شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المَغْنى الحائل
أنتَ مغنايَ؟ لا، فَلستَ بآهِل
أين عَهدي بِزَهرِهِ والبلابل؟
ومعانيهِ -والهوى من معانيـ
ـهِ- وأمساءِ وَحيِهِ والأصائل
ومَحاريبِ قُدسِهِ، وترانِيـ
ـمِ رؤاهُ، وسِحرِهِ، والشَّمائل...؟
وخُطا مَن أُحِبُّ فيه، ونَجوا
هُ، وأعيادِ وَصله، والمحافِل؟
انطوَت في ثَراكَ؟ أم ملَّتِ العَيـ
ـشَ عليهِ؟ أم رَوَّعَتها النَّوازل؟
أم دَعَتها إلى سِواكَ دَواعٍ
آنَسَتها، فَجَانَبَتكَ جَوافِل؟ (1)
لستَ مغنايَ؟ لا.. فقد كان مَغنَـ
ـايَ خَصِيباً، وليسَ مِثلَكَ قاحل
ضاحِكاً كالرَّبيعِ، مُستكمِلَ الفِتـ
ـنَةِ، كالخُلدِ طَاهراً، كالفَضائِل
ثَابِتَ العهدِ والأمانةِ والحُسـ
ـنِ، وَفِيّاً، والأوفياءُ قلائل
أين مَغنَايَ؟ أُفقُهُ وَمَداهُ
وتسابيحُ أيكِهِ والعَنادلِ؟
أنتَ مَغنَايَ؟ لا، فقد كانَ مَغنَـ
ـايَ رَحيماً، وليسَ مِثلَك قاتل
إنَّما أنتَ طائِفٌ من جَحيمٍ
غالَ مَغنَايَ، صُورةً ودَلائل
فإذا أنكرَت سِمَاتِكَ عَينِي
فلأنَّي فقَدتُ تلكَ المخائل
ولأنِّي عِفتُ الحياةَ وكفَّنـ
ـتُ أمانِيَّ، دامياتِ المَقاتِل
راثِياً فيكَ حُلمَ أمسِي المُرَدَّى
حافِلاً بالعَزاءِ أو غَيرَ حافِل
سَئِمَت نفسيَ النِّضالَ وعافَتـ
ـهُ، وملَّت فروضَه والنَّوافل
ما الهَوَى؟ ما الجَمالُ؟ ما المجدُ؟ ما الما
لُ؟ أليست إذا حَزِنتُ مَهازِِل؟
والمساعِي، طاحَت بهنَّ قلوبٌ،
كالمساعي، طاحت بهنَّ جَحافِل
كلُّ ساعٍ يَوَدُّ لو نالَ ما شا
ءَ، فهل عادَ كلُّ ساعٍ بِطَائل؟
* * *
يا لَنا مُدلجِينَ، أزرى بنا الأيـ
ـنُ، وأوهى أقدامَنا والكَواهل (2)
نَتَخطَّى الوعودَ، غيرَ مُوَقَّيـ
ـنَ، ونَفرِي على العَماء المَجاهل (3)
فإذا سَرَّنا جَميلٌ بوعدٍ
أحزَنَتنا أخلاقُه والدَّخائل
يا مغانِي الهَوى ظَنَنَّاكِ حَقاً
فإذا الوهمُ تحت تلكَ الغلائل
قد وَدِدنا من الزَّمان مُحالاً
حينَ رُمنا مِنه حَبيباً مُواصِل
شدَّ ما راعَنا وأوهَن مِنَّا
زَمنٌ، جادَ بالمُنى كلَّ غافل
ما بِنا من شَماتِ أهلِكَ، يا دَهـ
ـرُ، ولكن بنا رِثاءُ المشاكِل
أوراءَ الغُيومِ يا عقلُ دُنيا
غيرُ دنياكَ، أم نَهِيمُ بباطلِ؟
قد رَضينا الأوهامَ وِرداً، فلم تُغـ
ـنِ، وَفاضَت للجاهِلينَ مَناهِل
* * *
يا مَغانِي الهَوى التي طَال فِيها
يومَ عاذَت بنا لجَاجُ العَواذل (4)
ما هَوِينَاكِ، بل ألِفنَاك والإلـ
ـفُ زِمامٌ، وقاكِ خَيبةَ آمِل
وَلَقيناكِ عاطفِين عَلى حُبِّـ
ـكِ، والعَطفُ رحمةٌ وفواضِل
ذاك دَينٌ ما نَقتَضِيه، وذِكرى
غَمَرتها الأحداثُ، فَهي تُناضِل
* * *
يا مَغاني الهَوى، أقمنا وأبعَد
تِ، فهَلاّّ، والقلبُ وَاصل؟
أتمنَّى لكِ البقاءَ وقُد
مِتِّ بِنَفسِي، حقيقةً، وَعَوامل
لَتَفاءَلتُ لو تَرُدُّ على المَيـ
ـتِ حَياةً رغائبُ المتفائِل
يا مغاني الهَوى، وَداعاً فقد صَدَّ
ت كِلَينا، عَمَّا يَروم، شَواغل
يا مغاني الهَوى، وأطلالَه اليـ
ـومَ، وفاءً، وداعَ ثاوٍ لَراحِل
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :491  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج