شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلّي وأسلّم على خير خلقك حبيبك وصفيك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
السيدات الفضليات.
الأساتذة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
باسمكم جميعاً أرحب أجمل ترحيب بضيفنا الكريم معالي الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد شبوح، مدير مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في المملكة الأردنية الهاشمية، الذي قدم خصيصاً من تونس الخضراء ليمتعنا بلقاء تقنا إليه طويلاً.
لقد تعودنا في هذا المنتدى أن نحتفي خلال أمسياته جميعها بفارس علم وفي هذه الليلة سنحتفي بفرسان عديدين في مجالات مختلفة من المعرفة!!
نلتقي بمهندس معماري أحب العمارة الإسلامية فاختلطت بذرات كيانه.
ونحتفي بأكاديمي وتربوي حصل على مرتبة (أستاذ كرسي) بجدارة واقتدار.
ونكرم أستاذاً باحثاً متألقاً في عالم التحقيق العلمي.
ونوثِّق مسيرة رائد من رواد علم المخطوطات ونسعد بلقاء مفكر إسلامي له دور بارز في ساحة العطاء.
كما نكرم عالم آثار يحمل على عاتقه مسؤولية جمعية صيانة مدينة القيروان.
ولا يسعني التحدث عنهم جميعاً، وأترك لهم أن يحدثونا بلسان واحد، إذ اجتمعوا في شخص ضيفنا الكريم العلامة الجليل الأستاذ الدكتور إبراهيم شبوح.
قبل أن أدلف إلى عالمه الذي يغوص في ألوان قوس قزح، أترحّم معكم على فقيدنا الأستاذ عبد الرؤوف حسن خليل، المعروف باهتماماته العميقة بالآثار والفنون بجدة ومنطقة الحجاز بصفة خاصة.. وصاحب متحف "بيت الطيبات" الذي يعتبر من أكبر المتاحف الشخصية في المنطقة العربية.. تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه مع الصدِّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
كما يسعدني أن أحيي معالي الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد، المدير السابق لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، الذي شرفت "الاثنينية" بتكريمه بتاريخ 30/10/1422هـ الموافق 14/1/2002م.. وقد كان بودنا أن تتعمق الصلات بين المؤسسة والاثنينية لما فيه خير الثقافة والفكر، إلا أن ذلك لم يتم وفق تطلعاتنا، آملاً أن نرى في عهد مديرها الجديد المزيد من التواصل، وبدء تبادل الزيارات والأفكار، في الوقت الذي تشهد الاثنينية تحولاً ملموساً في هيكلتها المؤسساتية وعطاءاتها.
إن الحديث عن معالي ضيفنا الكريم يرتبط بهالة العلم التي تحيط به من كل جانب، وأعلم أنه بتواضع العلماء لا يود إلقاء الضوء على مسيرته، وقد اعتذر غير مرة عن هذا اللقاء، إلا أن قناعته أنه من باب الشكر، والتعارف، وبذر غراس المحبة والقدوة الحسنة للنشء حمله على الاستجابة الكريمة لدعوتكم.. فهو عالم موسوعي استحوذت عليه فنون العمارة الإسلامية ببهائها وروعتها التي بلغت أوجها في الحضارة الأندلسية، ثم انتقلت إلى المغرب العربي وصبغت حواضره بجمالها.. ومن هذه التربة الخصبة نمت قدرات ضيفنا الكريم وبذل جهوده المضنية للحفاظ على التراث الإسلامي المعماري متسنماً رئاسة جمعية صيانة مدينة القيروان، الأمر الذي أحسبه سوف يحفظ للحضارة الإسلامية بعداً تنافسياً بين الأمم، وقد ورد في الجزء الثاني من كتاب "الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس" الذي شرفت بالإسهام في ترجمته، دراسات قيمة عن فن العمارة الإسلامية بقلم الدكتور أولغ غرابار أستاذ الفنون الجميلة في جامعة هارفارد، ودراسة أخرى بقلم جيرلين دودز، ودراسة الأستاذ الدكتور جوان كريستوف بيرغل، أستاذ كرسي الدراسات الإسلامية في جامعة بيرن.. ودراسة عن الخط العربي بقلم الدكتور أنتونيو فرنانديز- بويرتاس، أستاذ كرسي الفن الإسلامي في جامعة غرناطة.. ولعلّ أهم ما في هذا المرجع أن كتاباته بأقلام غير العرب والمسلمين، الأمر الذي يمنحها حيادية وصدقية يتوق إليها المجتمع العلمي في كل زمان ومكان.. وهي في مجملها تدعم توجهات ضيفنا الكريم في دراساته القيمة وأعماله المشكورة للحفاظ على التراث الإنساني ممثلاً في مشروع صيانة مدينة القيروان.
من ناحية أخرى فإن ثنائية التحقيق والمخطوطات، التي تستغرق جهوداً مضنية ودقة متناهية قد حظيت باهتمام معالي أستاذنا الكبير، ولعلّ من أبرزها أحد المشاريع طويلة المدى التي تتبناها مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، وهو إنجاز طباعة الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط، وفهرس الفقه وأصوله.. وهو عمل جليل يمثل ركيزة مهمة للمكتبة العربية، ورافداً لا غنى عنه لكل دارس في هذا الباب.
وانطلاقاً من هذه العناية التي يوليها فارس أمسيتنا لدراسات التحقيق فقد أسهم بجهود مقدرة في إحياء ذكرى مناسبة مرور ستمائة عام على وفاة الفيلسوف العلامة أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون، الحضرمي أصلاً، والأندلسي هجرة، والمغربي ولادة، والتونسي نشأة، والمصري وفاة.. وكان مشغولاً بفعاليات هذه المناسبة في المملكة المغربية قبيل حضوره هذه الأمسية بأيام قليلة، وهي فعاليات امتدت منذ عام 1424هـ/2006م.. ومن هنا سوف ينطلق ضيفنا الكريم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للإسهام في نشاط ثقافي وفكري آخر.. منطبقاً عليه قول ابن زريق البغدادي:
ما آب من سفر إلا وأزعجه
رأي إلى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو في حل ومرتحل
موكل بفضاء الله يذرعه
إن إسهامات ضيفنا الكريم من خلال موقعه القيادي في مؤسسة آل البيت، بما لها من عمق كبير وأثر فاعل في الحياة الفكرية والثقافية تؤكد الثراء الفكري الذي يمتاز به معاليه، وقد وفقه الحق سبحانه وتعالى لتكريس هذا الجانب لخدمة الفكر الوسطي، محققاً بذلك أنبل رسالة يُجمع عليها معظم العالم الإسلامي اليوم، فالخطاب الإسلامي بما يحتاجه من تصحيح وترسيخ على المحجة البيضاء، والعمل المشترك مع المفكرين الإسلاميين كافة من مختلف المذاهب الإسلامية يقف كخير صمام أمان ضد الانحراف نحو التطرف والعنف والانغلاق، أو التبعية والانصهار في ثقافة الآخر.. وكلاهما ممقوت ولا يمثل حقيقة الإسلام بسماحته واعتداله وسمو مقاصده.
ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى إسهام ضيفنا الكريم ممثلاً لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في مشروع ترجمة المجلد الضخم الذي أصدرته دائرة المعارف الإيطالية عن تاريخ العلوم الإسلامية، من اللغة الإيطالية إلى اللغة العربية كمرحلة أولى ثم الانطلاق إلى اللغات الحية الأخرى، وهو مشروع حيوي تشرف عليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة-إيسيسكو- برئاسة معالي الدكتور عبد العزيز التويجري، وتضطلع مؤسسة آل البيت بالأمانة العامة للمشروع، وتسهم فيه أيضاً مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية.. وهو عمل كبير نرجو أن يتحقق بتضافر الجهود ويثمر لخير هذه الأمة التي أرادها الحق سبحانه وتعالى خَيرُ أُمَّةٍ أُخرِجَت للنَّاسِ.
متمنياً لكم وقتاً طيباً مع ضيفنا الموسوعي.. وعلى أمل أن نسعد الأسبوع القادم باستضافة وتكريم سعادة الأستاذ الدكتور حامد بن أحمد الرفاعي، رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار، والذي شغل مناصب مهمة عدة منها أستاذ الكيمياء العضوية في جامعة الملك عبد العزيز مدة عشرين سنة، وله أكثر من أربعين مؤلفاً حول الدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى عدد كبير من المحاضرات والندوات والمقالات الصحفية.. وسعادته يحمل درجة أستاذية في الدراسات الإسلامية والحضارية.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبجمعكم الكريم.
وأرحب باسمكم جميعاً بمعالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي العالمي، مهنئاً بالمنصب الجديد الذي يعتبر تكليفاً كبيراً، خصوصاً في ظل الظروف الحالية التي تكتنف العالم الإسلامي، متمنياً له التوفيق والسداد.. كما أرحب بمعالي الأخ الدكتور علي بن إبراهيم النملة، الذي حمل حقيبتي وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية، ثم وزارة الشؤون الاجتماعية سابقاً، وعضو مجلس الشورى السابق، والأكاديمي المعروف، أستاذ المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حالياً.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بهم بين محبيهم وعارفي فضلهم.. سعيداً أن أنقل لاقط الصوت لزميلي معالي الأستاذ الدكتور رضا محمد سعيد عبيد، الأكاديمي المعروف، رئيس مجلس الإدارة ورئيس المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا (مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا) سابقاً، ومدير جامعة الملك عبد العزيز الأسبق، وعضو مجلس الشورى سابقاً، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية حتى الآن، ليرعى هذه الأمسية بجميل فضله.. وإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله،،،
 
طباعة

تعليق

 القراءات :807  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 106 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.