شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 2 ـ (1)
ألقى الشاعر العراقي المعروف الأستاذ يحيى السماوي قصيدة ـ يساهم بها في الاحتفاء بالأستاذ حسن صيرفي ـ فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم..
بعد أفضل الصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد الصادق الأمين.. وعلى أهله وصحبه أجمعين.. السلام عليكم أيها الأحبة..
أول أمس سألني صديقي وأستاذي الشاعر العراقي الكبير بلند الحيدري: كيف وجدت جدة وماذا تقصد بالبحار الثلاثة؟ قلت: أما البحر الأحمر فهو ذلك الأنيس العاشق، الَّذي ارتمى على قدمي جدة الحافيتين ليغسلهما، وأما الأخضر فبحر الخوجه؛ وأما الأسود فحزني أنا.
لا أعرف ـ أيها الأحبة ـ إن كانت القصيدة تحمل ترحيباً أو حباً.. لا أعرف ذلك؟ ولكني كتبتها وأنا مقتنع بأنني حاولت أن أكون قدر المستطاع نقياً كالسيف لحظة تجرده، فقد أحببتكم وأحببت أن أساهم قدر استطاعتي المتواضعة:
((أزف الرحيل))
أزف الرحيل وحان منه شروع
أيكون قبل لقائنا التوديع؟
إني سأطوي خيمتي وأظنني
أطوي فصولاً كلهن ربيع
أنا ها هنا عرف الصباح نوافذي
وهنا تدفق حولي الينبوع
وهنا توطن بعد طول تشرد
بيت وشب مع الأمان رضيع
وهنا تنعم بالدمقس مخرج
بالشوك واغترف السرور مروع
أدري بأن الدرب سوف يريقني
ويعز من بعد الرحيل رجوع
أدري وأدري أنَّ طين كهولتي
سيجف والصبح القريب يضيع
أدري ولكن الشموس بطيئة
والقلب مني يا طريق جزوع
ثكلت أماني العاشقين وأثملت
شفتاي كأسي فالهوى موجوع
كل له ليلاه تسكن هدبه
ضوءاً وليلى مقلتيَّ دموع
بالأمس نصف الليل حط بمقلتي
وجهٌ له مني الفؤاد خضوع
ترف كثوب العرس ريان اللما
عذب المقبَّل كالنعاس وديع
نغم خطاه على الدروب إذا مشى
رقص الرصيفُ فخطوه مسجوع
فسألتها كيف اهتديت لضائع؟
قالت أنينك يا شريد شموع
ورمت عليَّ ملاءة من دفئها
فأنا وليلى مبدع وبديع
قالت عرفتك والمشيب على نوى
كيف احتواك وأنت عنه منيع
ما كان شيباً يا أنيسة إنما
زبدُ السنين بمفرقي موجوع
الكبر حين يشيخ يصبح فضة
ويصير صبحاً يا مناي هزيع
لا أحسن التزويق تلك طبيعتي
أنا في الهوى كقصائدي مطبوع
ونهضت لا ليلاي قرب وسادتي
تحبو ولا حلمي إليه رجوع
فأتيت جمعكم الحكيَّ ولي به
نبع وجذر محبة وفروع
وأردت قولاً بالكريم وضيفه
فإذا القصيد إلى اللسان رجيع
يا شعر ما سر الحروف تعثرت
فكبا أمام سطوره الموضوع
نفض القصيد عليَّ كل عروضه
ومضى فغادر سمطه التصريع
بالحبر نكتب شعرنا وصفينا
بالجود يكتب وهو فيه ضليع
عذراً إذا صمت القصيد وأفصحت
بدل القصيد من السكوت ربوع
صمتي صراخ يا كريم وإنما
نطقي صدى صمتي له ترجيع
قد جئت أحمل أصغَريَّ تشوقاً
ويسوقني قبل الطريق خشوع
يا قادماً من أرض طيبة مدَّ لي
كفًّا يصافحها الفتى المفجوع
وانفض عليّ تراب دربك إنني
بتراب طيبة والمزار ولوع
واخبر شفيعي لو رجعت فإنَّ لي
قلباً عليه من الهموم قلوع
من يا شفيعي للوئام وبعضنا
للقتل والدرب الضلال شفيع
مَنْ يا شفيعي للتقى وإمامنا
فوق المصلي سيفه مرفوع
من يا شفيعي للحياة وأمسنا
عنا وعن غد يومنا مقطوع
من يا شفيعي والسياسة أصبحت
باسم العقيدة تشتري وتبيع
السيف والناقوس خلف ظهورنا
وأمامنا سوط العذاب وجوع
كبت المآذن فالقباب شهيدة
وشهيدة تحت القباب جموع
بالماء ينطفىء الحريق فما الَّذي
يطفي حريق الماء حين يريع
نبكي ونستبكي فيلسع صوتنا
صمم له دون السماع دروع
في كل يوم أشرم أفياله
عربية ومنافق وجذوع
تيس على أهلي وجاري وإخوتي
وأمام ندي أرنب مفزوع
إن الصريع إذا تسيَّد قومه
فالشعب قبل عدوه مصروع
وغد يؤم بنا الصلاة وثوبُهُ
بمياه أكواب النهى منقوع
في كل يوم تستجد فريضة
وبكل يوم بدعة وفروع
الدير يحكم تحت قبة مسجد
بعراقنا فإذا النهار هزيع
من عصر هارون الرشيد وديننا
دينارنا والموبقات ضروع
من عصر هارون الرشيد وكوزنا
زق فمن ثمل يكون ركوع
من عصر هارون الرشيد وموطني
متهتك يحدو به ووضيع
من عصر هارون الرشيد وبابنا
مخلوعة وجدارنا مخلوع
ما نحن ما هذي الحرائق تزدهي
فكأنها لحقولنا ينبوع
فتح الفرات لطارئين ضفافه
وعلى ابنه ومشرد ممنوع
عتم القصور جميعها بصباحه
وبليله سيف الضلال سطوع
رأسي على نخل الفرات معلق
وله بصومال الجياع نجيع
وهناك أختي يستبيح عفافها
صربٌ ويرتضع الوحول رضيع
ذبحت سراييفو وشيع صبحها
ليل قصارى جهده التشييع
العالم التتري ليس بسامع
غير الرصاص فإنه المسموع
لقد انتصرنا في الإذاعات التي
فيها البنادق معزف ومذيع
وقد انتصرنا في الخطابات التي
ميدانها التصفيق والتلميع
لقد انتصرنا في دكاكين الهوى
فتنفست عبق الخمور ربوع
عذراً فقد خان الشرود قصيدتي
فاعذر شريداً ما احتواه هجوع
كل البحور عبرتها بقصائدي
فمتى يطل على الفرات مضيع
لك يابن طيبة من جفوني خيمة
أوتادها مما حملت ضلوع
 
طباعة

تعليق

 القراءات :589  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 183 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.