شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي خلق القلم من درة بيضاء، وجعل اللوح المحفوظ من ياقوتة حمراء، وكان عرشه على الماء وخلق الأرض منه ومن لطيف دخان الأرض كوَّن السماء، ونوَّر وجه الأرض بنور وجه حبيبه والصلاة والسلام على النبي الأكرم وعلى آله وأصحابه الكرام العظام.
الأستاذات الفاضلات،
الأساتذة الأكارم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن ألتقي بكم الليلة تكريماً لرفيقة درب الرجل في وهاد الحياة.. مرحباً باسمكم جميعاً بالسيدة الفاضلة حصة بنت عبد الرحمن العون سيدة الأعمال والكاتبة الصحفية الناشطة في العديد من المجالات، احتفاءاً بها وتكريماً لجهودها في كثير من حقول العطاء.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بها بين إخوانها وأخواتها.
بدأت ضيفتنا الكريمة مشوارها الزاخر بالإنجازات على طريق طويل من الصعوبة.. وكلنا يعرف تلك البدايات الصعبة حين كانت الساحة الثقافية محصورة في إطار المجتمع الرجالي فقط.. ومع أن اقتحام ميادين الصحافة والتجارة صعب المنال.. إلا أن فارسة أمسيتنا وقلة ممن عاصرنها استطعن اختراق الجدار وطوَّعن البيئة المحيطة بهن رغم خشونتها ليتخذن بين ردهاتها سبيلاً للنجاح والتفوق ومسلكاً نحو الخروج عن المألوف، فكنَّ نجمات ساطعات في رياض البذل والعطاء الفسيحة.. أثبتن أنهن قادرات على تحقيق ما عجز عنه الرجال في كثير من الميادين.. إنها واحدة من الرائدات اللواتي حفرن في الصخر واستطعن أن يضعن بصماتهن واضحة على طريق النهضة الاقتصادية والاجتماعية التي نقطف ثمارها اليانعة اليوم.. فالساحة اليوم مليئة بالأكاديميات وبسيدات الأعمال المتفوقات.. وبالمثقفات والأديبات والمربيات اللواتي أصبح لهن وزن في المجتمع شأنهن في ذلك شأن الرجل.. صامدات في وجه المعوقات والتحديات والمشكلات التي لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات..
إن هذا الدعم الذي تقدمه المرأة للمجتمع جدير بالعناية والرعاية، إنه قوة كامنة هائلة نأمل أن يُستثمر في الحفاظ على بنيته وأسسه دون الخروج عن المبادئ الإسلامية الراسخة.. إن ما تعرض له مجتمعنا الإسلامي من خسائر فادحة على مستوى رصيده الحضاري له أسباب كثيرة من أهمها عدم إقحام المرأة في المسيرة التنموية.. هنا يأتي دور المجتمع في تحمل المسؤولية وتهيئة الظروف الملائمة التي تمكِّن المرأة من أداء رسالتها الاجتماعية على أكمل وجه، فقد كانت المرأة وما زالت رمزاً للعطاء، ذات تأثير مباشر في مسيرة الحياة فهي الأم، والزوجة، والأخت والإبنة.. واحترامها وتقديرها واجب على كل فرد من أفراد المجتمع.
فارسة أمسيتنا سيدة أوائلية من الطراز الرفيع.. يكفيها فخراً أنها أول مستشارة صناعية واقتصادية سعودية.. وأول امرأة تحصل على لقب سيدة أعمال يضاف إلى سجلها المدني.. وأول سعودية تحصل على براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.. وغيرها من الميادين التي كان لها سهم السبق في المبادرة إلى اقتحامها.. ضاربة بذلك أروع الأمثلة في قدرة المرأة على إزالة العوائق والكوابح التي تقف في وجهها متى ما تحلَّت بالإرادة والتصميم والإصرار.. فمجتمعنا بحاجة إلى مثل هذه المجهودات الطيبة لتحقيق تنمية شاملة في جميع الميادين، ولن يتحقق ذلك ما لم يتكاتف الجميع رجالاً ونساءً.. إذا ما أردنا بلوغ مراقي العز والخروج من قوقعة الوهن وبراثن الضعف.. ولن يتحقق ذلك ما لم نستغل طاقاتنا البشرية ذكوراً وإناثاً..
إن المُطَّلع على كتابات ضيفتنا القديرة يثير انتباهه تلك المساحات الكبيرة من الأعمدة والزوايا التي أُفْردت لها من قبل العديد من الصحف والمجلات.. وهذا يدل على حسها المرهف ومقوماتها الصحفية الإبداعية التي جعلتها قادرة على القراءة الواقعية لأحوال وشجون المجتمع.. مستفيدة من مخزونها الثقافي وخبرتها الميدانية، ناسجة منهما تعابير لألاءة وضّاءة قدمت من خلالها حلولاً على طبق من ذهب لمشاكل اجتماعية في قالب جميل دقيق التفاصيل، وهو جهد يستحق الإشادة والتقدير، لأنها ورغم شواغلها في الأعمال الإدارية استطاعت أن تخترق الحصار وتخصص جزءاً من وقتها الثمين للكتابة.. واجدة في الصحف متنفساً وأرضاً خصبة غرست فيها ما جاد به قلمها من بذور أنبتت نباتاً حسناً عبق شذاه وسرى عبر عروق كثير من القراء والمتابعين للصحافة. وكل ذلك لم يمنعها أن تكون ربة منزل ناجحة بما يتطلبه ذلك من دقة والتزام بأعباء المعيشة والتربية.. ككثير من الأمهات اللواتي يقفن وقفة الرجال دفاعاً عن أبنائهن وأسرهن مقدمات للمجتمع نوابغ الرجال والنساء كخير وقود لمعارك الحياة المتجددة..
فارسة أمسيتنا من المهتمات بالأدب بشكل عام وبالموروث الثقافي بشكل خاص.. وهو اهتمام محمود آمل أن يُرسّخ في الأجيال الحالية والقادمة على كافة المستويات لما له من دور في حفظ عطاءات المبدعين.. وصون الهوية الثقافية لمجتمعنا بخصوصيته ورمزيته باعتباره حاضناً للحرمين الشريفين منطلق وموئل النور الذي جاء به منقذ البشرية جمعاء نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم المتجلي إشعاعه في الكلمة الإلهية "اقرأ"..
أيها الإخوة والأخوات.. فارسة أمسيتنا هذه نموذج متعدد الإشراقات والمرافئ.. تطل على الحياة بتفاؤل.. مثبتةً وجودها كمواطنة صالحة تدعونا إلى الفخر والاعتزاز.. نتباهى بقدرتها وعلو كعبها في الإدارة والقيادة.. وهذا ليس جزافاً.. وإنما هو بشهادة العديد من الجهات.. فهي حاصلة على تكريم من جامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود، وجمعية أم القرى النسائية ومن الجمعية الفيصلية ومن جريدة عكاظ.. وحاصلة على درع تقدير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة كشخصية نسائية بارزة لعام 1425هـ.. وكذلك على براءة الاختراع للمحراب من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لعام 1419هـ.. وغيرها من الإنجازات التي تذكر فتشكر..
هذا غيض من فيض عن فارسة أمسيتنا وبعض من نتاجها الكبير الذي اخترق إشعاعه الكثير من أبواب العطاء.. فهنيئاً لها ولنا بهذه الإنجازات..
مرحباً بفارسة أمسيتنا، متمنياً لكم وقتاً ممتعاً مع مخزونها المتألق.. ندعها تصول وتجول في أبرز محطات حياتها.. سعيداً أن أسلم لاقط الصوت للسيدات الفاضلات ليدرن بمعرفتهن هذه الأمسية-مثلما دأبنا في الأمسيات المخصَّصة لتكريم السيدات- برعاية الأستاذة لبنى الغلاييني الاستشارية في شركة أودك.
على أمل أن نلتقي مجدداً الأسبوع القادم إن شاء الله في محطة تكريمية جديدة للإحتفاء بسعادة الأستاذ الكبير الدكتور عبد العظيم محمود الديب عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة قطر والذي تولى مناصب علمية وإدارية عديدة وأتحف المكتبة العربية بمؤلفات قيِّمة في جوهرها ككتاب (نهاية المطلب في دراية المذهب)، للإمام الجويني الذي يقع في واحد وعشرين مجلداً وغيرها من بحوث قيِّمة. قادماً إلينا خصِّيصاً من قطر، لنتشرَّف بتكريمه بما يستحق وبما هو أهل له. وبما يحمل من علم أسأل الله أن ينفع به..
وإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الشيخ على هذه الكلمة المِضيافة وأشير أنه بعد إعطاء الكلمة لسعادة الضيفة الكريمة، سيتم محاورتها عن طريق الأسئلة التي نأمل أن تتفضلوا بكتابتها، ونرجو أن يكون سؤالاً واحداً لكل سائل حتى نتيح الفرصة لأكبر عدد منكم.
الآن الكلمة لراعية هذه الأمسية الأستاذة لبنى الغلاييني، المدير التنفيذي لمركز أودك للإستشارات لبرامج تمكين المرأة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :985  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .