شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
2- عبد اللَّه بلخير
- يُعتبر ((بلخير)) الصديق المحبَّب والمقرَّب من ((محمد سعيد))، يصفه بـ (صديق العمر).. يتذكره دائماً، ويذكره بالخير حين يتحدث عن مشواره معه -رحمهما الله-..
وفي كتاب ((عبد الله بلخير يتذكر)) (1) ورد اسم ((محمد سعيد عبد المقصود)) أكثر من أربعين مرة، مما يدل على عمق الصلة التي كانت بينهما.
يقول الأستاذ عبد الله عمر بلخير:
(في عام 1935م أتذكر أننا كنَّا نجتمع حين كنت بمكة المكرمة قبل التحاقي بالجامعة في بيروت في مكتب ((صديق العمر)) محمد سعيد عبد المقصود مدير مطبعة أم القرى ورئيس تحرير جريدة ((أم القرى))، فيبسط بين أيدينا جميع الصحف الواردة مبادلة لأم القرى من العالم العربي بأسره، فنقرأ فيها أخبار الحرب الحبشية وإرهاصاتها ومقدماتها من وكالات الأنباء؛ إذْ لاَ إذاعات عربية يومئذٍ، ولا وسيلة أخرى لنا في الجزيرة لمعرفة ما يجري ويدور حولنا إلاَّ الصحف تلك. وليس من السهل على الناس وحتى على المثقفين منهم الحصول على بعض صحف مصر وسوريا ولبنان فهي نادرة إلاَّ لأفراد، وحتى هؤلاء الأفراد لا تصل إلى أيديهم أكثر من جريدة واحدة أو مجلة واحدة..) (2) ، ويروي بلخير هذا الموقف الذي يكشف عن خصال نبيلة متأصلة في وجدان ((محمد سعيد)) حين علم بفرصة ابتعاثه للخارج.
يقول -بعد وصف مقابلته لمعالي فؤاد حمزة وكيل وزارة الخارجية السعودية-: (وخرجت من باب دار الحكومة عشر خطوات إلى باب دار مطبعة الحكومة، الواقعة هناك، وصعدت إلى مكتب صديقي وأخي ومستشاري الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود، الذي أوصاني يوم أمس عندما علم بطلبي للاجتماع بوكيل وزارة الخارجية أن أعلمه بما سيحصل فور انتهاء ذلك الاجتماع ودخلت عليه في مكتبه فرفع صوته مرحباً، وهو يقول لي: بشِّر! قلت له: الابتعاث إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، فوثب من كرسيه خلف مكتبه، وقد أصبحت قريباً منه جداً، يضمني إلى صدره، وقد تهلل فرحاً وسروراً، وهو يقول لي: كيف كان ذلك؟ فقصصت عليه ما دار بيني وبين وكيل وزارة الخارجية، فقال لي: هذه والله وثبة عظمى في تاريخ حياتك (لاحظ أيها القارئ الكريم هذه الفرحة المعبرة بصدق عن حبِّ الإنسان الخير لأخيه الإنسان).. ويواصل بلخير حديثه:
فقلت له: ولكن العقبة الكأداء، هي كيف الحصول على موافقة الوالد، فقد أخبرت فؤاد حمزة بأن والدي يرحب بذلك، وأنت تعلم بأنه لا يرحب بذلك، ويتمنى مني إذا كان لا بد من التعليم في الخارج أن ألتحق بالأزهر، أخبرتك بذلك سابقاً، فقال لي في حماس: اترك ((العم عمر)) وهو اسم والدي -عليَّ أنا! ودعنا نفكر الآن في المستقبل الزاهر الذي ينتظرك إن شاء الله. وجلسنا نخطط ونرسم ما يتراءى لنا أن يكون عليه مستقبلي، وكنت أتفاعل في نفسي فرحاً مسروراً، مع شيء من الهيبة والتردد في مجابهة المجهول، ولكن أبا عبد المقصود رحمه الله، كان يشدّ من عضدي، فإذا رأى عليَّ شيئاً من التفكير بَرَّده بضحكة عالية من ضحكاته البريئة الصافية، وهو يقول لي: وسيكون مصيفي أنا حينئذٍ في لبنان لنكون معاً كعادتنا بإذن الله، فأقول له: أرجو أن يكون ذلك إن شاء الله) (3) .
- وفي دراسته النقدية الملحقة بكتاب (عبد الله بلخير يتذكر) يصف الأستاذ محمود ردَّاوي هذه العلاقة بأنها ((طيبة ومخلصة تقوم على حب الأدب والمعرفة والفكر)) و ((أنَّ الصداقة بينهما، وهما بعيدان عن بعض، ترجمتها الرسائل، ومضامينها المصلحة الوطنية والأدبية وسمعة الجزيرة العربية، فكان أديبنا بلخير من حين لآخر يبعث برسائله إليه يطلب نتاجاً من أدباء السعودية كي ينشره في صحف لبنانية..)) (4) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :433  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج