شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((علمتني الحياة))
علمتني الحياة أن أتلقّى
كل ألوانها رضاً وقبولا
ورأيت الرضا يخفف أثقالي
ويلقي على المآسي سدولا
والذي ألهم الرضا لا تراه
أبد الدهر حاسداً أو عذولا
أنا راضٍ بكل ما كتبه الله
ومزجٍ إليه حمداً جزيلا
 
أنا راض بكل صنف من الناس لئيماً ألفيته أو نبيلا
لست أخشى من اللئيم أذاه لا ولن أسأل النبيل فتيلا
فسح الله في فؤادي فلا أرضى من الحب والوداد بديلا
في فؤادي لكل ضيف مكان فكن الضيف مؤنساً أو ثقيلا
ضل من يحسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليلا
فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها في العباد إلا القليلا
والرضا آية البراءة والإيمان بالله ناصراً ووكيلا
علمتني الحياة أن لها طعمين مراً وسائغاً معسولا
فتعودت حالتيها قريراً والفت التغيير والتبديلا
أيها الناس كلنا شارب الكأسين إن علقماً وإن سلسبيلا
نحن كالروض نضرة وذبولاً نحن كالنجم مطلعاً وأفولا
نحن كالريح ثورة وسكوناً نحن كالمزن ممسكاً وهطولا
نحن كالظن صادقاً وكذوباً نحن كالحظ منصفاً وخذولا
قد تسرَّي الحياة عني فتبدي بسخريات الورى قبيلاً قبيلا
فأراها مواعظاً ودروساً ويراها سواي خطباً جليلا
أمعن الناس في مخادعة النفس فضلوا بصائراً وعقولا
الأديب الضعيف جاهاً ومالاً ليس إلا مثرثراً مخبولا
والأديب القوي جاهاً ومالاً هو أهدى هدى وأقوم قيلا
وإذا فتاة تجلّت عليهم أو خشعوا أو تبتلوا تبتيلا
وتلوا سورة الهيام وغنوها وعافوا القرآن والترتيلا
لا يريدون آجلاً من ثواب الله إن الإنسان كان عجولا
وإذا ما انبريت للوعظ قالوا لست رباً ولا بعثت رسولا
أرأيت الذي يكذب بالدين ولا يرهب الحساب الثقيلا
أكثر الناس يحكمون على الورى وهيهات أن يكونوا عدولا
فلكم لقبوا البخيل كريماً ولكم لقبوا الكريم بخيلا
ولكم أعطوا المليح فأغنوا ولكم هجروا العفيف الخجولا
رب عذراء حرة وصموها وبغي قد صوروها بتولا
وقطيع اليدين ظلماً ولص أشبع الناس كفه تقبيلا
سجل من قلد الفرنجة منا قد أساء التقليد والتمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم ولم نقبس من الطيبات إلا قليلا
يوم سن الفرنج كذبة أبريل غدا كل عمرنا أبريلا
نشروا الرجس مجمّلاً فنشرناه كتاباً مفصلاً تفصيلا
علمتني الحياة أن الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيولا
ثم قالت والخير في الكون باق بل أرى الخير فيه أصلاً أصيلا
إذ ترى الشر مستفيضاً فهون لا يحب الله اليؤوس الملولا
ويطول الصراع بين النقيضين ويطوي الزمان جيلاً فجيلا
وتظل الأيام تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا
وعزيز بالأمس صار ذليلاً
وذليل بالأمس صار عزيزا
رب جوعان يشتهي فسحة العمر وشبعان يستحس الرحيلا
وتظل الأرحام تدفع قابيلاً فيردي ببغيه هابيلا
ونشيد السلام يتلوه سفّاحون سنّوا الخراب والتقتيلا
وحقوق الإنسان لوحة رسام أجاد التزوير والتضليلا
قال صحبي نراك تشكو جراحاً أين لحن الرضا رخيماً جميلا
قلت أما جروح نفسي فقد عودتها بلسم الرضا لتزولا
غير أن السكون عن جرح قومي إلا التقاعس المرذولا
لست أرضى لأمة أنبتتني خلقاً شائها وقبراً ضئيلا
لست أرضى تقاطعاً أو تخاذلاً لست أرضى تقاطعاً أو خمولا
أنا أبغي لها الكرامة والمجد وسيفاً على العدا مسلولا
علمتني الحياة أني إن عشت لنفسي أعش حقيراً هزيلا
علمتني الحياة أني مهما تعلمت فلا أزال جهولا
عريف الحفل: شكراً لمعالي الأستاذ الدكتور ونفتح باب الحوار ولكن قبلها وردتنا رسالة كريمة من معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السابق يرحب بضيفنا الكريم ويعتذر عن عدم الحضور لظروف خاصة، شكراً لمعالي الدكتور محمد عبده يماني.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :957  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج