيرة إليه ويحدث نفسه:
(عدد ممتاز.. بأقلام قوية)
وأخيراً فمعذرة سيدي القارئ فقد أطلت عليك الحديث فيما لا يهمك وأنت يا زميلي الأديب عفواً فكلها مداعبة وإلى الملتقى.
أبو عرب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :504  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج