شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زحف البرتغال على جدة
وفي عام 948 كانت هجمات البرتغال على شواطئ العرب التي ذكرناها في عهد الشراكسة لا تزال تستأنف شدتها وقد استطاعوا أن يتصلوا بجدة التي سوَّرها حسن الكردي في عهد الشراكسة كما أسلفنا، وأن ينزلوا في مرسى كان معروفاً بأبي الدوائر بالقرب من جدة وكانوا في 85 مركباً مشحوناً بالرجال والسلاح فتحمس أبو نمي للقائهم ونادى مناديه في أسواق مكة وبين القبائل بالجهاد العام فتطوع الأهلون كما تطوعت البادية فأعطاهم من السلاح ما يكفيهم وخرجوا في جيش جرار إلى جدة حيث قابلوا العدو المغير وصدوه بقوة السلاح عن مينائهم وكان أبو نمي في الصفوف الأولى للمدافعين وقد رؤي لابساً درعه شاكي السلاح يتقدم المجاهدين (1) .
ويقص علينا الدحلان (2) قصة لها دلالتها على تسامي الشريف أبي نمي وتعاظمه فقد ذكر أن تركياً من ولاة اليمن اسمه محمود باشا أوفد إلى مصر من قبل الخليفة إلى أبي نمي ببعض الهدايا فلما قابله لم يخرج ممنوناً من نوع المقابلة فأسر ذلك في نفسه حتى ولاه الأتراك إمارة الحج في عام 958 فاغتنم الفرصة وتحرش بعسكر أبي نمي ونادى بسقوطه في أيام الموسم فصارت الفتنة بين قواته وعسكر أبي نمي في أيام منى.
واغتنم غوغاء البادية الفرصة فأوقعوا في الحجاج وبات الناس في أمر مريج (ملتبس مختلط) وتعطل الكثير من مناسكهم، وقد أدرك أبو نمي سوء العاقبة إذا ترك الغوغاء يوقعون بالحجاج، فركب بنفسه لملاقاتهم وقد أثخن فيهم الجراح كما هزم عسكر محمود باشا فانطلقوا مبعدين عن مكة، ولما عاد محمود باشا إلى تركيا كتب الخليفة يعتذر عما حدث ويخبر أبا نمي أن محمود باشا لقي عقابه لديه.
واستمر أبو نمي على أمره في مكة إلى سنة 974 وكان قد بلغ به العمر فتنازل عن إمارته لابنه الحسن وكتب بذلك إلى الخليفة العثماني فأقره.
ومن ثم عكف على العبادة والعلم حتى وافته منيته في التاسع من شهر محرم الحرام سنة 992 حيث كان يعتكف في وادي الآبار جنوبي مكة، وقد حملت جنازته إلى مكة ودفن بها وعمره يزيد عن ثمانين سنة (3) وقد امتد حكمه في سائر بلاد الحجاز من خيبر إلى حلي إلى حدود نجد (4) .
محمل يمني: وفي عهد أبي نمي اتخذ اليمنيون محملاً لهم وجعلوا يرسلونه إلى مكة صحبة الحجاج من اليمن سنوياً ويرسلون معه هداياهم، وقد أحدثه والي العثمانيين في اليمن مصطفى باشا النشار (5) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :462  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 135 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.