شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
اللهم لك الحمد حمداً كثيراً خالداً مع خلودك، ولك الحمد حمداً لا منتهى له دون علمك، وصلِّ يا مولانا على هذا النبي العظيم الذي أرسلته رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نهاجر الليلة إلى الشمال، لنلتقي بأحد أبناء "القريات"، نَفَضَ عنه الكرى، وأدلج المسير نحو غاية ليس لها نهاية.. سلك ضيفنا الكريم الأستاذ الدكتور سعد بن عبد الرحمن البازعي طريق العلم، فقادته خطاه إلى الرياض، وأمريكا، ولندن، ليعود مساهماً في نهضتنا الحضارية الشاملة.. فمرحباً به.
ضيفنا الليلة فكر ناضج، وقلم صادق، وعقل ثاقب.. يؤدي رسالته المتعددة المسارات بمنهجية في أكثر من مضمار: تربوياً في المقام الأول، فأكاديمياً، وكاتباً صحفياً، ورئيساً للنادي الأدبي بالرياض، وعضواً بمجلس الشورى، ومشاركاً في معظم الملتقيات التي تعنى بالشأن الثقافي والعلمي محلياً وإقليمياً ودولياً.
هذا جانب من واقع حال ضيفنا الكريم، فمن مشاركة في فعاليات ثقافية خارج المملكة، إلى مساهمة في لقاءات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالأحساء، الذي عقد الأسبوع الماضي.
تخصصه في تدريس الأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة الملك سعود لم يصرفه عن الهم الثقافي العام.. فالانتقال من أروقة الجامعة إلى روافد العطاء في النادي الأدبي الثقافي، لا يمثل لضيفنا الكريم عتبات تحتاج إلى قوة دفع خاصة، فالعقلية المنفتحة التي يدير بها الشأن الثقافي مكنته من تجاوز كثير من العقبات ولا نزكيه على الله.. فمما لا شك فيه أن أي عمل عام يندرج ما بين مد وجزر، ومؤيد ومعارض، ومادح وقادح، وتلك طبيعة الأشياء، إلا أن المحصلة النهائية تبقى في قيمة الإنجاز وتحدي الصعاب وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة.
لقد ألف ضيفنا الكريم العديد من الكتب متناولاً شتى المواضيع وأحسب من أهمها كتابه "المكون اليهودي في الحضارة الغربية"، وفي تصوري أن أهميته تنبع ليس من الجانب الوصفي للفكر والمفكرين اليهود، بل من الدور الكبير الذي أسهموا عبره بدرجة كبيرة في إثراء الساحة الثقافية الغربية، وامتزاجهم العميق بمدلولاتها وآمالها وشجونها، فمنهم من ترك وسماً ظاهراً في مسيرة الحضارة الغربية، وذكر على سبيل المثال: اسبينوزا، وماركس، ودريدا، وغيرهم في مجالات الشعر، والرواية، والنقد.. واستطاعوا تمرير الكثير من رؤاهم كيهود إلى المتلقي بذكاء وموضوعية.. مستخدمين لغة القوم وطريقة تفكيرهم لاحتوائهم واكتسابهم رصيداً لا غنى عنه لدعمهم والسير في ركابهم.. إن إسقاط هذه الحالة على وضعنا في العالم العربي والإسلامي يوضح الهوة الكبيرة التي تفصلنا عن المجتمعات الغربية حتى الآن.. إذ لم ينهض مفكرون من بين العرب والمسلمين بالمستوى المطلوب حذقاً للغة وتقديماً للفكر بمنهجية وموضوعية توائم العقلية الغربية التحليلية، وبالتالي تؤثر فيها وتستقطبها لخدمة أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بطريقة غير مباشرة.
هذا لا ينفي أن هناك بعض الشذرات والاجتهادات المميزة والمشكورة، إلا أنها تبقى في حكم الاستثناء، فالقاعدة العريضة تندرج تحت مسمى العمل غير المنهجي الذي يفتقد الرؤية المؤسسية والموضوعية، والخطط الاستراتيجية الموحدة.. فالكتاب الذي أشرت إليه يشكل مرجعاً مهماً ويرسم خريطة طريق تمهيداً لاستدراك ما سبقنا إليه الآخر في هذا المجال.
"الشعر العربي المعاصر في الجزيرة العربية" من الأعمال المهمة التي أبدعها ضيفنا الكريم، وقد تحدث فيه بعمق عن الشعر بنوعيه: التقليدي والعمودي -أي قصيدة النثر أو الشعر الحر كما يطلق عليه البعض- مشيراً إلى تأزم الموقف بين الطرفين منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي، والجدل الذي طال وتوسع بالنسبة للتجديد في الشعر، وربط ذلك بمنظومة من المتغيرات التي طالت الهوية، واللغة، والدين.. في وقت يرى كثير من الدارسين أن تلاقح الأفكار وتمازج الرؤى أصبح من ضرورات المرحلة، وعليه فإن التقاء نموذجي الشعر حتى عند الشاعر الواحد صارا من لزوم التعبير حسب ما يراه المبدع، فلا يقتصر على ما يحجر حريته ويهيض أجنحته التي يسبح بها في فضاء الشعر.
لقد شهد نادي الرياض الأدبي برئاسة ضيفنا الكريم العديد من الفعاليات منها المستحدث وبعضها استمرار وتطوير لما سبق.. فالنشاط المنبري يضم بيت الشعر، وجماعة السرد، والندوات نصف الشهرية، والمحاضرات التقليدية.. بالإضافة إلى أعمال النشر التي امتدت إلى خارج المملكة، كحافز مقدر لنشر الكتاب السعودي على أكبر نطاق ممكن، كما يصدر النادي مجلتي "حقول" و "قوافل".. وتنشط اللجنة النسائية يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، فيستأثرن بكامل المبنى، ويدرنه وفق أنشطتهن الثقافية المتنوعة.
هذه إضاءات ونوافذ محدودة تطل على فضاءات أستاذنا الكريم، فله ما يقول ويثري هذه الأمسية، وفي لجة البحر ما يغني عن الوشل.. ولحوارنا معه أبعاد وأطر متنوعة تتناسب والمسارات المختلفة التي يضرب فيها بحظ وافر.
يسعدني أن يرعى هذه الأمسية مشكوراً الأستاذ الدكتور عبد المحسن فراج القحطاني، الأكاديمي والناقد المعروف، رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة.. متطلعاً أن نلتقي معاً الأسبوع القادم للاحتفاء بجامعة الملك سعود، أعرق الجامعات السعودية، فقد تم افتتاحها في يوم 14 ربيع الثاني 1377هـ الموافق 6 نوفمبر 1957م، وشهدت الكثير من التطور والازدهار في عهد مديرها الحالي معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان، فمرحباً بكم في رحاب قلعة من قلاع البحث العلمي والمعرفة في بلادنا الحبيبة.
والسلام عليكم ورحمة الله...
الشيخ عبد المقصود خوجه: الكلمة لمعالي المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عبده يماني، رئيس مجلس رعاة الاثنينية فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :493  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج