شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سماحة الشيخ حسن بن موسى الصفّار))
بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين.. أشكر معالي الشيخ عبد المقصود خوجه لإتاحته هذه الفرصة الطيبة الجميلة بحيث نلتقي بهذه النخبة الواعية والمخلصة لدينها ومجتمعها ولوطنها.. وما أحب أن أشير إليه هو أنه يفترض أنه في كل لقاء نتقدم خطوات إلى الإمام وأن تكون للقاءاتنا مكاسب متراكمة لتعزيز وحدتنا الوطنية ولتعزيز التلاحم فيما بيننا كمواطنين وكأبناء لشعب واحد ووطن واحد.. لكنني أتساءل هل يحدث ذلك بالفعل.. هل أننا في كل لقاء ننتقل إلى أفق جديد أم أننا في لقاءاتنا نكرر كلمات المحبة والمودة والتعارف وهو أمر مقبول ولكنه يصبح كديباجة للخطاب يفترض أننا في كل لقاء نتقدم خطوة إلى الإمام ويفترض أن هناك حالة من التصاعد والتراكم في الجهود التي تعزز الوحدة الوطنية ولكن لسبب أو لآخر يجب أن نعترف جميعاً بأننا في هذا المجال نعاني بشيء من الضعف والفتور ولذلك يبقى في جلساتنا ما يدور فيها مكرراً وبإمكانك أن تستعرض شريطاً لجلسة قبل خمس أو عشر سنوات في هذا الجمع الطيب فترى أن الطرح ذاته يتكرر دون أن تنتج لنا كل جلسة مكسباً جديداً خطوة إلى الأمام، وأظن أن من أسباب ذلك عدم وجود مشروع وعمل مؤسسي متنامي يحوّل ما يدور في الجلسات واللقاءات إلى برنامج عمل ولذلك تبقى الكلمات في الأفق في الفضاء معنونة من هنا يكون المجال مفتوحاً أمام المؤثرات المختلفة التي لا تدعنا في نفس المكان الذي كنا فيه وإنما تريد أن تعيدنا إلى الخلف. هناك ظروف وأوضاع ومتغيرات سياسية تجري في هذا العالم وتجري في هذه المنطقة، هذه المتغيرات تترك آثارها على أوضاعنا في داخل بلدنا وفي داخل مجتمعنا فإذا لم يكن لدينا جهد وعمل يستثمر هذه المتغيرات وهذه الأحداث لتعزيز وحدتنا الوطنية فإن ما يحصل قد يكون العكس لا سمح الله، ولهذا تجدنا بعد كل حدث إقليمي وكأننا نعود إلى المربع الأول تجد حالة من الهواجس حالة من القلق من الآخر لا تزال تلقي بظلالها في ساحتنا الوطنية. قد لا يكون ذلك على مستوى الجميع والكل وإنما هناك تأثير على هذه الأحداث إننا بحاجة إلى الشفافية والى الحوار الصريح والى المكاشفة هذا من ناحية ومن ناحية ثانية أن ننشغل بمشروع وطني ومشروع اجتماعي يعزز هذه الوحدة ينميها ويستثمر المتغيرات والأحداث السياسية لتعزيز هذه الوحدة بدلاً من أن تضعفها أو تنال منها.. لا شك أن هناك تضارباً في المصالح بين الفئات والجماعات ولا شك أن هناك أفراد في هذا المجتمع وذاك وفي هذه الطائفة وتلك قد يكون لها توجّهات غير مرضية وهذا لا يستطيع أحد أن يمنع حدوثه وحصوله ولكن لماذا نترك لهذه الممارسات ولهذه التصرفات من أفراد في هذه الفئة أو تلك الفئة نترك لها المجال حتى تؤثر على الساحة بشكل عام وحيث تجد أن الحريصين الواعين والمتحمسين للتلاقي والحوار يتأثرون بفعل هذه العناصر والعوامل.. إنني آمل من هذه الجلسة المباركة ومن هذه النخبة الطيبة الواعدة أن تفيدنا بالوسائل والأساليب والآليات التي تساعدنا على تثبيت هذا التطور وعلى تحقيقه وترجمته إلى الواقع الخارجي وأن نحصن وعينا الوطني وساحتنا من تأثيرات الأحداث الإقليمية المحيطة بنا وهي لن تتوقف بحكم طبيعة الصراع على هذه المنطقة وبحكم طبيعة الصراع والأوضاع والظروف الدولية ولا نريد أن نلقي باللاّئمة على الآخرين.. لا.. هناك في داخل منطقتنا وعالمنا العربي والإسلامي من يعطي الفرصة لمثل هذه الآثار والتأثيرات.. أحب أن أستمع إلى وجهات نظر الأخوة الأعزاء والأساتذة الرواد وأن نصل من هذا اللقاء إلى ما يعزز تطلعاتنا جميعاً نحو ترسيخ وحدتنا الوطنية وخدمة هذا الوطن وخدمة هذه الأمة ولخدمة هذا الشعب إن شاء الله.. أشكر لمعالي الشيخ لإتاحة هذه الفرصة وأشكر لكم جميعاً حضوركم لما تكرمتم به عليّ وعلى الإخوة معي من تشريف وحضور وآمل إن شاء الله أن تتعدد هذه اللقاءات وأن نستقبلكم في المنطقة الشرقية كما وعد معالي الشيخ وكما وعد الكثيرون منكم وأنتم الأوفياء إن شاء الله..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :866  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 211 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.