شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
للشاعر: هشام بن مصطفى محمد الدقاق
((ذِكْرَى الاثْنَيْنِيَّة))
وذلك بمناسبة مرور ربع قرن على انطلاقتها
عَاجَ المُحبُّ عَلى رَسْمٍ بِذِي سَلَمِ
فَأَسْبَلَ الدَّمْعَ بَيْنَ القَاعِ وَالعَلَمِ
قَدْ شَفَّهُ ذِكْرُ مَنْ يَهْوَى وَزَوْرَتِهَا
عِنْدَ العَشِيِّ وَرَشْفُ السَّلْسَلِ الشَّبِمِ
يَا مَا أُمَيْلِحَ مَمْشَاهَا إِذَا خَرَجَتْ
تَرْوِي الصَّوادِي وقلبُ الصَّبِّ جِدُّ ظَمِي
فَيْنَانَةٌ بَضَّةُ الأطرافِ بَهْكَنَةٌ
حَوْرَاءُ تَفْتِكُ بِالتَّامُورِ وَالنَّسَمِ
البِشْرُ دَيْدَنُهَا وَالْخِدْرُ مَسْكَنُهَا
والطهرُ مَعْدِنُهَا في الحِلِّ وَالحَرَمِ
بانَ الخليطُ فَهَلْ فِي الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ
يَشْفِي جَوَايَ وَمَا أَلْقَاهُ مِنْ أَلَمِ
أَمْسَى الفؤادُ بِسُعْدَى هَائِماً دَنِفاً
أَنْضَاهُ سُهدٌ وعشقٌ غيرُ مُنْكَتِمِ
يَا حَبَّذَا قَهْوَةٌ بِالهِيلِ قَدْ مُزِجَتْ
تَضُوعُ أَنْفَاسُهَا مِنْ دّلَّةِ الكَرَمِ
رَيَّا القَرَنْفُلِ أهْدَاهَا تَحِيَّتِهُ
وَعَانَقَ الزَّعْفَرَانُ البُنَّ فِي شَمَمِ
تَحْكِي ذُكاءً إِذَا مَا جَاءَ يَسْكُبُهَا
ساقٍ يقدِّمها في الصبح والغَسُمِ
قرعُ الفناجين يَسْبيني ويسحَرُني
فأنثني طرباً من لذّةِ النَغَمِ
قد قلتُ قافيةً تشدو بلابلُها
يا ليلةَ الأنسِ لاح السعدُ فابتسمي
تزري بسحبانَ معْ قسٍّ بَلاَغَتُها
وحسنُ رونقِها الهطالُ كالدِّيَمِ
بشراكمُ اليومَ أهلَ الفضلِ إنَّكُمُ
حُزْتُمْ فَخَاراً عَرِيضاً غيرَ مُنْثَلِمِ
وَزَادَنَا شَرَفاً دوماً على شرفٍ
لِقَاؤُنَا بِكُمُ في المحفلِ العَمِمِ
لقد غدا منتدى الإثنينِ مُؤْتلِقاً
يؤمه الناسُ من عُرْبٍ ومنْ عَجَمِ
تلاقحتْ فيه أفكارٌ يُطارحُهَا
قومٌ عباقرةٌ كالجَحْفَلِ العَرِمِ
واقطف ثماراً من العرفانِ يانعةً
ما شئتَ من غُرَرِ الأقوالِ والحِكَمِ
يا منتدى الأدبِ الراقي ظفرتَ بما
يخلدُ الذِّكْرَ في الأقطارِ والأُمَمِ
سَلِ المَجَلاَّتِ والصُّحْفَ العَرِيقَةَ قَدْ
ألقتْ عليكَ مَدِيحاً غيرَ مُنْفَصِمِ
يا صاحِ هذي حصونُ الفكرِ شامخةٌ
في العِزِّ رَاسِخَةٌ خَفَّاقَةُ العَلَمِ
اللَّه أكبرُ في الافاقِ ما سَجَعَتْ
قمريةٌ برخيمِ اللحنِ والرَّنَمِ
اللَّهُ أكبرُ ما رَفَّتْ وَمَا سَطَعَتْ
زهرُ الكَوَاكِبِ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
بأرضِ جُدَّةَ إِثْنَيْنَيَّتي سَكَنَتْ
فِي دارةٍ فُتِحَتْ لِلنَّاسِ كُلِّهِمِ
تحكي حَدَائِقُها الغناءُ قرطبةً
أو غوطةَ الشَّامِ تَشْفِي كلَّ ذِي سَقَمِ
تَجْرِي جَدَاوِلُهَا فِي القَصْرِ تَحْسَبُهَا
خَلاَخِلَ الخُوْدِ في رَجْرَاجَةِ القَدَمِ
إن قلتَ من هذه؟ قلتُ: التي عُرِفَتْ
عِنْدَ الأَدِيبِ الأرِيبِ البَارِعِ الفْهِمِ
خُوجِيَّةَ الأَيْكَةِ الدَّافْوَاءِ يَقْصِدُهَا
أُولُو الثّقافَةِ والألبابِ وَالقَلَمِ
من أجلِ ذا قلتُ إِثْنَيْنيَّةٌ زَخَرَتْ
بِأَضْرُبٍ من جميلِ الوصفِ مُنْتَظِمِ
ولستُ أحصي مزاياها إذا ذُكِرَتْ
وَكَيْفَ لِي عَدُّ مَا يَعْلُو مِنَ الأُطُمِ
تُعْنَى بِطَبْعِ كِتَابٍ ثُمَّ سِلْسِلَةٍ
تحوي فُصولاً من الإبداعِ إنْ تَرُمِ
وللنساءِ حُضُورٌ فِي مَجَالِسِهَا
مِنَ اللَواتِي بَلَغْنَ المَجْدَ بِآلْهِمَمِ
وَكَمْ مُشَارَكَةٍ مِنْهُنَّ صَائِبَةٍ
قَدْ أَسْمَعَتْ مِنْ بَعِيدٍ كُلُّ ذِي صَمَمِ
هَا قَدْ مَضَى رُبْعُ قَرْنٍ غِبَّ نَشْأَتِهَا
أكرمْ بِصَاحِبهَا والشكرُ مِلْءُ فَمِي
قَدْ سَنَّهَا عَابِدُ المقصودِ خُوجَتُنَا
وهذهِ سنةٌ كالمُفْرَدِ العَلَمِ
ما أنسَ لا أنسَ والأيامُ شاهدةٌ
من كان رائِدَها الخِرِّيتَ فِي القِدَمِ
نجمَ الصِّحَافَةِ والآدابِ وَالِدَهَ
مُحَمَّداً وَسَعِيداً صَاحِبَ الشّيَمِ
في كلِّ يَوْمٍ لهُ لُقْيَا بكوكَبَةٍ
من الجَهَابِذَةِ الكُتَّابِ كَالقِمَمِ
بمكةَ الخيرِ منْ أُمِّ القُرَى انْطَلَقَتْ
أَسْفَارُهَا فَغَدَتْ مَوْصُولَةَ الرَّحِمِ
وهذهِ عرصاتٌ مِنْ مِنًى حضَرَتَْ
تكريمَ أهلِ الحِجَا والعِلْمِ والقِيَمِ
صفوَ التحيةِ أُزْجِيهَا إليكَ أَيَا
غربالَ كلِّ مَقَالٍ صَادِقِ الكلِمِ
خمسٌ وعشرونَ بالإنجازِ حافلةٌ
أضحتْ مآثرُهَا موفورَةَ النِّعَمِ
إليكَ يا منتدَى الاثنينِ تهنئتي
مُخْضَلَّةَ العُودِ فِي بَدْءٍ وَمُخْتَتَمِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :335  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.