شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مستوى المعيشةِ والأخلاق في عَهْد السّمْوأل
"إذا المرءُ لم يدنس من اللؤمِ عرضه
فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ"
وإن هو لم يعطِ الوظيفةَ حقَّها
على سنّة الأرطال فهو هبيلُ
وفيمَ التراخي، والتخلفُ سمةٌ
وليس على شُغِل الرجالِ دليلُ
وما ثمّ إلاّ كل ساعٍ لغاية
تشابه فينا موجزٌ ومطيلُ
وما يتقي سوءَ المقالة جارمٌ
فما هو إلاّ للفحولِ عميلُ
سخرتُ بقومٍ قصّرَ "الشغلُ" ليلَهم
ولكنّ ليلَ العاطلينَ طويلُ
* * *
تقول التي غازلتُها: أنت أزعرٌ
وَنَخْلُك بينَ الملاقِيش فَسِيلُ
تباركَ مَنْ أعطى واخْطى ذوي النُّهى
ومَالُكَ في غيرِ القريضِ حَصِيلُ
بِماذا، ولا مالٌ لديك، تروُمني؟
زهدت، وأثْرى شاطرٌ وعويلُ
وَأنتَ على ما أنتَ، مضطربُ الخُطى
يميلُ بعطفَيْك الوَنى فتميلُ
وخلفك في الأخفاقِ صيتُ مردد
له قَصَصٌ مرويةٌ.. وفصولُ
فقلت لها: لي بالفضائلِ ثروةٌ
سأغرفُ منها للورَى.. وأكيلُ
وشعرٌ.. وأبحاثٌ.. وعِلمٌ.. ومبدأٌ
وماضٍ نَمَاه القهوجيُ خليلُ
فقد كانَ مِركازي بقهوتِه هدى
يَؤُمُّ سناهُ فتيةٌ -وكهولُ
وتقتبسُ الأفكارَ منه مبادئاً
تعلّمَ واهي الفكرِ.. كيفَ يصولُ
وكان لطلاّب التقدمِ ساحِراً
يعالجُ من قاماتِهم.. فتطولُ
فقالت "أبيتَ اللّعنَ" ما بِي إلى الذي
سَرْدتَ اشتياقٌ والغرامُ ميولُ
* * *
فدعْني من ذكرِ الفضائِل ﺇنه
حديثٌ يُمِلُّ السامعينَ.. ثقيلُ
أريدُ حبيباً أركبُ "الناشر!" جنبه
ولو أنّه محدودبٌ.. وهزيلُ
فلو كنتَ أفلاطونَ أهلَ زمانِه
فأنتَ بلا مالٍ لديكَ جهولُ
وراحتْ وقد ألقتْ عليَّ ابتسامةً
لها في فؤادي حسرةٌ.. وغليلُ
ألا ﺇنها الدنيا.. ومنطقُ أهلِها
تساوَى نهيقٌ عندهم وصهيلُ
وإخْصاً على ما راحَ في اثنيهما سدى
من الجهدِ عقباهُ أسىً.. وخمولُ
* * *
نعم إنه صوتُ الحقيقةِ لم أزلْ
أكابرُ فيه.. والحقيقةُ.. غولُ
مضتْ بخيارِ النفسِ في أمرِ عيشها
ظروفٌ بأحوالِ الرجالِ تحولُ
وأطرقتُ مُحتاساً أمشّط لحيتي
وأهرشُ رأسي ذاهلاً فأُطيلُ
* * *
ورحتُ على تحويشةِ العُمُرِ نَادماً
تبجحَ فيها صاحبٌ.. وزميلُ
وكانتْ مواجيبُ المودةِ تقتضِي
مغارمها، والمستطيعُ حَمُولُ
وكم يقتضيك القنُّ ما لا تطيقُه
وللقِنِّ بينَ العارفينَ أُصولُ
أصولٌ عَفَتْ آثارُها بعدَ ما انْطَوىَ
سِجُل رصيدِي واعتراهُ أفولُ
فإنْ أنَا طالبتُ الصديقَ بحسبةٍ
يُكَشِّرُ.. ويسألُ هل معاكَ وُصولُ
وليسَ معي إلاّ براهين حاله
قديماً.. ولكن الجديدَ.. يهولُ
غَدَوْنا إلى عهدٍ تغيّر ناسُه
فلم تبقَ إلاّ خسةٌ.. ونُكُولُ
فيا صاحِبي مِل بِي إلى ظلِ سرحةٍ
من الأثلِ نَغْفِي تحتَها ونَقِيلُ
نُراجع في الظلِّ التخينِ عهودَنا
إذا الفنُّ ظلَ للنفوسِ ظليلُ
* * *
غداة الهوى ريان، والعيشُ باردٌ
وكلُّ صديقٍ للصديقِ وصُولُ
فذلك ماضٍ قدّس اللهُ سَرّه
فكلُّ قليلٍ من رؤاهُ.. جزيلُ
وكانتْ لنا بالقرشِ فيه مهابةٌ
ينالُ بها مَنْ حازَها.. وينِيلُ
وإذ ثمنُ البرادِ عِشرون بارةً
وبالقرشِ سمنٌ للعشاءِ وفُولُ
وإن جمعتنا قيلة كان بايها
قروشاً.. وللقويمِ منه ذيولُ
يمغلط فيها.. والقوّامةُ ذمةٌ
ويكرعُ من راوُوقها.. فيعيلُ
* * *
زمانٌ طوتْه مُذْ طوتْ ذكرياته
مصائرُ تَلْوى بالرؤى.. وتغول
نناشدُ حُلْوَ العيشِ نرجُو معادَه
وهيهاتَ ما للذاهباتِ قفولُ
وشائجُ من تاريخِنا قد تقطّعتْ
صداهَا دموعٌ ثَرّة.. وعويلُ
يلم بها الراوي خيالاتِ حالمٍ
وإنّ خيالَ الحالمينَ فُضولُ
أأيامُ بستانِ البُخاري، والنَقّا،
وجَرْوَلَ، هَلْ مِنْ سامعٍ فأقولُ؟
فإنّي إلى ماضيكَ -واللَّه- شَيقٌ
ومالِي منه، ما بقيتُ، بديلُ
سوى أملٍ ذاوٍ، وصبرٍ ممزقٍ
وراءهما غُرمٌ، قواه، فلولُ
دواعِي الهوى، لبيّك.. رب تعلة
تعزّى بها شاكٍ، وقَرّ عليلُ
عدانا زئير الضارياتِ على النوى
فحسبك من فيضِ الحنينِ هديلُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :689  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.