شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المدينة ومسجدها
المدينة المنورة، وصفها:
دار هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وعاصمة الإسلام في صدر نهضته الأولى وهي في شمالي مكة على نحو 500 كيلومتر منها، وتقع على الدرجة 39 درجة والدقيقة 50 طولاً شرقاً. وعلى الدرجة 24 درجة والدقيقة 32 عرضاً شمالاً، وتستوي مبانيها في صحراء مكشوفة واسعة الأرجاء يحيط بها سوران: سور داخلي يحيط بالمدينة القديمة، وسور خارجي يحيط بالبيوت التي أحدثت خارج السور الداخلي ويبلغ عدد سكانها نحو ستين ألف نسمة.
وأهم أحياء المدينة هي: باب العنبرية، والمناخة، وباب المصري، وباب السلام، وباب الرحمة، والعينية، والساحة، والباب الشامي، والباب المجيدي.
ويحكم المدينة أمير يعينه جلالة الملك المعظم ويتلقى أوامره الرسمية من سمو النائب العام لجلالة الملك في مكة.
وفي المدينة المنورة دار للمحكمة، ومنشآت للأمن، والبريد والصحة، والتعليم، وجميع المرافق اللازمة لمدينة لها مثل مركزها الهام في المملكة السعودية، وجميع هذه المرافق تابعة لإدارتها العامة في مكة، من ناحيتها الإدارية.
وتطوف بالمدينة أودية كثيرة أشهرها وادي العقيق، ثم وادي بطحان، كما تحيط بها أشجار النخيل والكروم، ومزارع شاسعة يزرع فيها القمح، والشعير، وأغلب أنواع الخضراوات، وبساتين حافلة بكثير من أنواع الفاكهة. والزهور، وترتوي مزارعها وبساتينها بما تفيض به الوديان، أو تجود به الآبار المنتشرة في ضواحيها.
ومن أشهر آبارها التاريخية: بئر أريس، وهو البئر الذي ذكر البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على قفها ثم توضأ منها، وتبعه أبو هريرة، وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. وبئر أنس بن مالك وقد كانت له عن أبيه وتسمى اليوم بئر الحضارم. وبئر بيرحاء وكانت في بستان لأبي طلحة، وفي رواية عن أنس ابن مالك أنها لما نزلت آية لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ (آل عمران: 92) جعلها صدقة في أقاربه وبني عمه في حديث طويل ذكره البخاري، وبئر رومة وكانت ليهودي فاشتراها عثمان بن عفان وتصدق بها، وبئر غرس، وبئر القويم، وبئر عروة وهو في وادي العقيق عذب سائغ شرابه، وكان أهل المدينة فيما سلف يهدون من مائه إلى أمراء الشام.
مسجد المدينة المنورة، وصفه:
في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى وقال: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلاّ المسجد الحرام.
وهو يأخذ شكل المستطيل، طوله من الشمال إلى الجنوب 116.25 وعرضه من الجهة التي فيها القبلة 86.25 أما عرضه من الناحية الشمالية فينقص عنه بنحو عشرين متراً.
وهو مسقوف من جوانبه الأربعة بقباب معقودة على أعمدة من الحجر الصوان المغشي أكثره بالمرمر في أروقة يبلغ عددها ناحية القبة اثني عشر رواقاً، ومن ناحيته الشمالية ثلاثة أروقة، ومثلها في الغرب، وفي ناحيته الشرقية رواقان، ويبلغ عدد الأعمدة في المسجد 327 عموداً، ويتوسط المسجد على وجه التقريب جزء مكشوف مفروش بصغار الحصى، والمسجد في عمومه شامخ البناء عني بزخرفته وبتحلية جداره وبين أعمدته بنقوش الآيات الكريمة أكثر مما عني بالمسجد الحرام في مكة، وعني بتمويه أركانه وبعض أسطواناته وسقوفه بماء الذهب، وأنيطت بسقوفه تعاليق نفيسة، وثريات جميلة في سلاسل من الفضة، وفرشت أرضه بأفخر البسط وأثمنها، فغدا آية من آيات الفن المعماري في الإسلام، وبدا في زخرفته تحفة شائقة تدل على مبلغ عناية الخلفاء والسلاطين، وأغنياء المسلمين بثاني الحرمين الشريفين.
وفي زاوية المسجد من ناحية الجنوب الشرقي تقع المقصورة التي تضم جثمان سيد الخلق وأفضلهم على الإطلاق صلّى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي شماله إلى الشرق قليلاً يرقد صاحبه أبو بكر ورفيقه في الغار، وإلى شرقه قبر عمر رضي الله عنهما. وقد سورت المقصورة بسور من النحاس الأصفر يتصل بأعماق بعيدة من الأرض. وقد فعل ذلك نور الدين زنكي عندما بلغه اعتزام الصليبيين إخراج جثته صلى الله عليه وسلم ثم بالغ في الحيطة فأفرغ الرصاص في أعماق الأرض البعيدة من أساس السور.
وإلى جوار المقصورة النبوية من ناحيتها الغربية تقع الروضة المطهرة، وطولها 22 متراً في عرض 15 متراً وفي غربيها المنبر، وقد ورد في فضل الروضة المطهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.
وللمسجد النبوي خمسة أبواب هي: باب السلام، وباب الرحمة والباب المجيدي، وباب النساء، وباب جبريل. وتشرف على أركانه خمس منائر سامقة الذرى، جميلة البنيان.
تاريخ عمارة المسجد النبوي:
عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وتلقاه أهلها فرحين، وعرض كل جماعة عليه النزول بدارهم قال: خلوا سبيل ناقتي فإنها مأمورة. فلما أتت موضع المسجد اليوم، وفي رواية عند حجرته صلى الله عليه وسلم بركت، ثم قامت تستأنف السير مسافة غير بعيدة. ثم بركت تجاه دار أبي أيوب الأنصاري ((رضي الله عنه)) شرقي المسجد حيث نزل النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني مسجده عمد إلى المكان الذي بركت فيه ناقته أول ما بركت وكان مربداً لتجفيف التمر من أملاك سهل وسهيل، وهما غلامان يتيمان من الأنصار ففاوض وليهما سعد بن زرارة في بنائه فتطوّع بهبته فأبى النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ أن يشتريه بعشرة دنانير واتخذه مسجداً طوله 70 ذراعاً، وبنى جداره باللبن وعمُده من جذوع النخل وسقفه من الجريد.
وشارك النبي صلى الله عليه وسلم في بنائه بيده، ونقل اللبن والحجارة مع الناقلين، وجعل قبلته إلى المسجد الأقصى حيث ظل يصلي إليه سبعة عشر شهراً حتى تحولت القبلة إلى المسجد الحرام.
وبنى النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه بيوتاً حول المسجد، بعضها متصل بجدار المسجد، وبعضها على أذرع منه، ثم زاد في سعة المسجد حتى جعله مربعاً.
وزاد عمر بن الخطاب في عام 17 خمسة أمتار جنوبي المسجد، وعشرة في غربه، وخمسة عشر في شماله.
وفي سنة 29 زاد عثمان بن عفان رواقاً في كل من جهاته الأربع، وبنى جدر المسجد وعمده بالحجارة، وسقفه بالساج.
وفي سنة 88 جدد الوليد بن عبد الملك بعض جدر المسجد وزاد في جهته الغربية، وأدخل فيه حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وبنى ساتراً على الحجرة، ونقش حيطانها بالفسيفساء، وحلاه بماء الذهب.
وفي سنة 161 زاد المهدي في شمال المسجد، وفي سنة 654 اشتعلت النار في المسجد من ذبالة أحد المصابيح، وامتد لهيبها إلى جميع موجوداته وسقوفه فاحترق، ولم تبق منه إلاّ قبة كانت بصحن المسجد، وحاول الأهلون إطفاءه فلم يفلحوا إلاّ بعد عناء شديد، ثم أرسل الخليفة المستعصم بالله، الصناع والآلات والمواد اللازمة للعمارة، وتطوع صاحب اليمن وصاحب مصر بإرسال ما أرسلوه من المواد، فجددت عمارة المسجد، وفي عام 729 جدد محمد بن قلاوون بعض سقوفه، وزاد فيه رواقين مما يلي الصحن، ثم أصلح فيه قايتباي الأشرف إصلاحات كبيرة.
وفي عام 886 انقضت صاعقة على مئذنة المسجد، وامتد شررها إليه، فاحترق وتهدمت جدره وأكثر أساطينه، فأرسل الأمير قايتباي جماعة من الصناع وما يلزمهم من آلات ومواد فشرعوا في عمارته، وأقاموا أسطواناته ودعموها بما يقويها وزخرفوا حوائطه ومحاريبه.
ولما آلت الخلافة إلى آل عثمان بذل سلاطينهم من العناية بالمسجد ما يزيد على الوصف فاعتنى السلطان سليم الثاني بتجميله وتمويهه بالذهب، وبنى السلطان محمود الأول القبة الخضراء في عام 1255.
وفي عام 1277 أمر السلطان عبد المجيد بنقض المسجد وإعادة بنائه من جديد على أسس قوية، وبناء مدعم فشرع البناؤون في ذلك جزءاً بعد جزء حتى انتهوا منه فيما يزيد عن عشر سنين، ووسعوا أروقته وزادوا فيها، وعقدوا قبابه على أعمدة من المرمر، ونقشوها وزخرفوا جدره، وصقلوا أساطينه. وانتدب السلطان عبد المجيد خطاط تركيا الشهير عبد الله بك زهدي فنقشه بخطوط جميلة، تمثل بعض الآيات القرآنية والقصائد.
وظل الخلفاء يعنون بأمر هذا المسجد وإصلاحاته حتى كان عهد الملك الحسين بن علي الذي أمر بإجراء بعض ترميمات فيه.
وتطوّعت الحكومة المصرية من سنوات فانتدبت بعض مهندسيها للكشف على المسجد في بعض جهاته التي خشيت أن يحدث الخلل فيها، وقامت بإصلاحها على نفقتها الخاصة، ولا تزال الحكومة السعودية تتولى المسجد برعايتها وترمم ما يدعو إلى الإصلاح فيه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :409  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 186
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.