شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
أخواني وأخواتي حضور هذه الاثنينية المتميزة، كنت أتصور أن دوري لن يكون مبكراً ولكن أراد الدكتور رضا عبيد هكذا، على أي حال ما أردت أن أقوله في هذه الليلة ربما يكون كثيراً لأن معرفتي بالكاتبة الأستاذة الدكتورة فوزية أبو خالد تمتد لسنوات طويلة، وهي معرفة أصحاب الأقلام لبعضهم معرفة من يعانون معاناة الكتابة، معرفة من يتألمون الألم نفسه، فهذه المعرفة هي التي جعلتني أفكر بالحضور هذه الليلة عن كل ليلة أخرى، فقد حضرت مبكراً ربع ساعة عن موعدها.
بداية أتذكر أن الكاتب الكولمبي غارسيا مركيز، كان قد قال في كتابه الجميل، وهو عبارة عن مذكراته الشخصية، أذكر أنه قال في هذا الكتاب أن المعوزين من الأدباء والكتّاب يتعلمون الصحافة في دورها، ويبدو أن هذه كانت حالة الأستاذ مركيز، فقد كان أديباً وكاتباً يكتب القصة القصيرة والرواية، ولكن لا القصة ولا الرواية كانت تأتيه بثمن الخبز الذي كان يبحث عنه، فانضم إلى صحيفة من صحف كولومبيا، وسرعان ما أصبح كاتباً صحفياً مسؤولاً عن التحقيقات الصحفية، فكانت تحقيقاته تشكل نقطة جذب لقراء تلك الصحيفة، حتى أنه كان يذكر أنه ذهب في عام 1954م لتغطية أول قمة سياسية في العالم جمعت بين كبار زعماء الحرب العالمية الثانية وكان مقرها جنيف، ما حدث لماركيز حدث شيء مثله للكاتبة فوزية أبو خالد فقد تعلمت الصحافة أيضاً من خلال الكتابة فيها وفي تلك الأيام كانت تكتب في عكاظ وقد كانت بداية متواضعة، لكن فاجأتنا عندما سافرت إلى لبنان بديوان شعر عجيب في عنوانه "إلى متى يختطفونك ليلة العرس" ثم بعد عودتها استأنفت الكتابة وكنت قارئاً لها بعد تلك المرحلة العكاظية، قارئاً لكل ما تكتب ولست قارئاً لشعرها، حتى ديوانها، "إلى متى يختطفونك ليلة العرس" قرأته تصفحاً، يبدو أنني من أولئك الذين يهتمون بالشعر في صورته الأولى، الشعر الموزون والمقفّى الذي يعتمد على العاطفة الشعرية المعروفة ولست من أنصار الشعر المنثور، وإن كنت لا أنكر أن يكون هنالك أي شاعر آخر، طالما أنه يعبر عن النفس الإنسانية، على أي حال الأستاذة الدكتورة فوزية واصلت كتابتها التي اختلفت عن كثير ممن سبقوها ومن زامنوها، فكانت كتاباتها مزيجاً من السياسة، وقد كان هذا الخيط السياسي في كتاباتها عنصر جذب بالنسبة لي، فكنت أقرأ كل كلمة كانت تكتبها، وعندما دارت الأيام وأصبحت رئيس التحرير في مجلة "اقرأ" كان من بين أهم خططي أن أستكتب الكاتبة فوزية أبو خالد، وقد كتبت في مجلة "اقرأ" أجمل المقالات، وأذكر أن لنا مقالاً عن أصحاب الجلاليب الزرقاء، وهو مقال وإن كان عنوانه أدبياً إلا أنه سياسي حتى النخاع، وحتى انقطعنا عن "اقرأ" أو انقطعت عنا أو تركناها أو تركتنا، ثم دارت الأيام وعدت مرة ثانية إلى الصحافة رئيساً لتحرير مجلة الإعلام، ساعتها كان طبيعياً ألا أتذكر أحداً قط إلا فوزية أبو خالد لتكون كاتبة من كتاب مجلة الإعلام والاتصال، أيضاً كانت هنالك كاتبات أخريات إلى جانب الدكتورة فوزية أبو خالد، صحيح أن هنالك اختلاف بين كاتبة وأخرى، ولكنه اختلاف يفضي إلى مزيد من الرغبة والمتابعة، فأذكر إلى جانب الدكتورة فوزية أبو خالد هنالك فاتنة أمين شاكر أذكر لها مقالاً في مجلة "إقرأ" بعنوان سنوات الفراق، بعد أن عاشت سنوات طويلة في جنوب أفريقا ثم عادت إلى المملكة مرة أخرى فكان أول مقال لها وأظنني أنني أنا الذي اقترحت عليها هذا العنوان، وهنالك كاتبات أخريات لهنّ مذاقهنّ الخاص، الدكتورة ثريا العريض والكاتبة الشاعرة الغنائية ثريا قابل وهنالك إلى جانبهن رائدات اقتحمن المجال وحققن ما لم يكن متوقعاً، الدكتورة فوزية تكتب في جريدة "الجزيرة" وأعتقد أن مقالها يوم الأربعاء كأنني أظن أنني أول قارئ له، عندما عرفت أن هذه الليلة ستكون لتكريمها حرصت أن أكون أول الحاضرين، يسعدني أن نكرم الدكتورة فوزية فهي قلم له نفس آخر وله درجة حرارة أخرى وله قدرة على المغامرة والمخاطرة. وتخطّي ما هو مقبول، فقد كانت متميزة، والكتابة عن الشجاعة وهي الإقدام، والكتابة هي أن تقول ما لا يستطيع الآخرون أن يسمعونه سراً، إن فوزية أبو خالد كانت من هذا النمط من الكتاب الذين يقولون جهاراً ما لا يستطيعه بعض الناس، أرحب بالدكتورة فوزية، لا أقول أنه تكريم ختام، بل هو تكريم في منتصف الطريق، فأمامها طريق طويل من الإبداع ومن الكتابة ومن الإنجاز.
تحياتي لها ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: الكلمة الآن للشاعر علي الدميني يلقيها نيابة عنه الأستاذ حسين بن عاتق الغريبي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :713  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 150 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.