شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
للدكتور نذير العظمة (1)
ـ 1 ـ
طلب المحتفي من المحتفى به أن يسمع الحاضرين بعض قصائده، فلبَّى الطلب وقال قصيدة مهداة إلى المتحفي سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه، وكذلك الحاضرين؛ عنوان القصيدة هي:
((مداي البعيد))
من لهذا المكرَّمِ الموؤد
في ثنايا المنى ولحد الوعود؟
من ترى يكسر القماقم حتى
تَثِبُ الروحُ في دماء القصيد؟
فلكم غَمَّهُ الغمامُ فأضحى
فَلَكاً لا يدور دون نشيد
فأجرني يا أيُّها القاصد الشهم وطَوَّقْ بالوردِ سامقَ جيدي
إيه عبدَ المقصود بورك مسعاك حميداً والدهر غير حميد
يا أخا المكرماتِ بوركَ دوحٌ
غرستها يداك للتغريد
هزني منك نخوة جنحتني
وأزاحت عني حدود الحدود
في زمانٍ الفكرُ فيه طريدٌ
من رآه يشب غير طريد
من تُرى عَلَّمَ العصور انحناء
ما لأسدٍ تصيرُ غيرَ أسود؟
يا وجوداً مكبلاً بهوانٍ
لست في عابس الزمان وجودي
في شؤون الضلع فيها يراعي
وشجونٍ الِحْبُر فيها وريدي
يحلف الدم أن أموت كما
عشت أبيًّا والكبرياءُ حصيدي
ما جديدي إلا جوادٌ أصيلٌ
وأصيلي إلا جديد جدودي
سائلي النبع عن نقاوة نبضي
واسألي النخل عن حلاوة بيدي
ما دَرَتْ هَبَّةُ الرياحِ أَمِسْكٌ
لفها حين غلغلت بورودي
أم جراحٌ يفوح منها إباءٌ
حملتْ عطره خيولُ البريد
يا أخا المكرماتِ هل عَزَّ فكرٌ
راسفٌ في عماوة وقيود؟
من ترى يصهرُ الحديدَ بروحٍ
من تُرى يوقظُ الحنينَ بعود؟
رحم الأرض عَقَّمَتْه أيادٍ
تتمنَّى بقاءَ نَسْلِ العبيد
والولاداتُ أجهضتها الوصاياتُ لتُخْفِي هويَّةَ المولودِ
عُمَرٌ لو غفا بجفنٍ قريرٍ
كانت القدسُ مربطاً لليهود
ما غوى تائهٌ بغير غويٍّ
واهتدى راشدٌ بغيرِ رشيد
آه يا جدةَ النَّدى ما لقلبي
يتمطَّى بشقِّ صبرِ الحديد
يمتطي البرقَ في سوادِ الليالي
ويضحي لفجره الموعود
لابساً غرَّةَ السحاب جبِيناً
بفؤادٍ قيثارة للرعود
حسب قلبي إذا تنفَّضَ قلبي
وملاذي بوابة التوحيد
غَنَّ يا نابضاً بجمرٍ وعطرٍ
لشراعٍ ضِدَّ الرياح عنيد
واملئي يا مجامر الند صدري
واستعيدي نشيده وأعيدي
واقبلي يا مواسمَ الشِّعرِ صوتاً
عبقريًّا يسيلُ من عنقود
واهدري يا عواصفَ الموج عصفاً
يتوالى فلَن تخرَّ بنودي
زيدُ الهولِ ها هنا يتداعى
فوقَ عزمي فيا سحائبَ زيدي
المناراتُ في الشواطىء مَدَّتْ
يدَهَا في المدى تُطَوِّقُ جيدي
تجعلُ الضوءَ لي جبيناً وصَدْراً
ثم تكسو بالشمس عُرْيَ زنودي
حَرَّرَتْ عقدةً تغلُّ جناحي
وهبتني إلى مدايَ البعيد
 
طباعة

تعليق

 القراءات :333  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 177 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.