شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الدكتور عبد السلام المسدي ))
ثم أعطيت الكلمة لمعالي الدكتور عبد السلام المسدي، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
- هو شرف أثيل أن أحضر هذه الاثنينية حلقة أخرى من حلقات التواصل الفكري، والثقافي، والمعرفي، في هذه الربوع الطيبة؛ وهو شرف خاص إذ أحضرها لتكريم سماحة المفتي محمد المختار بن أحمد السلامي؛ وهو شرف أخص إذ أسهم في الحديث عن المحتفى به.
- لقد أصغيتم وأصغينا إلى سيرة المحتفى به، ولعلنا قد وقفنا عند بعض المسكوت عنه في هذه السيرة الذاتية، وسنحاول أن نستكمل ما سكت عنه بما قد لا يكون المحتفى به نفسه على بينة منه، وسنقدم شهادة مدارها صورة المحتفى به في أذهان الآخرين، وهي شهادة تستند إلى معرفة المتحدث إليكم بالمحتفى به منذ ثلاثين سنة، وسأوجز الوقوف عند بعض المحطات: وفي محطة أولى، أستذكر صورة للمحتفى به وهو يسابق الزمن في الجمع بين الثقافات، ومن مناخ البيئة الاجتماعية التي صدر عنها ذات التجذر والأصالة كان بادياً منه وعي مبكر بضرورة الاستكمال المعرفي، فأخذ ينهل من اللغات، وأخذ يرحل في أرض الله، ومنذ البدايات تجلى فهم عميق لأصول الدين الإسلامي، من حيث هو دين صالح لكل زمان ومكان..
- وعند المحطة الثانية تبرز صورة الرجل المربي والمسيِّر الإداري في معاهد التربية، وكان أن وفق في الجمع بين طرفي معادلة متعسرة سياسة النفوس برحابة الصدر، وقوة الأحكام بصرامة المنهج..
 
- وفي المحطة الثالثة صورة الأستاذ الجامعي نضال في سبيل تأصيل المعرفة الدينية وتأسيسها على قواعدها الحق، قواعد الدقة في التوثيق والتمثل عند النقل، والاجتهاد في التخريج..
 
- وعند المحطة الرابعة كانت صورة خطيب الجمعة، وكان المحتفى به هو الاستثناء وغيره القاعدة، لا يستنسخ خطباً جاهزة، ولا يقتطع الشواهد المطولات، ولا يكرر نفسه أبداً؛ هو دوماً المناضل في الرد على الانحراف الفكري، مما تجيء به بعض التيارات الفلسفية، وهو المساجل في دحض البدع المفضية إلى الشرك المقنع في العصر الحديث.
- كان مكافحاً لا يهادن وما زال، كان يوماً على المنبر، وكنا بين الصفوف وشاع بين المتأولين: أنَّ فكرة الحساب والجزاء فكرة رمزية، فكيف للكتاب ألاَّ يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؟ قال المحتفى به: وكيف نصدق معجزة المخلوق ونكفر بمعجزة الخالق؟ أفلا ترون إلى الكمبيوتر كيف يختزن ويحصي ويجري في الثانية الواحدة من العمليات مالا يكاد صغيرة ولا كبيرة إلاَّ يحصيها؟ فبهت الَّذين تعلمون.
- كان الناس في مجتمع المحتفى به يتقايسون في صمت، منهم من المواظبين على ذاك المسجد يوم الجمعة فهو الأقدر على الاستيعاب؛ وكان بعض جنود الخفاء قريبين من مراكز القرار، وكانت خطة الإفتاء قد شغرت، قال قائل: إنَّ الشيخ قد كون من خلال خطبة الجمعة مدرسة فكرية فانتبهوا يا قوم، فنودي به مفتياً وما زال.
- وارتسمت صورة أخرى في محطة أخرى، نضال دؤوب في سبيل صيانة القيم الإسلامية الأصيلة، خدمة الآخرين بما لا ينال من الإباء وعزة النفس، وقوف في اعتدال دقيق وتوازن بديع في بلد تريد بعض الأمواج أن تلاطمه، وهو ثابت - بدولته، ومؤسساته، وأبناء شعبه المؤمنين - بأن حب الوطن من الإيمان، فنعم ما صنع صاحب الاثنينية هذه الليلة؛ وشكراً على إصغائكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :715  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 90 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج