شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
سادتي.. سيداتي.. أسعد الله مساءكم بكل خير.. عندما علمت بأن هذه "الاثنينية" ستكون تكريماً للجوهرة العنقري خفق قلبي خفقات كبيرة، فهذه الجوهرة كانت واحدة من أولئك المغامرات الحالمات أصحاب الأقلام في الصحافة، وأظن أنها ظهرت أول ما ظهرت في مجلة "اقرأ" عند صدورها في عام 1975م، الجوهرة العنقري في ذلك الزمن أو ربما بعده بعام، 76 كانت تكتب صفحتين عن المرأة أو تحرر صفحتين عن المرأة وشؤونها، وكانت الصفحتان أيضاً بعنوان "ودي نكون" وكنت أنظر لهذا العنوان الهادئ الناعم البريء والحالم أيضاً أقول أنه يعني ربما كان عنواناً ملائماً لصوت نسائي يقتحم حياة الذكور والرجال، ولكن يبدو أن "ودي نكون" استطاع أن يحقق ربما ما لم يحققه أصحاب الأصوات العالية وأصحاب الكلمات الخشنة، في اعتقادي أن جوهرة العنقري منذ تلك البدايات كان في ذهنها شيء وكنت أشفق عليها وأتصور يعني ماذا تستطيع المرأة أن تعمل، وكانت معها أيضاً بعض من زميلاتها، أذكر منهن على ما أظن حصة العون فيما أذكر، وربما أخريات لا أذكرهن الآن. لكن الحقيقة أنهن كن مجموعة من الفتيات الحالمات بمستقبل أحسن وأيام أفضل، ثم تعرفت على والدها فيما بعد وصدفة، فوجدت في والدها كأن الجوهرة سر أبيها، فيه من الشجاعة ومن الاستقلالية، فيه من وضوح الرؤية، فيه من أنه يحمل فكراً مغايراً غير تقليدي، وكنت أتأمل بعجب هذا التشابه بين الإبنة الجوهرة وبين هذا الأب.
في هذه الأمسية نرى غياباً لعدد من المثقفين الذين اعتادوا أن يرتادوا "الاثنينية" ويحضروها، ولأنني أعلم أسباب هذا الغياب فلا بد أن أذكرها في هذه الكلمة أو في هذه العجالة، هؤلاء الذين تغيبوا إنما تغيبوا بالذات في اثنينيات التكريم للسيدات، وحجتهم أنه لا يصح أن حتى تكلمهم من خلف حجاب، سواء تجيب على الأسئلة أو تلقي كلمة عن حياتها عن تجربتها وأن يكون كل ذلك من وراء حجاب، بينما التلفزيون السعودي وقنواته يقدم المرأة محتجبة في ظل دائرة تلفزيونية مغلقة ولأن ذلك لم يحدث في "الاثنينية" فقد امتنعوا كنوع من الاعتراض أو كنوع من المعارضة أو كنوع من إبداء الرأي، أو التظاهر على الأقل به، أنا أعتقد أنهم على بعض الحق وليس كل الحق، والذي يجعلني أقول أنهم على بعض الحق وليس كل الحق تجربتي مع الأمير ماجد بن عبد العزيز الله يرحمه، الأمير ماجد بن عبد العزيز كان مثقفاً وكان واعياً وكان حضارياً وكان فيه شيء من فنان وشيء من أديب، وكنت ذات مرة أتحدث إليه عن لماذا لا نقدم في فنادقنا الكبرى بالذات في فترة المساء عند الخامسة مساء أو السادسة مساء شيئاً من العزف على البيانو مع الشاي لزبائن الفندق في الداخل، فقال الأمير لا مانع أن يقدّم شيء كهذا، فقلت للأمير إن هذا الأمر يحتاج إلى ترخيص، أو تصريح أو لا ممانعة مكتوبة فقال الأمير لا خليهم يعملوا ونحن نغض الطرف، طبعاً ينطبق على موضوع الموسيقى والبيانست الذي كنت أحلم به في فنادق جدة الكبرى ينطبق عليه يبدو الشيء نفسه بالنسبة للاثنينية فهؤلاء الذين يتوقعون أن تظهر المكرمة على شاشة التلفزيون أو في داخل الدائرة المغلقة هذه أنا ما أدري هل نفعل كما كان يطلب الأمير أن نجرب ونرى والله أنا أطرح الأمر هذا على صاحب "الاثنينية" وهو معنا وعلى راعي هذه الاثنينية وهو الدكتور محمد عبده يماني وعليكم جميعاً فلنر رأينا.
لكن نعود إلى الجوهرة وتجربتها الرائدة والجميلة، مرت الأيام وتركنا "اقرأ" أو تركتنا "اقرأ" وذهبت الجوهرة إلى صحيفة أخرى وثالثة واستقر بها المطاف في جريدة "عكاظ" فيما أظن، سعدت باستمرارها في الصحافة، وسعدت بمحاولتها المستمرة وسعدت بالاستماع إلى صوتها المستقل وسعدت بذلك الاستمرار وتلك الآراء التي تحمل قدراً لا بأس به من الشجاعة، لكنني سعدت أكثر عندما وجدتها واحدة من العضوات العاملات في الجمعية الأهلية أو الوطنية لحقوق الإنسان، سعدت حقيقة بمشاركتها في الجمعية سواء كانت مؤسسة أو أنها دُعيت لأن تكون عضواً فيها سواء هكذا أو كذا، ولكن سعادتي كان واحدة في كل الأحوال، ولم تخيب الجوهرة ظني فيها، وفي أول مرة تقوم بها أو يقمن بزيارة للسجون في محافظة جدة، قدّمت آراءاً للصحافة تنتقد ما يجري في السجون وما هو الحال التي عليها السجون، عندها زادت سعادتي بها وقلت نحن نبحث عن سيدات، عن رائدات من مثل نوع الجوهرة العنقري، وهي بهذا وبغيره تؤكد أن الفتاة سر أبيها. والسلام عليكم.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً للكاتب المعروف الأستاذ الكبير الدكتور عبد الله مناع وأنقل الآن ناقل الصوت لسعادة الأستاذة نورة عبد العزيز آل الشيخ مدير عام الإشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة مكة المكرمة.
الشيخ عبد المقصود خوجه: إذا تسمحي لي يا أستاذة نازك قبل كلمة الدكتورة نورة لي تعليق بسيط على ما تفضل به الأخ الدكتور عبد الله مناع.
سيدي الدكتور والكلام للجميع سيدات وسادة، المسؤولون لم يبخلوا علينا بالموافقة أن يشاركننا السيدات جلسات "الاثنينية" وفعالياتها وأن يكنّ في هذا القسم البيضاوي بالحجاب الشرعي، وأنا لا ألقي الكلام جزافاً فقد انتدبنا لهذا الأمر مشكورة الدكتورة هند بدر الأكاديمية المعروفة فعند الاستفتاء وجدنا أن الأغلبية لا يرغبن مشاركتنا هنا ويرغبن أن يكن في قاعة منفصلة بعيداً عن حجابهن يأخذن حريتهن ويتحدثن من خلال الدائرة المغلقة للتلفزيون فإذا كانت هذه الرغبة للسيدات لا يمكن لي إلا أن أحترمها، وأحب أن يكون واضحاً أنني لستُ طرفاً بالموافقة على أن يكنّ معنا أو لا.. لأنني دائماً في "الاثنينية" أحب أن أكون طرفاً محايداً لا رأي لي فيما يُرضي ولا يُرضي، ولكن هذه الحقيقة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :711  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج