نسمع المثل الشعبي يقول: "يا طير يا أخضر هنيا لك بريشك، لا تخدم الدولة وربي يعيشك" فماذا تفهم؟ تفهم أن أمة ما عاشت في حقبة ما نشأ هذا المثل الشعبي بينها لتفهم الأجيال منه أن هذه الأمة لم تكن اتكالية تتكالب على الوظائف بقدر ما كانت أمة عملية تعتمد ذراعها في معايشها.
وربما مر بك هذا المثل: "العين ما تعلى على الحاجب" فماذا تفهم منه؟
- ستفهم منه أن الأمة التي عايشها هذا المثل كانت تعرف لكل صاحب مقام مقامه وإنها تقدر لصاحب الفضل فضله.
هذه -إذن- قيمة الأمثال الشعبية في الأمم ولمثل هذا عكف الحريصون على دراسة تاريخ الأمم بتتبع أمثالها الشعبية ليستنتجوا منها أحاسيس الأمة التي يدرسونها ورأيها في مواجهة ألوان الحياة التي تعيشها.
من أجل هذا وجدتني أحاول تجميع ما استطعت من أمثال مدن الحجاز لتكون مرآة لمن شاء أن يستطلع أحاسيس هذه الأمة التي عايشت الحياة بين هذه المدن في حقبة طويلة من التاريخ وأنا عندما أقول هذه المدن أريد أن يكون في علم القارىء أن لبوادي الحجاز أمثالاً شعبية تتفق ومعايشهم وربما كان أكثرها غير ما ندونه هنا.
هأنذا أقدم ما استطعت اصطياده من أفواه العامة بل والخاصة بعد أن عانيت ما عانيت من وصب الصيد فليس ثمة مظان مكتوبة أو سجلات لها محفوظة.
أقدمها مرتبة بترتيب حروف الهجاء وآمل أن يبقى ما استطعته ركيزة لكل متأمل يعنيه أن يستطلع لوناً من ألوان تاريخ هذه الأمة في هذه المدن.