شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-3-
.. لا يا صديقي لستُ فيلسوفاً بالمعنى الذي تتخيّل، ولكني بدأت أتتلمذ لبعض المشايخ من فلاسفة الجن.. ويبرُّني بعطفه هنا كبير من حكمائهم تعجبك متانة آرائه وشدة أساره، وتحلو لك انتقاداته الصائبة يدعمها بالمنطق، ويبرهن عليها بالبراهين القوية الناطقة.
وزعيم الطائفة الجنّية هنا في جميع المهاوي والأغوار الداخلة ضمن حدوده يحترم هذا الشيخ العاتي، ويحترم كل زملائه من فلاسفة الجن، ويعطيهم من المدى الواسع ما لا يُعطى في دنياكم عند أرقى الأمم وأفضلها.
فهم هنا يعيشون لعقولهم أكثر ممّا يعيشون لأي لزوميات أخرى، وتجتمع حلقاتهم في مزدلفات الجبال الشاهقة وبين مغاورها في أطراف الليل والنهار.. يستمعون إلى أصحاب الحكمة، ويناقشون بين أيديهم كل ما يقع عليه نظرك نقاش الجبابرة لا يثنيهم إلاَّ المنطق.
قلتُ مرة لصديق لي من أصحاب الصدارة منهم: إنكم هنا تتوسعون أكثر ممّا يجب في الحفاوة بآراء طبقات لا أعتقد أن فيها من الأهلية ما تستحق به كل هذه الحفاوة.
فقال دون أن يستميحني العذر سلفاً كما نفعل عندنا: إنها فكرة الأرستقراطيين الذين لا يقدِّسون إلاَّ ذواتهم، ولا يحتفون إلاَّ بطبقاتهم.. ولقد علَّمتنا التجارب أننا قد نجد خير الآراء في أدنى الأوساط، فلا علينا أن نترك المجال واسعاً لكل من يقول، وأن نستعرض في منتدياتنا العامة كل الأفكار، ونترك لمَجالِي الحياة عملها في الفرز والانتخاب.. فأمّا الزبدُ فيذهب جفاءً، وأمّا ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرضِ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :479  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج