وما كاد الجيش الهاشمي يغادر مكة ويتركها مفتوحة خلفه حتى كانت جحافل الإخوان تأخذ طريقها إليها.. دخلوها في يوم 17 ربيع الأول 1343 ونادوا فيها بالأمان ثم اجتمع علماؤهم بعلماء مكة وتباحثوا وإياهم في مسائل الخلاف ثم نادى مناديهم بضرورة هدم القباب التي تعلو بعض القبور فهدمت وضرورة إبطال البدع وتحريم شرب الدخان فحرم شربه. وتولى شؤون الحكم في مكة على أثر دخولها (الشريف خالد بن لؤي) أحد قواد الجيش الفاتح -من أقرباء الملك الراحل كما أسلفنا- وظل الجيش مرابطاً في أعاليها (الأبطح) عدة أشهر.
الحزب الوطني يستصرخ: وعلى أثر دخول الأخوان إلى مكة بعد جلاء الهاشميين عنها أرسل رئيس الحزب الوطني في جدة في 18 منه إلى رجال العالم الإسلامي بالبرقية الآتية:
((سحبت الجيوش إلى جدة احتراماً للحرم وحقناً للدماء ودخلت الجيوش السعودية مكة بسلام.. نؤمل اهتمام العالم الإسلامي بإرسال الوفود. إن وساطة المسلمين هي غاية ما ترجوه الأمة. نكرر استنجادنا بالمسلمين الغيورين على الحرمين))(1).