شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
سؤال من الدكتور عبد الحفيظ محمد أمين المدير التنفيذي للنادي العلمي السعودي:
الدكتورة خوله، هل توصل علماء أبحاث السرطان إلى تحليل الرسائل المشفرة المرسلة من أنوية الريبوسومات التي تصنع البروتين في الخلية، وبالتالي إيقاف النمو السرطاني في النسيج؟
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: بصراحة أحيي ثقافتك العلمية. لا شك الآن أن معظم الأدوية والجينات التي ندرسها، هي لمعرفة أسرار عمل الخلية، كيف تتكلم أو تنقل الكلام زي ما نسميه وسائل الاتصالات من خارج الخلية إلى داخلها. إن الخلية يمكن تشبيهها بشخص خارجي له أبراج إرسال، تستقبل الرسائل والأوامر. من الخارج إلى الداخل ومن ثم تخرجها للنواة. والتركيز العلمي كان لفترة طويلة وما زال، يكشف كل يوم أسراراً جديدة عن الاتصال بين خارج الخلية وداخلها. نحن أيضاً نعمل في جزء من أبحاثنا على هذا الأمر، لكن الاتصال بين النواة والرايبوسوم أمر جديد جداً علينا، وقد صُدِّق من الإف دي إي، (أو منظمة الغذاء والدواء الأمريكية) قبل ثلاث سنين لعلاج بعض أنواع السرطانات، لأن بعض البروتينات التي تساهم في نمو السرطان، المفروض أن تذهب إلى مصنع ليقوم بتحطيمها، ألا وهو الرايبوسم، فإذا لم يتم تحطيمها تدور في بحر الخلية، وتساعد على تكاثر الخلية ونشاطها، يوجد اليوم بالفعل دواء من الأدوية الموجهة "الفايكيد"، يعمل على هذه الطريقة، لكن ليس بالإمكان تعميم هذا الدواء على جميع أنواع السرطان.
ثريا زكريا بيلا عضو اللجنة النسائية بنادي مكة الثقافي الأدبي:
مساء الخير الدكتورة خوله. حصلت على جائزة هارفارد عام 2007، فكيف تم اختيارك؟ وماذا يمثل اختيارك في دار تحرير مجلة بي إم سي العلمية، وهل تؤثر هذه المهمة على أبحاثك الطبية المتميزة؟ وشكراً.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً على سؤالك. هارفارد خصصت جائزة سنوية للتميز العلمي، يفهم منها كثيرون أنها جائزة تعطى لبحث معين، هي لا تعطى كذلك، هم يدرسون السيرة العلمية والإنتاج العلمي لشخص على فترة من الزمن، ويقيسون إنتاجيته بصورة سنوية، والإنتاجية تقاس بكمية البحوث، وقوتها. فمثلاً أحدهم يصدر مئة بحث في اليوم، لكن إذا لم تنشر في مجلة محكمة يتم التدقيق فيها، لن يُعتدّ بها، فالمجلات الطبية لديها طريقة معينة في التقييم، تنزل من الأربعين وما دون، فعندما تكون في أبحاثك قوة علمية معينة فإن هذا ما يتم أخذه في الحسبان عندما تتنافس على جوائز علمية عالمية كجائزة هارفارد، أو نوبل أو شيء من هذا الكلام، فكان ترشيحي لهذه الجائزة بناء على الإنجازات البحثية التي قدمتها على مدى سنوات وليس لبحث علمي واحد، وحصلنا عليها ولله الحمد. أما الشطر الثاني من سؤالك، هل يؤثر التحاقي بلجنة التحرير في مجلة بي إم سي على أبحاثي الطبية؟ بالعكس، هذا شرف لأي عالم أن يكون في أسرة تحرير للمجلة الطبية، صحيح أن فيه استهلاكاً لجزء من الوقت لكنه الاستهلاك المرغوب من قبلنا لأنه سيقرأ أكثر، وتعرض عليه البحوث من جميع أنحاء العالم، وليس ذلك فحسب، بل سيقيمها، وسيضطر إلى قراءة عن كل موضوع أكثر ممن كتب فيه.. إذاً أنا أعتبرها إضافة علمية، وإن شاء الله لن يكون للأمر تأثير على عملي.
الدكتورة أفنان الريس: السلام عليكم، باسمي وباسم الأخوات الحاضرات هنا في الجانب الآخر من ضفاف الاثنينية العامرة، نرحب بسعادة الدكتورة خوله الكريع، تفيد ونستفيد بما قدمته للوطن الغالي.
كيف ترى العالمة السعودية خوله الكريع تكريمها من قبل خادم الحرمين الشريفين بمنحها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وهل يعد هذا التكريم إعلاناً رسمياً وتدشيناً فعلياً لمرحلة المرأة السعودية القيادية والعالمية؟ شكراً لك.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً لسؤالك، آخر سؤالك واضح، وأعتقد أن الموضوع أو المضمون واضح أيضاً. لقد عبرت عن شعوري في الكلمة كما سبق وذكرت، ففي تكريم المرأة السعودية لأبحاثها دلالات واضحة، لاسيما في تقديم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الوسام بنفسه، فهو رسالة للمرأة بأن تخرج وتعمل وتشارك، وهذا دليل ولله الحمد على أن المرأة قد بدأت تعيش عصرها الذهبي، لذلك يجب علينا عمل المزيد إن شاء الله.
الأستاذ خالد المحاميد من جريدة الوطن:
سعادة الدكتورة خوله، كثير من العلماء العرب الذين ينجحون في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا لا يعودون إلى بلدانهم.. أولاً ما هو تقييمك لأداء العلماء العرب المقيمين في الخارج؟ كيف يمكن أن يساهموا في تقدم شعوب المنطقة؟ وما هي المعوقات التي تحول دون ذلك؟
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: سؤالك هو صراحة ثلاثة أسئلة، فالصحفيون أذكياء كما أقول دائماً، يغلفون ثلاثة أو أربعة أسئلة ويطرحونها في صورة سؤال واحد، وأنت في النهاية تجيب عن أربعة أو خمسة أسئلة. فيما يتعلق بالعلماء العرب، لا شك أن هجرة العلماء أو هجرة العقول العربية إلى الأجنبية موضوع يطول الحديث فيه، وموضوع له أشجان بصراحة، لكن معظم العلماء العرب المستقرين في الدول الغربية، يعيشون هناك لوجود الإمكانيات لديهم: الإمكانيات المادية والإمكانية البحثية، هناك تعطى بصورة أسرع وخالية من البيروقراطية، الحمد لله هم في الغرب، ينظرون إلى الوافد إليهم -ودعوني أتكلم عن تجربتي في الولايات المتحدة الأمريكية- نظرة التشكيك في قدراته، لكنك سرعان ما تثبت نفسك، وهم سرعان ما يغيرون نظرتهم إليك، بل يتشبثون بك، ويطلبون منك أن تبقى، أنا ولله الحمد رغم عروض كثيرة قدمت إليّ للبقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يرد في بالي هذا الأمر، لأننا ولله الحمد والله يديم علينا النعمة، لا تزال لدينا الإمكانيات الكبيرة التي نستطيع أن نسخرها حتى لاجتذاب علماء إلى المملكة، وليس فقط للصرف على علمائنا، ولا أعتقد لدينا عدداً من العلماء ستعجز الدولة إزاءه عن توفير الإمكانيات المادية لهم، ونحن دولة العطاء فالمعوقات كما قلت لك موجودة في أكثر الدول العربية، فعندما تحتاج مثلاً إلى تقديم بحث علمي من المفترض أن ينجز تقديم أوراقه خلال يومين، كما يحصل عادة في الغرب، تقضي وقتك تحمل ورقتك من فلان إلى فلان إلى فلان حتى يوقعها.. هذه البيروقراطية فيها إعاقة للعلم بصورة كبيرة، فإذا لم يتوفر للمركز الدعم المادي، لاسيما أن التكنولوجيا الجديدة باتت باهظة الثمن، فستكون هنالك بالتأكيد إعاقة للتقدم العلمي، لكن الحمد لله أننا لم نواجه، في المستشفى التخصصي على الأقل هذه المشكلة، وأستطيع أن أجزم لكم أنهم لم يقصروا، بل حاولوا توفير ما استطاعوا لنا من الإمكانيات المادية والمعنوية.
الأستاذة نازك الإمام: الدكتورة خوله في الحقيقة الأسئلة كثيرة اليوم، وجمهورك كبير، نأمل أن يستفيد الجميع من الأسئلة. سؤال من السيدة ليلى عوض من جريدة عكاظ:
اعترف العالم بأبحاثك وجهودك العلمية عالمياً، نتيجة الأبحاث المستمرة والمتتالية. سؤالي: ما رأيك في ما نشر في الآونة الأخيرة عن علاج بعض أنواع السرطان بأبوال وألبان الإبل وعن صنع كبسولات بأبوال الإبل لعلاج بعض أنواع السرطان، ما رأيك كباحثة في هذا المجال؟
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: والله سوف أعطيك رأيي العلمي: لكي نقول أن أحداً ما قد توصل إلى اكتشاف علاج من بول الإبل أو بول القطة، أو ما شابهها، يجب أن يكون هذا الاكتشاف قد نشر في مجلة علمية محكمة، ونقح، وظهرت نتائجه، وأي دواء أو أي علاج أزعم أنه يعالج مرضاً ما، يجب أن يمر بمراحل علمية خلقية، متعارف عليها في الوسط العلمي. فأنا أقوم مثلاً بالتجارب على الخلايا في المختبر أولاً، وإذا ما نجحت في علاج خلايا في المختبر، فهذا لا يعني أنني سأنجح في هذا العلاج -هذه مجرد خطوة من الخطوات- وبعدما أنجح وأثبتها، وأنشر نتائجي هذه في المختبر، أبدأ الخطوة الثانية التي تقضي بتطبيقه على حيوانات أصيبت بهذا المرض، وهنا لا يعني نجاح الخطوة الثانية أن بإمكاني إيصال هذا الدواء للإنسان، إذ من بين مئة دواء أوصله إلى هذه المرحلة، ربما أخرج منها باثنين أو ثلاثة. هذا فقط كي تعرفوا أن العملية صعبة. بعدما أنتهي من الحيوانات أجري عليه clinical trial أو ما يسمونه المحاولات الإكلينيكية، فأجربه على مرضى ميؤوس منهم، بعدما لم تنفع معهم كل الوسائل العلاجية المطبقة عليهم، فيتطوع هؤلاء المرضى ويوقعون بأنهم يسمحون للطبيب فلان بأن يطبق عليهم علاجاً من بول الإبل. أو أي دواء آخر. بعدما يطبق العلاج عليهم، نبدأ بعشرة مرضى، فإذا ما ظهرت النتيجة، وكانت إيجابية، نبدأ بإجراء clinical trial كبيرة وهكذا.. وهنا أود أن أشير إلى مسؤولية وسائل الإعلام والإعلاميين؛ فعندما يظهر أحدهم ويقول: عليك بخلط خمس حبات حبة سوده مع ملعقة عسل، مع كمون، أو لا أدري ماذا، وعليك بتناولها قبل النوم فتستيقظ صباحاً وجسمك خال من السرطان. بالتأكيد هناك أعشاب مباركة، وأنا إنسانة روحانية ومؤمنة، إلا أن هذا الأمر يجب التعاطي معه بوعي ومسؤولية. فعلى وسائل الإعلام عدم الترويج للعامة ذوي الثقافة المحدودة، حيث إن عدم نجاح هذه الأشياء، يؤثر سلباً على المريض، وعلى الإنسان الذي يعلن أمراً كهذا أن يراعي الأخلاقيات والمعايير ويذكرها في مقالته التي يزعم فيها هذا الأمر، لأن ليس هناك أصعب من إعطاء الأمل الكاذب لمريض السرطان، هذا فيه تلاعب في المشاعر والأخلاقيات، وأمر مرفوض، لا أعلم إلى أين وصل مشروع بول الإبل، فأيّاً كان يستطيع أن يصنع لك كبسولة من أي شيء لكن هذا لا يعني أنه علاج... إذا مر، فأنا أرفع له تحية، أما إذا لم يمر فعلى الإعلام ألاّ يسلّط الضوء على الأشياء التي لا تزال في التجارب. شكراً.
سؤال من الأخت شذى حكيم:
السلام عليكم الدكتورة خوله زادك الله رفعة.. أنا شذى حكيم معلمة تعليم كبيرات، ولدي سؤال: كيف تحافظين على هذا التميز والارتقاء البحثي وما هي مشاريعك في المستقبل القريب؟ أتمنى الإجابة لتعم الفائدة العامة، بارك الله فيك، ووفقك، شاكرة ومقدرة.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: أشكرك على سؤالك، وأشكرك على اعتقادك بأني متميزة في البحث العلمي. أنا دائماً أنظر للإنسان المحب، وأقول لأي إنسان محب للعلم أو لغيره، ومحب لما يعمل، بأنه سيبدع فيه، ويقدم فيه أجمل ما يكون، فما بالك وأنت تعرف أن في كل خطوة أنت تخطوها في هذا المجال، لك ثواب ولك أجر ولك دعاء من الناس، فإذا ما أخلص الإنسان النية لله، فالله يتكفل به، ويسهل دربه، وينير بصيرته، وهذا ما يساعد الإنسان على التميز والإبداع سواء في المجال العلمي أو غيره، والمشاريع طويلة، وسيكون الحديث عنها ممل لعامة الناس.. هي تقع كلها تحت مظلة برنامج البحث القائمين على العمل عليه منذ عام 2001م، تاريخ عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف التعرف على الأسباب الجينية والوراثية لمرض السرطان وقدرة المرضى على التجاوب مع أدوية معينة أو رفضهم لها، ومحاولة اكتشاف أنواع أدوية موجهة جديدة.. هذه مشاريع يمكن النظر إليها تقريباً بصورة بسيطة، لكنها تتطلب سنوات وسنوات من البحث العلمي في أنواع مختلفة من السرطان.
معالي الدكتور مدني عبد القادر علاقي وزير الدولة سابقاً، وعضو مجلس رعاة الاثنينية:
بسم الله الرحمن الرحيم، أهلاً وسهلاً بالدكتورة خوله، أنت لست فخراً للمرأة السعودية فحسب بل للرجل السعودي أيضاً، سؤالي الدكتورة خوله: هل نستطيع القول أن الوقت قد اقترب كي يصبح مرض السرطان ضمن الأمراض التقليدية؟ وهل يمكن أن نرى أو نكتشف في وقت لاحق بعض اللقاحات التي تعطى لمسببات هذا المرض ضمن لقاحات الولادة الحديثة للأطفال؟
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً لسؤالك، وقبل أن أشكرك على سؤالك، أشكرك على تفاؤلك، لأننا دائماً عندما نذكر مرض السرطان يصيبنا نوع من الرهبة والخوف، وننظر باستمرار إلى النصف الفارغ من الكأس، لجهة أنه لا تزال هناك أمراض، ولا يزال هناك أناس يموتون، لكن الحقيقة أن العديد من الأورام السرطانية قد أصبحت الآن مرضاً عادياً، أي أصبح لها بروتوكول معين، نسبة نجاحه تلامس تقريباً 100٪ في العديد من الأورام، أما الأورام الأخرى، فنحن في طريقنا إن شاء الله لإيجاد العلاج لها، وكذلك المراكز البحثية في العالم، إذ عندما ظهرت الخريطة الجينية واكتملت في عام 2001م، لم يعد هنالك رموز داخل الخلية، بل أصبح كل جين معروفاً، وبدأ يعرف عمله، فالمراكز البحثية قد صرفت عليها مبالغ هائلة، مثلاً المركز القومي للسرطان في ميريلاند -أمريكا تُصرف له ميزانية تعادل ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية، فالوعد في بداية الحرب على السرطان.. على فكرة: حرب السرطان هذا قانون مسجل في الولايات المتحدة من ريتشارد نيكسون عام 1971م.. إذاً الحرب بدأت من عام 1971م، وبعد اكتشاف الخريطة الجينية فإن نهاية الحرب مقرر لها أن تكون في عام 2015م.. وفقنا الله وقدّرنا كي نحتفل عام 2015م إن شاء الله بوجود علاج، وكشف أسرار كل أمراض السرطان.
الدكتورة سامية العامودي: الحقيقة، أن شعوري ربما قريب من مشاعر الدكتورة خوله، وكوني امرأة سعودية، فإنني أرى أن ابنتي تعيش في زمن يعترف بوجودها كامرأة، كطبيبة. لا شك في أن الطبيبة السعودية قد أصبحت رمزاً عالمياً بوجود أمثال الدكتورة خوله. دعيني كمريضة بالسرطان أخبرك، ربما بعض الناس يعرفون عن قصتي مع مرض سرطان الثدي، كان أول سؤالي في محنتي هذه، من ابنتي التي يبلغ عمرها الآن اثني عشر عاماً، سألتني يومها: "لو كبرت أنا أيضاً سوف أصاب بالسرطان مثلك"؟ فسبحان الله، يومها قلت لها: إن شاء الله قبل أن تصلي لسني هذه، سيأتي يوم نقول فيه إنه كان هناك مرض يصيب السيدات اسمه سرطان الثدي، مثلما نقول اليوم والله كان هناك الجدري، لم أتصور أن تكون المسافة أقرب مما يتخيله الإنسان، دائماً البصيرة عندنا قصيرة. أعطيتني الأمل الآن، فلو رحلت بعد ساعة، سأكون مطمئنة إلى أننا سنحقق الحلم الذي طالما بحثنا عنه كمريضات سرطان، والذي طالما بحثنا عنه كأطباء أيضاً، وهذا يدفعني لأطرح عليك السؤال التالي:
في ظل الإحصائيات التي أنت تعرفينها وأعرفها، لاسيما إحصائياتنا الحديثة في المملكة التي تؤكد أن هناك زيادة مطردة -حسبما أعلم على الأقل- في مرضى سرطان الثدي، لأسباب كثيرة قد يكون منها الاكتشاف المبكر، وقد يكون منها أسباب أخرى، لكني أعتقد أن الوقت قد حان -وبوجود الرموز الدولية الباحثة أمثالك- لكي يكون عندنا مركز قومي للسرطان في المملكة العربية السعودية.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: أولاً أشكرك الدكتورة سامية العامودي، أنت غنية عن التعريف. أشكرك أولاً على تشريفك اليوم، وأشكرك على تفاؤلك وعلى كلامك الذي قلته لابنتك، وإن شاء الله بإذن الله سيكون هذا الكلام حقيقياً وليس أملاً فحسب. من ناحية زيادة نسبة سرطان الثدي، أنا لي تحفظ بسيط على هذا الرأي، لأن هذا السؤال يتكرر سواء من العامة أو حتى من المختصين، لذا سأعلمكم كيف نجري الإحصائيات للسرطان. إن إحصائية السرطان تأخذ عينة من مئة شخص من السكان، فحين نقول مثلاً لدينا حالتان من سرطان الثدي، فنحن نقيس المعدل على مئة ألف، لأننا كشعب لدينا نمو سكاني هائل، فمئات الألوف قد زادت، ومن الطبيعي أن نرى عندنا الكثير من السرطانات ليس فقط سرطان الثدي، لكن المقياس: هل سرطان الثدي الذي عندنا أكثر من الذي في الغرب؟ هذا السؤال يعني، عندما تقارنين مئة ألف سعودي مع مئة ألف غربي، هل الحالات المسجلة للمئة ألف سعودي تختلف عن الحالات المسجلة للمئة ألف غربي؟ طبعاً لا، إن نسب السرطان عندنا متشابهة، لكن الذي يختلف هو توزيع الأورام الأكثر شيوعاً لدينا، العشرة أورام الأكثر شيوعاً في المملكة تختلف بعض الشيء عن تلك التي في الدول الغربية؛ مثلاً عندنا سرطان الغدة الدرقية، ولا أعرف كم من العائلات الجالسين معنا هنا، قد أصيبوا بسرطان الغدة الدرقية، لأنه من أكثر الأورام شيوعاً إذ يعد ثاني ورم يصيبها بعد سرطان الثدي، في حين يتراوح في الدول الغربية بين المرتبتين الثامنة والعاشرة، وهنا أرى أن الأسباب البيئية لوحدها لا تستطيع تفسير هذه الزيادة، فلا بد من وجود أسباب أخرى تخص شعبنا، وتميزه، تجعل سرطان الغدة الدرقية لدينا منتشراً بهذا الشكل. هل أؤيد وجود مركز قومي للسرطان؟ أتمنى إن شاء الله في المستقبل القريب أن نرى ذلك على أرض الواقع، لأننا فعلاً نحتاج إلى مركز قومي للسرطان.
سؤال من سعادة الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله.. سعادة الأستاذة الدكتورة خوله الكريع، نحييك تحية مباركة في هذه الليلة المباركة، في هذا المحفل العظيم، ونحيي تكريمك في هذه الاثنينية المباركة. نسمع أن مرض السرطان يرتبط عند بعض الناس بالعين أو بالحسد، لذلك ينصحون من يصاب بالسرطان أن يقرأ عليه بـ (ورد) من الأوراد، وهذا سائد في أوساط بعض العلماء والمشايخ.. وهناك من يرى أن السرطان يعالج في مكة المكرمة بماء زمزم، وكانت هناك مريضة جيء بها من ألمانيا إلى مكة، وقيل لها إن دواءك في مكة في زمزم، فشربت زمزم حتى شفيت بفضل الله.. وأذكر لكم حادثة خاصة بي أنا: فالسائق الذي كان يعمل لدي كان يعاني في تركيا من هذا المرض، وبعد أن جربت عليه كل المحاولات الكيميائية، جاء إلى هنا فنصحته بما نصحت به تلك المرأة، فشرب من زمزم حتى رجع شعر رأسه، ولحيته، وشفاه الله. فلا أدري ما صحة ذلك، وأربط قول الأخت الصحفية التي سألت عن العلاج بالكبسولات التي هي من الإبل، هذا ورد في الحديث، لا أدري إن كان طبق لديكم في المعامل البحثية أم لا؟ جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: أشكرك على مداخلتك وأسئلتك.. في الحقيقة أنا لست خبيرة في الطب النبوي، ويسعدني أن أتعلم في شيء أنا أجهله، إلا أنني دائماً عندما يوجه لي سؤال أجيب من ناحية علمية بحتة، ولست أنا إن شاء الله من يقلل من شأن الحديث ولا من شأن العلاجات النبوية التي تأتي بفائدة، لكننا اليوم في عصر العلم، فعندما يأتيني مريض مثلاً ويقول لي بأنه يريد أن يُقرأ عليه لعله يشفى من مرض السرطان، أنا بالعكس أرحب بهذا الشيء، قراءة القرآن هذه روحانية، وشيء طيب، لكن عندما يسألني السؤال الثاني: هل أنا أشفى من القراءة؟ أقول أنا لا أعرف، لأني فعلاً لا أعرف، لكن من الناحية الروحانية والدينية؛ وهذا الأمر أجريت عليه دراسات كثيرة، فإن الأديان -فما بالك في القرآن الكريم- فيها من التخفيف عن البشر الكثير، ومراكز السرطان عموماً حتى في الدول الغربية، يوجد فيها ما يسمى chapel وفيها رجل دين يحضر ويقرأ على المريض الذي يريد ذلك. هذا موجود إذاً حتى في الدول الغربية، لكنه لا يمنع الإنسان من أن يلجأ إلى الطب الحديث. في ما يتعلق بإصابة العين، فإن هذا السؤال قد سمعته في كثير من المجالس، ومن كثير من الأشخاص سواء من داخل المملكة أو من خارجها. وجدت مرة امرأة لديها سرطان الثدي، وقالت: أنا كنت في مناسبة أمس مساءً، وكانت ثيابي أنيقة، لا شك أن عيناً قد أصابتني. أنا كطبيبة لا أستطيع أن أؤكد أو أجزم أو أقول شيئاً في هذا الصدد، لكني أقول إن الخلية السرطانية، وهنا أتكلم بصورة علمية، تحتاج حتى تتحول إلى ورم تستطيع أن تلمسه إلى سنوات؛ فسرطان القولون مثلاً، يحتاج عشر سنوات حتى يتحول من المرحلة الحميدة إلى المرحلة الخبيثة، كذلك سرطان الثدي يأخذ وقتاً طويلاً، فإذا ما لاحظت المرض بالأمس فقط، وقالت إن سببه العين، فيما السرطان قد تكوّن لديها منذ فترة طويلة، فأنا لا أجد ترابطاً، وهذا ليس من اختصاصي ولا أستطيع أن أفتي به. إن ماء زمزم قد ورد الحديث فيه، لدي منه وفيه بركة بالتأكيد، وأنا من الذين يتباركون بماء زمزم، وأحرص على أن يكون لدي منه، لكن بالنسبة لمرضى السرطان، فقد أظهرت دراسات ليست عن طريقي ولا عن طريق الفريق العلمي الذي أعمل معه، أن هناك نسبة ملوحة زائدة قد تؤثر على نتيجة الأدوية الكيميائية، ونصحوا بعدم تناوله أثناء العلاج الكيميائي، إلاّ أن هذا لا يمنع من أنه ماء مبارك استخدامه لأغراض متعددة.
سؤال من الأستاذة نبال المصري:
السلام عليكم، أهنئك الدكتورة خوله.. سؤالي هو: لماذا اخترت هذا الجانب من الطب بالذات؟ ولماذا اخترت جينات السرطان؟ شكراً.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: أنا أشكرك على سؤالك، لكني أعتقد أنني ذكرت لك سبب لجوئي إلى التخصص في مرض السرطان. أنا طبيبة، كان من المفروض أن أجلس في عيادتي وأعالج، وأترك المختبر والخلايا والفئران لعلماء العلوم، لكني أحسست أنني أستطيع أن أقدم للمرضى أكثر من مجرد وصفة علاجية أكتبها، ثم أتركهم يذهبون إلى البيت ويعانون. أعاننا الله وأعطانا القوة كي نعمل شيئاً لهم ونضيف، لنساعدهم في معاناتهم بإذن الله.
سؤال من السيدة منى سراج، مسؤولة تحرير مجلة سيدتي مكتب جدة:
الدكتورة خوله، أهلاً وسهلاً بك، وطبعاً شرفتنا جميعاً. أريد أن أسألك سؤالاً شخصياً بعض الشيء، فأي جرعة من التواضع والرقي والسمو تتناولينها كل يوم كوصفة، بالله عليك قولي لنا عنها. سؤالي الثاني: كيف تقيّمين مشاركاتك في بعض المقالات في بعض المجلات، هل استطعت من خلالها أن تتواصلي أكثر مع المرضى، وتبثي فيهم الأمل، وروح الطبيبة التي تشعر بكل المرضى؟
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: أشكر لطفك بكل صراحة.. هل شاهدتم الفرق بين القسم النسائي والقسم الرجالي هناك؟ هناك دائماً رقة لدى النساء، أنا محسوبة عليكم، شكراً الأخت منى. أعتقد أن لا شيء يدعو الإنسان لأن يتعالى مهما بلغ من علم ومال وجاه. أنا مجرد إنسانة عادية خرجت من بيئة عادية، ومشيت في طريق العلم، وإذا منّ علي ربي بفضل العلم، فهذا مسؤولية، إذ ربما اختارني ربي لأكون خادمة لهؤلاء الناس لا لأتعالى عليهم، إذ إن الإنسان كلما أحس بعظمة الله، وبأن هناك من هو أعظم منه ينظر إليه، يصغر أمامه، وتصغر نفسه في عينه. في ما يتعلق بالأدب، أنا هجرت الكتابة، كما ما قلت لك، فقد خفت أن يقال بأنني أكتب لأنني لم أبرع في العلم، فتركت الكتابة وهذا طبيعي بعدما ذهبت وعشت مدة في الولايات المتحدة الأمريكية، واكتسبت ثقافة مختلفة كان لها بلا شك الفضل في صقل الكثير من الأفكار لدي، إلاّ أنني وجدت معظم الذواقين للفن سواء الرسم أو الأدب، هم من أساتذتي الذين يعتبرون عباقرة في العلم، ومن هنا وجدت أنه لا حرج بأن أستمتع بالأدب وأنا في مجالي العلمي، والحمد لله أن القريحة الأدبية التي كنت أكتب بها أيام كنت صغيرة قد بدأت أسترجعها من تحت خلايا الذاكرة، فكان لي شرف، لن أقول أن أكتب، لأني لا أعتبر نفسي أكتب، بل أن أصدر مقالة شهرية في مجلة "هي" -لا أدري ما إذا كان من المفروض أن أقول الاسم أم لا- بهدف نشر الوعي، أو لوقفة إنسانية، أو لرفع روح معنوية عند أحد المرضى.. هذه نوعية الكتابات، لكني لا أعتبر نفسي أبداً أكتب أشياء أدبية بحتة.
سؤال من الدكتور سامي المهنا، خبير إعلامي:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله نحمده ونستهدي به ونستغفره. نشيد بهذه الاثنينية وبصاحبها عبد المقصود خوجه، ويسعدني أن أسأل الأستاذة الدكتورة خوله: لقد مضى عشر سنوات وأنت تبحثين في الأسباب، هل لنا من بصيص لتثقيف المجتمع السعودي، لاسيما أن ما نسبته 70٪ هم من الشباب والبنات؟ نريد الآن أن ننثر الأمل يا دكتورة وأنت في كلمتك تحثين الأمل، فكلمة السرطان تسبب اليأس عند المجتمع، نريد أن نشاهد بصيصاً من الأمل حول اكتشاف الأسباب السرطانية، وشكراً.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً على سؤالك. كما أقول دائماً الأمل موجود، إذا ما كنت تسأل عما عملناه في السنوات العشر الماضية فإنه والحمد لله قد أضاف الكثير، ما أود أن أوضحه الليلة، بما أنكم ما شاء الله مفكرون ومثقفون، أن الإنسان يتوقع من العالم عادة أن يجري بحثه اليوم ويصيب المرض غداً، إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة فالبحث العلمي أشبهه دائماً بالسور الطويل الذي يجب إكماله كي يكتمل الشفاء، فإذا أنت وضعت اللبنة الأساس في هذا الموضوع، لن يتمكن عالم أو حتى مركز، إذا ما اكتشف شيئاً، أن يبلغ بمفرده نهاية هذا السلم.. بل تلزم جهود بحثية من العالم كله. نحن كان لنا الشرف في أننا اكتشفنا مثلاً وجود الجين، كما قال الأخ هنا، جين خطير وشرس جداً، ينشط الخلية، ويمنع وفاتها ويمنع تجاوبها مع العلاج في سرطان الغدد الليمفاوية لدى مرضانا، لأنه يوصل الرسائل من خارج الخلية لداخلها والعكس صحيح، فكان لنا شرف اكتشاف هذا الأمر، حتى وصلنا به إلى مرحلة التجارب على الفئران، ونجح، والآن نتعاون في أن نجري عليه clinical trial، وإذا ما وضعنا اكتشافنا هذا في الفهرسه، فإنك تستطيع أن تلجأ إليه أنت في بحثك، ويلجأ إليه أكثر مليون وخمسمئة ألف بحث آخر، وهذا دليل على أن البحوث تتضافر في ما بينها لإيجاد العلاج. والآن نتيجة لاكتشافنا هذا، وتضافر الجهود العلمية، صرنا نبحث في إمكانية وجود هذا الجين لدى المريض، قبل أن نقدم نوعية معينة من العلاج، إذ بتنا نعرف أننا إذا ما أعطيناهم العلاج، مع وجود هذا الجين لديهم، فلن يؤدي الغرض منه، وسيعاني المريض من الأضرار الجانبية من دون طائل. هناك بالطبع الكثير من الأبحاث، لكن الوقت لا يسمح بذكرها الآن.
سؤال من الأستاذة الدكتورة سميرة إسلام:
السلام عليكم، أهلاً بالدكتورة خوله، التي هي فخر لنا جميعاً، وشكراً لراعي الاثنينية، الذي أتاح الفرصة لأن نلقاك مباشرة. دكتورة خوله، ثمة أبحاث سابقة لي تؤكد على أن قدرة الإنسان السعودي على الأكسدة عالية جداً بالمقارنة بالأجناس الأخرى، وهذه واقعة.. أود لو أعرف، طبعاً لسوء الحظ أبحاثي لم أستطع أن أكملها في مستشفى الملك فيصل، ومركز الأبحاث بالرياض، ولو أكملتها لربما وصلت إلى نتيجة مؤكدة. أسألك: هل رأيت في تأثير وقدرة الجسم على الأكسدة على صلة بانتشار بعض أنواع السرطان في بعض الأعضاء، وبالذات في القولون والكبد وما إلى ذلك؟ هل نظرتم إلى هذه النقطة أم لا؟ أو على الأقل من ناحية الإحصائية التي تؤيد النقطة التي ذكرتها؟.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً لك دكتورة سميرة.. أنت عَلَم، ويشرفني أنك موجودة هنا، كان بودي أن أسلم عليك، أنت بصراحة من الرواد في مجال العلم، أنت من يحمل الراية، ومن يحمل الراية هو أهم شخص. يؤسفني أن بحوثك لم تكتمل لعدم وجود الإمكانيات، لكني أجيبك عن سؤالك حول الأكسدة أن البحوث التي ظهرت في الفارمكالوجي -ولا أدري ما مقدار قوتها- تؤيد ما قلته للتو، لجهة وجود اختلاف في معدل الأكسدة بيننا وبين المرضى في الدول الغربية. لا شك في أن هذا له انعكاسات على تجاوب المريض مع العلاجات والأدوية الكيميائية، لكن هل اختلاف الأكسدة يسبب السرطان؟ إن قدرة الإنسان على الأكسدة هذه هي التي تجعله يتخلص من الكثير من السموم الموجودة في البيئة المحيطة به. أنا من المدرسة التي تؤمن بأن الأسباب البيئية تلعب دوراً بسيطاً، وبأن أغلبية أمراض السرطان أسبابها جينية، ولا تعود إلى نقص في الأكسدة. يمكن لهذا النقص أن يبطىء من عملية تطهير الجسم لبعض السموم، كدخان السجائر أو مأكولات معينة، لكنني لا أعتقد، أنه السبب الرئيسي لأمراض السرطان. مرة أخرى أشكرك على سؤالك، وضروري أن أسلم عليك قبل أن تغادري.
الدكتورة سميرة إسلام: هذا شرف كبير لي دكتورة خوله. أريد أن أستأذنك لأقول إن الأكسدة -كما تفضلتِ- هي قدرة التخلص من بعض السموم، لكن هناك بعض المواد التي تصبح سامة عندما تتأكسد، وبما أن هناك ملاحظة، أرجو أن ندرسها أكثر. يقال إن السرطان قد انتشر بشكل ملحوظ في المنطقة الشرقية بعد حرب الخليج -وأنا ليست عندي معطيات مؤكدة- هل هذا يا ترى له صلة بالأكسدة أم لا؟ وعلى الرغم من أن الوقت لا يسمح كما تفضلتِ، إلا أنه يشرفني أن أدعوك -إذا ما كنت لا تزالين في جدة غداً، لزيارتنا في مركز الملك فهد للبحوث الطبية، كي تري وحدة قياس الأدوية.. هذا شرف كبير لنا.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: الله يسلمك، الشرف لي، وكلامك دليل على هذا.
من الأسئلة التي طرحها أحد الإخوان:
ما هي معوقات البحث العلمي؟
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: أهم هذه المعوقات عدم وجود تعاون بين المراكز البحثية، وغياب التنسيق بين الأعمال. فربما لديك فكرة بحثية جيدة، نستطيع أن نضيف إليها فكرة بحثية جيدة من عندنا، ونخرج بمعلومة جديدة تفيد في نهاية الأمر ابن الوطن أو المريض الذي أعالجه، فحبذا لو يكون بيننا تعاون، فهذا يسعدني ويشرفني، وهذا ما أدعو له دائماً.
سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الدكتورة خوله نهنئك من الأعماق -الله يخليك- ونرجو من الله أن يوفقك، ويكثر من أمثالك. الحقيقة سؤالي له علاقة بالسرطان: هل هناك وسائل للوقاية والعلاج من السرطان؟ ولماذا ينتشر السرطان بسرعة هذه الأيام؟ هل هناك علاج للسرطان عند حدوثه، لاستئصاله وبتره؟ وشكراً لك.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً على سؤالك. من ناحية وسائل الحماية، لا شك في أن الحياة الصحية السليمة هي أهمها. أنا أؤمن ببعض الأفكار التي قد يعتبرها أفكاراً روحانية.. فالجسد والروح، يجب أن يسيرا بشكل متوازٍ، وإذا ما اهتممنا بالجسد، وتركنا الروح ميتة، فإن ذلك لن يجعل منك إنساناً سليماً مهما فعلت، والعكس صحيح. إن الروحانية والأشياء المادية يجب أن تعملا جنباً إلى جنب: من ناحية هناك الوقاية للجسم، كلعب الرياضة، والأكل الصحيح الخالي من الدهون، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالزيوت المشبعة، الابتعاد كثيراً عن اللحوم الحمراء، الإكثار من الخضار.. هذه كلها أشياء تساعد في بناء جسم سليم. وإلى جانب الجسم السليم، يجب على الإنسان أن تكون له أهداف معينة في الحياة؛ فقد أثبتت دراسات أجريت في هارفارد على بعض مرضى السرطان، أهمية العامل النفسي لدى هؤلاء الذي يتجاوز الأمل بالشفاء، إلى التخطيط لمشاريع مستقبلية؛ كالدراسة في الجامعة، أنه مثلاً بعد ما، أو المساهمة في بعض الأعمال الخيرية ومساعدة الغير طبعاً بعد الإيمان بالله.. هذه كلها ترفع معنويات الإنسان الروحية، والإنسان حينما تكون روحه قوية فإنها تؤثر على الجسد، وتؤثر على مناعته، وتؤثر على هرمونات جسمه.. وكما قلت: الجسم السليم يكون في الموازنة بين الجسد والروح.
الأستاذ أمين صبحي مدير التدريب بمركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية يقول:
سمعنا عن علاقة التدخين بالسرطان فما رأيك؟
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: يطول الحديث فيه.. إن الأمر مثبت علمياً ولا يحتاج إلى رأيي، فالتدخين يعتبر من العوامل المسببة للسرطان، إنه مسرطن، إنما أنا لا أبحث في الأشياء المعروفة أصلاً أنها مسرطنة، مثلاً ما السر في أن يحدث للمدخن بعد فترة طويلة تشوه في جينات معينة، تؤدي إلى نمو وتكاثر السرطان؟ هذه الأشياء ليست من ضمن مجالي البحثي، إنما السؤال الغريب والذكي في آن، أن هناك مدخنين، أو أشخاص يتعرضون لاستنشاق السموم يومياً في عملهم، كعمال المناجم مثلاً، بعض من هؤلاء الناس يصيبه السرطان، والبعض الآخر لا يصيبه، فهذا يرجع أيضاً إلى النقطة التي كنت أتكلم فيها، وهي أن أسباب السرطان في غالبيتها جينية. كان هناك بروفيسور يقول بالإنجليزي: (you have bad genes if you have the bad, genes) بمعنى: سواء كنت تتناول طعاماً صحياً، أم لا، جيناتك هي السيئة.. وإذا ما كانت جيناتك سليمة فإن شاء الله بعد الله نعذر لك، غير أنني لا أنصحك بالتدخين.
سؤال من الشاعرة الأستاذة شفيقة الجزار:
السلام عليكم. أولاً أهنئ نفسي بوجودك معنا، وبصراحة ليس عندي سؤال، إنما أريد أن أقول لك: "مليتِ الجوف يا بنت الجوف"، فنحن اليوم سعداء بوجودك معنا، ونشكر الشيخ عبد المقصود لإتاحة هذه الفرصة لنا -الدكتورة خوله الكريع: هو كله خير وبركة-، وأرجو إن شاء الله أن نراك في أحسن مجال، وأعلى مكانة علمية.. لقد رفعت رأسنا.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: "الله يخليك"، شاكرة لك، أنا فخورة بكلمتك هذه، شكراً لك.
سؤال من الأستاذ عماد الشافعي، فيزيائي وكاتب:
بسم الله الرحمن الرحيم.. بداية أشكرك سعادة الأستاذ عبد المقصود على إتاحة هذه الفرصة، وأيضاً أحيي سعادة الدكتورة خوله. وقبل سؤالي لي ملاحظة، تتعلق بما يتمناه كل الحضور، وكل عربي، ألا وهو حصول البروفيسورة خوله على جائزة نوبل.. هذا ذكرني بعالم عربي هو الدكتور زويل والمرحلة التي مرّ بها قبل أن ينال جائزة نوبل؛ فهو نال أولاً جائزة الملك فيصل من هذه البلاد، ثم جائزة فرانكلين من أمريكا، فنأمل حصول الدكتورة خوله على هاتين الجائزتين أولاً، ويدخل اسمها قائمة المرشحين لجائزة نوبل إن شاء الله في البيولوجيا. سؤالي يرتبط بمداخلة أثارها بعض الزملاء:
قرأت من حوالي أكثر من عشر سنوات، كتاباً أذكر اسمه، ولا أذكر مؤلفه، وقد ترجم إلى أكثر من خمس عشرة لغة منها اللغة العربية. كتاب غريب الاسم، اسمه "الحب والطب ومعجزات الشفاء"، كاتب هذا المؤلَّف هو عالم فرنسي وطبيب في أمراض السرطان، كتب في هذا المؤلف خلاصة أبحاثه وملاحظاته حول مدى نجاح علاجه على عدد كبير أو عدد لا يستهان به من مرضاه، بعد أن بث فيهم روح الحب للحياة وإرادة الحياة، وقد ذكرني بالأستاذة الدكتورة وما تملكه من التفاؤل والأمل، وذكرني أيضاً -لا بأس قبل إكمال السؤال وتوضيحه- بدكتور آخر اسمه إبراهيم شحاتة، بالتأكيد بعضكم يعرفه، فقد كان مستشاراً لدى البنك الدولي، على ما أظن، وهو أيضاً له مؤلف اسمه "وصيتي لبلادي"، وله تجربة مماثلة لتجربة الدكتور الفرنسي.. يذكر أنه قد تعرض لمرض السرطان، وذهب إلى صديق له طبيب، وأجرى فحوصات طبية وتحاليل، فقال له: هل تريد مني الحقيقة أم أكذب عليك؟ فقال له: الحقيقة، فقال له: أنت مصاب بمرض كذا (لأنه رجل علمي)، وليس أمامك سوى خيارين: إما العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، وطبعاً كلاهما يؤدي إلى نهاية محتومة، وهي الموت خلال أيام أو شهور أو سنوات، والله أعلم. وتابع: استعد وتأهب لهذه النهاية! طبعاً صعق المريض لكن لديه من القوة بحيث إنها ساهمت في إنقاذه. كان يقول: أما لي أعمال كثيرة عليَّ إنجازها، والوقت لن يتسع لذلك.. فبدأ من هذا الجانب، ومشى على مسار العلاج، وإرادة الحياة، وتوفي بعد ذلك بخمسة عشر عاماً تقريباً. سؤالي -وعذراً على الإطالة بعد هذه المقدمة- هل هناك علاقة بين هذه الجزئية والخلل الجيني الموجود في الخلية؟ وهل هذا يؤثر في عمل الأنتيبيوتيكس الموجودة في الخلايا، وزيادة كريات الدم البيضاء التي هي تعمل على تحصين الخلية؟ ما العلاقة بين الخلل الجيني والإرادة والعزيمة في مقاومة هذا الداء؟ طبعاً إذا كان ذلك صحيحاً، فإنه يحتاج هو أيضاً إلى أبحاث أخرى، وشكراً لإتاحتكم لي هذه الفرصة.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً لك على السؤال والمداخلة. أعود وأقول الكلام نفسه: كلامك فيه تأييد لما قلته قبل ذلك.. نعم الأشياء الروحانية تستطيع أن ترفع مناعة الجسم، وهي تساعد ولا تعالج، المهم أن يتخطى الإنسان صراعه مع السرطان بصورة أسهل.
الإعلامية الأستاذة منى الحيدري من جريدة الرياض: السلام عليكم الدكتورة خوله:
أريد أن أسألك عن سرطان الأطفال: أنا أتكلم من واقع التجربة، لدي بنت أخت مصابة بسرطان الكلى وعمرها سنتان وثمانية أشهر، وبعد العلاج انتقل السرطان للرئة، والآن يقول الطبيب إنه انتقل للرئة الثانية. هل انتشار المرض بين أجزاء الجسم، معناه فشل العلاج الكيميائي والإشعاعي الذي نستخدمه؟.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: هناك أنواع معينة من السرطانات معروف عنها أنها تصيب الأطفال ولها أسباب جينية بحتة، منها سرطان الكلى الذي يصيب الأطفال تحت عمر الثانية. إنت الآن تتكلمين معي والمريضة قريبتك، والمصارحة أمام العموم أمر صعب. إن معظم الأورام التي تصيب الأطفال في سن مبكرة غير سرطانات الدم، عادة ما تكون من النوع الشرس، ويتأخر اكتشافها في عمر معين، والآن الموجود بعدما يعالج، ولكنه لا زال ينتشر ويستطيع أن ينتقل من عضو إلى آخر، وأنت لاحظت أنه انتقل من كلية إلى كلية، لأن السبب يكمن في جين معين يؤدي إلى نشوء هذا الورم في الكلية. أتمنى لها الشفاء، وهذا لا يعني فشل العلاج إن شاء الله، فالأمل موجود بإذن الله، وسوف أتكلم معك إن شاء الله بعد اللقاء.
سؤال من الأستاذ علي السبيعي، من جريدة شمس، وإذاعة جدة:
السلام عليكم وأسعد الله مساءكم بكل خير. الدكتورة خوله، نحن في هذا المساء قد ظفرنا بك أديبة أكثر من دكتورة، وكنت فعلاً (دافوره)، أنت دكتورة (دافوره) في الإلقاء والبيان اللغوي، والأداء الأدبي -الدكتورة خوله الكريع: شكراً.. شكراً -استمتعنا بما قلت، وقد أثرت نقطة مضيئة جداً: أن الطبيب يمكنه أن يتحدث جيداً، إذ تعودنا أن يتكلم الطبيب لغة مكسرة كحال خطه أستاذتي الكريمة سؤالي:
عن السلوك الغذائي في المملكة العربية السعودية بحكم ارتكاز حديثنا حوله في هذا المساء؛ هل نحن مجتمع لديه سلوك غذائي غير متوازن؟ بالتالي هل ما يتناوله المجتمع من مواد غذائية، خصوصاً المعلبات التي تحوي الكثير من المواد الحافظة تثبت جزئية من السرطان أو تساعد على السرطانات الأخرى؟
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً لك، وشكراً لإطرائك هذا، صراحة يجب أن أسجله و "أبروزه" خصوصاً أنني مع "الدافورة" استطعت أن أصنع شيئاً جديداً، ولاسيما أنها تأتي من كاتب وأديب. لناحية سؤالك عما إذا كان السلوك الغذائي في المملكة متوازناً أم لا.. على العموم نعم متوازن، وقد يستغرب البعض ذلك، فنوعية الغذاء الذي نتناوله في المملكة، باستثناء الإكثار من اللحوم طبعاً، صحية جداً مقارنة بتلك السائدة في الدول الأجنبية. فلا يوجد بيت سعودي إلا ويتم طبخ وجبة فيه، فنحن لا نعتمد على الوجبات السريعة أو المحضرة خارج المنزل، وأتمنى أن نستمر في المحافظة على هذه العادة الجميلة، وألاّ نعوّد أولادنا على تناول المأكولات السريعة والمحفوظة، لأن بها ضرراً بلا شك، أما لناحية المأكولات المعلبة، فإن لبعضها ضرراً بالتأكيد، لكن الحمد لله جميع الأنواع متوفرة في بلادنا، وإذا كان الأجانب يلجأون للأشياء المعلبة لسرعة تحضيرها، فنحن لا نحتاج إلى هذا كله والحمد لله، وإذا ما احتاج أحدنا أن يتناول أحد الأصناف المعلبة كالأجبان مثلاً، فالأفضل أن تكون محفوظة في علبة من الكرتون أو الورق، على أن تكون محفوظة في الحديد، وحبذا لو يسمعني أصحاب الشركة دون أن يزعلوا يا شيخ عبد المقصود العلب الحديدية ضررها أكبر من دون شك، الكرتون أفضل.. الورق عفواً أفضل للصحة.
الأستاذة منى مراد جريدة البلاد ومجلة اقرأ:
كيف ينظر العالم الغربي للعالم والمبدع العربي؟ وما هي نظرتهم تجاهك كامرأة سعودية ومحجبة؟ وكيف كانوا يتعاملون معك هناك؟ شكراً.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً على سؤالك. دعيني لا أتكلم عن العالم الغربي بشكل عام، بل عن زملائي الذين عاشرتهم وعشت معهم، وتعلمت منهم. إن الميزة التي يتمتع بها أبناء الولايات المتحدة الأمريكية -وحبذا لو تتوفر لدينا- هي العدالة في النظرة، وانعدام الحكم المسبق لديهم إلا في ما يخص المرأة السعودية بالذات، وأنا لا ألومهم، لأنهم نادراً ما يرون امرأة سعودية متعلمة.. يعني أنا وأنت والمجتمع نعرف بعضنا، ونعرف أن بيننا متعلمين، لكن على المستوى العالمي هذا الأمر غير موجود. ولا زلت أتذكر أول يوم وصلت فيه، ودرّست في مستشفى جورج تاون، كنت عندما أذكر لهم أني من المملكة، يبادرونني بالسؤال والتعجب والنظرات والحيرة، كأنني آتية من كوكب آخر، Oh! from Saudi Arabia! وكانوا يسألونني: إنت سعودية بالفعل، أم مقيمة في السعودية؟ فما يعرفونه عني أنني بدوية، فالجواب: نعم، كان لديهم نظرة مغلوطة في الغرب، وهذا أمر لم يعتادوا عليه في الغرب، أي أن يكون لديهم حكم مسبق، لكن الجميل فيهم، أنه متى بدأت تندمج، وتساهم بجهد وأخلاق، وتثبت لهم أنك إنسان محب أولاً لعملك، ثم ناجح في أدائه، سرعان ما تتغير تلك النظرة. وسواء، كنت محجبة، أم تلبسين ساري، أم تلبسين بنجابي، فإنهم لا ينظرون إلى شكلك ولا إلى عرقك، ولا إلى خلفيتك الثقافية، ولا إلى دينك.. الحقيقة هذا ما لمسته في عملي في أكثر مستشفيات واشنطن، سواء العسكرية منها أم المدنية، لأنه كان علي بحكم عملي أن أتنقل بين العديد من المستشفيات، إلى درجة أن الدكتور نفسه الذي أبدى دهشته في اليوم الأول، دمعت عيناه وهو يلقي كلمة في وداعي في يوم التخرج، فاحترامهم لي أنا أكثر من أي شيء آخر.
الأستاذ حسين السندي، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة الملك عبد العزيز: سعادة الدكتورة خوله، حقيقة أنت بيّضت وجهنا حقيقة في ما فشلنا في تحقيقه -الدكتورة خوله الكريع: الله يخليك، أنتم فيكم الخير والبركة- سؤالي هو:
منذ مدة كتبت مقالة اسمها "العقل ليس رجلاً" وللأسف لم تنشر.. إلا أن النجاح الذي حققتِهِ أنت وحياة سندي والدكتورة غادة المطيري، والمجموعة الأخرى اللواتي نفتخر ونعتز بهن، كان رداً على عدم نشر مقالتي قبل سنوات. إنني في الحقيقة لا أفقه في الطب كثيراً، وإن كان أولادي الثلاثة أطباء، غير أنني كنت أتابع أبحاثك، وأجريت بحثاً (search) عبر الإنترنت، لمعرفة أثر بحثك هذا في التوصل إلى علاج ناجع للسرطان، فكنت تذكرين أن الشوائب الحرة (free radicals) تلتصق بالخلية، وقد يكون هذا الالتصاق سبباً لسرطنة هذه الخلية، وللأسف لم أحظَ بإجابة. كنت أتمنى أن يكون لك موقع خاص على شبكة الإنترنت، إذا لم يكن لك موقع خاص في الإنترنت فمن يكون لها؟!!
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: أنا ربما إنسانة رجعية قليلاً في التكنولوجيا، أستخدم الكمبيوتر للبحث العلمي فقط، وسأنظر في هذا الأمر إن شاء الله.
الأستاذ حسين السندي: نحن نتمنى بدلاً من أن تدخل بناتنا المواقع التي تسحبهن للتشدد والتطرف الديني، أو للفساد الخلقي، أو لاتباع فنانة في ما تعمل وتؤدي، أن يتبعنك إنت والأخريات أمثالك، وتكوني القدوة لهم. شكراً لك.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: الله يخليك، وشكراً لك.
الأستاذة نازك الإمام: ونختم بالسؤال الأخير من قسم السيدات هنا. ليلى عوض من جريدة عكاظ:
سؤالي سيبتعد قليلاً عن السرطان وعن الأمراض. إن المرأة السعودية وصلت من خلالك ومن خلال نماذج مشرفة كثيرة إلى الأمم المتحدة، مثل الدكتورة ثريا عبيد والنماذج كثيرة، سؤالي: هل تعتقدين من خلال موقعك، وبعد وصول نائبة لوزير التعليم في المملكة الدكتورة نورة الفايز، أن تصبح المرأة وزيرة في يوم من الأيام وأتمنى من الله، أراك يوماً وزيرة للصحة.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: أولاً أشكرك، لو عرضت علي وزارة الصحة لما أخذتها، لكن المرأة كقدرة -إذا ما كنت تسألينني عن قدرتها على أن تكون وزيرة- بالطبع تستطيع أن تكون وزيرة وأكثر من ذلك، إنما هل سيتحقق هذا في القريب العاجل أم لا؟ فهذه الأشياء لا أستطيع أنا أن أفتي فيها، لكن ما أستطيع قوله أن المرأة سائرة في الاتجاه الصحيح، فهي قد أثبتت نفسها، لكن يجب على المرأة -وأنا دائماً أقول إن النظرة الوسطية شيء جميل- قبل أن تطالب بقمة الحقوق، أن تعطي قمة الواجبات؛ فالمرأة يجب أن تؤدي واجباتها تجاه هذا الوطن، وصدقوني إذا أدى كلٌ منه واجبه تجاه الوطن ففي النهاية لن يصح إلا الصحيح، وسيظهر دورها، ويتضح كفاحها، وتتضح مساهمتها، وبالتالي ستصلها الحقوق بصورة تلقائية، فلا تستعجلن الموضوع، وشكراً.
الأستاذة فوزية ملائكة، مدربة تنمية بشرية. السلام عليكم. الحقيقة لقد بيضت وجهنا، ورفعت رأسنا، وأثبتِّ أن ليست كل النساء ناقصات عقل، "ربنا يبارك فيك وفي علمك، ويزيدك من فضله". سؤالي:
هل لكم أبحاث في العلاج بالخلايا الجذعية، وتحديداً هل بدأتم تدرسون كيف يمكن للخلايا الجذعية أن تساعدكم في مجال محاربة السرطان، خصوصاً أنه قد أثبت مؤخراً أن للخلايا الجذعية القدرة على تغيير أشياء كثيرة في جسمنا ولله الحمد. أتمنى أن أسمع منك أن هناك أبحاثاً ستبدأ في هذا المجال.
الأستاذة الدكتورة خوله الكريع: شكراً على سؤالك.. حول جملة أن النساء (ناقصات عقل)، فقد تبحرت في هذه الجملة، وعرفت أن معناها أن المرأة تتحكم فيها العاطفة في مواضع معينة أكثر من الرجل. كنت أعترض على صحة هذا القول، لكن حصل لي أمر بدّل قناعتي؛ فقد مرض ابني الكبير نواف عندما كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما كنت بجانبه، نسيت أنني طبيبة، ونسيت أن العلاج سيستغرق مراحل معينة، ووجدت نفسي كإنسانة بدائية أطلب الدكتور كي يفعل شيئاً غير موجود.. قد تقول المرأة أن هذا ليس نقص عقل، لكنه قد يبعدها عن البصيرة، وأن في هذه المشاعر قوة لها لا نقصاً. في ما يتعلق بالخلايا الجذعية، فهي تشكل مجالاً كبيراً في أبحاث السرطان، أنا أعمل في جزء معين أو محور معين، فيما محور الخلايا الجذعية هو محور كبير، وتوجد آمال كبيرة معلقة عليه كما تفضلتِ، لكنه ليس مجالي. لدينا في مستشفى الملك فيصل التخصصي وحدة للأبحاث الجذعية، وفيها علماء وأطباء، من داخل المملكة ومن خارجها، نتمنى لهم وللجميع التوفيق بإذن الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :452  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.