شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عصر الكلمة/العار!؟
في عام 1411 هـ/1991: أصدرت كتابي: (عصر الكلمة العار) الذي طرحت فيه رؤيتي الفكرية من خلال حدث سياسي قاتم في تاريخ (حلم) الوحدة العربية الذي كان يزداد شروخاً وتصدعاً، حتى بتنا اليوم نعاني من الكوابيس التي حلت مكان (الحلم) الأجمل... وقدمت هذا الكتاب للمكتبة العربية بهذا التعريف: فضح لسقوط الفكر المنحرف!!
ولم أكن أتوقع أن يحدث كتابي هذا أصداء واسعة جداً في الأوساط الثقافية، وحتى السياسية... وتلقيت فور صدور الكتاب: خطابات أعتز كثيراً بها، تشيد بمضمون الكتاب... وجاء على رأس هذه الرسائل التي وضعتها تاجاً، وتدعوني لاعتبارها شهادات تكريم لفكري ولأدبي: رسالة من الأمير/عبدالله بن عبدالعزيز/ولي العهد -الملك الصالح اليوم، وتلقيتها بتاريخ 4/9/1411هـ، ونشرت الصحف والمجلات المحلية والعربية هذا الخطاب:
المكرم الأخ الأديب عبدالله عبدالرحمن الجفري-المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقيت خطابكم المؤرخ في 27/7/1411هـ والذي أرفقتم معه كتابكم الجديد (عصر الكلمة العار) والذي أكدتم من خلال تناولكم للموضوعات التي تضمنها الكتاب دور الكلمة الشريفة الواعية، المنتمية إلى رحاب ديننا الحنيف والمتجذرة في تربة هذا الوطن المعطاء.
إنكم وزملاؤكم الكتّاب والمبدعين المعوَّل عليكم بعد الله في تأسيس فكر أصيل لهذا البلد قائم على قيم الإسلام ومثله وعلى تقاليدنا العربية الأصيلة، ومتسم بالإبداع والثراء.
وإنكم بهذا الفكر وبما تتميزون به من المصداقية والعمق لقادرون بحول الله على الدفاع والذود عن هذا البلد من كل موتور وحاقد ومضمر الشر له ولأهله، لأن الزمن الذي نعيش فيه الآن كما تعلمون هو زمن الكلمة المؤثرة، ولم تعد القوة هي سلاح المواجهة الوحيد كما كانت بل أصبح للثقافة والإعلام والفكر الدور الأكبر في أي مواجهة.
إنني إذ أشيد بطرحكم في هذا الكتاب وطريقة معالجتكم للفكرة التي يدور حولها الكتاب لأتمنى لكم التوفيق والسداد والمزيد من العطاء والإبداع، لكي تساهموا مع زملائكم من أرباب الإبداع والفكر في إثراء فكرنا وثقافتنا في هذا البلد الغالي.
وتقبلوا فائق تحياتي،،،
أخوكم
عبدالله بن عبدالعزيز
* * *
ومن أمير دولة الكويت:
ومن سمو أمير دولة الكويت/الشيخ "جابر الأحمد الصباح" تلقيت خطابه الكريم بتاريخ: 28 رجب 1411هـ-12 فبراير 1991:
الأخ الأستاذ/عبدالله عبدالرحمن الجفري -المحترم
دار الحياة ص.ب. 13676 جدة 21414.
المملكة العربية السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: تلقينا مع الشكر رسالتكم المعبرة عن مشاعركم الطيبة تجاه بلدكم الكويت، ومرفق بها نسخة من كتابكم (عصر الكلمة العار)، وقد جمعتم فيه عصارة أفكاركم التي نسأل الله أن ينفع بها، ولتكون عبرة.
مع أطيب تمنياتنا لكم بدوام التوفيق، والله نسأل أن يهيئ لنا لقاءكم قريباً في الكويت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جابر الأحمد الصباح
أمير دولة الكويت
* * *
ومن أمير منطقة عسير: الشاعر المبدع/خالد الفيصل:
سعادة الأستاذ/عبدالله بن عبدالرحمن الجفري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تلقيت نسخة من كتابكم (عصر الكلمة-العار) والمعبر عن الرؤية الصادقة لما تمخض عنه العدوان العراقي على دولة الكويت وما أحدثه من مآس وتشرذم وضياع.
وإذ أشكركم على تزويدي بهذه النسخة لأرجو أن تكونوا -معشر الكتاب- صوتاً ينادي إلى الحق ورفع راية الإسلام الناصعة التي تاجر بها أعداء الأمة من أبنائها المارقين والمتنكرين للمثل والمبادئ وذلك من خلال مثل هذه المؤلفات والمقالات الهادفة.
أكرر شكري -وأتمنى للجميع التوفيق لما يحب ويرضى.
ولكم تحياتي.
* * *
ومن الرئيس العام لرعاية الشباب/الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله:
المكرم الأستاذ/عبدالله عبدالرحمن الجفري -المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
تلقيت خطابكم المؤرخ في 14/7/1411هـ والمرفق به نسخة من إصداركم "عصر الكلمة العار".
وإنني إذ أشكر لكم هذا الجهد الذي يتناول الأحداث التي تتعلق بأخطر منعطفات الأمة العربية والإسلامية في حاضرها ومستقبلها والذي كان له أثره.
أتمنى لكم مزيداً من التوفيق والسداد.
ولكم أطيب تحياتي.
* * *
الفرق بين الحرية والعبث:
سألني بعض المحررين في صفحات وملاحق الثقافة: ألم تسرق الكتابة (الجفري) في عدد من المطبوعات من: الجفري القاص والروائي والمبدع؟!
- أجبت: لقد صرت منذ نيف من السنين: كاتباً متفرغاً (غير مستفرغ!)، عملي هو هوايتي التي شبت معي وفي داخلي كنار لا تحرق ولكنها تضيء.. وتكرس هذا (الاحتياج) للكتابة كمصدر رزق وعمل حين فصلني من وزارته: معالي/علي الشاعر، يوم كان وزير إعلام، لأنني أمضيت سنوات (معاراً) من وزارته قبل أن يستوزر فيها: أعمل في الصحف سكرتيراً للتحرير، ومديراً لذلك التحرير، وقال لي وكيل وزارته آنذاك الأستاذ/إبراهيم القدهي: إنني لم أبلغ الوزارة بعودتي من الإعارة للصحف، وقد أبلغتها، لكن.... كان ما حدث -فيما يلوح منذ ذلك الحين- وكأنه قدري!!
واليوم... تستطيع أن (تنعتني) بكاتب متفرغ للكتابة من منازلهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا... لكنني تصالحت مع هذا التفرغ بعد نفسي، ونظمت وقتي بين: قراءة، وكتابة صحافية، و..... إبداعية، وليس (خبراً) ولكنه التداعي في رغبتي أن أخبرك: أنني أعددت للطبع: مجموعتين قصصيتين، وروايات، وإبداعات أخرى، ولكن أين هي دور النشر، وقد صرنا -نحن الذين يسموننا الكتبة- نتسكع ونضرب رؤوسنا في حوائط دور النشر (الوطنية) والعربية، ونعرض (بضاعتنا) وأنا منهم مع واقع: انحيازي إلى قراء أحبوا ما أكتب ويطالبونني بطبعه.. ولكنني استمزجت في هذا التطواف عبارة قالها الكاتب اللبناني "محمد العبدالله" في مطلع التسعينات، هي: (زمن أصعب من قنينة ماء فارغة.. زمن ممتلئ بالأشياء المبتذلة وبالمبتذلين)!!
هذا يقودنا إلى تساؤل آخر حول ظاهرة تحول كثير من كتاب النص الإبداعي إلى كتاب للأعمدة في الصحف فهل هو ظاهرة صحية؟!
- أولاً: لا أنظر إلى أديب أو مبدع يكتب عموداً صحافياً بأنه: ارتكب جريمة ضد الكتابة، فالصحف تطورت وتعددت اهتماماتها، والكاتب: يحتاج إلى نافذة يطل منها على قراء يحرص أن ترتفع نسبتهم... ولا أحسب أنها: ظاهرة، ولعلها: طاقة، قدرة، إمكانات... طالما أن المضمون يرتقي فوق الإسفاف، والبعد عن حشو العمود تحت طائلة الالتزام بالكتابة.
ولكن..... في العالم الحضاري/ثقافة، وعلوماً، وفكراً، وإبداعاً: يعيش "الكاتب" من دخل الكتب التي يصدرها، وربما لا يصدر سوى كتاب واحد في العام، ولكنه يوزع منه آلاف النسخ، إن لم تصل إلى المليون وبريع من الكسب المادي الكبير.. وربما (نلتقط) بعض كتَّاب عرب في وطننا العربي الكبير: يحقق مكاسب مادية من بيع كتبه ولكنها لن تصل إلى مكاسب الكتاب في الغرب... وقد تقول لي: هناك فرق بين قارئ وقارئ، أو بين (نسبة) القراء هناك، ونسبتهم في الوطن العربي حتى تضيق النسبة لأكثر في الحدود الإقليمية!
- يقول "الطاهر وطار" عن قبيلة الكتاب، أو المبدعين العرب: (نحن جمهوريون بلا جمهوريات -في الأدب- وديموقراطيون بلا ديمقراطية، وأصحاب مشاريع بلا مشروع حضاري)!!
وأخيراً.. ظهرت الحريات غير المقننة في فضاء الإنترنت، والتي تتيح للكل إبداء ما يريد من نقد مسئول وغير مسئول، ومن تعديات وإساءات شخصية، فكيف من الممكن مواجهتها؟!
- أجيب: نحن في عصر اختلاط "المسميات" أو التعريفات، وعلى سبيل المثال: تتسع فوهة الفرق بين "الحرية" و "العبث"، أو الحرية الملتزمة بالقيم والمبادئ والأخلاق، والحرية غير الملتزمة.. ولا حماية للالتزام، بينما نجد مقولة: "خالف تعرف" مسيطرة على سلوكيات من يمارسون الحرية العابثة تحت ادعاء الحرية الملتزمة، ولا حماية للالتزام، في الوقت الذي يغيب فيه أي عقاب للعبث أو للحرية غير المسئولة.. وفي واقع "الحريات غير المقننة في فضاء الإنترنت" يصل العبث فيها أحيانا إلى درجة النرجسية التي عرَّفها "خريستو نجم" بقوله: "إنها دائماً ازدواجية في تفشي تناقض السلوك"!!
وفي عبث الفضائيات تتراكم الازدواجية في تفشي تناقض السلوك!!
ولذلك توقفت عند عبارة قرأتها في مجلة عربية، ونصها: (نصف أسباب التوتر العالمي الحالي: أن الذين لا يعرفون هم الذين يتكلمون، وإذا كان لسان الجهل هو الذي ينال الإصغاء، فإن الكراهية تتعمق والعنصرية تزدهر)!!
وأحسب أن مواجهة هذه الاعتداءات لا تتم بإصدار "قانون" أو "نظام" أو تعتيم غير مجدٍ... ولكن علينا فضح هؤلاء الازدواجيين، وكشف تآمرهم على القيم والمبادئ والسلوكيات الحضارية الراقية.. فمراقبة الهواء: صعبة جداً، ولكن التصدي للمسيئين، ونبذهم من وسائل الإعلام سيجعلهم ضمن حدود "إنترنتهم" الذي نعرف أنه منتشر وفي متناول كل متعامل مع هذا الجهاز الخطير... وعلى المؤسسات الثقافية، ووزارات الثقافة والإعلام في الوطن العربي أن تناقش وتواجه تفشي مثل هذه الحريات غير المقننة وغير المسئولة، وعلى هذه المؤسسات ومثقفينا الكبار أن يديروا وجه الثقافة العربية لتتطلع إلى الأمام بدلاً من تلفتها القلق والمتوجس وسقوطها في تحطيم ذاتها من الداخل، وهي ظاهرة رمادية بشعة.. وكأن المؤسسات الثقافية لا تتحمل مسئولياتها نحو هذه الحريات غير المسئولة عبر الإنترنت!!
وكما قال لي صديق/مثقف وحميم بعد قراءته لشتائم الكاتبين:
- فكر الشتيمة موجود في ثقافة الأجيال، وهو ملجأ كثير ممن نعتقد أنهم أسوياء برغم أنه مناقض لرؤية الحوار في مجملها وفكر الاختلاف في جوهره، ويعتمد عليه كثير ممن ابتلينا بكونهم مثقفين أو أدباء وساسة، ولم نختر منهم أحداً، وساعد في نمو وتنامي ظاهرة فكر الشتيمة: ضيق الأفق والصدر والضجر، إضافة إلى عدم الإيمان بالآخر وقدراته باعتبار قاعدة: أنا.. وليأت الطوفان من بعدي!!
نحن لا يمكن أن نبتعد عن فكر الشتيمة ونخلق رؤية قبول للآخرين، إن لم نغرس في النشء فكر الاختلاف، وفقه الواقع، والإيمان بمشروعية وحق الفرد في الوقوف للتعبير عن الرأي بصرف النظر عن إيماننا ورغباتنا.
بعض الناس في مجتمعنا: يكره بالتبعية وبدون أسباب، ويخاصم بفجور لمجرد الاختلاف مع الآخر في الرأي أو الخلاف مع الآخر على ود فتاة أو وردة!!
مساحة التسامح في دواخلنا: باتت ضيقة، ولكننا نعود بين حين وآخر لكلمات خضراء ويعترف بعضنا -وهم قلة- أننا أخطأنا بدون سبب في حق الكثيرين ممن فقدنا بالتبعية الإيمان بهم!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :708  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 39
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج